اليوم سألتقي بحبيبي قال لي أنـه يريد أن يراني ليخبرني شيء مهم بعلاقتنا فرحت كثيرا وارتديت أجمـل ملابسي..ارتديت فستاني البرتقالي الذيأهداني اياه حبيبي...وذهبت الى مقر لقاءنـا والبسمـة ترتسم على شفتاي..أسير بالطريق فخورة بالحب الذي يسكن القلبي..والحبيب الذي سألبس في يومــٍ ما تاج اسمــه..الى أن وصلت الى المطعم الذي بجوار بيتي..عندما وصلت اذ بحبيبي ينتظرني مرتديا بدلـتـه السوداء وربطة عنقه البرتقاليـة التي أهديـتـه اياها..والبسمــة تزين وجهه..اقتربت منــه،قبلتـه بكل لطف، وقبلني على خدي بكل حنيــة،وجلست..فقال حبيبي:انتي اليوم أميرة الأميرات،فقلت بخجل:لكني لست أجمل من أميري، فضحكنــا..لكنــه فجأة صمت..فصمتُ انا ايضا وبدا كل منا ينظر للاخر واللهفـة تملؤ عيوننا..
قاطعتُ هذه اللحظـة وقلت:أخبرني حبيبي ، أنت اليوم دعوتني وقلت ليانك ستخبرني بشيء يخص علاقتنا..أهذا صحيح..!قال حبيبي:نعم،لكن,,قلت:لكن ماذا حبيبي؟اذ رأيت يده تلوح لاحد عمال المطعم،وفجأة أصبحت وحدي مع حبيبي في المطعم،وتوقفت الأعازيف للحظــة،وانطفأت الاضواء..واشعلت الشموع..واذ بصوت رجل يحمل قيثارة ويقترب من طاولتنا..فوقف عندها..وبدا يعزف..أعزوفــة أبهرتني،ابتسمت حينها بكل فرح ونظرت الى وجـه حبيبي..لكنـه لم يبتسم فخفت وقتها وبدت شفتاي ترتجف خوفاً مع انيبجانب حبيبي..بجانب من أشعر معـه بالأمان دائمــاً..!!وقال:اليوم هو اخر يوم سنقضيـه معـاً،فاردت أن تنتهي قصـة حبنـا وعشقنـابكل هدوء،فكما ابتدئت معنا بمثل هذه الأجواء، سنفترق أيضا بنفس الأجواء..لم استطع أن ألفظ بأي كلمـة لأرد بها على حبيبي و أوقفه بها..فقلت له: انت حبيبي وستبقى حبيبي، ألمس يداي حتى أصدق ما يدور حولي..حبيبي،اصمت ودعنا..قاطعني حبيبي وقال:اليوم وبعد ساعات ستقلع الطائرة..ستقلع هذه الطائرة وبلا عودة..فالقدر حكم لنــا أن نفترق..سأسافر الى اسطنبول للعملقلت:لا حبيبي..لا يوجد لي أحد في الدنيا سواك، لا تقل هذا مرة ثانيــة،فحبنا سيبقى الى الأبد..سأذهب معك..ولن يهمني أحد..حبيبتي ولكن أنا شاب بسيط الحال لا استطيع أن اسعدك بالحياة معي..فقلت:ومن قال لك هذا فبمجرد وجودي معك فهي السعادة بحد ذاتها..قال حبيبي:انتي فتــاة جميـلة، هناك الكثير من الشبان يتمنون قربك..قلت:و أنا فتــاة لا أستطيع العيش الا معك ولك..فقال:حبيبتي،قلت:حبيبي،لا و ألف لا لن ترحل من دوني..وفجـأة تعب حبيبي كثيراً،وبدا يسعل مرةً تلو أخرى..صرخت وقلت:ماذا بك حبيبي؟وضع يده على فمــه اذ أن الدم الأحمر ينزف على يده من فمه..تفاجأت حينهــا..وبدأت بالبكـاء..!صرخت في وجــه العازف،وقلت له: اصمت كفاك عزفـا،ً ألا ترى الرجل الذي أمامك ينزف دمــاً،اذهب واتصل بالاسعــاف،قال حبيبي: لا حبيبتي أنا بخير، لا داعي للاسعــاف،قلت له: لا تقول أي كلمــة حبيبي،اصمت وارح نفسك،وبعد دقائق وصلت سيارة الاسعاف،ونقلت حبيبي الى المستشفى،وادخل الى غرفــة العمليات فوراً،والخوف يصرخ بقلبي..
وبعد قليل جاء الطبيب،ركضت اليه مسرعـة وقلت: أخبرني ، ما هو حالأسامــة..لا تخفي عني شيء أرجوك..!
سألني من أكون : فترددت وقلت : خطيبتــه ميساء، قال الطبيب: يبدو أن موعد الطائرة قد فات،للاسف..!قلت بأعجوبــة: وكيف عرفت أن أسامــة سيسافر اليوم..!قال الطبيب:أنتِ لا تدرين انني الطبيب الخاص لأسامــة والمتابع لحالتـه المرضيــة،قلت بخوف: عن ماذا تتحدث أيها الطبيب،أي حالة مرضية هذه..!
قال:اوه يبدو انكِ حقـاً لا تدرين عن مرض السرطان الذي أصاب خطيبـك،عندمــا سمعـت هذا فقدت احساسي بما حولي، وأغمى علي، ولم أشعر بنفسي الا و أنا نائمــة على الفراش باحدى غرف المستشفى،فتحت عيني ،وذهبتفوراً الى غرفـة العمليات التي يوجد بها أسامـة،فوجدتها فارغـة،سألت أحد الممرضين عنــه
فقال :انه قد نقل الى غرفتـه ليرتــاح هنــاك،سعدت جداً عندما سمعت هذا الخبر،وسألته:أين أجد طبيب أسامـة المختص بحالتـه،قال الممرض :أنـه بغرفـته،قلت له:وهل أستطيع أن أذهب اليـه لأراه،قال: دعيني أرجعــك الى غرفتك وسأقول للطبيب أن يأتي بنفسـه اليكِ،قلت:حسنـــاً ولكن،في البدايــة خذني أرى أسامــة،قال:حسنــاً..لكن ،أرجوكِ لا تتحدثي معــه،لأنــه يحتاج الى فترة من الراحــة..قلت:بتأكيدوصلت الى غرفــة أسامـة ،و جلست بجانبــه،واكتفيت بلمس يده وخده بكل حنــان،وقبلت يده ووضعتهــا على صدري..
وذرفت دمـعة من عيني،وقلت بصوت منخفض:أرجوك حبيبي،استقيظ ،اشتقت لبريق عينــاك..ثم خرجت من غرفتـه بكل هدوء،فوجدت الممرض بانتظاري،وعاد بي الى غرفتي،واستلقيت على سريري،وبعد قليل..طرق باب غرفتي..قلت:تفضل..دخل الطبيب غرفتي،وقال لي:كيف صحتك الآن
قلت :أنا بخير ما دام أسامــة بخير، فقال الطبيب:لقد اخبرني أحد ممرضين المستشفى انك تريدينني،قلت:نعم أريد أن تقول لي عن صحــة أسامـة ،وتخبرني عن مرضــه..قال الطبيب:حسنــاً، قد جاء أسامـة لي في يومٍ من الأيام كأي مراجـع لدي وقال أنهيشعر بألم دائم في رأســـه،وعندمــا أجريت عدة فحوصاتظهر لي أنه مصاب بمرض لا مفر منـه، مصاببالسرطان في رأسـه
"اللهم عافينــا"،وأعطيته بعض الأدويــة لأخفف عليــه المرض و أخفف له ألم رأسـه،اذ للأسف
بدا المرض ينتشربجميـع أنحاء جسده،وقلت لــه،يجب أن تسافر لدول أوروبا لتتعالج هنــاك،فهنــاك يوجد أجهزة بشكل متطور أكثر،ودع أملك بالله كبير..فوافق أسامــة وحجز أول طائرة ستقلــع الى اسطنبول ليسافر،ولكنــه لم يخبرني ابداً عنكِ ولم يقل لي أنه على ارتباط بأي فتــاة،فقلت:أنا و أسامــة كنا على وشك الارتباط في نهايــة السنــة هذه،فنحن ننتظر أن أنتهي من دراستي الجامعيــة،اذاً فهذا السبب الذي... ،قال الطبيب:اكملي حديثك،لِمَ صمتِ..!قلت والدمعــة تملؤ عيني : لهذا السبب قال لي اليوم أنه يريد أن نفترق..و أخبرني أنــه مسافر ليعمل بالخارج..و رفض أن أسافر معــه..نعم،فكان المفروض أن يكون بمثل هذا الوقت ب " اسطنبول " ،لكني سأحجز لــه تذكرة ثانيــة لنقلـه الى أحد مستشفيات " اسطنبول " ،فقلت:أرجوك احجز تذكرتين لي ولـه، أرجوكـ..قال الطبيب: حسنــاً.وبعد مضي ثلاثــة أيام و أسـامـة على نفس الحـال،جاء اللي الطبيب و اخبرني ان الطائرة ستقلع غداً في تمام الساعـة الواحدة ظهراً، فقلت لــه: جيد جداً،سأذهب اليوم الي بيتي وبيت أسامــة لأوضب الحقائب،وسأكون غداً في تمام الساعــة ثانيـة عشر ظهراً في المطــار.وفي اليوم تالي..إلتقيت أنا والطبيب و أسامــة في المطــار
وقال لي الطبيب:انتبهي على نفسك..وعندما تصلين هناك أخبريني وطمئنيني عنكِ وعن أسامــة،صافحتـه وقلت :بالتأكيد.
وحين وصلنــا" اسطنبول " وبعد عدة عمليــات واجراءات بدأ أسامــة بالتحسن تدريجياً، وكنت كل يوم أتصل بالطبيب لأطمئنــه عن حالنــا، الى أن تعافى أسامــة بالكامـــــل،وكان قد مضى ثلاثــة أشهر على مضينا بـ " اسطنبول "فعدنــــــا بعدهـــا الى الأردن،ولكــنه أخبرني اننا
أولاً سنذهب الى نفس المطعم الذي جلسنا فيــه اخر مرة ، فقلت: لِمَ حبيبي،دعنا نذهب الى الطبيب أولا لنخبره بأننا وصلنا،قال:حسنــاً لكن في البدايـــة سنذهب الى المطعم قلت:وماذا هنــاك أيضاً لتخبرني اياه ، قل ماذا تريد حالاً، ضحكنا سويا وتابعنا طريقنـــــا.وصلت أنا وحبيبي الى المطعم وقد كان خالي،لا يوجد سوى عازف القيثارةو الشموع،وحين وضعنا قدمانا على أرضية المطعـم،بدا العازف يعزف نفس الأعزوفــة,,
فأمسك أسامــة بيدي وأخذني لنرقص سوياً..فرقصنا ورقصنــا..والبسمــة تملئُ عيوننا..وفجــأة حملني حبيبي..وكنت كالعصفورة بيده..وعند انتهاء الأعزوفــة أجلسني على كرسي، وركع هو على الأرض..
وقال لي:أحبكِ و أعشقــكِ و لا حياة من دونكِ، سنبقى طيلـة الحياة سويا ،فهل تقبليني زوجــاً لك..،اذ أنيرت الأضواء و بدأنــا نسمع أصوات تصفيقوظهر الطبيب من الباب، ابتسمت وابتسم حبيبي ، والطبيب لا يزال يصفق،وقلت
بكل لهفــة:وكيف أرفض حبيبي كيف أرفض من ملك قلبي وكياني..أحبك..فأنا موافقـةأحضر الطبيب المحابس وأعطاهم لأسامـةفألبس كل منهما الاخر خاتم,,
وعادت الأعازيف وعدت انا وحبيبي إلى الرقص.
