مجرّد قَلماً يمضي قُدماً في الكِتابة

عازفة الأمل

مشرفة, صفحة بيضا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







مجرّد قَلماً يمضي قُدماً في الكِتابة






لا أعلم لِما نَحنُ دوّماً نغُوص في الكَلام دُون العَمل ،
ونتَفننَ في عَرضـه ، ونَكْسيّه حُللّ البيّان ،
وأبجديَّـة التميّز ، وندّثرُه بـ رِدَاء البَلاغـة ،
ولو تأملنَا فيه قليلاً لـوجدنَاه كَلام خَاوي على عُروشِـه ،
لا يَرفع ولا يخفض ،
مجرّد قَلماً يمضي قُدماً في الكِتابة ، وحِبراً يُعانق الوَرق ،
بلا حيّاة بلا هَدَف بلا صدْق ، فقط نَكتُب لأننّا نُريد أن نَكتُب ،
ولكنْ لـ يكون لديّنَا حصَاداً مَعرفيَّاً هذا الذي لانُريّـدُه ولا نبتغيِّـه ،
ولا نتوق لـ نكون من أصحَـابِه ، فـ لا حَوْل ولا قوة إلاّ بالله !

ليس بـ وسعي أن أتخيّل لو أننّا جَعلنا حُروفنَا تنْساب على سجيّتها ،
بلا تَكلّف وبلا أقنعـة نُلبسها إيّاه لـ تُخفي حقيّقة تَسكن
بـ داخلنـا ، وجَعْلنَاها حُروفاً بألوان طيّفية مُبهجة تطرق باب كل قَلب ،
وتُـلامس كلَّ قضيّة ، وتضمّد جِراح الأمّـة ، وتَصدَحُ بالحقّ ،
وتُفَتش عن مَحاور تُناقشهـا ، وتبدي رأيها في
مُشكلة مجتمع قدْ تفَاقَمتْ ،
حقّاً حينها سيّصبح للكَلام لذّتـه ، وللغَـة مكَانتها ، وللحديث مَعْنى،
وللنْصح أثـرْ ، ونَشعر بالإرتياح لأننـا نثق
أن كلّ ما نكتبـه يُمثِّلنـا يمثّل ذواتنـا ، يمثّل فكْرنـا ،
يمثّل مَشاعرْنـا المتَوْهجَـة نَحو ما نَرْنوا إليه ،
ونحققّ غَايتنَا المنشودة ؛ لأننا حينَما ننسجُ حُروفنـا
ننسُجَها بـ عَرقِ جبيّن ، ننسُجها ونحنُ نعقدُ اليقين
بأنّ غَايتنـا المُختبئة خلْف سُطورنـا ،
ستَشمخُ أبنيَّتها في أرض الوَاقع ، وستَكون لها قوَاعد
لامثيّل لها بالقوّة والصَّـلابة ،
وتَكون حُروفنـا دلالَة للسَّائرين ، ومحطَّة إرشاد للعَابرين .

سـ نُصبح أمّة لا تَفْتر عن الرّقي في دَرَج العُلا ،
سـ نُصبح أمّة إقرأ التي تقرأ وتَكتب ،
وتُغذي العَـالم بـ معلقَة الثَّقافـة الوَاسعة في شتّى المجَالات ،
أتعلمون لِما قُلت [ الثّقافة الواسِعـة ]
لأنّ كلّ قريحَة ستَجود بما فيها ، مُبتعدة عن التكلّف وإتّبَاع الغيّر ،
فـ الثقافـات تختَلف والتَفكير أيضاً ،
فـ نكوّن حصاداً فكريّاً ضخماً يجُوب الأفق، على ظَهْر طَائِر نتَـاج أقْـلامِنا .


يَارب ألهِم حُروفنَا الصدّق ،
وبثّ بين حنَاياها الحيَّــــاة
 
الوسوم
الكِتابة في قَلماً قُدماً مجرّد يمضي
عودة
أعلى