وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله"*17*

المنسي

الاعضاء
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم



وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله"

إبراهيم بن عبدالرحمن الدميجي

16/ 2/ 1433

@aldumaiji



................................................................
(1) (تفسير ابن جرير الطبري: 9/518).
(2) (المسند: 5/153, 162).
(3) قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "لم يأت قبل ابن تيمية بخمسمئة سنة مثله, أي: بعد الإمام أحمد المتوفى سنة 241هـ.
قال الإمام ابن باز رحمه الله معلقاً: ولا نعلم إلى عصرنا هذا من قد أتى مثله, رحمه الله.
قلت: فمنذ 1190 سنة لم يأت أحد كهذا الإمام المجدد الصدّيق, فهل يُلام من أحبه ووثق بنصحه وعلمه.
بادٍ هواك صبرتَ أم لم تصبرا وبُكاك إن لم يجر دمعك أو جرى
ونقول فيه كما قال ابن عمر رضي الله عنهما في ابنه سالم:
يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ
ومن طعن في الإمامين ابن تيمية أو ابن عبدالوهاب فاتهمه على الإسلام, فقد قاما بالدين حق القيام, وجدد الله بهما ما اندرس من معالم الإسلام. قال الشيخ عبدالكريم الخضير في شرحه لبلوغ المرام, كتاب الصلاة: "وقد سئل الشيخ محمد رشيد رضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ هل هو أعلم من الأئمة الأربعة أم هم أعلم منه؟ فأجاب بجواب موفق فيما أحسب، قال: باعتبار أن شيخ الإسلام تخرّج على كتب الأئمة الأربعة, وكتب أتباعهم فلهم الفضل عليه من هذه الحيثية، وباعتباره جمع بين ما قالوه وأحاط بما كتبوه، يعني إحاطة بشرية لا يعني هذا أن شيخ الإسلام أحاط بكل ما كتب أو ما قيل، نعم، فهو من هذه الحيثية أشمل منهم علماً، هذا كلامه, وهناك أمر ينبغي أن نتنبه له وهو فضل علم السلف".
ولد شيخ الإسلام سنة 661 ومات سنة 728 وله 67 سنة و10 أشهر, رحمه الله. ولا فضل إلا بالتقوى وتمامها العلم والإيمان: وهؤلاء الأئمة سلمان والحسن البصري وابن سيرين وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد, كلهم من فارس "لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء".متفق عليه.
(4) مجموع الفتاوى (17/310).
(5) وانظر: (دعاوى المناوئين) د. عبدالعزيز العبداللطيف. وإذا أحيل أحدكم على مليء فليتبع. وانظر (عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثرها في العالم الإسلامي) د.صالح عبدالله العبود.
(6) عن مصطلح الوهابية قال الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: "إن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليست منهجاً جديداً, وليست فكراً جديداً، وأكرر هنا المناداة بأن من يستطيع أن يجد في كتابات الشيخ ورسائله أي خروج على الكتاب والسنة وأعمال السلف الصالح, فعليه أن يبرزه ويواجهنا به. لذا أدعو الكُتّاب والباحثين إلى عدم الانسياق وراء من ينادي بالوقوع في فخ مصطلح "الوهابية" وأنه مجرد مصطلح, بينما يتناسى هؤلاء الهدف الحقيقي من وراء نشر هذا المصطلح للإساءة إلى دعوة سلفية صحيحة ونقية, ليس فيها مضامين تختلف عما جاء في القرآن الكريم وما أمر به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, بخاصة أن هذا التشويه جاء من جهات متعددة لا يروق لها ما تقوم به تلك الدعوة الصافية من جهة، وما أدت إليه من قيام دولة إسلامية تقوم على الدين أولاً وتحفظ حقوق الناس وتخدم الحرمين الشريفين، وهي الدولة السعودية التي مكنها الله في هذه البلاد لتخدم المسلمين جميعاً وتحافظ على هذا الدين، لأنها قامت على أساسه ولا تزال". (عن جريدة الحياة اللندنية. الأربعاء 14 جمادى الأولى 1431هـ).
(7) وانظر (ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي) و(شرح الطحاوية) للدكتور سفر الحوالي فقد أجاد وأفاد جزاه الله خيراً.
والشرع في هذا الزمان يطلق ويراد به أحد ثلاثة معان: شرع منزل؛ وهو الكتاب والسنة, وشرع متأول؛ وهو موارد الاجتهاد التي تنازع فيها العلماء, وشرع مبدل؛ مثل الأحاديث الموضوعة والتأويلات الفاسدة والأقيسة الباطلة والتقليد المحرم. وانظر: (مجموع الفتاوى: 11/430_431).
(8) (مجموع الفتاوى: 15/105).
(9) (فتاوى الأئمة النجدية: 3/336).
(10) (الدرر السنية: 1/522).
(11) (الدرر السنية: 10/434_435).
(12) (الهدية السنية: 40) عن (دعاوى المناوئين: 127).
(13) (الفتاوى: 5/118).
(14) وانظر: (التوسل والوسيلة, والرد على البكري, والرد على الأخنائي لابن تيمية, والصارم المنكي لابن عبدالهادي, وكشف الشبهات للمجدد).
(15) وانظر في تاريخ نشأة البدع (منهاج السنة النبوية 1/ 306). وانظر (شرح الطحاوية. د. الحوالي).
(16) وقد قيدت كلمة التوحيد بالقيود الثقال (تيسير العزيز الحميد: 88_91).
(17) قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن: (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله صار علماً للموحدين وحجة على الملحدين.
(18) (الفتاوى: 11/697).
(19) كما ذكر ذلك الدكتور عبدالله الدميجي في (شرح كتاب التوحيد).
(20) (تيسير العزيز الحميد: 99).
(21) ينظر: شرح باب الخوف من الشرك من (تيسير العزيز الحميد) للشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد رحمه الله (114_122).
(22) (تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد: 24_37) الإمام الصنعاني.
(23) (مجموع الفتاوى:4/ 137_138).
(24) (الفتاوى: 3/375).
(25) (الفتاوى: 3/346).
(26) (البدع لابن وضاح رحمه الله: 80).
(27) (شرح السنة للبغوي:1/217).
(28) (مجموع الفتاوى: 26/202).
(29) مجموع الفتاوى (17/244). وانظر (الحموية) لشيخ الإسلام, وكذلك (درء التعارض) بتمامه.
(30) (السنّة لمحمد بن نصر المروزي: (94).
(31) (الفتاوى: 4/107_108).
(32) (الاعتصام: 1/37).
(33) (مجموع الفتاوى: 13/172).
(34) (مجموع الفتاوى: 11/600).
(35) (الاعتصام: 545).
(36) (الاعتصام للشاطبي: 1/28).
(37) (شرح السنة للبغوي: 1/216).
(38) (شرح اعتقاد أهل السنة: 1/121).
(39) (البدع لابن وضاح: 34, 89).
(40) (فهم السلف الصالح للنصوص الشرعية. د.عبدالله الدميجي: 97_99).
(41) (جامع بيان العلم وفضله: 2/93).
(42) (جامع بيان العلم وفضله: 2/93). وللاطلاع على نماذج من رجوع بعض مشاهير العلماء الذين كانوا رؤوساً للمبتدعة إلى السنة ينظر (الحموية) لشيخ الإسلام.
(43) (الفتاوى: 4/149).
(44) (الدرر السنية :1/ 78).
(45) (الدرر السنية: 10/149_239).
(46) (الدرر السنية: 1/387_439).
(47) (الدرر السنية: 11/ 317).
(48) (الدرر السنية: 1/222_241).
(49) (الدرر السنية: 1/302_306).
(50) وانظر: (مجموع الفتاوى: 3/370_375) (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح عليه السلام:1/59_71) (2/133_136) (3/100_125) (شرح الواسطية) الشيخ العثيمين: 438_448) (التعليقات المختصرة على متن الطحاوية) الشيخ صالح الفوزان: 258_267) (تسهيل فهم شرح الطحاوية) د.خالد الغامدي (607_610).
(51) (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: 17/372).
(52) (الدرر السنية: 8/204).
(53) (الدرر السنية: 8/97).
(54) (طبقات الحنابلة: 1/310).
(55) (الفتاوى:19/72).
(56) (عن تيسير العزيز الحميد: 127).
(57) (الفتاوى: 10/372) وانظر: (12/488).
(58) (الفتاوى: 10/372).
(59) مجموع الفتاوى (12/ 180).
(60) (الفتاوى: 28/208). وانظر كلام الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في (مجموعة الرسائل النجدية :2/137). وفي التحذير ممن التكفير بالعموم ينظر (التعليقات المختصرة على متن الطحاوية) الشيخ صالح الفوزان(139_151) (معارج القبول: 3/1215_1222).
(61) (تيسير العزيز الحميد: 116).
(62) وانظر: (ضوابط تكفير المعيّن عند الشيخين ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب) أبو العُلا راشد الراشد (44 وما بعدها).
(63) (الفتاوى: 11/ 406).
(64) (الفتاوى: 3/ 278_292).
(65) (مجموع الفتاوى: 19/ 86).
(66) (الفتاوى: 19/72).
(67) (كتاب الإيمان. باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها. رقم (191).
(68) (الدرر السنية: 9/ 212_232).
(69) وهذه المجرمة أمريكا, قد افترت على المسلمين بما فعلته في 23جمادى الثانية 1422هـ (11/9/2001) من أجل إيجاد مبرر لها لغزو المسلمين ونهبهم, تلك المؤامرة الرهيبة, والجريمة القبيحة, إما بالمباشرة أو الاختراق والتحريك غير المباشر, وقابل ذلك بعض السذج من أبنا المسلمين, فوقعوا في شَرَكِهِم.
ولكن مع ذلك فأمريكا في الحقيقة قد حفرت قبرها بيدها, واستعجلت حتفها بمكرها, وعاد جلّ مقصودها عليها, فقد انشرخ اقتصادها, وانكشف خبث سياستها, ودخل الناس في دين الله أفواجاً في عقر دارها, كما صَحَتْ شعوب من غفلتها واستيقظت من نومها ووثبت من سباتها, وتباينت الصفوف واستبانت سبيل المجرمين, وظهر الحق الأبلج المستبين, فمن الناس من آثر الذلة والخنوع, ومنهم من تهور وتخوض في الدم المعصوم, تارة على أهله, وأخرى على ذي عهده, ولكن الفئة الظاهرة المنصورة بقيت بحمد الله ظاهرة عزيزة ببيانها وقوة حجته وبرهانها, وغداً بإذن الله بقوة سيفها وقناها, لذلك فلا مندوحة لكل مسلم عن المساهمة في نصرة دين الله في نفسه أولاً بإصلاحها, ثم بما يطيقه في مجتمعه بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن, ولزوم غرز العلماء الراسخين الناصحين, وأن لا يطير مع كل مطيّر, وأن يتهم رأيه قبل غيره قال عمر رضي الله عنه: "اتهموا الرأي على الدين, فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي, وما ألوم عن الحق" رواه البزار. وقال ‏ ‏سهل بن حنيف رضي الله عنه: ‏"يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم ‏‏أبي جندل ‏ ‏ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏عليه لرددته, وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه...". رواه البخاري.
وبالجملة؛ فتلك المكيدة الصهيونية بشقيها اليهودي والصليبي ضد الإسلام الحقيقي _الذي يعطي كل ذي حق حقه من والموالاة والمعاداة, ولا يغفل الأمور الكلية والتفصيلية في الشريعة_ قد ردّها الله خائبة كسيرة حسيرة, حتى وإن غنموا بعض الأسلاب المادية, فإن الناظر للبعيد استشرافاً وتوقعاً وقياساً _والعلم عند الله_ يرى تباشير نصر الإسلام وعز أمة محمد صلى الله عليه وسلم. واعتبر ذلك بشدة ضراوة تلك الحملة الفاجرة على كل ما هو سلفي _حتى وإن شطحت بعض الأفعال أو التصرفات ببعض أبنائها_ ثم انظر إلى النتائج التي تثلج الصدر, والثمرات التي تبهج نفس الموحد المؤمن. فظهرت السلفية بين العامّة باعتبارها الأصيل المنتسب إلى السلف الصالح في كل ما يأتي ويذر, وليس لرجل دون رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما علا كعب فضله, فنبذ كثير من الناس البدع المحدثات, وعظموا السنة والآثار, وأظهروا التوحيد, وأبطنوا التجريد, وطرحوا الطواغيت وصرعوا السدنة, فلله الحمد وهو للحمد أهل.

 
الوسوم
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله17
عودة
أعلى