وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله"*11*

المنسي

الاعضاء
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم



وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله"


وقال الحافظ ابن القيم رحمه الله: "إن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله, فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله؛ فإنه لا يسوغ إنكاره, وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله, وهذا كالإنكار على الملوك والولاة في الخروج عليهم, فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر"(91).





"خَطَرُ القَوْلِ بِعَدَمِ تَكْفِيرِ المُعَيَّنِ بِإِطْلَاقٍ, وَخُبْثُ مَذْهَبِ المُرْجِئَةِ"
الإرجاء في لغة العرب هو التأخير، قال تعالى: "قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ" (الأعراف:111). أي أمهله وأخره.

ولقبوا بالمرجئة لبدعتهم لمّا أرجأوا العمل عن الإيمان، أي أخروه, فأخرجوا العمل عن مسمّى الإيمان, وهذا هو جامعهم, وهذا مخالفة لصريح القرآن والسنة وخرق لإجماع السلف الصالح, وقد أشبع العلماء هذه القضية بحثاً, والدلائل متواترة في كون العمل داخلاً في مسمى الإيمان, وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

وبعضهم يلتزم بلازم القول بإخراج العمل عن مسمّى الإيمان؛ فيزعم أن الإيمان لا تضره معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة! وإن كانت هذه المقولة لا يمكن نسبتها إلى فرقة معينة من فرق المرجئة, كما بيّن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.

وأشهر أقوال المرجئة في الإيمان ثلاثة؛ الأول: أن الإيمان مجرد تصديق القلب ومعرفته، وهو قول الجهمية ومن وافقهم. الثاني: أن الإيمان مجرد قول اللسان فقط, وإن لم يكن معه اعتقاد قلب, وهو قول الكرامية, وقد اندثر. الثالث: أن الإيمان قول اللسان، وتصديق القلب، وهو قول مرجئة الفقهاء، فعمل الجوارح خارج عند جميع المرجئة عن مسمى الإيمان، والإيمان عندهم مستوىً ثابت لا يزيد ولا ينقص, ويلزم من ذلك أن إيمان شر الخلائق كإيمان خيرهم!.
أما أهل السنة والجماعة فيعتقدون أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. والقسمة في القول والعمل رباعية: قول القلب وعمله, وقول الجوارح وعملها, فقول القلب كأركان الإيمان الستة, وعمل القلب كالحب والبغض والرضا والتوكل, وقول الجوارح أي باللسان كالذكر والدعاء والأذان وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وعمل الجوارح كالصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد. نسأل الله حسن المعتقد وسلامة العمل, ونعوذ به من مضلات الفتن.


قال إبراهيم النخعي رحمه الله محذّراً من بدعة هؤلاء: "لفتنة المرجئة على هذه الأمة أخوف عندي من فتنة الأزارقة" (92). والأزارقة هم طائفة من عتاة الخوارج.

وقال سفيان الثورري رحمه الله: "دين محدث دين الإرجاء" (93). ومن الإرجاء؛ القول بعدم تكفير المعيّن بإطلاق حتى مع قيام الحجة الرسالية, بشبهة احتمال كونه مؤمناً باطناً.

ومن أسباب ضلال المرجئة حصرهم التوحيد في الربوبية فقط, وأنه الواجب على المكلف, ومن ثم قصرت تصوراتهم لحقيقة الشرك المناقض للتوحيد, فحصروا الشرك في الربوبية كمن يعتقد أن الخلق والتدبير لغير الله ونحو ذلك, أما علماء الدعوة وسلفهم الصالح, فقد تصوروا التوحيد والشرك تصوراً تاماً, وفهموهما وفقهوهما على التفصيل.

ومن موارد الزلل عند المرجئة أو من تأثر بهم؛ إدخال بعض أهل المكفرات الكبرى في دائرة الإسلام بحجة أنها لا تُخرج منه بصفتها كبائر أو صغائر بل زعم بعضهم أنها مستحبات مشروعات كمسألة التوسل الشركي "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى" (الزمر: 3) فغفلوا عن أن هذا عين دين أبي جهل وأبي لهب, الذي بعث لنقضه الأنبياء "ومن يضلل الله فماله من هاد" (الزمر: 36) وصار التوحيد الذي أقر به مشركو العرب هو توحيد هؤلاء "ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون" (يونس: 31).

وسبب انحرافهم أنهم لم يعلموا الحد الفاصل بين المكفرات المخرجة من الإسلام الناقضة للملة, وبين ما دونها, فهم لم يتصوروا حقيقة التوحيد تصوراً كاملاً سليماً, ولذلك غَبَشَ الشركُ بصيرتهم وأعماها, فلم يتبينوا حده ومنتهاه. وقد تعلق المرجئة بتقسيم بعض العلماء الكفر إلى اعتقادي أكبر وعملي أصغر, دون معرفة لمعنى الكفر العملي الذي ذكره أولئك العلماء, وأنهم لم يقصدوا أن كل الأفعال والأقوال داخلة في الكفر الأصغر.

ومن أسباب ضلالهم إلفهم عوائد الأسلاف, فلم يجرؤ بعضهم أن يعتقد أن فلاناً المقرب إلى قلبه قد فعل فعلاً وُصف في محكم التنزيل بالشرك والكفر, فيبحث عن المتشابه ما يطرُد عنه ذلك الوارد المرير الناصح, ويرد المحكم إلى المتشابه فيضل ويضل. "بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون" (الزخرف: 22).

ومنها التقليد الأعمى لمن جلّ في عينيه وكبر في فؤاده, فالحق عنده ما قاله فلان, والباطل ما أنكره, فيعرف الحق بالرجال ويقيسه عليهم, ويخاطر بمصيره وفرصته الوحيدة, مع إلغاء عقله وإبعاد تفكيره وتهميش ترجيحه "بل الإنسان على نفسه بصيره . ولو ألقى معاذيره" (القيامة: 14_15) قال علي رضي الله عنه: "إياكم والاستنان بالرجال, فإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة, ثم ينقلب لعلم الله فيه فيعمل بعمل أهل النار فيموت وهو من أهل النار!...فإن كنتم لا بد فاعلين فبالأموات لا بالأحياء" (94). وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن, وإن كفر كفر, فإنه لا أسوة في الشر, ومن كان مستناً فليستن بمن قد مات, فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة".

وقد تكاثر المضلون وتوارد المخذولون على إقرار الشرك في الناس, ونسج المبررات لفعلهم الوخيم. نعوذ بالله من الخذلان, ونبرأ إليه من دين أهل النيران.

قال الشيخ صالح آل الشيخ: "مما تميزت به دعوة الإمام أنه يدعو للتوحيد بالتفصيل, فهي دعوة تفصيلية وليست إجمالية, أما إجمالاً فأكثر العلماء حتى في عصره كانوا مقرين به, لذلك فإنه لما عرض دعوته على علماء الأمصار, قال: وافقوني على ما قلت, وخالفوني في مسألتين؛ التكفير والقتال, وذلك لأنهما متفرعتان عن الدعوة لأَفراد التوحيد والنهي عن أفراد الشرك تفصيلاً"(95). وشيخ الإسلام رحمه الله سلّ السيف على الكفار الذين يدّعون الإسلام كالتتار والنصيرية وأفتى بكفرهم. وقد أطال الحديث عن الجهاد بأنواعه بالبيان والسنان, ومن أعلاه القتال في سبيل الله. (96).

والقول بعدم تكفير المعين مطلقاً مطية تعطيل حكم الردة, وزاملة إلغاء البراءة من المشركين, ودعوة للزنادقة ليجاهروا بالكفر والوثنية وإظهار دين أبي جهل وأبي لهب والصابئة والمجوس واليهود والنصارى وسائر الضلال. كما أن التجاسر على تكفير الناس بلا برهان حفرة كبرى من النار, قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله: "والتجاسر على تكفير من ظاهره الإسلام من غير مستند شرعي ولا برهان مرضي, يخالف ما عليه أئمة العلم من أهل السنة والجماعة, وهذه الطريقة هي طريقة أهل البدع والضلال" (97).

والتساهل في الأقوال والأعمال قد يؤدي إلى الكفر وإن لم يقصد صاحبه ذلك المآل المظلم. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كفر كَفَرَ بذلك, وإن لم يقصد أن يكون كافراً, إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله" (98).

وقال الإمام المجدد: "فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب (باب حكم المرتد) وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه, ثم ذكروا أنواعاً كثيرة, كل نوع منها يكفّر المسلم ويحل دم الرجل وماله, حتى أنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه, أو كلمة يذكرها على وجه المزاح واللعب" (99).

وقال أيضاً: "ولنختم الكلام إن شاء الله تعالى بمسألة عظيمة مهمة تفهم مما تقدم، ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول: لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً. فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه كثير من الناس، ويقولون هذا حق، ونحن نفهم هذا ونشهد أنه الحق، ولكنا لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، أو غير ذلك من الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه إلا لشيء من الأعذار قال تعالى: "اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا" (التوبة: 9) وغير ذلك من الآيات كقوله: "يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ" البقرة: 146) فإن عمل بالتوحيد عملا ظاهراً وهو لا يفهمه أو لا يعتقده بقلبه فهو منافق، وهو شر من الكافر الخالص "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ" (النساء: 145) وهذه المسألة مسألة كبيرة طويلة, تتبين لك إذا تأملتها في ألسنة الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دنيا أو جاه أو مداراة لأحد. وترى من يعمل به ظاهراً لا باطناً، فإذا سألته عما يعتقد بقلبه فإذا هو لا يعرفه. ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله: أولاهما قوله تعالى: "لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" (التوبة: 66) فإذا تحققت أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع الرسول صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه المزح واللعب تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر أو يعمل به خوفاً من نقص مال أو جاه أو مداراة لأحد أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها. والآية الثانية قوله تعالى: "مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ" (النحل: 106_107) فلم يعذر الله من هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان، وأما غير هذا فقد كفر بعد إيمانه، سواء فعله خوفاً أو مداراةً أو مشحّةً بوطنه أو أهله أو عشيرته أو ماله، أو فعله على وجه المزح، أو لغير ذلك من الأغراض إلا المكره، فالآية تدل على هذا من جهتين: الأولى قوله: "إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ" (النحل: 106) فلم يستثن الله تعالى إلا المكره. ومعلوم أن الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل. وأما عقيدة القلب فلا يكره عليها أحد. والثانية قوله تعالى: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ" (النحل: 107) فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد أو الجهل أو البغض للدين أو محبة الكفر ، وإنما سببه أن له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فآثره على الدين. والله سبحانه وتعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم (100).

وقال الإمام المجدد مؤكداً ضابط عدم قيام الحجة على الجاهل: "كيف تشكون في هذا وقد وضحت لكم مراراً أن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام, أو الذي نشأ ببادية بعيدة" (101). إذن فالشيخ وتلاميذه وأئمة الدعوة وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه ومن سبقهم من السلف جادتهم واحدة واضحة جلية, فمن رام غير جادتهم فلا ينتسب لهم ولا ينسبهم إلى رأيه. فمن موانع التكفير عندهم؛ حديث العهد بالإسلام, ومن نشأ بمكان بعيد عن المسلمين, ومن نشأ في أمكنة أو أزمنة عمّ فيها الجهل واندرست فيها معالم الإسلام وآثار النبوة (102). قال الإمام ابن باز رحمه الله: "من يعذر بالجهل كالذي ينشأ في بادية بعيدة عن الإسلام في أطراف الدنيا, أو لأسباب أخرى كأهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الرسالة, فهؤلاء معذورون بجهلهم" (103). ويرى بعض أهل العلم المعاصرين حمل كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم علي الفهم التام المفصل وهذا غير ظاهر.

قال المشايخ عبدالله بن عبداللطيف وإبراهيم بن عبداللطيف وسليمان بن سحمان: "وأما قوله عن الشيخ محمد أنه لا يكفر من كان على قبة الكوّاز ونحوه, ولا يكفر الوثني حتى يدعوه وتبلغه الحجة فيقال: نعم, فإن الشيخ محمداً رحمه الله لم يكفر الناس ابتداءً إلا بعد قيام الحجة والدعوة, لأنهم إذ ذاك في زمن فترة أو عدم علم بآثار الرسالة, ولذلك قال: "لجهلهم, وعدم وجود من ينبههم" فأما إذا قامت عليهم الحجة فلا مانع من تكفيرهم وإن لم يفهموها....ولا يجادل في هذه المسألة ويشبّه بها إلا من غلّب جانب الهوى, ومال إلى المطامع الدنيوية, واشترى بآيات الله ثمناً قليلاً" (104). فكلام الإمام مستقيم ومضطرد ويصدق ويفسر بعضه بعضاً, ومن سبر مصنفاته واستقرأ كلامه وتتبع فتاويه استبان له ذلك, ومن ذلك: "فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه, وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل, وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله" (105).

وقال الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بيانه المكي المشهور: "....هذا ما نحن عليه مخاطبين من له عقل وعلم, وهو متصف بالانصاف, خال عن الميل إلى التعصب والاعتساف, ينظر إلى ما يقال, لا إلى من قال. وأما من شأنه لزوم مألوفه وعادته, سواء كان حقاً أم غير حق فقلد من قال الله فيهم: "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" (الزخرف: 23) عبادته وجبلته أن يعرف الحق بالرجال لا الرجال بالحق, فلا نخاطبه وأمثاله إلا بالسيف, حتى يستقيم أوده, ويصح معوجه, وجنود التوحيد بحمد الله منصورة, وراياتهم بالسعد والإقبال منشورة "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" (الشعراء: 227) "إن حزب الله هم الغالبون" (المائدة: 56) "وإن جندنا لهم الغالبون" (الصافات: 173) "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" (الروم: 47) "والعاقبة للمتقين" (الأعراف: 128).

 
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
 
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله"*11*
 
الوسوم
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله11
عودة
أعلى