املي بالله
نائبة المدير العام
أمكنة في الجسم لا يصلها الدواء
بعد أن يتناول المريض الدواء،على المادة الكيميائية في الدواء أن تجتاز متاهة حقيقية وعليها أن تبقى حية في رحلتها عبر المعدة وأن تدخل الأمعاء سليمة قبل اختراقها الجدار المعوي وانتقالها خلال الدورة الدموية ، وما أن تصل إلى الدم حتى تتعرض للترشيح في الكبد قبل أن تصل إلى باقي الجسم. أي أن على المركب الدوائي أن يقاوم _ في كل محطة على الطريق_ أحماض العصارات الهضمية ويقفز على الحواجز الغشائية ويتقي الإنزيمات المصممة لتقطيعه إرباً لا فائدة منها.
وقد توصل العاملون في الصناعات الدوائية إلى حلول مختلفة لمساعدة الأدوية على اجتياز تلك العقبات إلّا أن هذه الحلول لا تنجح في كثير من العقاقير الأخرى.
تعتمد إحدى هذه الاستراتيجيات على تغليف حبوب الدواء بقشرة لا تذوب في إفرازات المعدة، بل تذوب مباشرة حين التقائها بالوسط الشديد القلوية للأمعاء الدقيقة.
وإن إيصال العقار عن طريق الحقن يتفادى العقبات التي تفرضها الأمعاء والمعدة ، ولكن المشكلة أن كثيراً من الناس يمتنعون عن حقن أنفسهم ويرفضون زيارة الطبيب يومياً.
نتيجة لذلك شرع العلماءفي البحث عن طرق أفضل ، وفي العقدين الماضيين تم تصحيح العديد من النظم البديلة لإيصال الدواء وأصبحت الأدوية البديلة تعطى على شكل لصقات أو غرسات أو حقنات ذات مفعول طويل المدى أو هلامات موضعية أو رذاذ أنفي أو أذني .وتتوافر حالياً في أوروبة إستنتات - شبكات- مغلفة ببولميرات تستطيع إطلاق الدواء وقد أظهرت حتى الآن نتائج جيدة في الحفاظ على أوعية الدم مفتوحة بعد إزالة الجلطة بإجراء يدعى رأب الوعاء angioplasty.
وقد ابتكر العلماء طرقاً غير باضعة لإعطاء الجزيئات المعقدة مثل استخدام فائق الصوت ultrasound لدفع الأدوية عبر الجلد بدون ألم ، كما جمعوا بين التقدم في التقانة النانوية والتركيب الميكروي لصنع شيبات- رقائق- ميكروية microchips قابلة للغرس تستطيع إيصال الدواء بدقة وحسب جدول مواعيده.
خرق الجدار:
دأبت فرق عديدة من الباحثين على استخدام التقنيات الجديدة لحل مشكلة اختراق الجدار المعوي،فمثلاً طورت ( E- ماثيوفيتس ) وزملاؤها من جامعة براون طريقة لجمع البروتينات في قطرات متناهية الصغر من مادة صمغية سميت لاصقاً حيوياً bioadhesive يمكنها أن تتغلغل داخل الخلايا المعوية وفيما بينها – تسمى الطريقة التي ترمي إلى جعل الأدوية الفموية تلتصق بالاغشية المخاطية بالالتصاق الحيوي - .
في عام 1997 وجدت ماثيوفيتس أنّ البولميرات اللاصقة الحيوية الكارهة للماء المسماة متعددات الأنيدريد ( بلا ماءات ) polyanhydrides التي تعرض زمر الكربوكسيل على سطوحها الخارجية فيما تتآكل هذه السطوح ، يمكنها الارتباط ببطانة الأمعاء كارتباط البولميرات المولعة بالماء ، بيد أنها تستطيع أن تجتاز مخاطية الأمعاء وتدخل مجرى الدم بشكل أسرع.
إنّ أحد متعددات الأنيدريد بصفة خاصة ( متعدد الأنيدريد الفوماري الزهري المختلط) أظهر أنّه ذو قوة لاصقة أشد من أي مادة أخرى خضعت للاختبار.
كما طور بيباس وزملاؤه في العمل بولميرات ليست التصاقية حيوية فحسب، بل تنتفخ استجابة لباهاء الوسط ، وهذه البولميرات قادرة على حماية الدواء البروتيني مثل الأنسولين من باهاء المعدة الحمضية، ومن ثم إطلاقه في وسط الأمعاء الشديد القلوية،وتستطيع البولميرات أيضاً أن تحمي البروتين من البروتيازات – أنزيمات مدمرة للبروتين- في الأمعاء الدقيقة العليا ، وأن تفتح مؤقتاً الوصلات بين الخلايا المعوية ، مما يسمح للبروتين بالمرور عبرها.
وهناك استراتيجية أخرى لإيصال الدواء ذي الأساس البروتيني عبر الفم، وتتمثل بتغليف العقار بجزيئات حاملة يمكنها أن تنقله عبر بطانة الأمعاء ، وقد طورت شركة Emisphere technologies سلسلة من الحاملات الجزيئية التي يبدو أنها تضغط البروتينات وتجعلها أصغر حجماً فتتمكن هذه من عبور الأغشية الخلوية بسرعة أكبر.
وما أن تنجز هذه الحاملات عملها في إيصال الدواء إلى داخل الخلية حتى تتحطم وتسمح للبروتين بالإرتداد إلى شكله الأصلي ، وبالتالي النشط.
كما أنّ هناك علماء آخرين يعملون على المزاوجة بين بروتينات الدواء والجزيئات التي تستهدف مستقبلات نوعية في الجهاز المعدي والمعوي .
ويأمل علماء آخرون أن يسخروا اللكتينات Lectiens – وهي جزيئات دبقة وفيرة تؤلف جزءاً من النسيج الضام بين الخلايا المعوية – أو مواد أخرى لأداء هذه المهمة.
بعد أن يتناول المريض الدواء،على المادة الكيميائية في الدواء أن تجتاز متاهة حقيقية وعليها أن تبقى حية في رحلتها عبر المعدة وأن تدخل الأمعاء سليمة قبل اختراقها الجدار المعوي وانتقالها خلال الدورة الدموية ، وما أن تصل إلى الدم حتى تتعرض للترشيح في الكبد قبل أن تصل إلى باقي الجسم. أي أن على المركب الدوائي أن يقاوم _ في كل محطة على الطريق_ أحماض العصارات الهضمية ويقفز على الحواجز الغشائية ويتقي الإنزيمات المصممة لتقطيعه إرباً لا فائدة منها.
وقد توصل العاملون في الصناعات الدوائية إلى حلول مختلفة لمساعدة الأدوية على اجتياز تلك العقبات إلّا أن هذه الحلول لا تنجح في كثير من العقاقير الأخرى.
تعتمد إحدى هذه الاستراتيجيات على تغليف حبوب الدواء بقشرة لا تذوب في إفرازات المعدة، بل تذوب مباشرة حين التقائها بالوسط الشديد القلوية للأمعاء الدقيقة.
وإن إيصال العقار عن طريق الحقن يتفادى العقبات التي تفرضها الأمعاء والمعدة ، ولكن المشكلة أن كثيراً من الناس يمتنعون عن حقن أنفسهم ويرفضون زيارة الطبيب يومياً.
نتيجة لذلك شرع العلماءفي البحث عن طرق أفضل ، وفي العقدين الماضيين تم تصحيح العديد من النظم البديلة لإيصال الدواء وأصبحت الأدوية البديلة تعطى على شكل لصقات أو غرسات أو حقنات ذات مفعول طويل المدى أو هلامات موضعية أو رذاذ أنفي أو أذني .وتتوافر حالياً في أوروبة إستنتات - شبكات- مغلفة ببولميرات تستطيع إطلاق الدواء وقد أظهرت حتى الآن نتائج جيدة في الحفاظ على أوعية الدم مفتوحة بعد إزالة الجلطة بإجراء يدعى رأب الوعاء angioplasty.
وقد ابتكر العلماء طرقاً غير باضعة لإعطاء الجزيئات المعقدة مثل استخدام فائق الصوت ultrasound لدفع الأدوية عبر الجلد بدون ألم ، كما جمعوا بين التقدم في التقانة النانوية والتركيب الميكروي لصنع شيبات- رقائق- ميكروية microchips قابلة للغرس تستطيع إيصال الدواء بدقة وحسب جدول مواعيده.
خرق الجدار:
دأبت فرق عديدة من الباحثين على استخدام التقنيات الجديدة لحل مشكلة اختراق الجدار المعوي،فمثلاً طورت ( E- ماثيوفيتس ) وزملاؤها من جامعة براون طريقة لجمع البروتينات في قطرات متناهية الصغر من مادة صمغية سميت لاصقاً حيوياً bioadhesive يمكنها أن تتغلغل داخل الخلايا المعوية وفيما بينها – تسمى الطريقة التي ترمي إلى جعل الأدوية الفموية تلتصق بالاغشية المخاطية بالالتصاق الحيوي - .
في عام 1997 وجدت ماثيوفيتس أنّ البولميرات اللاصقة الحيوية الكارهة للماء المسماة متعددات الأنيدريد ( بلا ماءات ) polyanhydrides التي تعرض زمر الكربوكسيل على سطوحها الخارجية فيما تتآكل هذه السطوح ، يمكنها الارتباط ببطانة الأمعاء كارتباط البولميرات المولعة بالماء ، بيد أنها تستطيع أن تجتاز مخاطية الأمعاء وتدخل مجرى الدم بشكل أسرع.
إنّ أحد متعددات الأنيدريد بصفة خاصة ( متعدد الأنيدريد الفوماري الزهري المختلط) أظهر أنّه ذو قوة لاصقة أشد من أي مادة أخرى خضعت للاختبار.
كما طور بيباس وزملاؤه في العمل بولميرات ليست التصاقية حيوية فحسب، بل تنتفخ استجابة لباهاء الوسط ، وهذه البولميرات قادرة على حماية الدواء البروتيني مثل الأنسولين من باهاء المعدة الحمضية، ومن ثم إطلاقه في وسط الأمعاء الشديد القلوية،وتستطيع البولميرات أيضاً أن تحمي البروتين من البروتيازات – أنزيمات مدمرة للبروتين- في الأمعاء الدقيقة العليا ، وأن تفتح مؤقتاً الوصلات بين الخلايا المعوية ، مما يسمح للبروتين بالمرور عبرها.
وهناك استراتيجية أخرى لإيصال الدواء ذي الأساس البروتيني عبر الفم، وتتمثل بتغليف العقار بجزيئات حاملة يمكنها أن تنقله عبر بطانة الأمعاء ، وقد طورت شركة Emisphere technologies سلسلة من الحاملات الجزيئية التي يبدو أنها تضغط البروتينات وتجعلها أصغر حجماً فتتمكن هذه من عبور الأغشية الخلوية بسرعة أكبر.
وما أن تنجز هذه الحاملات عملها في إيصال الدواء إلى داخل الخلية حتى تتحطم وتسمح للبروتين بالإرتداد إلى شكله الأصلي ، وبالتالي النشط.
كما أنّ هناك علماء آخرين يعملون على المزاوجة بين بروتينات الدواء والجزيئات التي تستهدف مستقبلات نوعية في الجهاز المعدي والمعوي .
ويأمل علماء آخرون أن يسخروا اللكتينات Lectiens – وهي جزيئات دبقة وفيرة تؤلف جزءاً من النسيج الضام بين الخلايا المعوية – أو مواد أخرى لأداء هذه المهمة.