شتاء دافئ

خالدالطيب

شخصية هامة
شتاء دافئ

المقدمه
ياانسه انك ترتجفين؟
فمتدت يد بيضاء ونحيفه تخطها اورده خضراء لتحكم المعطف حول جسدها فتنبه الى خظأه ....انها متزوجه...ان هذه الفتاة قد شدته فعلا..انها غريبة الاطوار...ولم يلبث ان راقبهامنذ جلست الى جواره في الطائره...ان ملامحها تدل على مدى حزنها..لا بل تعاستها .فهذه الملابس السوداء الملتفعه بها تدل على اكثر من ذلك وهذا الشفاه الجافه ..والوجه الشاحب ذو التقاطيع الدقيقه..قد احست هي بهذا الخاتم واطالت النظر له ثم مالبثت ان خلعته ودسته في جيب معطفهاوفي عينيها نظرة الم......ولكن ياترى هل هي حزينه اومتألمه او يائسه بقدر ياسه هو؟......انه لايعتقد ان هناك انسان معذب يقدر مايحس به ..لاحظ انها تقوم بفتح حقيبتها وتخرج منديل وسقط كارت صغير .. لم تحس وهي تدير راسها لتمسح دموعها ..فالتقطه بخفه وهو يرى صورتها ..انها هويتها...طيف احمد..22 سنه عرف ذلك من مواليدها..انها لاتزال في مقتبل العمرولكن هناك فرق كبير مابين الصورهذه الحقيقه..عندها التفت ناحيته وكأنما احست بان هناك شخص يتطفل عليها فسحبتها من يده قائله يصوت حاد ولكنه مخنوق:؟أتسمح؟..فقال بصوت هادئ:اسف
صمتت دون ان تعيره اي انتباه ...وامالت راسها على المقعد وهي تفكر....تسترجع حياتهاومامربها......فتكاد تدمع عيناهامن جديد
ولكن لمن تعود؟.....لذلك قررت ان لا ترجع ابدا ...انها ذاهبه الى انكلترلتكمل ماتبقى من حياتها بعيده عن اي ذكرىوعن اي الم لترسم طريقا من جديد...لتبدأ من جديدولكن هل تستطيع؟..ادارت رأسها نحو النافذه ...كل شئ صغير...حتى الحياة والاشياء
وكل شئ له نهايه حتى الحياة ستنتهي وتنتهي معها كل احلامنا ......

كيف سيواجه الامر كيف سينتصر على القدر؟اخذ يفكر وسحابه من الغم تأبى ان تفارقه.
انه انسان محطم...انسان معذب...لا بل جبان ...ترك كل شئ وهرب..لم يودع احد....اختفى دون اي كلمه...اختفى وهرب من حياته ...من عمره....من ذكرياته ....
ان التجربه حقا قاسيه ولكنه صمم ان يخوضها لوحده ....
ومن خلال افكاره لاحظ انها تخرج مدونه صغيره لتدون هذه الكلمات...

الامل مفقود....

فاصابته هذه الكلمات بارتجافه ودون ان يشعر وجد نفسه يقول "واليأس موجود"
فاستدارت له بدهشه واستغراب ونظرت مليا الى عينيه...
ولم تلبث وان اضافت بخط مرتعش

ولاحياة لي ولا وجود

فتسمر القلم وتسمرت عينيه على هذه الكلمات ..انها تصف حالته...لكن هل تصف حالتها ايضا...
فلم يستطيع تمالك نفسه والفى نفسه يقول :لماذا انت يائسه؟!
وجمت ولم تتحرك وكأنها قد فارقتها روحها ..وتجمدت الدموع في عينيها..ماذا تحكي؟ولماذا؟كيف يسألها كيف تحطمت حياتهامنذ ذلك اليوم واحست نفسها تذوب في ذكريالت الماضي البعيد لا تدري كيف جاءتها القدره على الكلام ..ربما لحاجتها للتحدث والبوح وربما لانها احست بانه مثلها ضائع وغاصت في بحوز الذكريات

 
"الفصل الاول"

اني اسمع صوت عمتي يأتي عاليا من غرفة الجلوس وهي تحاول ان تخفضه قدر الامكان حتى لااسمع شيئاولكن كان الانفعال يغلبها ويسيطر عليها فيرتفع دون اراده منها وهي تقول لتلك الانسانه التي ملكت اجمل مشاعري:سعاد كلانا يعرف ان جمال يرفض وجود طيف ابنتك معك فلاتعرضيها لمثل هذا الموقف انها في مرحله من حياتها حساسه جدا..ألا تعرفين انها مراهقه في الثانيه عشر من عمرها.

فجأني ذلك الصوت الحبيب :ولكنها ابنتي واريد ان اقوم بتربيتها بنفسي...ارجوك ياسلمىانا احبك واحترمك ولاانسى انك ابنة عمي ايضا ..ولكني لااستطيع ان افارق ابنتي

فجاء صوت عمتي قائلا:لقد تزوجت جمال وانت تعرفين الخلاف الذي كان بينه وبين المرحوم والد طيف بسبب كونك كنت مخطوبه لجمال ابن خالتك وتركك وهاجر سعيا وراء المال وتزوجك اخي لانك ابنة عمه واحبك لكن منذ ان عاد جمال وهو لايطيق وجوده حولك كونه كان خطيبك وحبك الاول

رد صوت امي الحبيب:لقد احببت المرحوم وليست غلطتي ان كانت لدي تجربة خطوبه فاشله قبل زواجي الاول لقد اخلصت له طوال عمره ولكنه تغير منذ عودة جمال واتخذ موقف مني لااافهمه

قالت عمتي :اسمعي ياسعاد لقد تزوجت من جمال حبك الاول وانا لاارضى ان تتربى ابنة اخي مع رجل غريب لذلك اسالك وبكل حب ان تدعيها تتربى عندي مع ابنتي وانا ارمله وليس لدي غير سهير وطيف ستكون اختها وانت متى مااشتقت لها تعالي لمدينتنا لزيارتها في اي وقت
وكأن الكلام جاء على هواء امي فسمعتها تقول:حسنا سوف اتركها مع ابنة عمي وصديقتي الوحيده وعمتها حتى تتربى مع ابنتك وانا متاكده بانها ستجد كل الاهتمام والرعايه من شقيقة ابيها الوحيده الذي لم يكن له غيرها لااخ ولااخت وانا اعرف مدى حبك للمرحوم

اجابت عمتي:لنكن واقعيين ان جمال زوجك يرفض وجودها معكم وانت تزوجتيه بسرعه حتى لم تفكري بها لذلك سيكون بقاءها معي خير لها

قامت والدتي لتنهي الحديث وطبعت قبله سريعه على خذ عمتي واخذت حقيبتها وخرجت مسرعه وهي تقول:اخاف ان اودعها فلااستطيع مفارقتها ...قبليها لي واخبريها باني سأتي لزيارتها دائما ..وداعا

فركضت بسرعه وانااغلق باب الغرفه واجلس قرب سهير ابنة عمتي الوحيده والتي تكبرني بثلاثة اعوام فقط ...نظرت لها نظره قلقه واخذت افكر بماانها اكبر مني فربما تعرف الاجابه عن سؤالي:ماذا تعرفين عن الحب الاول؟
فنظرت نحوي بدهشه ثم انطلقت ضاحكه :لماذا هذا السؤال؟
قلت :ارجوك اخبريني

قالت وهي تنظر لي بتعجب:الحب الاول ..لااعرف من اين ابدأ؟انه ربما اول شعور جميل ينتابك او يحس به قلبك اتجاه شخص ما..اعني رجل..وتشعرين بانه الشخص الوحيد الذي تتوقعين لرؤيته وسماع صوته
قاطعتها قائله:وهل جربتيه؟

في تلك الاثناء فتح الباب فطلت عمتي واقتربت منا مبتسمه وتجر وراءها ملابسها السوداء ووقفت قبالتي قائله:حبيبتي طيف تعرفين كم احبك واعتبرك مثل ابنتي ..طيف اريد منك ان تعتبري هذا البيت هو بيتك وسهير اختك الكبرى ستلتحقين بمدرستها وتشاركيها نفس الغرفه وانتن تعرفن ان ليس لنا رجل بعد وفاة ابو سهير لذلك سنحمي انفسنا بانفسنا ونحب بعضنا ..والدتك ستأتي لزيارتك دوما لان وجدت ان ابتعادك عن جمال افضل لك وتلافيا للمشاكل وحرصا عليك واي شئ تحتاجيه اطلبيه منا انا وسهير أسمعت ياابنتي؟

اجبت بعد صمت قصير ودموعي تريد ان تفر مني:حاضر ياعمتي
ربتت على رأسي ثم طبعت قبله حنونه على خدي وتمنت لنا ليله سعيده
ادارت سهير وجهها ناحيتي وهي تقول:الان عرفت..اسمعي ياسهير العيب ليس في الحب الاول ولكن في الانسان الي يضحي باغلى ماعنده مثل اولاده من اجله ويفكر فقط بنفسه ولايقيم وزن لان شئ فالحب اولا واخيرا تضحيه
قلت:هل تريدين ان تنصحيني ام تقصدين امي بهذا الكلام؟
فنظرت بخبث وهي تتمدد على سريرها واحكمت غطاءها خول نفسها
اطفأت الضوء وتمددت على السرير ..ورأسي يضج بالافكار هل باعتني امي من اجل حبها الاول؟
لقد قضيت الليله الاولى في بيت عمتي والدموع تتساقط على وسادتي ..انه فأل سئ.


يتبع

 
الفصل الثاني

مرت السنوات وانا اعيش في بيت عمتي وخلاف باطني وليس ظاهري بيني وبين سهير التي لاتفتأ ان تأتي فرصه لتذكرني بقصة امي وتركها لي بسبب حبها لجمال وان كان هذا عن طريق التلميح ولم تقرب منا سنوات الدراسه والمشاركه في نفس الغرفه..احيانا احس باني اريد ان اشكي لعمتي واخبرها بمايحدث ولالكني امنع نفسي باللحظه الاخيره فمنذ ان كنت مع امي وزوجها تعودت على انه لاجدوى من الشكوى فرغم اخباري لامي بان جمال لم يكن يطيقني الا ان امي كانت ترفض حتى الاستماع لي ولاتطيق كلمه عليه وهو زوجها فكيف لي ان اشكي لعمتي من ابنتها ؟بقيت هذا الافكار عالقه في رأسي الصغير ...وظليت قريبه من سهير بالمكان ولكن بعيده عنها في الوجدان..لقد كنت مسالمه معها لااحاول الاحتكاك بها فاني احس بان ليس لي احد واحب ان اعيش بسلام بعيد عن المشاكل..لقد اتممت السادسة عشر وبعد الدراسه المتوسطه التحقت مع سهير الي معهد المعلمات كما تمنت عمتي .
كنا نذهب كل يوم ونرجع سويه ...لقد لاحظت في الاونه الاخيره بان هناك من يتبعنا في مرواحنا ومجيئنا الى المعهد لكني لم افتح الموضوع مع سهير وان كنت لااشك بانها لاحظت ذلك ايضا ..لقد كانت علاقتنا انا وسهير تبدو للناظر جيده ولكني احس بان هناك حرب بارده بيننا لايعرفها احد سوانا .وان كنت احس باني دوما المهزومه المغلوبه على امري او ربما اخلاقي هكذا
لنعد لهذا الشخص الذي يتبعنا منذ شهريين لقد كان متوسط القامه ذز عينان عسليتان تحيط بها رموش سوداء لقد كان وسيم وانيق
احترت في امره من يتبع؟؟ ولمن نظراته الهائمه هذه؟؟ لي ام لسهير؟؟ كان يتبعنا حتى نصل الى المنزل ..وخلال هذان الشهران لم استطع ان احدد
حتى جاء ذلك اليوم الذي تغيبت به سهير عن المعهد بسبب وعكه صحيه بسيطه
وبطبيعة الحال ذهبت للمعهد لوحدي وبعد انتهاء الدوام حملت اغراضي وخرجت متوجه للمنزل وفي طريقي لمحته ...ولكني عندما انظر له لااحس باي مشاعر ..هل ممكن ان يكون يتبع سهير لانها جميله جدا ذات عيينان جوزيتان متوحشتان وسمار مخملي ...اما انا صاحبة الجمال الهادئ كما يصفونه والابتسامه الملائكيه وان لاكن ااقل جمال منها ولكني هادئه لاامتلك روحها المفعمه بالحياه والتي تجبرك ان تعجب بشخصيتها وجمالها
لقد كان يقف قرب الشجره التي اعتاد ان ينتظرنا قربها ..مشيت في طريقي وانا المحه بطرف عيني واراه يسير كالمعتاد خلفي ولكن بعيد ولكني احسست بانه بدأ يسرع خطواته وعندها وصلت للشارع الفرع وانعطفت به لأكمل طريقي احسست انه قريب وقريب جدا..التهبت وجنتاي ...لااعرف ماذا افعل؟ رأيت صورته تنعكس بزجاج نافذه السياره التي مررت قربها ..انه قريب اكاد احس به .. رأيت احدى زميلاتي في المعهد تسير على مسافه مني وبدون شعور مني ناديتها :تحيه ...تحيه
كان كل همي ان اخرج من هذا المأزق فاحسست به قد ابتعد قليلا ..اقتربت تحيه وهي تبتسم ولاحظت بانها حدجته بنظره وقالت بعد صمت قصير:لماذا لم تأتي سهير اليوم؟
قلت :هي متوعكه قليلا ...ارجو الن لااكون ازعجتك عندما ناديتك؟
قالت وهي تبتسم :لاابدا فانا مثلك لااحب السير لوحدي
لاحظت بانه اختفى ولم اعد ارى خياله ..فجأه شعرت بان قلبي يدق ويخفق بسرعه وان فرحه ما قد اعترتني
دخلت للبيت وتوجهت مباشره الي غرفتي واحاسيس غريبه تختلط في صدري .وجدت سهير مستلقيه على السرير وسألتها عن حالها وان كنت لاافقه شئ مما تقول ولااكاد اسمعها وانا اتذكر الموقف برمته وقربه مني وقلبي يخفق بسرعه عجيبه ...اذن هو يأتي من اجلي وينتظرني كل يوم ليراني ...مامعنى هذا ؟ هل يحبني مثلا فرقص قلبي طربا لهذه الفكره؟هل من الممكن ان يكون هو حبي الاول؟ان صورته تأبى ان تفارقني؟هل من الممكن ان يكون هذا هو الذي يسمونه الارتجافه الاولى للقلب ؟لااعرف...لااعرف ..اني حائره في امري



يتبع

 
الفصل الثالث

مرت الايام تلو الايام..كل يوم ياتي اما صباحا او ظهرا لارى خياله الحبيب..وظللنا انا وسهير صامتتيين لا نتحدث الا عن الدراسه وبعض توافه الامور ولم يكن تبقى عليها الا سنه واحده وتتخرج اما انا فامامي ثلاث اخرى....ولازال ذلك الشخص المجهول الذي لااعرف حتى اسمه ..ولا اي شئ عنه يسير كالهائم وراءنا كل يوم ولو يتخلف الا القليل..اني اتذكرذلك ` اليوم الذي تلى تلك الحادثه لم يحضرولم اراه.....كم حزنت حينها ....وكم زاد اشتياقي لطلته وزرعت في قلبي مشاعر لم احس بها من قبل ..منذ ذلك اليوم الذي لم ياتي وكأنه هجرني كما احسست عندها...اعترفت لنفسي ان قلبي بدأ يدق وينبض له وهو ربما حبي الاول واني ساترك نفسي لاعيش هذا التجربه ....

وذات يوم ذهبنا الى رحله في المعهد الى حديقه الزهور....وتجمعنا نحن وزميلاتنا وعدد من المدرسات وجلسنا نتسامر وكانت احدى الزميلات احضرت معها جهاز تسجيل وصدح منه صوت عبد الحليم يغني "اول مره تحب ياقلبي واول يوم اتهنى"
كم كانت جميله تلك الاغنيه وكم ايقضت مشاعر نبيله في اعماق الكثيريين منا...وفي غمرة انسجامي لمحت طيفه الحبيب يقف على مسافه منا وهو ينظر ...ينظر هائما.."افرح واملا الدنيا اغاني لاانا ولاانت حنعشق ثاني""
اه ...كم احسست بالحب والهيام وكم رقص قلبي الصغير فرحا مع انغام الموسيقى ونظرات حبيبي ..كنت احس برغبه للأعلان عن حبي الصغير ..ولكن لمن اقول؟ لامي ..لا لا..فانا منذ ذلك اليوم واشعر بانها بعيده عني ..ربما عمتي...لالا فهي امراه جاده ..يبدو انها لو تذق حلاوته ولم تقع في ذلك الشرك...ولكن هل الحب خطأ؟الم تحب امي ؟الم تتركني في بيت عمتي حتى يخلو لها الجو مع حبها دون ان تأبه لي..هاجمتني تلك الافكار التي لم اكن اعرف وقتها هل هي صحيحه ام خاطئه؟؟ ولكني اقنعت نفسي بها لانها وليدة تجربه وليست افكار تقوم على المبادئ فقط...امضينا ساعات ونحن نلهو وانا اتأمل شبحه وفي غمرة افكاري سمعت صوت يقول:بم تفكرين ؟
فالتفت فأذا بها تحيه اجبتها:لا شئ
فجاءنا صوت سهير يقول:طيف هل نذهب لنتمشى بين الزهور والاشجار
فقمنا مسرعيين نحوها وانا المحه وهو يتبعنا فاخذنا نتمشى ونمتع انظارنا بالزهور الجميله قالت سهير وهي تداعب زهره :انها اجمل شئ بالوجود
كانت كاللوحه الفنيه هي بجمالها وعيناها المتوحشتان والزهره وبهاءها.. ..بعد حين نظرت سهير لساعتها معلنه:حان وقت الرجوع لقد ازفت الرابعه عصرا
وتوجهنا لنحمل حقائبنا ولقد لاحظنا ان باقي الزميلات قد استعدوا وذهبوا صوب الباص وبقت فقظ حقائبنا انا وسهير وتحيه كانت حقيبة سهير فوق حقيبتي ..عندما اقتربنا فؤجئنا بوجود قصاصة ورق فوق الحقيبه ..فتحتها سهير بسرعه ووجدت فيها "انا لك على طول خليك لي" والتوقيع بحرف الراء
فالتفت سهير بقوه ناحيته وكأإنها تقول اني اعرف بوجودك وحدجته بنظره غاضبه ....احسست باني احتقرها ...لماذا تنظر له هكذا ..هل تظن انه كتب هذا الكلمات لها؟ ...لا لا وان كانت الورقه فوق حقيبتها وذلك لانها كانت فوق حقيبتي..ولذي زاد عذابي بانها قطعتها ورمتها باتجاههه كأنها تصفعه ....لم نعلق على الموضوع فقط تحيه قالت مبتسمه: ياترى لمن كانت هذه الكلمات ؟
..اقتربنا من الباص ورأيته يقف قريبا وتحرك بنا الباص.. ..ونظر نظره مودعه ثم ادار ظهره موليا ادباره وقلبي يدق بشده وكلماته ترن بأذاني حرف الر اء الحبيب.
شتاء دافئ


يتبع

 
الفصل الرابع

اني اتعجب لامره لماذا لم يحاول ان يكلمني لحد الان؟اني اكاد تذوب شوقا لسماع كلمه منه وهذه الاغنيه" انا لك على طول"لاتفارق مخيلتي وان كنت لاابدو لهفه ظاهره حينما تذاع خوفا ان تنتبه سهيرالتي لم تعلق على الامر بتاتا.
وبقيت انتظر ايام طويله وامني نفسي انه سياتي يوم الذي سيبوح لي به بمشاعره....ولكن دون جدوى.....يأتي ويذهب وهوصامت وبدا فتره حزينا ولم يأتي لعدة ايام ..انخلع قلبي ..ان حبه يزداد ويكبر يوما بعد يوم..وانا حتى لااعرفه مجرد شعوري به وبحبه جعلني اسيرة حبه هولايفارق مخيلتي ولااحلامي..حتى جاء اخر يوم من الدوام قبل العطله الربيعيه لم تحضر سهير هذا اليوم لانه كان عقد قران صديقتها المقربه..اماانا فكنت مواظبه ولاافوت يوم حتى القاه وكالمعتاد جاء عند الظهر في موعد الانصراف وسلكت طريق العوده وانا ارقبه بطرف عيني ..لماذا احس ان ابتسامته اندثرت وكأن ثقلا مرمي على ظهره..كما وان خطواته اليوم تبدو بعيده عني ومتثاقله ....انه اخر يوم يجب ان يتكلم..ا.. كيف سافارقه اسبوعان كاملان دون نظره ..يجب ان اتزود اليوم بزاد يقيني عذاب الايام المقبله..يجب ان افعل شيئا...ماذا افعل ؟ماذا؟
فجاءتني فكره مجنونه ..قمت بتنفيذها فورا..ابطأت في مشيتي حتى كدت احس به قريبا مني واسقطت احدى الكتب من يدي وكأني لم انتبه لسقوطه..اخر محاوله لنرى ماسيحدث؟المهم المبادره...وبعد لحظات سمعت صوتا رجولي اجش ينادي ...يالله كم صوته دافى ..وكأني اسمع احلى لحن في حياتي والفيته ينادي :ياانسه ...ياانسه

انها اللحظه التي انتظرتها منذ زمن طويل مابالي لااتحرك وجمدت في مكاني غير قادره على الاستداره ومواجهته ...هيا تشجعي ...اني اخاف لحظه اصطدام عيني بعينيه...ادرت راسي بسرعه وحدثت الشراره وارتجف جسمي وانا قريبه منه لاتفصلنا الا خطوات.....وجدته ممسك بالكتاب وسمعته يقول:لقد سقط منك هذا الكتاب
وقدمه لي وسحبته بسرعه وبيد مرتجفه
احنيت رأإسي وقلت متمته:شكرا
ماذا هل انتهى كل شئ ماباله لايقول شيئا فالقيت عليه النظره الاخيره ...ولكن يالهي لاارى اي لهفه في عينيه ...اين نظراته الهائمه المحبه الولهانه.؟..اني اجد بدلها نظره بارده وابتسامه شبه منطفئه ...ربما خيل لي.....ولكن هل هذا الذي امنيت نفسي به وانا اقف قبالته؟ لاارى غير عينان منطفئتان الجذوه .... لم ينتظر ولاثانيه ادار وجهه مبتعدا وحث خطاه....اختفى من ناظري وصار بعيدا...بعيدا جدا...لاادري لماذا شعرت برغبه في البكاء..اكملت طريقي بخطوات متثاقله وبرأس مفكره...ترىهل اخطأت باندفاعي بحبه؟لقد احببته لاني اعتقدت بانه يحبني ومهتم لامري...لكن مالذي حدث؟...أليس كل انسان منا معرض للمشاكل؟ربما لديه مشاكل بالعمل او بمحيط الاسره جعلته يبدو كذلك لي...اني احبه..اخاف ان افقده...لكني سألت نفسي سؤال صريح ومباشر...لماذا انا احبه؟لماذا هو دون غيره؟ اني محاطه بالكثيريين...ربما لشعوري باهتمامه بي ..وفي غمرة افكاري وصلت للمنزل وعند المدخل اوقفني صوت لطالما انتظرته..لطالما حلمت به ..اندفعت مسرعه للداخل ..اريد ان احضن صاحبته..ولكن قدماي تسمرت عند الباب عندما لمحت جمال زوج امي ..ذلك الانسان الذي حرمني من امي وربما من ابي ايضا..قامت والدتي تقبلني ولكني قابلتها ببرود قائله:كيف حالك ياأمي؟
واردفت مستهزئه دون ان اعطيها فرصه للاجابه:ولكن اي ريح قذفتك عندنا اليوم؟
قالت والدتي وهي تنظر صوب عمتي بنظره متسائله:الم تشتاقي الي ياطيف؟
وقبل ان اجيب قالت عمتي مغيره دفة الحديث:طيف اذهبي لاستبدال ملابسك لنتغدى سويه

امضوا النهار باكمله عندنا دون ان افهم سبب مجيئه مع امي وخرجوا وقت الغروب ..احسست بحاجتي لاستنشاق هواء نقي..فخرجت الى شرفة غرفتي التي كنت ازينها بالكثير من الزهور والنباتات الصغيره لاجعلها استراحتي الصغيره التي اخلو لها كلما تضايقت والتي اقضي اوقات فراغي فيها اقرأاو اكلم الزهور

افكار كثيره تدور براسي واحداث اليوم مسيطره علي ..
كانت الشرفه تطل على طريق بيتنا الفرعي ..اخذتني الغفله وانا استرجع احداث اليوم...حتى احسست بجاذبيه ما وعينان تستحثان عيني على النظر لهما...فاصدمت عيني بعينيين ..لم ارى مثلهما ابدا....لا مستحيل ان تكون تلك عينان بشر..انهم سوداوان كسواد الليل الكاحل....واسعتان كالبحر...ولكن اي قوه تلك التي جذبت عيني لتلك العينان ...تنبهت على نفسي ...ياترى من هو هذا الشخص؟..رجعت انظر له بعد ان اولاني ظهره...احس اني ارتجف وقلبي تسارعت دقاته بسبب تلك النظره وهاتان العينان...احسست عندما نظرت لهما بشئ من الخوف ولكن بالراحه في ان واحد..حتى اني لم استطع ان احول بصري عنه حتى ادار راسه هو...مالذي يحصل لي ...لم احس ان حرارتي ارتفعت وانا انظر لتلك القامه الطويله واتأملها....
من يكون؟انا متأكده باني لم المحه قبل ذلك..لااعتقد انه من مدينتنا ..ربما من العاصمه....اوف مهما يكن من امره ..مالي وماله...ورجعت ذكرى ذلك الحبيب تحوم براسي ..لقد تعبت منه ...تعبت من تردده...تعبت من انتظاره...سنه كامله ولحد الان لم يخطو خطوه واحده للتتويج حبنا ...الم يعد يبالي بكل الذي حوله؟الم يفهم مافعلته اليوم؟

يتبع
 
شتاء دافئ
شتاء دافئ
 


الفصل الخامس"




احترت كثيرا ياترى ما اسمه ؟....رامي...او رفعت ....وكل يوم اكتشف اسم جديد بحرف الراء حتى اصبحت اكثر الناس الماما بهذا الحرف ...لقد اصبحت احب كل شئ يبدأ بحرف الراء اني احس انه استحوذ على كل مشاعري ماعدا جزء من اهتمامي بل ربما اهتمامي كله توجه لذلك الشخص الذي منذ ان اصدمت عيني بعينيه واكتشافي انه يمر كل يوم تقريبا عند العصر وانا بدون درايه مني كأني انتظره وانظر له من بعيد ..انه يبدو في نهاية العشرينيات من عمره ..معظم الاحيان اختلس النظر له من بعيد من حيث لايراني...انا محتاره لامري ماذا اريد منه ؟مالذي يشدني اليه وكأن هناك مغناطيس بيننا...بل ماذا يريد هومني؟ لماذا يمر ويتعمد التقرب من شرفتي؟؟؟

يكون تحت الشرفه ويرفع رأسه فجأه وينظر وكأنه ينظر ثم يبقى متسمرا لعدة ثواني على هذه الحاله بعدها يخفض رأسه ويتابع سيره.. ..لقد تلاقت اعيننا عدة مرات ...اكاد اجزم انه يمر من هنا لرؤيتي


احسست انه من الاحسن ان لااخرج وقت العصر للشرفه وبدل ذلك بدأت اخرج صباحا لان يكون المكان اكثر هدوءا واستمتع باشعة الشمس مع انه الجو لايزال بارد ولكني احس بدفء منبعث من داخلي فكانت الشرفه احب مكان لى نفسي في البيت ...بين ازهاري..جلست اقرأ مسترخيه ....انتفضت فجأه احسست بيد حطت على كتفي ...وسمعت صوت عمتي يقول:صباح الخير ياطيف



قمت من مكاني وقبلت خدها ..انا احس بحب كبير نحو تلك المرأه ..عمتي الحبيبه انها تختلف كثيرا عن ابنتها التي لم تستطع كل هذا السنوات ان تقرب بيننا....

قالت عمتي مبتسمه:طيف اريد منك ان تحضري لي بعض الحاجيات من دكان العم عيسى ..الان لن تجدي سواه هناك لان الوقت لازال مبكرا


كانت عمتي تخاف علينا كثيرا وترعانا ...فقلت وانا اغلق الكتاب الذي بيدي :حاضر ياعمتي


اعطتني قائمه صغيره واخذتها معي للدكان...ابو عيسى رجل طيب جدا وانا احس انه وحيد بعد ان فقد زوجته وابنه الوحيد ..كلمااراه احس بالحزن والحب اتجاه هذا الرجل المسن ..فرغم هذه المصائب التي حلت به ..لكنه يتمتع بروح مرحه ...حييته قائله:صباح الخير ياعمي


قال بعد ان عرفني :اهلا ..اهلا ابنتي طيف


فلت :عمتي ترسل لك تحياتها وقد اعطتني هذه القائمه من الحاجيات

قال :اه كيف حالها

قلت :بخير

قال مداعبا:تأمرين ياانسه

فضحكت قائله:انت دائما تقول ياابنتي ..لماذا الانسه الان؟!


قال وهو ينزل علبه من الرف:لقد كبرت واصبحت انسه

قلت:حسنا انا احب ان تناديني ياابنتي


لقد كنت احب هذه الكلمه وتدفء قلبي اكثر الذي يعاني من برودة مشاعر امي وبفقداني المبكر لابي


قدم لي كيس ملئ بالاغراض ..فتحت محفظتي الصغيره واخذت النقود وعددتها

قلت مبتسمه:حسنا ساخصم من النقود لانك ناديتني ياانسه

وضحك العم عيسى لكم افرح عندما اراه يضحك واحس اني ادخلت الفرحه لقلب حزين ومكلوم

قال : حسنا ياانسه

قالت مصطنعه الغضب :عمي!

واستمر بالضحك وهويأخذ النقود قائلا :امرك ياابنتي طيف

ولكني وجدته ينظر خلفي..احسست باني اخرته وانه لابد شخص جاء ليتبضع من الدكان قلت مودعه:استودعك الله ياعمي

وادرت رأسي مبتعده ...واصدمت بالشخص الذي كان يقف خلفي...رفعت رأسي لااعتذر له ..وحدث مالم يكن بالحسبان....انه هو صاحب العينان الناريتان ..اصدمت عيناي بعينيه...اني اشك انهما عينا بشر....بل نجمتان تلمعان في سماء قلبي لتنير الليل الحالك الذي يحيط به.....كنا قريبيين جدا وبقيت ساكنه دون حراك ...كان ينظر ولكن بصمت كمن يتأمل لوحه اعجبته ..ولكنه كان لازال في مرحلة التأمل...ربما اكون مغروره ...ولكن من يراه في تلك اللحظه يتأكد من الهيام الموجود في عينييه....تحركت لاتابع طريقي ولكني رأيت ابتسامه مشرقه تطل على محياه وهو يقول :صباح الخير

اجبته بهزه من رأسي وانا اتحرك مبتعده ...يالله كم ابتسامته مشرقه...واثقه...ثم سمعت صوته العميق والذي يدل على عمق شخصيته يقول:ياانسه ارجوك...

استدرت ناحيته مستفهمه....تفاجأت وهو يحث خطاه مقتربا مني اكثر.مد يده قائلا بنفس الابتسامه التي سحرتني وجعلتني احس بالحراره والدفئ في هذا اليوم البارد:اظن انك نسيتي محفظتك


مددت يدي وسحبتها من يده بسرعه وان احسست بقوه تمنعني من الحصول على المحفظه فكانت يده ممسكه بها بقوه كأنها صيد ثمين.

مشيت مسرعه وانا احس بنظراته تخترق ظهري وامتأكده بانه يزال في مكانه متأملا...

صعدت الى غرفتي وقلبي يدق بسرعه ؟ولكن لماذا؟جلست داخلها اطالع الروايه من جديد...ولكن تلك العينان تلاحقاني ...اجدهما عند كل صفحه ..لااكاد افهم شيئا مما اقرأ...ثم تذكرت ذلك الحبيب ...يال سخرية الاقدار ..لقد تعمدت برمي كتابي حتى احظى بنظره او بكلمه منه......بينما الاقدار والصدف تصنع مثل هذا الموقف اليوم دون تدبير اوتخطيط ..ولكن مامعنى هذا؟....لماذا المقارنه ؟ احب حرف الراء جدا ....ولكن هاتان العينان والابتسامه المشرقه الواثقه...هذه الشخصيه الفذه ....والعينان اللتان احتوت عيناي منذ اول لقاء بينهما...... ولكن مالذي جاء به عند الصباح ..ربما هو يمر كل يوم دون ان انتبه فقليلا ماخرجت عند الصباح في مثل هذا الوقت من السنه لبرودة الجو ...لمن المضحك ان اغير التوقيت الذي اخرج به حتى لاالقاه عند الغروب فأفجأ به عند الصباح....

بقيت في غرفتي لمده طويله لم ابرحها فقط للغداء ثم عدت للغرفه اطالع الكتب واشغل وقتي ..فعمتي لاتدعنا نخرج الا قليلا وبمرافقه احد ...حتى جاء وقت الذي اعتاد اي يمر به...تسمرت خلف الستاره اراقب الشارع ..لم يكن يمر الا القليل من الناس كانت المنظقه جد هادئه..ماذا بي اول مره افعل شئ كهذا؟...رأيته يأتي من بعيد ...وكالمعتاد يرفع رأسه دون ان يراني ..ولكن عند هذا اللحظه فوجئت بدخول سهير الى الغرفه وهي قائله:احس بالاختناق اريد ان استنشق هواء نقي ..وتجاوزتني وفتحت باب الشرفه وخرجت..كل هذا حدث بلمح البصر....خرجت وراءها مسرعه وجدتها تنظر له مستغربه بعيناها المتوحشتان الجميلتان...لاادري لماذا احسست بالغضب وان ليس من حقها ان تنظر له بهكذا نظره...لكنه نظر لها ثم وجهه نظره لي وتحرك مبتعدا...جلست سهير على احدى الكراسي وهي تدفع بشعرها الطويل الى الوراء...قالت:لقد مرت الاجازه بسرعه سنباشر بعد يومان

اجبت:لابأس لم يتبقى لك الكثير ..ولكن متى تتزوج صديقتك؟

اجابت وهي ممسكه باحد رواياتي المبعثره على المنضده:بعد شهران


اردفت وهي تقلب بصفحات الروايه:الازلت متأثره بهكذا روايات؟

قلت : مجرد تسليه

قالت وهي ترفع حاجبيها :لاتصدقي كل المكتوب..لا يوجد حب كهذا....

تعجبت ..اول مره سهير منذ زمن تفتح معي هذا الموضوع

قلت لها وانا اجلس قبالتها بصوت متهكم:اذن اي نوع من الحب هو الموجود على ارض الواقع؟

قالت غير مباليه:الحب الواقعي ليس خيالي ويختلف كثيرا عن الموجود بالروايات حيث يرى الحبيب حبيبته في الحديقه او الشرفه كل هذه حركات ...

صمت دون ان اجيبها ..وبعد فتره وجيزه قامت وتركتني ..ولكن ماذا كانت تقصد؟..وهل لاحظت شئ ؟انها ماكره .


 
الفصل السادس





- الو تحيه كيف حالك

-طيف اشتقت لك

-هل لازلنا على موعدنا واتفاقنا مع باقي البنات للذهاب الى السينما

-طبعا فجميع الفتيات يحسن بالضجر من ملازمة البيت في عطله

-اذن على موعدنا

-بكل تأكيد

-هل اتفقتوا على فلم معين؟

-نوعا ما

-طيب اراك اليوم عند الثالثه ظهرا



اغلقت السماعه واتممت بعض اعمال المتعلقه.....وعند الثانيه جهزنا انا وسهير...لقد قمت بارتداء البنطلون وبلوزه زرقاء ....كانت عمتي قد وافقت لان الوقت لازال مبكر ودار العرض قريبه من المنزل .....وكان التجمع قرب بيت تحيه ....كان عددنا مايقارب العشره ...زميلاتي وزميلات سهير واخريات قريبات تحيه...قطعنا التذاكر ودخلنا الصاله وكانت لاتزال مضاءه بانتظار بدأ العرض بحثنا انا وتحيه وباقي الزميلات عن مقاعدنا...واخيرا استقرينا وجلسنا انا وتحيه متجاورتان وسهير قرب تحيه ..تبادلنا شتى الاحاديث .

قالت تحيه:طيف الفلم رومانسي سيعجبك...لانك حالمه وتحبين الروايات

قلت:اتمنى ان يكون فلم جيد

كنا نجلس بالصف الخامس وبدأ عرض الفيلم..على مايبدو فيلم جيد وقصته مؤثره...

احسست بتحيه تنحني باتجاهي قائله بصوت هامس :طيف انظري من هنا ؟

نظرت لها مستغربه وانا اتسائل:من؟

-انظري للصف الثالث هناك من يراقبنا ويستدير بين الحين والاخر

-لااكاد اميز احدا

ضحكت بخفوت قائله:العاشق الولهان حرف الراء

نظت لها بتعجب وتذكرت بانها رأت القصاصه التي كان فيها توقيعه

ولكني ارجعت بصري للحضور ابحث عنه وفي هذا اللحظه استدار شخص وتقابلت اعيننا....حبيبي كم اشتقت لك ولرؤياك ...لا تعلم مدى شوقي وحنيني لك ..وكم تحملت كل هذا الايام لاني لاارى طلعتك ..احسست بسعاده غامره واخذت اختلس النظر له...لااذكر اني استطعت ان اتابع شئ من احداث الفلم ..كل انتباهي موجه نحوه ..كانت عيناي جامدتان على الشاشه دون ان افقه شئ منه.....وضعت تحيه يدها على يدي قائله:اذن روميو موجود هنا

اهتزت رموشي وانا اقول:ماذا تقصدين؟

قالت وهي تشير له برأسها:العاشق الولهان

احسست ببعض الخجل ..هل فضحتني عيناي ..هل امري معروف وانا غافله

قلت ببرود:تحيه اوضحي رجاءا؟

قالت تحيه بصوت خافت:لقد فهمت كل شئ من يومين فقط

نظرت لها استحثها على الحديث

قالت مكمله:حسنا ساخبرك بالتفصيل..ذهبت انا وساره زميلتنا تعرفيها للتسوق الاحد الماضي..اذا بنا نراه هناك امامنا..كان برفقة احد اصدقاءه..فاخبرتني سارا بانه جيرانهم واسمه رأفت واخته صديقتها المقربه...وكانت سارا قد فاتحتها بموضوع مجيئه كل يوم للمعهد لتفهم الامر برمته منها.....فاخبرتها بانه يحب فتاة من المعهد وينوي الارتباط بها فهو غارق لاذنيه بحبها ولقد اجل موضوع سفره للعمل بالخارج لاكثر من مره حتى يتاكد من مشاعرها نحوه ثم يتم الارتباط



نظرت لها والفرحه ترقص في عيني .واخيرا عرفت اسمه وعلاوه على ذلك انه يحبني ويريد الارتباط بي..لا فضربتان بالرأس توجع...

ثم سمعتها تكمل وكأنها استكثرت علي ان انعم بلحظات السعاده واستوعبها لوحدي:لقد اخبرتها من تكون هذه الفتاة...انها سهير بنت عمتك ..لااعتقد بان احد سيستغرب ان علم فكلنا لاحظنا ذلك.....

ماذا .....سهير ...اكيد لم تفهمي صح....انه ينظر لي...انه يتبعني...انه يحبني ...احسست بالدنيا تسود في وجهي ....ماذا تقول هذه الغبيه؟؟؟لاتكملي لااريد ان اسمع حرفا ...يالله احس بان الارض تدور بي ....كل هذا كان من وحي خيالي....هل انا غبيه لهذه الدرجه التي لم اميز بها بانه لم يكن يتبعني وانما يتبع سهير؟الم يحاول ان يكلمني وجعلني اسيرته؟..ام تراني واهمه بهذا ايضا؟........



تذكرت كيف بت ليلتي هذه محمومه .وكيف ارقني السهر..وكيف هجمت علي الافكار دون رحمه ...مغفله...واهمه.....اذن سهير دائما هي الفائزه ...ولكني لااحس باني اكرهها ...بل العكس احبها رغم كل شئ...ولانه يحبها ....مابالي هل جننت؟

هل استطيع ان انساه؟...ذلك ا الحبيب حرف الراء .....رأفت ..يالله الرأفه بي.

اصبحت اليوم التالي وانا لااستطيع النظر اليها ولاوضع اي شئ في فمي...كل الذي فكرت به هو الهروب ..جلست في الشرفه حتى لااراها ..اني حتى لااريد ان اكلمها...ولكن ماذنبها هي؟؟؟اريد ان اغرق ...لااريد ان افكر..الحمد لله ستنتهي العطله غدا

وفي محاولاتي للهروب تذكرت صاحب العينان الناريتان ..لم اره البارحه ..لقد تعودت ان اراه يوميا...اني لم اراه عن كثب الا مره وحده ...ورغم قصر المده التي رايتها فيها ..الا انه اخذ من حياتي التي عشتها الشئ الكثير من خلال تفكيري الدائم به ..اني لاجد المتعه بتذكر هذيين الاسبوعيين وهي مدة معرفتي به...حقيقه لقد احسست بمشاعر جميله نحوه وغريبه لااكاد افهمها..وانا لااعرف عنه شيئا؟

يبدو انه يقيم بمنزل قريب من منطقتنا..هذا هو الطريق الذي يسلكه يوميا..لكن الى اين يذهب؟وكم هو باقي؟....مر يومان وانا اهرب واحاول التفكير باشياء اخرى واتحاشى سهير واقضي معظم وقتي بالشرفه ..لعلي اجد مهربي في العينان الناريتان .....لقد كان لهذا اليوم اثر كبير في حياتي..ولحد الان اتذكر ذلك الشعور الذي احسست به.؟..كنت جالسه في الشرفه صباحاوانا اقرأ كتاب..رأيت سياره تقف قرب منزلنا..نهضت واقفه لاتبين القادم..فاذ بي اراه ينزل من الباب الخلفي ...لقد كانت السياره تقف على مسافه قريبه جدا ..رفع رأسه نحوي...مالذي جاء به الان؟تسمرت عينيه علي لاتتحولان عني؟ماذا يعني هذا؟..لم ابرح مكاني فلازالت السياره في مكانها..رأيت راس رجل يمتد من النافذه قائلا:لاتتأخر سننتظرك قرب المحطه

اجاب بصوت عميق:حسنا

تحركت السياره مبتعده..نظر نظره مطوله باتجاهي ثم تحرك مبتعدا قليلا وكأنه انتبه بانه يقف عند عتبة الباب...وقف مستندا على الشجره المقابله للمنزل....عاودت الجلوس مفكره:ماذا يجب ان افعل ..انه واقف امامي والمسافه قريبه..ماذا لو راتني عمتي او احد الماره....الافضل ان انسحب داخله الى المنزل وهممت بالوقوف..ولكني شعرت بشفاهه تحركت همسا..كانه يريد قول شيئا..لااعرف ماذا؟ ...تسمرت واقفه وانا احس بعيناه تخترقاني..يجب ان ادخل..ولكن قدماي لاتحملاني.........ولكنني احست بان عيناه تقولان شيئا....فنظرت لهما النظره الاخيره وجدتهما تقولان:ارجوك انتظري..فخطى متحركا نحو المنزل ..وبدأ يقترب ..ماذا يفعل هذا المجنون؟حتى وقف قبالتي ..لان منزلنا لم يكن مرتفعا ..احسسته وكانه امامي...لو كان قال شيئا لسمعته....امسكت بالسياج بقوه حتى يعينني ...لاني لاافقه شيئا...مشدوهه...ومره اخرى تحركت شفاهه ..اراد ان يقول شيئا...هيا تحدث مابك؟...لكنه تردد باللحظه الاخيره ..من هذه المسافه القريبه رايت عينان حنونتان ودافئتان ..لكنه اخفض راسه متحركا ..ماذا ستذهب؟لكن الى اين؟احس انها اخر مره ساراك فيها ؟الن تقول شيئا؟..لكنه وقف مره اخرى..لم يتحرك سوى خطوات ..رفع راسه ناحيتي ونظر نظره دافئه جدا اشعرتني بالدفء والسعاده ..لكنه رفع يده مودعا...ادار راسه ومشى ..عرفت حينها بانه الوداع ..وانه لن يعود..هذه اخر مره سيسلك بها هذا الطريق...وفعلا انتظرته في الايام اللاحقه ولكنه لم يحضر ولم اره الى يومي هذا.


 
" الفصل السابع “

لقد اتممت الثامنة عشر....ولا شئ جديد يذكر في حياتي ....اذهب كل يوم الى المعهد واحيانا اتغيب لشعوري بالضيق .....اني اراى
حرف الراء يوميا...عفوا فانا اعرف اسمه ...رأفت.....كم كنت غبيه عندما
بنيت قصور في الهواء..وانا احلم بانه يحبني ...لقد حلمت بانه سيتقد
لخطبتي..ولكن مافائدة الاحلام الان...اني اراه كل يوم....بال سذاجتي فعندما
انظر له الان اكاد اجزم....

انه كان يأتي لاجلها هي ..وانه يحبها حب جم ..صحيح ان الحب اعماني عن
هذه الحقيقه .....ولكن الشئ الغريب باني لم اعد اتوق لروأيته

ولا الى عينيه ... حتى لااتذكر كلماته ..ولا اصاب بالحمى عندما اسمع "انا لك على طول"...ماذا جرى لي؟...هل ممكن ان تتحول

مشاعر الانسان بهذه السرعه..كل تلك اللهفه والاشواق والدموع الى احاسيس بارده ..او ان صح التعبير ....احاسيس ميته....هل كنت احبه
حقا؟ام مجرد شعوري بان هناك من يهتم بي ايقظ كل تلك المشاعر في داخلي؟

هل انا مفتقده للحنان والاهتمام؟..لكن حنان عمتي الا يكفيني؟...لااعرف ...لااعرف....لكن اذا كان يحب سهير ...ماذا ينتظر ليبوح لها؟

لقد وجدت الاجابه على سؤالي في احدى الايام ..وبالتحديد كان يوم رحله قام بها المعهد بمناسبة تخرج دفعة سهير..اتذكر احداث ذلك اليوم جيد

كنت منهمكه بالحديث مع تحيه وانا المحه بطرف عيني وهو يقف بعيدا....جأني صوت سهير قائلا:مارأيك ان نلتقط صور مع باقي

الزميلات....كنا قد ابتعدنا نتمشى قليلا بعد الغداء ...انا وتحيه وسهير مع زميله لها...ثم ضحكت مردفه :تحيه هيا التقطي واحده لنا انا
وطيف..اكملت مبتسمه :ساعلقها على جدار حجرتنا..

عندها سمعنا صوت عميق :عفوا هل تسمحين؟

استدرت بسرعه واصدمت عيني برأفت ولكن بالطبع لقد كان موجها كلامه لابنة عمتي

تقدم خطوه مقتربا ناحيتها ثم اردف:انسه سهير.....هل بامكاني التكلم معك لدقائق

اجابته بنبره قاسيه:تفضل ياسيد ..ان اردت قول شئ فقوله الان وبوجود الجميع ..فلاشئ بيننا يستوجب الانفراد

قال بلهجه حانيه ونظره حنونه:لااعرف من اين ابدأ..لكن يجب ان تعرفي باني اجلت سفري للخارج للعمل اكثر من مره..اني ياانسه مبهور
باخلاقك وادبك وعائلتك وكل شئ فيك مميز ..اريد ان احصل على شرف ان اناسب عائلتك واتقدم لخطبتك

نظرت سهير نحوي مذهلوه... كانها تستمد القوه مني..انا التي احببته بكل مشاعري....يالسخرية الاقدار لو كان هذا الكلام وجهه لي ..لطرت فرحه
وكان هذا يوم تاريخي في حياتي...كنت قبلت وارتبطت به ...مابي احلق بسماء الاحلام ...انه هذا كله لوووووو...الحقيقه انه يريد سهير..هي لاغيرها

قالت سهير بعد صمت قصير:الحقيقه انه طلب مهذب ياسيد وانا اشكرك على هذا المديح ولكن طلبك مرفوض ..فانا بالكاد اعرفك و كذلك لاافكر
حاليا بالارتباط.. ..لقد اوضحت لك سبب رفضي لذلك الر جاء عدم المحاوله مجدادا...

قال بسرعه:لكن ربما عندما تعرفينني جيدا يحصل عندك القبول؟

قالت وهي تدير رأسها مبتعده ومنهيه الحديث:لااعتقد ذلك ياسيد رأفت؟

تركتنا وذهبت مبتعده..هممنا ان نلحق بها ..ولكنه فاجاني قائلا :ياانسه طيف ...
.
ماذا انه يعرف اسمي ..ولما لا فهو مهتم بكل شئ يخصها

نظرت له متسائله...اردف قائلا:ارجوك ابلغي عمتك ان والدتي ستاتي يوم الخميس المقبل لطلب يد الانسه سهير ..وبهذا سابرهن لها عن
نيتي الصادقه..وساقطع كل حجه او امل لبقائي هنا..ان وافقت ساكون اسعد انسان ..وان رفضت فلا داعي لبقائي هنا..واسف ان كنت سببت
لكم اي ازعاج

لم انبس ببنت شفه..ظللت صامته ومتسمره ..اراقب خياله وهو يتحرك مبتعدا عني...

عند المساء اخبرت عمتي الذي جرى وان هناك ضيفه ستأتي يوم الخميس..وبعد العشاء انصرفنا الى غرفنا ..جلست على سريري وكانت
سهير تطالع احدى المجلات وهي متمدده على سريرها

قلت لها قاطعه الصمت:هل سترفضينه حقا؟ام لازلت تفكرين؟

قالت :اني غير راغبه بالارتباط بالوقت الحالي

قلت لها:ربما لو تعرفتي عليه عن قرب ستحبيه ..وستندمين لانك ضيعتي انسان باخلاقه واادبه وحبه الظاهر لك

قالت مستهزئه :مار ايك ولو تأخذيه انت ..يبدو انك ملمه به وتعرفين عنه الكثير

اجبت غاضبه:لا ارتاحي فانا لااخذ مارفضتيه ثم انه طلبك انت وليس انا..اتمنى ان تكفي عن اسلوبك المستفز هذا ..
تمددت واضعه الوساده على رأسي وانا اقول:مهما يكن فانت حره ولا شأن لي انا

سمعتها تقول بعد فتره وكأنها تكلم نفسها:قد يكون كلامك صحيح بانه فرصه ..لكنه لايعجبني ..لااحس با مشاعر عند النظر له...
اريد ان يكون اختياري لشريك عمري مبني على الاعجاب على الاقل ان لم يكن حبا

لماذا انا لست مثلها...ها هي تراه يموت فيها وهي لم تهتز شعره لديها..لو كنت في مكانها لرضيت به وتزوجته واحببته لانه يحبني..انا
قنوعه وراضيه..او مستسلمه للحياة والقدر ليصنعوا بحياتي ماشاءوا..دون ان احارب دون ان احلم واسعى لتحقيق حلمي.

 
الفصل الثامن

تمللت وانا جالسه احرك الملعقه في صحني ولااكاد استسيغ شيئا .....كانت اخر يوم من السنه الدراسيه ....فوجئت بسهير تدخل كالصاروخ علي انا وعمتي في االمطبخ وبدأت تضع الطعام بسرعه في فمها
- سهير ماهذا اجلسي وكلي كالبشر
- لايأمي عن جد مستعجله لقد اتفقت مع ميرفت ان اذهب معها االى الحلاقه وكذلك اساعدها في الاشياء المتبقيه لديها
- الله يسعدها
ثم اردفت عمتي قائله :وانت ياطيف ألن تذهبي الى زفاف صديقة سهير؟
- لاأدري ياعمتي فلدي حفله بالمعهد مع زميلاتي في نفس الصف بمناسبة انتهاء العام الدراسي ولقد وعدتهم بالحضور وقد اكون تعبه للذهاب عصرا مع سهير
لم تكن تربطني بايرفت اي علاقه وطيده لاحضر زفافها كما وانها تشبه ابنة عمتي كثيرا في الغرور والاعتداد بالرأي وكما اخبرتني سهير بانها ستتزوج من شاب قد يكون فتى احلام كل فتاة ..وسيم ...صاحب شهادة جامعيه ..عائله ثريه ومعروفه.....واهم شئ انه يحبها بكل جوارحه ربما هذا ماتحلم به سهير لذلك رفضت رأفت ...اتذكر ان عمتي تحدثت معاها مطولا وحاولت اقناعها بعد ان زيارة والدته وسؤال عمتي عنهم وكانوا من خيار الناس من طبقه متوسطه وكادحه ....اه ....لازلت اتحسر على نفسي وسذاجتي لو كنت انا لكنت اسعد فتاة على الوجود .
اتممت افطري وقمت مستعجله لاغير ملابسي...تأنقت هذا اليوم ولبست بعض الملابس التي اهدتها امي الي بعد عودتها من احدى رحلاتها الى اوربا بحكم عمل زوجها جمال فهو يدير اغلب شركات رجل غني جدا ويعيش في ايطاليا....كما وان جمال يقرب له من ناحية الام ,والرجل يثق به كثيرا ويرسل له احيانا ليطلع على اخر مستجدات العمل حسب قول امي التي تثرثر احيانا عن رفاهية وغني ذلك الرجل ....فانا اخر مايهمني معرفة اخبار جمال هذا.
وقبل خروجي سمعت عمتي تنادي:طيف
- نعم
- امك ستحضر اليوم لرؤيتك وقد استأجرت فندق لبضعة ايام لتقضي اول ايام العطله معك
قلت بمراره
-ولما االفندق ؟لانه سيحضر معها؟ ..واضح انها تريد ان تستجم هنا..الايكفيها انها بقت شهر في اوربا معه؟ الن تفكر اان تقضي بعض الوقت معي بدونه؟
صمتت عمتي قليلا ثم قالت
- طيف انه زوجها وامك تحبك لقد عادت قبل ايام وهي اتيه لتراك انت ..انها امك لاتنسي ذلك
- حسنا عمتي لقد تأخرت علي الذهاب وداعا
مشيت بخطى مسرعه وانا احاول التفكير بمايجري حولي...لما سيأتي معها ؟ اذا كانت تريد رؤيتي كان عليها ان تحضر بمفردها ...اه ياامي لو تلفتين الي قليلا وتحسي باحتياجي لك....انتزعني من افكاري خطوات قريبه مني ..ستدرت بسرعه واذا بي اراه ....حرف الراء
رافت...تسمرت بمكاني وان قريبه جدا منه ...ونظرت متسائله ..مامعنى هذا؟ ...اذن لم اكن اتخيل تقربه مني ...حتى وهو ياتي لسهير
- انسه طيف
صدمت... التهبت وجنتاي ..اشتعل وجهي ....رجع كل احساس احسست به من قبل ..لكم محتاجه لك... لعيناك.... لحبك....انا وحيده ,,لااحد يحس بس ..لتكن انت مرأفي.....ساعطيك حبي .....سأنحك حياتي
قلت متلعثمه وكلي امل :
- نعم
- لااعرف من اين ابدأ؟
نطرن له متوسله ان يفرح قلبي ...ولكن مابي وهل نسيت انه عاشق سهير...بدأ قلبي يرتعش واحاسيسي تختلط في صدري
- هلا ساعدتيني؟
- بماذا؟
- لو تكلمت لك من الان الى الغد لاشرح لك مشاعري اتجاه ابنة عمتك ..لن تستوعبي مدى حبي لها....لن تفهمي شعوري نحوها انا اعشقها ..اجلت احلامي ومستقبلي كله رهن موافقتها ..احس باني غير قادر ان اكمل حياتي بدون وجودها معي
نظرت اليه... الصدق ولحب يشعان من عينيه ..انصت له بكل مشاعري ..ولكني لم اتمنى سماع هذه الكلمات...احتاج حبك وانت تمنحه لمن لايقدره ولا يستحقه
- ارجوك انا اريدك ان توصلي صوتي لها انت تفهميها كم احبها وحقا اريد ان اكمل حياتي معها ...

صعدت الحراره الى وجهي وانغرس السكين في قلبي....لما انا؟ ...لما تعذبني؟ .... لم اصدق باني بدأت انساك ..حتى عاد شعوري اتجاهك كالريح تعصف بكياني ....هل تعلم بمايختلج بصدري اتجاهك ؟؟؟......تريد طعني.....لم ؟.....لااستطيع التحمل...لااستطيع انت وامي وكل العالم...لما انا؟؟؟؟لما؟

لم اتمالك نفسي وانساب نسيل عارم من الدموع ....فضحتني دموعي...يالله ااريد ان اتحرك لااقدر... لقد شللت بمكاني .....
نظر وهو مصدوم ....وقف حائرا امام دموعي مشدوها....مصدوما....

جأني صوته حنون :
- طيف ......طيف انظري لي
نظرت اتجاهه وانا ارى خيال مشوش من غزارة دموعي..ثم طأطأت راسي نحو الارض وانا اسمعه يكمل
- اسف لاني سببت لك كل هذا الالم ولم افهمك...يالله كم احمق
وتنبه لنفسه ولم يكمل
- طيف هو قدر ام ماذا؟
لم ادري الا ودموعي تنسال اغزر وبحرقه اكبر...بكيت حبه المفقود ..بكيت حالي..مابالي كالبركان انفجر فجأه بدون مقدمات..لم اتمالك نفسي امامه....
بدأ يتكلم وهو ينظر بعمق الى عينيي وكأنه يتكلم الى نفسه وانا صامته
- سأصدقك القول ..ساتكلم حتى لو كانت هذه اخر مره اتكلم بها معك او أراك ..حتى لو كان هذا اخر خيط سيقطع ليبعدني عن سهير فانت تستحقين ان تعلمي بهذه الحقيقه التي لاادري هل ستسعدك او تتعسك وربما الامر نفسه بالنسبه لي...ولكني احس بانك يجب ان تعرفي......
- بادى الامر كنت أألتي لاجلك انت ...
رفعت نظرت وانا صعوقه مما يقول
اكمل قائلا
- كل الذي احسست به كان صحيح وربما هي كذلك احست به...كنت كالملاك بالنسبه لي ....اراقبك واسعد فقط برؤيتك...وفعلا قررت التكلم معك احد الايام وربما تذكرين ذلك اليوم جيدا كما اذكر اليوم الذي.منحتيني فرصه ولكني اهدرتها بعد ان سلبتني عقلي.....وكان هذا يوم الرحله عندما رايتها عن قرب وهي تمزق القصاصه التي كتبتها لك.......

يالله ..لم اكن حمقاء ....كان كل هذا لي ......لم اكن مخطئه..لقد كان مااحس به صحيح لم اتوهم ..لم اكن مغفله
سمعته يكمل
- لااعلم ماحدث لي عند رؤية عينيها وسماع صوتها وثقتها بنفسها...لقدان كان كالسحر وتحولت مشاعري ..لقد أسرتني منذ تلك اللحظه..لااعلم ما حدث لي ..بت محموما بها....لاارى غيرها
انها سهير وهل احد يعرفها غيري ..تحب ان تستحوذ على كل شئ ...احست بحبه او اهتمامه بي.....وتكفي نظره من عينيها لتمتلكه وتسلبه عقله ثم ترميه وتدوس على قلبي وقلبه
- بت لاارى غيرها ..حتى صديقي الذي كان يعلم بمشاعري اتجاهك استغرب تغيير حالي وانقلابي المفاجئ.....
لااريد ان اسمع اكثر ..استجمعت قواي وجررت قدمي محاوله التحرك..واذ بيده تمتد وتستوقفي...سرت رعشه في جسدي وانا غير مصدقه تصرفه..رعشه لذيده ولكن تنغصها مرارة قلبي.....نظر لي متأثرا..وسمعت صوته يهمس:
- طيف انا اسف ....لكني سارحل بعيدا ...ساحاول ان انسى اني جرحتك يوما..واني كنت اناني وأذيتك ربما بما قلته حتى ارتاح وتشقي انت...سامحيني ارجوك..اتمنى لك السعاده....انا لااستحق مشاعرك انت انبل واصفى وتستحقين الافضل...اتمنى لك السعاده من كل قلبي ,,,,
اردف بصوت حنون:وداعا
افلت ذراعي واستدار مبتعدا..مابالي متسمره انظرلى شبحه وانا مصدومه من كل شئ من دموعي من كلامه من مشاعري.... وغير مصدقه بانه اعترف واح لي بانه كان يحبني.....
ادرت وجهي مكمله طريقي ودموعي تسبقني.....

 
الجزء التاسع
جلسنا لتناول الغداء مه امي وجمال ....لقد كنت اختلس النظرات لهم وهم يتهامسون احيانا ويضحكون احيانا اخرى وهم يتذكرون رحلتهم ....كانت السعاده تشع من عيني امي ...لقد كانت امي جميله جدا ومرحه ,,,اخذت منها الكثير من جمالها ولكن لم أخذ روحها المرحله ...كانت تضيف البهجه في اي مكان تدخله عكسي انا فقد ورثت الهدوء من ابي كما اخبرتني عمتي.....كنت جالسه بهذوء ارقبهم بحاله من الغيره والأشمئزاز....وقفت مستأذنه وتوجهت نحو غرفتي دون اي كلمه....ريما لاحظت امي اضطرابي وحيرتي....ربما لاحظت الحزن في عيني......عيني انا الانسانه الضائعه التي فقدت ابوها ثم امها ....
سمعت الباب يطرق
- من
دخلت امي وهي تقول: مابالك يااابنتي تجلسين وحدك
اجبت ببرود:لا فقط احس بالضجر....ثم اردفت:اين زوجك؟
نظرت امي قائله:عمك جمال ذهب ليلتقي مالك الشركات التي يديرها فلقد جاء سامح لحضور زواج اقاربه بينما هو يقضي الصيف هنا في بلده الام.الان اخبريني ياحبيبتي مالذي يشعرك بالملل؟
قلت وانا غير مباليه:لااعرف؟
- مارأيك لوذهبنا برحله كلنا الى المصيف؟
- ليست لدي رغبه بفعل اي شئ
فاقتربت والدتي مني ووضعت يدها على رأسي وهي تقول:
- الان احكي لي ماهي المشكله؟
نظرت لها بعيسون مليئه بالدموعززز حقا يامي لاتدرين مابي...لاتحسين بوحدتيس واحتياجي لك....لما تركتيني....كلي حنين لك......طبعا لم لااقول شيئا ولكنها فهمت من دموعي ونظراتي...سمعت صوتها الحنون يقول:
- ربما انك تشعرين بالملل لما لاتخرجين وتتنزهين؟لما لاتهتمين بنفسك كالفتيات اللواتي في سنك؟
اخذت تتلمس شعر وتقول بحنان:
- شعرك طويل جدا وجميل....ربما يحتاج بعض الترتيب....ووجهك يحتاج بعض اللمسات....ساخذك الى صالون التجميل اليوم معي فجمال سيذهب للزفاف مع سامح ولن يعود قبل الليل.م اني اريدك ان تلبسي على الموضه وتهتمي بمظهرك اكثر ..يجب ان تتمتعي بشبابك وجمالك.
نظرت لها مبهوره..امي متفتحه وانيقه ومستمتعه بحياتها..اما عمتي فبحكم سكنها في المدينه الصغيره فهي محافظه جدا عكس امي التي تحيا بالعاصمه وتستمتع بحياتها..قلت بعد فتره وجيزه:لكن يامي عمتي لن تقبل.
ابتسمت امي ابتسامه جميله ....امي جميله جدا..وجهها كأنه قمر مضئ ويحيط به سواد شعرها ...لقد ورثت بشرتها وشعرها وتقاطيع وجهها المرسومه باتقان...قالت من خلال ابتسامتها
- طيف انت جميله حقا ياعزيزتي..اما عمتك فساقنعها بنفسي.
تركتني وانا مذهوله وافكر باني ممكن ان اتغير واصبح اجمل ...ربما حتى اجمل من سهير ..لا لا يمكن فسهير صاحبة العينان المتوحشتان لااملكها فكيف اتفوق عليها ,,,,,,غرفت بافكاري وان استرجع ماحدث لي اليوم من اعترافات رأفت الى اهتمام أمي المفاجئ بي......
سمعت صوت امي بعد فتره وجيزه تطلب مني ان اتحضر للذهاب.
دخلنا الى صالون التجميل ..اول مره ادخل الى هذا المكان ...فعندما كنا نحتاج لتصفيف شعرنا كانت عمتي تطلب من السيده التي تملك صالون حلاقه كانت عمتي تعرفها منذ زمن ان تحضر لنا للمنزل...اما هذ1ا المكان فكان مكتظ بالزبائن من نساء الطبقه الراقيه ....طلبت امي من مصصففة الشعر ان تعتني بي واوصتها باشياء لم اسمعها لاني كنت مبهوره.... لااسمع شئ ..انه ارقى صالون تجميل....انا املك الكثير من النقود التي تركها والدي لي ..وأمي زوجها يعتير ثري ....ولكن عمتي دخلها محدود,مجرد ايجار شقه تركها لها زوجها المرحوم...تركت نفسي بين يديهم ..يالله ماذا يفعلون ؟انتهوا بعد ثلاث ساعات تقريبا....لقد غيرت لون شعري وتسريحته...لقد تغيرت فعلا..اصبحت اجمل بكثير ...ثم بدأوا باظافري ثم وضعوا لمسات جميله على وجهي....اني لااكاد اعرف نفسي....جاءت امي وهي تحمل اكياس والابتسامه تعلو شفتيها وهي تتأملي:
- يالله كم انت جميله ياصغيرتي
عدنا الى البيت وقت الغروب وارتني امي ماذا جلبت لي معها من ملابس وهدايا كثيره ثم ودعتنا وهي تقول :طيف استعدي غدا سامح داعاك معنا الى العشاء فاستعدي .ثم رحلت
اوف اكره العزومات الرسميه مع اناس لااعرفهم .....وعلاوه على ذلك سارى جمال هذا مجددا....اوف
احسست بتعب الشديد ..فأويت الى فراشي مبكرا....افكر افكر احاول ان انام ولكني لااستطيع ..الافكار تهاجمني من كل مكان من رأفت والذي حدث وكيف سانظر في عينيين سهير...وامي واهتمامها وكلامها.....يالله اريد ان انام لقد كان يوما طويلا.....عند العاشره سمعت صوت الباب يفتح...دخلت علي سهير وهي تكاد تطير ....لم تكن تمشي بل تقفزمن السعاده
نظرت لها بتعجب:
- مابك تكادي تطيرين في السماء
- اه ياطيف...لقد كانت حفله جميله جدا ..العريس من طبقه راقيه جدا وجذاب جدازعائلته واقاربه ..لقد كان حفل زواج رومانسي وخيالي..الكل سعيدومبهور بثرائهم وكرمهم والعريس يحب ميرفت كثيرا..كانت ليله من الف ليله وليله..اه
ظلت سصاعات كويله تحكي وتتحاكى عن المعازيم والطعام والرفاهيه وهدايا العروس كانت مبهوره
ثم افاقت من احلامها قائله:
- لقد لمحت جمال بين المعازيم؟
- حقا.....اه لقد اخبرتني أمي انه دهب بصحبة اقارب العريس الرجل الذي يملك الشركات التي يديرها جمال ....والذي عزمني مع جمال وأمي على العشاء غدا
فتحت سهير عيونها مفكره وبعد برهه سمعتها تقول:
- طيف غدا اول يوم من العطله لااعرف ماذا افعل لااريد البقاء بالبيت هل استطيع الذهاب معكم
قلت مستغربه
- لما لا انت فقظ اقنعي عمتي
قالت مسروره
- نعم سأحاول
غلبني النوم وهي لازالت تتكلم بنشوه عن الذي شاهدته هي حفل الزفاف.

************************************
- هيا ارتدي هذا الفستان فهو يناسب قوامك
نظرت الى امي وانا اقول :هل هذا الحذاء يناسبه
هزت امي رأسها موافقه ...بدوت طويله جداوانا ارتدي هذا الحذاء العالي الكعب
قالت وهي تنظر نحوي:
- حبيبتي الم اقل لك بانك رائعة الجمال؟اسمعي يابنيتي يجب ان تهتمي بنفسك

هيا ارتدي هذا الفستان فهو يناسب قوامك
نظرت الى امي وانا اقول :هل هذا الحذاء يناسبه
هزت امي رأسها موافقه ...بدوت طويله جداوانا ارتدي هذا الحذاء العالي الكعب
قالت وهي تنظر نحوي:
- حبيبتي الم اقل لك بانك رائعة الجمال؟اسمعي يابنيتي يجب ان تهتمي بنفسك اكثر فانت الان اصبحت عروسه وتستحقين العريس الذي يليق بك؟
تفاجأت كثيرا من كلام امي واهتمامها الزائد ربما لاني كنت ساذجه او بريئه لااعرف؟
دخلت سهير كالصاروخ الى الغرفه ,,,,لكنها فجأة تسمرت في مكانها وهي تبحلق بعينيها ثم تفركها وترجع تنظر باتجاهي:\
-ماهذا ياطيف؟ انك حقا جميله لااكاد اعرفك ياأنسه!
فرحت بالاطراء واحسست لاول مره بثقه عاليه بنفسي ...
استدارت امي ناحية سهير قائله: هل اقنعت امك
قالت سهير وهي فرحه :نعم لقد اقنعتها بكل الوسائل
احسست بان امي انزعجت قليلا.....امي تحب عمتي وسهير كثيرا ولكن لما احست بالنزعاج.سمعتها تقول وهي تعطي لسهير كيس:عزيزتي هذا الفستان هديه لك..هيا اجهزا بسرعه قبل ان يحضر عمكما جمال.
ارتدت سهير الفستان وبدت جميله كالعاده...مالها تيدو سعيده؟لم اراها قط بهذه السعاده من قبل...ياترى ماهو سبب سعادتها الفائقه؟
بعد ان جهزنا ودعتنا عمتي قائله:لقد قبلت ان تخرجا ليلا لان ام طيف معكماولكن كونا دائما كعهدي بكما.
قبلنا يدها ثم خرجنا عوجدناجمال ينتظرنا بسيارته الفارهه..ابتسم محييا:
- اهلا بالانسات االجميلات.
اوف لما لاتصمت منذ متى وانت تجاملني؟حدجته بنظره ودلفت انا وسهير الى العربه
دار حديث قصير بين امي وزوجها
- كيف حال سامح
- بخير ويسلم عليك فانت تعلمين كم يحبنا وبات لايستطيع الاستغناء عنا عندما يحضر الى هنا
- تعرف عندما كنت تتحدث عنه في السابق ظننت انه عجوز
- لا هو لم يتجاوز الخامسه والاربعون
- ولديه كل هذا؟
استمعت لبعض الحديث ثم انشغلت بمراقبة الاشجار على الطريق...الحديث ممل.. ممل جدا..

.يتبع




 
الوسوم
دافئ شتاء
عودة
أعلى