أنفاس خلف الشمس

المنسي

الاعضاء
♦♦أنفاس خلف الشمس ♦♦

--كان الصيف قد حلَ بالوانهِ وسبائكه الذهبية المزركشةِ باللون الوردي المنبثق من اعلى الأفق ....وقد لمت العائلة رحالها الى القصر الذي تعودنا قضاء ايام العمرِ بهِ حيث نستنشقُ عبر البحرِ رائحة الملحِ المنبعثِ من جوف الرمال ....
اختلفت رحلاتي مع الحياة .وهذه المرة الرحلة مزقت احضان الطبييعة وروحها

فسجدت لها تسا بيحُ الأمواج ونسيمُ البحرِ الهادىء....

دخلنا الى بييتنا وكلنا أمل مفرح وشوق يزيد صراخنا ...جعل الصباح يشع بلون الماء ورائحةالبحر والصَدَفِ ... صرنا لانموت تعبا من البحر ونتركه واللهفة ما زالت قويةلرجوع اليه .....وبينما انا في غرفتي التي كنت أسامرُ وعودي بها لرجوع الى البحر ِ وكيف لي بمداعبة الرمل .....إتكأتُ على حافة النافذة ....فلمح بصري شيء غريب ...بل همس في وسط الغروب ...إمرأة في مقتبل العمرِ تخرجُ من القصر الذي لم تتعهده حركة ولا أنفاس ...إمرأة عانقت بخطاها ظلمة المغيب وخريرَ مياه البحر ْالراكع لغروب الشمس

كنت أراقبها من بعيد تقترب من البحر ....تغطس قدماها النحيلتين ...كأنها تريد ان تطفىء لهيب الخطى الحار ...من شدة الالم ...تمشي كانها تلاحق الشمس ...تتوسلها كي لا تغيب ....كانت تخرج من بداية الغروب الى مختفى الشمس في حضن المغيب ....

شدتانتباهي وشغلت تلك الفاتنة وقتي ...فصرت اراقبها كل يوم وهي على حالها .....تقف امام البحر تعاتبه تناجيه ...وتتركه حيث تعود الى حيث كانت تقفلُ ابوابها ونوافذها ...لتلقي ما حملته على عبء الليل

هذا اليوم كان متعبا بالنسبة لي لم العب ولم اذهب للبحر الذي موجه كان يداعب روحي لعلي ارتمي يحضنه ..صار اليوم مملا يائسا ...وعابسا

كنت انتظر ان تغيب الشمس التي لم تريد ان ترحل كانها كانت تخشى من شيء يقلق ....مغيبها لا يتركها تكنُ في مضجعها ....

إقتربت لحظات المغيب خطوة بخطوة ..لحظة همس خلفه همس ترخي خيوطها السوداء كرمش عذراء تكحلت بماء الزعفران ...وبدات تدنولتقترب خلفها تلك الأنفاس الهافتة المتعبة التى مزقت بحزنها جلالة الشمس وعظمتها ....وقتها كنت اختفيت وراء كثبان الرمل التى كنت العب بها ....

وصرت اراقب تلك المرأة القابعة خلف ظنونها وهي تهوي نحوى البحر ..

لاعرف سرها ....لقد كان بيني وبينها مسافة لكن كانت اقرب الى قلبي ...وانتباهي كنت ارى تفاصيل ملامحها ...كانها بجانبي ...واذ بي أرى الدمو ع تسيل على وجنتيها يمسحها نسيم البحر كلما نزلت على خده حامية

وبصوت خافت مؤلم يئن من خلف ظلمة الشمس يعتب البحر الذي تزيد امواجه غرورا بل توحشا ....صرتُ اسمع وكأن اذني انسحبت مني وركضت نحو ذلك الصوت ...الذي لم تسمعه عين ....ولم يره قلب .....ألم ووجع يرتكز على قدميه...سيدة تعاتب جبروت البحرِ وصخرية الحظ ...بل تداعب بداخلها سمو العهد والميثاق ...كانت روحها تشكي وكانت عيني تبكي كانت تزف الما وحزناً ودمعا ...تحكي اوجاعا ...كانت تغطي جملها ....وقتها ادركتُ لما الشمس كانت تتاخر الغروب ...ولماَ البحر كان يصمتُ ثمَ يثور ......
لما القمر كان يهرب خلف الافق كي لايسمع أنين تلك الروح ....

كانت ترتل كلمات الحب ...ولكن لمن ؟؟؟ لراحل إختطفه موج البحرِ فالقاه أسيرا في حضنه كانت تبكي رحيله ...فكانت تقف الشمس معها لتبكي ....كان يسكن البحر ...ومن ألمها يصرخ فيثور ...كانت الفاتنة تاتي كل مساء

لتحي مراسم رحيل الزوج الذي .اختطفه الموت وهو في حضن البحر

تالمت داخلي البهجة وبراءة الطفلة ....وادركت لما كل غروب تأتي تلك المرأة لى البحر ...

وهكذا عاودت ادراجها لى حيث ...تلقي بقية وجعها ...على ظلمة الليل ...

هي عاودت الى بيتها ....ونا عدت بفكر الى الحياة والواقع ....وطرحت ألف سؤال ....فكان سؤال واحد من اخترق ...فهمي .

يا ترى ....هل هناك عطر ...يسمى عطرَ الوفاءِ تتعطرُ به ....القلوب الوفية ....

أم وهم ....رسمته لي طفولتي ....وقتها ♥ بقلمي شمس
 
أنفاس خلف الشمس
أنفاس خلف الشمس
أنفاس خلف الشمس
 
الوسوم
أنفاس الشمس خلف
عودة
أعلى