تحليل نظام التعليم الثانوي

املي بالله

نائبة المدير العام
تحليل نظام التعليم الثانوي

يعتبر نظام التعليم الثانوي من أهم الأنظمة الفرعية لنظام التعليم الأساسي, ويعتبر أحد الحدود المهمة لنظام التعليم العام, فهو بوابة النظام التي تخرج منها مخرجات التعليم العام إلى سوق العمل والجامعات على حدٍ سواء, ويلقى التعليم الثانوي اهتمامًا خاصًا ونوعيًا من وزارات التربية والتعليم على مستوى العالم, فتعمل على مراجعته وتطويره حتى يكون متوافقا مع السياسات التنموية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد.وقد مر التعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية بمراحل تطويرية، ولكن رغم ذلك ما زالت النظرة العامة للتربويين تؤكد أن مخرجات التعليم العام أقل كفاءة مما يتوقعه المستفيدون من نظام التعليم، ولقد هدفت هذه الدراسة إلى تحليل نظام التعليم الثانوي في محاولة للتعرف على واقعه الحقيقي من خلال معرفة مكوناته ومدى تفاعل بعضها مع بعض وتفاعلها مع بيئتها الخارجية، ومدى ملاءمة مدخلاته، وأسلوب الإدارة فيه ومدى مناسبته لتحقيق أهداف النظام.

مشكلة الدراسة

يتردد دائمًا أن مخرجات التعليم العام ضعيفة ولا تتوافق مع حاجات سوق العمل، وكذلك متطلبات التعليم فوق الثانوي (التعليم الجامعي)، حيث إن العامل الرئيس لنجاح أي نظام هو قبول مخرجاته وصلاحية تطبيقه وفاعليته، وقد شاع استعمال تطبيقات الإدارة الحديثة ومفاهيمها في الأنظمة التعليمية في الفترة الأخيرة في كثير من الدول المتقدمة وبعض الدول النامية، كما برزت مؤشرات ومعايير خاصة للحكم على هذه المخرجات مثل معيار الكفاءة والفاعلية.(صائغ، 1989).

وفي محاولة لمواجهة هذه المشكلة أوضحت خطة التنمية الثامنة (1425-1430هـ) مدى الإشكالية في الكفاءة الداخلية والخارجية لنظام التعليم العام، وتم اقتراح مجموعة من الحلول لمواجهة هذه القضايا التي تركزت على تطوير المناهج والمعلم وأساليب التقويم. (خطة التنمية الثامنة، وزارة الاقتصاد والتخطيط).

وقد يعزى سبب ضعف كفاءة النظام ومخرجاته إلى أسلوب المعالجات التي تتناول بعض مكونات النظام، وترك بعضها أو أن يتم التعامل مع مكون دون اعتبار للمكونات الأخرى داخل نظام التعليم، لذا فإن أسلوب تحليل النظام التعليمي من خلال الوقوف على جميع مكوناته والتعرف على مستوى أدائها وتفاعلها داخل النظام مع بقية مكونات النظام وبيئته الخارجية يسهم بشكل مباشر في حل مشاكل النظام وتطويره.

أهداف الدراسة

تهدف الدراسة إلى الوقوف على نظام التعليم الثانوي لمعرفة مكوناته ومدى كفاءتها وتفاعلها فيما بينها وبين بيئتها الخارجية الخاصة والعامة ويتفرع من هذا الهدف الأهداف التالية:

- التعرف على مدخلات النظام ومدى ملاءمتها.

- التعرف على عمليات النظام (مكوناته) ومدى تفاعلها فيما بينها وبين بيئتها.

- التعرف على أسلوب الممارسة الإدارية للنظام ومدى إسهامه في تحقيق أهدافه.

أهمية الدراسة

تنبع أهمية الدراسة من أهمية سبر أغوار نظام التعليم الثانوي من خلال تحليل النظام وتشخيص واقعه بهدف تطوير النظام ومعالجة مواطن الضعف وتعزيز مواطن القوة؛ ذلك لأن المدرسة تمثل نظامًا تعليميًا متكاملًا مصغرًا نستطيع من خلاله الحكم على النظام التعليمي العام.

وتسهم الدراسة فيما يلي:

- توفير بعض المعلومات التي تفيد مطوري نظام التعليم الثانوي بشكل خاص والتعليم العام بشكل عام.

- تساعد الدراسة النظام (المدرسة) في تحسين إنتاجيتها وتحقيق أقصى قدر من كفاءتها في ضوء التكاليف البشرية والمادية.

- تساعد الدراسة المدرسة في العمل على تحقيق درجة عالية من التوافق والتفاعل بينها وبين البيئة التي تحيط بها.

- المساعدة على تحديد نمط إدارة النظام للوصول إلى أهداف النظام بفاعلية وكفاءة.

أسئلة الدراسة

السؤال الأول: ما مدى ملاءمة مدخلات المدرسة البشرية والمادية في النظام؟

السؤال الثاني: ما مدى تفاعل مكونات النظام فيما بينها؟ (مع التركيز على مكون الأهداف والإدارة).

السؤال الثالث: ما هو أسلوب إدارة النظام؟

مصطلحات الدراسة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
التعليم الثانوي:

تعني الحلقة النهائية في التعليم العام، وقد تدمج في أنظمة بعض الدول مع المرحلة المتوسطة وقد تنفصل عنها، ويطلق في بعض الدول على المرحلة المتوسطة مسمى المرحلة الثانوية، كما تتفاوت الدول في العمر الذي يدخل الطلاب فيه هذه المرحلة. (الزغيبي، 1424هـ).

التعريف الإجرائي :

التعليم الثانوي العام النهاري، ويبدأ من الصف الأول الثانوي (العاشر) إلى الصف الثالث الثانوي، ويتشعب في السنة الثانية في مدارس البنين إلى التخصصات (العلوم الشرعية والعربية، والعلوم الإدارية والاجتماعية، والعلوم الطبيعية).

تحليل النظام System analysis:

هو دراسة شاملة لنظام معين قي محاولة لتحديد مدى كفاءته في تحقيق أهدافه، ثم اقتراح التعديلات الضرورية في الأساليب والإجراءات التي تضمنها النظام لتخفيض التكاليف والنفقات والوصول إلى الأهداف بدقة وسرعة. (السنبل، 1429هـ).

التعريف الإجرائي:

هي عملية تقويم المدخلات والمخرجات وفق المؤشرات والمعايير المناسبة، وتناول مكونات النظام الداخلي وتقييم أدائها وتفاعلها فيما بينها وبيئتها الخارجية بغرض التحقق من أن النظام يحقق أهدافه بالدرجة المطلوبة.

حدود الدراسة

طبقت هذه الدراسة على مدرسة عبدالرحمن الغافقي الثانوية بشمال الرياض كنموذج لتحليل النظام، كما تم زيارة مجموعة من المدارس الثانوية في شمال الرياض وذلك في الفصل الأول للعام الدراسي 1429/1430هـ .

الإطار النظري للدراسة

أولًا: التعليم الثانوي:

نبذة تاريخية:

يعد انتشار المعهد العلمي السعودي عام 1345هـ/1927م، بداية ظهور التعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية، وتم افتتاح أول ثانوية في مكة المكرمة في العام نفسه، وكان ذلك تلبية للاحتياجات الوطنية التنموية، واحتياجات المجتمع التعليمية، وقد كان للتعليم الثانوي نصيب وافر من التطوير المتتابع، حيث طُورت الدراسة في المعاهد السعودية في عام 1365هـ /1936م لتصبح مدة الدراسة فيها خمس سنوات بعد المرحلة الابتدائية، وكان من أهدافها إعداد الطلاب للالتحاق بالجامعات وسوق العمل، ثم افتتحت فصول ثانوية ملحقة بالمدارس الابتدائية والمتوسطة، إلى جانب افتتاح مدارس ثانوية مستقلة أبرزها مدرسة تحضير البعثات ومدرسة دار التوحيد. (وزارة المعارف – التوثيق التربوي – العدد 40/1419هـ - ص 31).

ومع التطورات التي شهدتها المملكة ظهرت الحاجة الماسة إلى نظام تعليمي أكثر مرونة يستجيب لمواجهة حاجات جميع طلاب هذه المرحلة، نظام يتيح لجميع الطلاب فرصة للنجاح والاستمرار في الدراسة مهما اختلفت مستوياتهم في القدرة على التحصيل أو تنوعت قدراتهم وميولهم، نظام لا يقتصر على الإعداد للوظائف الكتابية أو التعليم الجامعي، وإنما تتنوع فيه الخبرات الدراسية ذات الطابع العلمي والحياتي التي تُعِد الأفراد للحياة الوظيفية أو لبدايات المهنة، وتلبي حاجات التنمية وسوق العمل.

ومن خلال استعراض التجارب السابقة لتطوير التعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية، يمكن تحديد ثلاث مراحل أساسية في تغيير نظام التعليم الثانوي:

المرحلة الأولى:

بدأت باقتباس نظام الثانوية العامة المصري المتأثر بالنظام الإنجليزي، حيث يبدأ التخصص بعد الصف العاشر، وينقسم التعليم إلى قسمين رئيسين، هما القسم العلمي والقسم الأدبي، ويعطى الطالب المتخرج في هذه المرحلة شهادة الثانوية العامة، ويلتحق الطالب بالمسار الأكاديمي في الجامعة بناءً على التخصص في المرحلة الثانوية، وفيما يخص أنماط التعليم الثانوي الأخرى مثل التعليم الفني أو التجاري أو الصحي فقد أنيطت بمدارس مستقلة خاصة.

المرحلة الثانية:

بناءً على التأثر بالمدرسة الأمريكية، وظهور اتجاه التخصصية المتعددة في المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى تحويل مسار التعليم الثانوي من النظام السنوي إلى النظام الفصلي، ومن نظام اليوم الكامل إلى نظام الساعات، تبلورت تجربة الثانوية الشاملة عام 1395هـ التي تميزت بتعدد التخصصات ونظام الساعات وحرية الاختيار للطلاب مما يتيح الفرصة أمام القادرين منهم لإعدادهم لمواصلة الدراسة بمستوياتها المختلفة في المعاهد العليا والكليات الجامعية في مختلف التخصصات وتهيئة سائر الطلاب للعمل في ميادين الحياة بمستوى لائق، وكان بداية صدور النظام الثانوي المطور عام 1405هـ امتدادًا لنظام الثانوية الشاملة ومنبثق منها. .(البابطين،1417هـ).

المرحلة الثالثة (الحالية):

في عام 1412هـ تم إيقاف العمل بنظام التعليم المطور والعودة إلى نظام الحصص الدراسية، وتم تشعيب التعليم الثانوي إلى أربع تخصصات (العلوم الشرعية والعربية، العلوم الإدارية والاجتماعية، العلوم الطبيعية، العلوم التقنية) وما زال العمل بهذا النظام مع التطوير المحدود في الخطة الدراسية وتوقف قسم العلوم التطبيقية (التقني). (موسوعة تاريخ التعليم، ج3، 1423هـ، ص 147).

ثانيًا: تحليل النظام

تعريف النظام:

يعرف النظام بأنه مجموعة من العناصر أو الكيانات المرتبطة بعلاقات تبادلية بين بعضها البعض وتنظم داخل إطار مشترك يستقبل متغيرات محددة تتفاعل مع الكيانات بداخله تحت تأثير الظروف المحيطة به لتتحول إلى عوامل محددة. (حسين، 2006).

خصائص النظام

- حدود النظام: للنظام حدود تميزه عن البيئة المحيطة به، وهذه الحدود هي التي تحتوي على عناصر النظام والعلاقات المتداخلة بينها.

- التأثيرات المتبادلة: حيث إن عناصر النظام يرتبط بعضها ببعض وتؤثر وتتأثر ببعضها، فإن أي تغير في أحدها - يؤثر على بقية العناصر ومن ثم على النظام كاملًا.

- شمولية النظام: لما كانت عناصر النظام مترابطة ومتكاملة، فإنه لا يجوز دراسة كل عنصر بمعزل عن العناصر الأخرى، لكن من خلال النظرة الشاملة التي تجمع بين الفهم لجميع عناصر النظام وبذلك تُدرك الصورة الكلية للنظام.

- مرونة النظام: يتصف النظام بالمرونة، والقابلية للتطوير، لذا يمكننا تخفيف المعوقات التي تحول دون تحقيق هدف أو أهداف النظام، كما يمكننا استخدام البدائل في ضوء الأهداف والمعوقات والتعامل مع المتغيرات المحيطة بأسلوب التوازن ذي الطبيعة المتغيرة.

- النظام كائن حي: عندما يتوقف تفاعل النظام مع البيئة المحيطة به يحدث له اضطراب في عمليات تحويل المدخلات إلى أن يتوقف النظام ثم يفنى.

- التدرج الهرمي للنظام: أي نظام مهما صغر وجدناه يحتوي داخله نظامًا أصغر منه، وفي نفس الوقت فإن لكل نظام نظمًا فوقية أكبر منه. ويكون تأثير النظام الأكبر (الفوقي) على النظام الأصغر (الفرعي) بشكل أكبر في المدخلات, أما تأثير النظام الأصغر فيتمثل فيما يقدمه من مخرجات إلى النظام الأكبر أو البيئة المحيطة.

ثالثًا: أنواع النظام:

يوجد عدد من التصنيفات لأنواع النظم:

التصنيف الأول: وهو على أساس علاقة النظام مع البيئة الخارجية:

- النظام المغلق: هي تلك النظم التي تتقوقع على ذاتها ولا تتبادل التأثير مع بيئتها،أي أنها لا تؤثر ولا تتأثر بالوسط المحيط بها.

- النظام المفتوح: هي تلك الأنظمة التي تتفاعل مع البيئة الخارجية.

وفي الغالب يصعب تصور نظام مغلق أو مفتوح بشكل تام، وفي معظم النظم تجمع بين النظامين بنسب متباينة وفقًا لطبيعة وحاجة النظام.

التصنيف الثاني: (ستافورد بير) وهو على أساس التنبؤ بفهم النظام:

- النظام المحدد: هو النظام الذي يمكن تحديده سلفًا ومعرفة العلاقات التي تربط أجزاءه، كما يمكن التنبؤ أو توقع استجابة النظام للتأثيرات الخارجية.

- النظام الاحتمالي: وهو النظام الذي تتعقد علاقاته الداخلية وارتباطه بالمدخلات الخارجية، بحيث يصعب أن نحددها سلفًا بدقة.

أمثلة على التصنيف الثاني انظر الجدول رقم (1). ( مرسي، 1426هـ)



















رابعًا: مكونات النظام:

يتكون النظام من ثلاثة أجزاء رئيسة:

- المدخلات: وتتكون المدخلات من مزيج من الموارد البشرية والمادية والتقنية، وتتمثل المدخلات من الموارد البشرية بعناصر القيادة والإدارة للنظام والكوادر البشرية العاملة فيه، وتبرز المدخلات المادية في شكل الأموال اللازمة لتسيير العمليات الخاصة بالنظام وكذلك المواد الخام والعدد والآليات المطلوبة لتحقيق وتنفيذ العمليات، كما تتمثل المدخلات التقنية في شكل المعرفة الفنية والخبرات وأساليب ومهارات العمل وتتضمن المدخلات جوانب غير محسوسة مثل الثقافة والقيم والخبرات التي يحملها الكوادر العاملة في النظام.

- العمليات التشغيلية (التحويلية ) أو مكونات النظام:

وهي مرحلة تحويل المدخلات إلى مخرجات داخل النظام، ويشبه بعض الكُتاب النظام الداخلي للنظام بالصندوق الأسود لصعوبة معرفة مكوناته وصعوبة تفسير العمليات التحويلية وخصوصًا في الأنظمة بالغة التعقيد (مرسي،1426هـ).

وليس من السهل أن نفهم طبيعة العمليات والأنشطة التي تتم في البيئة التربوية لتحويل المدخلات إلى مخرجات، لذلك يجب أن نحدد مكونات النظام التربوي, ويحدد الدكتور عبدالرحمن بن أحمد صائغ مكونات النظام بخمسة مكونات قابلة للبحث والإضافة وهي: نظام الأهداف الخاصة بالنظام، العلاقات النفسية والاجتماعية بين عناصر النظام داخل المنظمة، نظام التقنيات والمناهج، والنظام الإنشائي للمنظمة، والإدارة (القيادة) التي تقوم بعملياتها الأساسية (التخطيط، التنظيم، الإشراف، المتابعة).

- المخرجات:

وتمثل المرحلة الأخيرة من محصلة العمليات التحويلية ويمكن تقسيمها إلى نوعين:

مخرجات محسوسة مثل أعداد الطلاب ومخرجات غير محسوسة مثل الخدمات أو القيم والثقافة المكتسبة من خلال النظام.
 
أسلوب تحليل النظم:

إن أسلوب تحليل النظم يعطي الأحكام على النظام درجة عالية من الموضوعية لارتباطه بشكل كبير بالمؤشرات والمعايير العلمية، كما أنه عملية دينامية تفاعلية تعمد إلى مراجعة الأهداف نتيجة لتحليلات لاحقة.

أهداف تحليل النظام

أولًا: يستهدف تحليل النظم تحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف من أهمها:

- تحسين إنتاجية النظام.

- تحقيق أقصى قدر من كفاءة النظام (في ضوء التكاليف المادية والمالية والبشرية).

- تيسير عمليات النظام.

- ضمان استمرار حيوية النظام.

- مراقبة جودة عمليات النظام وتطويرها.

- تحقيق أقصى قدر من التوافق بين النظام والبيئة التي تحيط به.

- توجيه نمو النظام وتطوره.

- توفير البيانات والمعلومات اللازمة لصانع القرار.

خطوات تحليل النظام

يتطلب تحليل النظام طرح الكثير من الأسئلة قبل أن يتم التوصل إلى فهم شامل للنظام، ومن ثم تأكيد أو نفي الافتراضات التي تتعلق بالظواهر المختلفة في النظام.

ويركز تحليل النظام على أربعة جوانب رئيسة في النظام، كما يلي:

- بيئة النظام: وهي البيئة التي يعمل النظام في إطارها، ويوصف فيها الوضع الراهن ومدى قدرة النظام على التفاعل معها واستشراف الأوضاع المستقبلية وأثر المتغيرات البيئية القريبة والبعيدة على النظام.

- الجانب الوظيفي للنظام: ويتعلق هذا المحور بالنتائج التي تنتج عن النظام (مخرجات النظام ومدى جودتها ومناسبتها لحاجة المستفيد).

- مكونات النظام: يتناول هذا الجانب مكونات النظام والعلاقات القائمة بين هذه الأجزاء والوظائف التي تؤديها.

المؤشرات والمعايير للنظم التعليمية

تعقد النظم في العصر الحديث وكبر حجم المنظمات وازدياد التخصصات وتعقدها، وتداخل العلاقات بين الأنظمة وبين النظام والأنظمة الفرعية، وتغيرات السرعة في البيئة المحيطة بالنظام، أبرزت الحاجة إلى تغيير الإجراءات التقليدية لعمليات تخطيط وتطوير الأنظمة.

ومما سبق ظهرت الحاجة الملحة إلى وجود المؤشرات والمعايير للتعامل مع الكم الكبير من البيانات والمعلومات، ويعرف قاموس أكسفورد المؤشر بأنه هو الذي يؤشر أو يلفت النظر إلى شيء ما بدقة معينة. وحدد (جونسون 1981) الخصائص العامة للمؤشرات بأنها:

- تعطي دلالة عامة عن حالة الموقف الجاري دراسته بدرجة معينة من الدقة.

- تتميز عن المتغيرات، حيث تقدم صورة ملخصة عن النظام، أما المتغيرات فهي محددة جدًا ومجزأة.

- قيمة المؤشر تدل على كمية رقمية تُفسر وفق قواعد تكوينه.

- قيم المؤشر زمنية تنطبق على فترة زمنية واحدة أو قد تكون سلسلة زمنية.

ويمكن توظيف المؤشرات في النظم التعليمية في مجالاته المختلفة، ويبرز منها عمليات التخطيط الاستراتيجي ومتابعة عمليات تطوير النظام وتقييمه، كما أن للمؤشرات دورًا في عمليات تصنيف النظم التعليمية وإجراء المقارنات بينها.

وهناك العديد من المؤشرات للنظم التربوية، فهناك مؤشرات خاصة بالمدخلات للنظام التعليمي ومؤشرات لعمليات النظام وأخرى للمخرجات.

معايير النظم التعليمية

يمكن أن تصنف معايير تحليل النظام التعليمي إلى معايير خاصة للمدخلات مثل معايير الكفاية والعدالة، ومعايير التوازن والأداء والتفاعل للعمليات، ومعايير الكفاءة والفاعلية للمخرجات. (صائغ،1424هـ).

ثالثًا: نموذج Quinn Models

لأساليب الإدارة

النماذج النظرية لأساليب الإدارة متعددة ومفيدة في تقويم الممارسات الإدارية، وكذلك في بناء البحوث الخاصة بالإدارة التربوية، وهناك مجموعة من النماذج النظرية للإدارة، ويعتمد الاختيار بينها بناء على هدف الدراسة. ويعتبر نموذج كوين من أكثر النماذج قدرة على تصنيف الممارسات الإدارية. (Wilson,2007).

ويمكن أن نلخص نموذج كوين لكل أسلوب وفق معايير فاعلية النظام، والأهداف التي تنتهي إليها الإدارة، وأهم الجوانب التي يركز عليها بيئة العمل، ودور أو شخصية المدير.

ويعمل نموذج كوين على الجمع بين مجموعة من النماذج النظرية في الإدارة من أجل توفير إطار شامل لفهم طريقة عمل الإدارة التربوية. وقدم من خلال النموذج أربعة أساليب للإدارة وهي:

النموذج المنطقي The rational modelويركز هذا النموذج على الفعالية والإنتاجية والأرباح.

نموذج العمليات الداخلية The internal process model وينتهي إلى فعالية النظام من خلال الاستقرار والاستمرارية وبالتالي يتم التأكيد على الحاجة إلى وجود التعليمات والإجراءات الروتينية، والهرم البيروقراطي.

نموذج العلاقات الإنسانية The human relations model الموارد البشرية (الناس) هم العنصر المهم في المنظمة، لذا فإن ولاء الموظفين والتزامهم، والتماسك والروح المعنوية هي الشغل الشاغل للمديرين.

نموذج النظام المفتوح the open systems model ويركز هذا النموذج على العلاقة بين المنظمة والبيئة الخارجية، ويقر هذا النموذج بفعالية المدير بحيث يُساعده النظام من خلال القدرة على تحقيق أهداف النظام بطريقة تنافسية خلال العمل بطريقة مرنة ومتكيفة قادرة على كسب الدعم الخارجي.

منهج البحث

يعتمد البحث على المنهج الوصفي من خلال دراسة الحالة من خلال أسلوب تحليل النظم، وهو يعتبر أحد الأساليب التي تساعد على تشخيص النظام للحكم على مدى فاعليته.

مجتمع الدراسة وعينتها

كانت الحالة للدراسة هي مدرسة عبدالرحمن الغافقي الثانوية كنموذج لتحليل النظام، وتم سحب العينة المتاحة المعلمين والطلاب، وتم إجراء مقابلات مع جميع أعضاء الهيئة الإدارية والمعلمين في المدرسة، واعتمدت الدراسة على إجراء المقابلات وفق نموذج المقابلة المقننة اللازمة لتحليل النظام، كما تم دراسة سجلات ووثائق المدرسة اللازمة للدراسة.

نتائج الدراسة ومناقشتها:وسوف نتناول الإجابة على أسئلة الدراسة ومناقشة نتائجها وفق تحليل البيانات الكمية والكيفية التي جمعت من خلال المقابلة وسجلات وتقارير المدرسة وخططها.

إجابة السؤال الأول: ما مدى ملاءمة مدخلات المدرسة البشرية والمادية في النظام؟

من خلال تحليل المدخلات كانت مجموعة من الأسئلة في المقابلة إلى إدارة المدرسة حول المدخلات وكانت على ثلاثة مستويات وهي كما يلي:

أولًا:المدخلات من الموارد البشرية:

من خلال مؤشر الكفاية والعدالة أظهرت سجلات المدرسة و نتائج المقابلة أن الكوادر البشرية تتمثل في الجدول رقم (2). ويتضح أن هناك نقصًا في الكوادر البشرية في المدرسة وخصوصًا الإدارية، فلا يوجد في المدرسة سوى إداري واحد ومما يضيف عبئًا على مدير المدرسة والوكلاء، وتم تكليف داخلي لأحد محضري المختبر للقيام بمهمة الوكيل وبلغ عدد المعلمين 35 معلمًا.

أما بخصوص الطلاب فقد كان القيد في بداية السنة الدراسية قد بلغ 820 طالبًا ثم تراجع إلى 756طالبًا، علمًا أن الاستيعاب في المدرسة 600 طالب بمعدل 30 طالب لكل صف (عدد الصفوف 20 صفًا). وبلغ عدد الزيادة 156 طالبًا .

ثانيًا: المدخلات المادية

ومن خلال إجابة مدير المدرسة عن الموارد المادية وخصوصًا ما يتعلق بالموارد المالية أوضح أن ما يقدم للمدرسة من مبالغ مادية محدودة جدًا وخصوصًا بعد أن أصبح التعاقد مع المقاصف المدرسية عن طريق إدارات التعليم، وأوضح أن المبلغ يتراوح بين 2500ريال إلى 3000ريال شهريًا يصرف منها رواتب عمال النظافة بقيمة (2400ريال شهريًا)، ومستلزمات النظافة والأحبار وغيرها. وفي الغالب يكون هناك عجز شهري يسدد من قبل الهيئة الإدارية.

أما يتعلق بالتجهيزات من أثاث مكتبي وتعليمي فإنه متوفر بشكل كاف، أما ما يتعلق بمستلزمات الأنشطة غير الصفية فيوجد نقص واضح. كما تظهر حاجة المدرسة إلى آلة تصوير وزيادة عدد أجهزة الحاسب الآلي وأجهزة العرض وغيرها. وبخصوص معامل العلوم فتجري إعادة تأهيلها.

من خلال اعتماد مؤشرات الكفاية والعدالة نلاحظ أن المدرسة لم تتوافر لها المدخلات الملائمة من حيث الكفاية، ويظهر العجز في الموارد البشرية والمالية، ونجد نقصا في الكادر الإداري مما يضيف عبئًا على الكادر التعليمي إضافة إلى النقص في المستلزمات المادية والمالية وبالتالي يصعب دور الإدارة في تحقيق أهداف المدرسة (النظام)، ويشير مؤشر العدالة إلى عدم تساوي المدرسة مع المدارس الثانوية الأخرى من حيث عدد المعلمين والطلاب، وكذلك الموارد المادية والمالية ونمثل على ذلك بالمبالغ المادية، حيث تبلغ تكلفة الطالب في التعليم العام للبنين (12200ريال تقريبًا) بذلك يفترض أن تكون ميزانية المدرسة حسب متوسط تكلفة الطالب في المملكة في مدارس البنين 12200*756 = 9,223,200 ريال (تسعة ملايين ومائتان وثلاثة وعشرون ألف ومئتا ريال).

تكلفة الطالب في المدرسة بلغت ما يقارب (8400 ريال) بعد حساب تكلفة الرواتب وأجور الموارد البشرية بإضافة معدل الاستهلاك السنوي للمباني والأرض (على أساس القسط الثابت) وإضافة قسط استهلاك الأجهزة المعمرة والمصاريف التشغيلية وتكاليف مركز الإشراف والإدارة تقريبية(1).

أجمالي تكلفة الطالب في مدرسة النظام 8400×756طالب= 6350400 ريال(ستة ملايين وثلاثمائة وخمسون ألفًا وأربعمائة ريال)
 
الفرق بين متوسط ميزانية المدارس في تعليم البنين وتكاليف مدرسة الحالة:

9,223,200 – 6,350,400 = 2,672,800ريال (مليونان وستمائة واثنان وسبعون ألفًا وثمانمائة ريال) ويتضح أن نصيب المدرسة أقل من المتوسط العام للمدارس.

إجابة السؤال الثاني: ما مدى تفاعل مكونات النظام فيما بينها وبين بيئتها الخارجية والتركيز على مكون الأهداف والإدارة؟

وللإجابة عن هذا السؤال تم التركيز على مؤشر الأداء والفاعلية بين مكونات النظام مع التركيز على مكوني الأهداف والإدارة.

أولًا: الأهداف:

من خلال المقابلة مع المعلمين أوضحت النتائج أن هناك قصورًا في مكون الأهداف لأن جميع أفراد العينة لم يطلعوا على السياسة العامة للتعليم، وكذلك أهداف تعليم المرحلة الثانوية، وعند السؤال عن أهداف المدرسة اتضح أنه لا أحد يعرف الأهداف الخاصة للمدرسة، وكأن المدرسة لا يوجد لها أهداف خاصة بها، وعند توجيه السؤال عن أهداف تدريس المقرر (مادة التخصص) لم يطلع أو يراجعها المعلمون في التخصصات، وظهرت قدرة المعلمين على تحديد أهداف المقرر الدراسي مع وجود بعض الخلط عند نسبة 14% من مدرسي العينة بين الأهداف العامة والأهداف الفرعية والإثرائية، مع تحقق أهداف الدرس عند جميع المعلمين. وعند سؤال المعلمين عن أسباب عدم الاطلاع على سياسة التعليم والأهداف ذكروا أنها غير مهمة، وأن دور المعلم ينتهي عند تأديته الدرس. وذكر البعض أنه سبق أن درس الأهداف والسياسات في الجامعة ولم يراجعها أثناء تأدية عمله.

ثانيًا: مكون الإدارة:

وتم التعامل مع هذا المكون وفق عمليات الإدارة الرئيسية (التخطيط، التنظيم، الإشراف، المتابعة والتقويم).

التخطيط:

من خلال استعراض وثائق المدرسة وسؤال مدير المدرسة والهيئة الإدارية عن خطة المدرسة تبين أن هناك خطة عمل المدير، هي عبارة عن مجموعة من الخطوات توضح مهام المدير وكيفية أدائها، وهي معدة من قبل إدارة التعليم يقوم المدير بتعبئة حقولها، كما أن هناك خطة مماثلة لدى الوكيل، وخطة ثالثة لدى مشرف النشاط الطلابي.

وبعد الاطلاع على الخطط أتضح أنها خطط منفصلة وغير مترابطة، وكأنها توصيف عمل المدير ومهامه في جدول زمني بمعزل عن بقية العاملين، ولا يوجد للمدرسة رؤية ورسالة أو أهداف خاصة بالمدرسة.وتكتفي المدرسة بالأهداف والخطط المقدمة من إدارة التعليم دون أن يكون للهيئة الإدارية والمعلمين وأولياء الأمور أي دور في إعدادها. ويتضح عدم فاعلية الخطة الموضوعة لعدد من الاعتبارات من أهمها أن المدير لم يؤهل في إعداد الخطط، إضافة إلى عدم قدرة المدير التحكم بالمدخلات المادية والبشرية.

التنظيم:

يتم توزيع المهام والواجبات بين المعلمين من خلال جدول الحصص الدراسية، وهو يعد من قبل مدير المدرسة وأحد المعلمين، كما يتم توزيع جداول الإشراف على الطلاب والنشاط إضافة إلى مجموعة من المهام الإدارية ومن خلال تفحص جدول الحصص تبين أن متوسط نصيب المعلم 22 حصة دراسية في الأسبوع، إضافة إلى الإشراف على الطلاب (في الاستراحات، والصلاة، ووقت الخروج) والمشاركة في الريادة والنشاط. وهناك عدد من المعلمين مكلفين بالحد الأعلى 24 حصة.

والطلاب موزعون في فصول ثابتة بمعدل 38 طالبًا في الصف، علمًا أن هناك بعض الفصول يصل عدد الطلاب فيها إلى 50 طالبًا. وتم توزيع المسؤوليات بين الوكلاء والإداريين للقيام بالمهام المناطة بهم.

على الرغم من أن التنظيم مناسب، وهناك توزيع للمهام والواجبات بين المعلمين، وهناك اكتفاء مناسب إلى حد مقبول في الكادر الإداري إلا أن هناك عدم رضا لدى بعض المعلمين بسبب زيادة الأعباء وكثرة عدد الطلاب.

المتابعة والتقويم:

تتم المتابعة من قبل وكلاء الفصول ووكيل التسجيل للتأكد من أن العمليات التعليمية والإشرافية تؤدى بالشكل المطلوب، وتنظم زيارات للمعلمين الجدد للتأكد من مدى قدرتهم على القيام بالمهام الجديدة، ومن إجابات الوكلاء تبين أن هناك عددًا محدودًا من المعلمين لا يقومون بأدوارهم بالشكل المطلوب منهم، كما أن التأخر والغياب يسبب مشكلة تنعكس على المعلمين الآخرين نظرًا لتكليفهم بحصص انتظار إضافة للعبء الزائد أصلاً. ويتم رصد الغياب والتأخر ويتم الرفع فيه إلى إدارة التعليم لعمل الإجراء اللازم، مما كان له دور في الحد من هذه الظاهرة، ولكن المشكلة مستمرة بسبب اضطرار بعض المعلمين للغياب أو الاستئذان.

التقويم:

يتم تقويم المعلم من خلال بطاقة أداء المعلمين، وترفع إلى مكاتب الإشراف (إدارة التعليم)، كما أن أبرز الجوانب التي أثارها المعلمون أن الهيئة الإدارية لا تتعامل مع بطاقة تقويم الأداء بالشكل المطلوب، وأن عمليات التقويم هي عمل روتيني لا يقدم ولا يؤخر نظرًا لأنه لا يترتب عليه أي قرار، ويرى بعض المعلمين أن هناك شريحة من المعلمين يحرصون على تحقيق درجات عالية لأنها قد تساعد في حال الترشيح للنقل وغيره. وعند سؤال إدارة المدرسة: هل يترتب على تقويم الأداء أي قرار وخصوصًا ما يتعلق بالتحفيز للمعلمين المميزين، أوضح أن المدير لا يمتلك أي وسيلة فعالة لمكافأة المعلمين أو عقابهم. وقد يقتصر الأمر على التحفيز المعنوي أو التحفيز غير المباشر. والأكثر صعوبة هو عدم قدرة المدير على المشاركة في اختيار المعلمين الجدد، ويتم نقل المعلمين أصحاب الخبرة الجيدة من المدرسة دون أن يبدي وجهة نظره.

ومما سبق يتضح ضعف الأداء للعمليات الإدارية وعدم فاعليتها.

العلاقات بين مكونات النظام

على الرغم من التطور المتحقق على مستوى المناهج وتقنيات التعليم إلا المعلمين لا يدركون ذلك، ولم تتغير طرق التدريس وأصبحت المهارات التدريسية تورث من المدرس القديم إلى المعلم الجديد، وهي مهارات قد لا تتناسب مع المناهج الجديدة والتقنيات والتجهيزات المتوفرة في المدرسة. وعند السؤال عن البرامج التدريبية لتطوير المعلم تبين أن عددًا كبيرًا من المعلمين لم يحصلوا على التدريب الكافي مقارنة بسنوات الخبرة، واتضح أن المعدل دورة واحدة كل ثلاث سنوات تقريبًا وأن مستوى الدورات أقل بكثير من المستوى المطلوب وتردد لفظ أن البرامج كانت مضيعة للوقت.

أما العلاقات النفسية والاجتماعية بين المعلمين والإدارة فكانت على مستوى عال جدًا، وكذلك بين المعلمين بعضهم مع بعض ومع طلابهم.

العلاقة بين النظام والبيئة الخارجية

حول علاقة النظام (المدرسة) مع البيئة المحيطة القريبة والبعيدة، هناك قدر من التواصل مع أولياء الأمور، ويتم الإعداد للقاء مع أولياء الأمور مرة واحدة كل فصل دراسي، وهناك إقبال ضعيف على الحضور. ويحضر أولياء أمور الطلاب الجيدين، كما اتضح أن هناك انقطاعًا تامًا مع بعض أولياء الأمور. وعلى مستوى سكان الحي فلا توجد علاقة مع التنويه إلى أن سكان الحي يرغبون في نقل المدرسة لعدم ارتياحهم من وجودها. وما تحدثه من ازدحام في فترات الدخول والخروج بسبب ضيق الشوارع المحيطة بالمدرسة إضافة إلى الضوضاء، ولا تقدم المدرسة أي نوع من الخدمات لسكان الحي سوى التعليم لمن لديهم أبناء في المدرسة. كما أن المدرسة لا تستفيد من المؤسسات الأهلية والحكومية بشكل كبير على الرغم من وجود محاولات محدودة. للحصول على بعض التسهيلات.

العلاقة مع مكتب (مركز) الإشراف:

هناك زيارات للمشرف المتابع للوقوف على وضع المدرسة ولكن المكتب لا يساعد في تقديم الحلول مما قد يلزم المدير إلى التواصل مباشرة مع إدارة التعليم، وقد لا يجد الحلول. وتعاني الإدارة التربوية، ومن خلال شرح بعض المواقف التي عايشها مدير المدرسة يتبين أن المركزية وضعف الصلاحيات تؤثر على قدرة النظام من حيث فرض المدخلات المادية والبشرية والأنظمة.

إجابة السؤال الثالث: ما هو أسلوب إدارة النظام؟

في العلوم الإنسانية غالبًا ما تبرز النماذج مجموعة من الفرضيات الموضوعة، أو الطريقة العامة للتفكير في بعض الظواهر المعقدة. على الرغم من أن نماذج (الاشتراكات) يساعدنا لمعرفة بعض جوانب هذه الظاهرة، ويمكنه أيضًا أن يعمينا عن بعض الجوانب الأخرى. وللإجابة على هذا السؤال وبعد عرض النظام على نموذج كوين تبين أن إدارة المدرسة تركز على العمل الروتيني الذي يؤدي إلى الاستقرار، وتنحصر الاهتمامات في تعريف المعلمين بالمسؤولية، والقياس والتوثيق من خلال أعمال مكتبية كثيرة وتعبئة النماذج والملفات، وينفرد المدير والهيئة الإدارية بالقرارات وتضعف مشاركة المعلمين في القرارات، وتكون الاتصالات بشكل رأسي، وتغلب على شخصية المدير المنسق للأدوار المحددة سلفًا أكثر من كونه قائدًا. ويحكم على المدرسة من خلال معايير الاستقرار والاستمرارية.

الخلاصة والتوصيات

- عدم كفاية المدخلات المادية وعدم تحقيق معيار العدالة في الموارد البشرية.

- عدم قدرة إدارة النظام على تحديد كم ونوعية المدخلات بشكل مباشر.

- ضعف الأداء والفاعلية لإدارة النظام وعملياته.

- تركز أسلوب الإدارة على أسلوب العمليات الداخلية.

وتبرز مجموعة من التوصيات من أهمها:

- الحاجة لمزيد من الدراسات المتعلقة بتحليل الأنظمة التعليمية في محاولة لفهم الواقع التربوي بشكل مباشر وبصورة شاملة متكاملة وتحديد نقاط القوة والضعف. لإعادة تصميم نظام جديد قادر على تطوير العملية التعليمية.

- أن جميع عمليات التطوير إذا لم تلامس المدرسة بشكل مباشر فقد لا تحقق المدرسة أهدفها بالصورة المتوقعة .

- إعادة النظر في تطوير النظام الإداري مع التأكيد على إعطاء المدير الكثير من الصلاحيات

- مراجعة أهداف التعليم الثانوي في ضوء النظام الجديد.

- تطوير آلية جديدة لاستقطاب مدراء المدارس واختيارهم.

- تأهيل المدراء من خلال برامج خاصة بإعداد مدراء المدارس والمساعدين وفق توجهات النظام الجديد المطور.
 
ورقة عمل بعنوان

تحليل نظام التعليم الثانوي في التعليم العام في المملكة العربية السعودية

على مستوى مكوني الأهداف والإدارة.

مقدمة إلى الملتقى الأول للتعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية

22-24/ 1/1430هـ

إعداد: محمد بن سعود المقبل

مدير إدارة تخطيط وتطوير المناهج

وزارة التربية والتعليم - المملكة العربية السعودية

المراجع

- البابطين، عبدالعزيز(1417هـ). تصور مأمول للتعليم الثانوي بالمملكة العربية السعودية. ندوة التعليم الثانوي،وزارة المعارف. الرياض.

- الزغيبي، محمد (1424هـ)،تشعيب التعليم الثانوي، الإدارة العامة للمناهج. وزارة التربية والتعليم.الرياض.

- السنبل، عبدالعزيز عبدالله وآخرون (1429هـ). نظام التعليم في المملكة العربية السعودية. الرياض: دار الخريجي للنشر والتوزيع. الرياض.

- جونستون، جيمس (1987م). مؤشرات النظم التعليمية, ترجمة مكتب التربية العربي لدول الخليج. الرياض.

- حسين سلامة (2006م). الاتجاهات المعاصرة في نظم التعليم، دار الوفاء لدنيا الطباعة، الإسكندرية.

- صائغ، عبدالرحمن (1409هـ)، رؤية معاصرة لمفهوم المخرجات التعليمية، العلوم التربوية (1،2)، جامعة الملك سعود،الرياض.

- صائغ، عبدالرحمن (1424هـ)، الهرم التنظيمي المقلوب، منحى مقترح للتطوير الشامل للنظام التعليمي في البلدان العربية، سلسة إضاءات تربوية ع6، مكتب التربية العربي لدول الخليج،الرياض.

- مرسي، محمد(1426هـ)، الإدارة التعليمية أصولها وتطبيقاتها، علم الكتب القاهرة.

- موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في مائة عام (1423هـ). وزارة المعارف. الرياض.

- وزارة المعارف – مجلة التوثيق التربوي – العدد 40/1419هـ - ص 31).

· Wilson , Michael(2007). Theories of educational Management Leeds University ,UK

· Degraf,J ,and Quinn (2007) . Leading Innovation, by The McGraw-Hill Companies. USA



(الهوامش)

(1) التكاليف المدرسية تقريبية مثل تكلفه تدريب المعلمين، تكاليف الإشراف والزيارات من قبل المشرفين و...إلخ.
 
شكراااااااااااااااااااااا

تحليل نظام التعليم الثانوي
 

مواضيع ذات صلة

عودة
أعلى