داخل كل منا اثر لغائب نسى ان يعود

املي بالله

نائبة المدير العام
داخل كلٍ منّا أثر لغائب .. نسي أن يعود ،،،،

داخل كل منا أثر لغائب .. نسي أن يعود

عندما قرائتها ذات مساء تأثرت فعلا بها ولا ادري حقا لماذا ...
ربما لم ولن تعلموا أبدا كيف اصابت تلك الكلمات خفايا خرجت تستطلع ماجرى تحت جنح الظلام
وربما - ولن استثني الانا من ربما - لن نعرف أبدا عمق الشعور واختلافه في نفس كل غارق بها ...
فعلا
داخل كل منا اثر لغائب نسي ان يعود

من نحن ؟ وكيف تشكلت شخصياتنا ؟ كيف اختلفت حتى بين الأخوة ذوي الدم الواحد؟
كيف تجمعت تلك الحصوات الصغيرات مشكلة جبالا من مشاعر وطبائع لاتتزحزح ولا تنهار أعواما تلو اعوام ؟ ... على الاقل هذا ما نعتقده ونؤمن به
داخل كل منا اثر
لغائب نسي ان يعود
؟
من هو هذا الغائب ؟!
هل هي اول صرخة نقية إعلانا بمقدمنا الى هذه الحياة ؟
هل هي ضحكة سرقناها من ذكريات طفولتنا وخبأناها لتكون ذخرا لنا وقت الشدائد؟
هل هي عبث فوضوي رسمناه لوحة في زمن اللامسئولية فتطايرت الوانه في رياح الالتزام ؟
هل هي صحة جسد لحبيب استحالت روحه أنينا و سرابا مبهم ؟
هل هي قبلة تمهلنا في طبعها لذة على راس من كانت الجنة تحت اقدامها من تردد دوما ( الله يرضى عليك ) حتى لو كانت غاضبه ... من ربما غابت تحت الثرى ولن تعود يوما؟
هل هي نظرات طفل حالمة وهي تراقب مثلُها الاعلى يمطر امه بالحب والسعاده ؟
هل هي لهفة فقير استطاع يوما توفير لقمة لفلذات اكباده ؟
هل هي نظرة فخر من معلم لتلميذه حين نال العلامة الاعلى بين نظرائه ؟
هل هي نشوة استقرت زمنا بين جنبات اضلعنا فرحة باول وظيفة كان الاستقرار عنوانها ؟
هل هي لحظة ليليه لسجدة ثلثيه اصابت العقل والحواس بنعيم لاينتهي ؟
هل هي مشاعر فريدة ولدت ذات لحظة عابرة ومازال القلب يتوق شوقا لان يغمر حواسه بين جنباتها ليعيد ذاك الإحساس الغائب ؟
هل هي دين و مبادئ وقيم تعلقنا بها عمرا ورسخها الوالدين دهرا في قلوبنا لنستيقظ يوما على رسالة راحل ( حينما تستيقظ فعلا سأعود ) ؟
من هو حقا هذا الغائب العزيز ؟
وكيف تأثرت حياة كل منا بغيابه ؟
.
.
.
.
دمتم بخير وطمأنينه

 
عودة
أعلى