السبع الموبقات

ياسر المنياوى

شخصية هامة
التحذيرمن السبع الموبقات




عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال : (اجتنبوا السبع الموبقات )

قالوا : يا رسول الله وما هن ؟
قال : (الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ).
وهذا حديث مهم ، حذر النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الموبقات السبع ، والموبقات : المهلكات .


 
الشرك بالله




فأكبر الكبائر ..الشرك بالله تعالى ، وهو نوعان:

أحدهما : أن يجعل لله ندا ويعبد معه غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو نجم أو ملك أو غير ذلك ، وهذا هو الشرك الأكبرالذي ذكره الله تعالى .

قال الله عز وجل : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }.ومن مات مشركاً ـ والعياذ بالله ـ ، حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.

قال تعالى : {أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار }.والآيات في ذلك كثيرة .فمن أشرك بالله مات مشركاً فهو من أصحاب النار، كما أن من أمن بالله ومات مؤمناً فهو من أصحاب الجنة إن عذب بالنار.
ومن الشرك الأكبر :
ـ
الذبح والنذر لغير الله .
ـ السحر والكهانة والعرافة .
ـ اعتقاد النفع في أشياء لم تشرع :كاعتقاد النفع في التمائم والعزائم ونحوها .
ـ الطواف حول القبور وعبادتها والاستعانة بأصحابها ، باعتقاد أنهم ينفعونهم ويقضون لهم حاجاتهم .وهكذا دعائهم ونداءهم عند حصول الكربات والمكروهات .
ـ تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله .

أما النوع الثاني من الشرك :الرياء بالأعمال كما قال تعالى : {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }. أي لا يرائي بعمله أحدا .

والرياء : هو طلب المنزلة في قلوب الناس ، من غير صدق قي نفسه ، والتكلف بفعل خصال الخير ليقال عليه كذا وكذا ، فما له في الآخرة من ثواب ، لأنه لم يقصد وجه الله .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم والشرك الأصغر ).
قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟
قال :(الرياء ، يقول الله تعالى يوم يجازى العباد بأعمالهم : أذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم في الدنيا فنظروا هل تجدون عندهم جزاء ).

وهذا النوع من الشرك لا يخرج من الملة.

ومن الشرك الأصغر :
ـ الطيرة وهى التشاؤم ويدخل فيه التشاؤم ببعض الشهور أو الأيام أو بعض الأسماء أو أصحاب العاهات .
ـ الحلف بغير الله : كالحلف بالآباء أو الأمهات أو الأولاد ، أو الحلف بالأمانة أو الحلف بالكعبة ، أو الشرف ،أو النبي ، أو جاه النبي ، أو الحلف بفلان ، أو بحياة فلان ، أو الحلف بالولي بغير ذلك كثير : فلا يجوز.

قال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله تعالى ـ : (ترك العمل أجل الناس رياء ، والعمل للأجل الناس شرك ، والإخلاص آن يعافيك الله منهما ).اللهم عافينا منهما وأعفو عنا .


 
السحر






لأن الساحر لابد وأن يكفر.... قال الله تعالى : {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }.

وما للشيطان الملعون غرض من تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به .قال الله تعالى مخبراً عن ـ هاروت وماروت ـ : {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلاتكفرفيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}، أي من نصيب.
فترى خلقاً كثيرا من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه حراماً فقط ، وما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم الكيمياء وعملها وهي محض السحر، وفي عقد الرجل عن زوجته ، وهو سحر ، وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له ، أشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال.
وحد الساحر : (القتل)، لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر. فليتق العبد ربه ولا يدخل فيما يخسر به الدنيا والآخرة.
عن بجالة بن عبدة أنه قال : (أتانا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ).
ولقد أنتشر في هذا الزمان اللجوء إلى السحرة وهذا أمر محرم ، لما يترتب عليه من أضرار تصيب عقيدة المسلم ، وتصيب ماله ، وقد يؤدي الذهاب إليهم إلى ضياع الشرف وانتهاك العرض.
وفي كلام الله وسنةرسوله صلى الله عليه وسلم غنية لمن أصابه السحرونحوه، وعليه أن يطلب الشفاء من الله أولا ثم يلجأ إلى الأسباب الشرعية : قال العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ : (لا يجوزللمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ...كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فأنهم يتكلمون رجماً بالغيب ...)
وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ).

وقال : (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ).ـ رواه أبو داود ـ.

ولا يجوزللمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجاً كنمنمتهم بالطلاسم أو صب الرصاص ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم .
وقد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به السحر قبل وقوعه وأوضح لهم سبحانه ما يعالجونه بعد وقوعه رحمة منه لهم وإحساناً منه إليهم وإتماماً لنعمته عليهم .
وفيما يلي بيان للأشياء التي يتقى بها خطرالسحر قبل وقوعه والأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعاً :
أما النوع الأول :
هوالذي يتقى به خطرالسحرقبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه هو التحصين بالأذكار الشرعية والدعوات والتعويذات المأثورة ومن ذلك قراءه آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ، ومن ذلك قراءتها عند النوم ... ومن ذلك قراءة(قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس )، خلف كل صلاة مكتوبة وقراءة السورثلاث مرات.
في أول النهار بعد صلاة الفجر.وفي أول الليل بعد صلاة المغرب .ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل .

النوع الثاني :
ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عله وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره :

كان صلي اله عليه وسلم يرقى أصحابه : (اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ).

ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وهى قوله : (بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ). وليكرر ذلك ثلاث مرات .



 
قتل النفس




القتل : فالمراد به الاعتداء على المسلم بسفك دمه .وقد ورد الوعيد الشديد على قتل المسلم عمداً.

قال تعالى : {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}.
وعن معاويةرضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا، أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً ).
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار ).

قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟.

قال : (لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه ).
ومن قاتل باغياً أو قاطع طريق من المسلمين ، فإنه لا يحرص على قتله ،أي يدفعه عن نفسه ، فإن انتهى صاحبه كف عنه ولم يتبعه .
فالحديث لم يرد في أهل هذه الصفة ، فلا يدخلون فيه بخلاف من كان على غير هذه الصفة ، فإنهم المرادون منه ، والله أعلم ، وعلى ما تقدم فقد توعد الله القاتل بأنواع من العقوبات :
الأولى : جزاؤه جهنم وهو اسم من أسماء النار.
الثانية : الخلود فيها يعني : طول المقام إلى أجل لا يعلمه إلا الله .
الثالثة : الغضب : أي :غضب الله عليه .
الرابعة : اللعن وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله .
الخامسة : العذاب : على هذا الذنب الذي هو اعتداؤه على حرمة مسلم وإراقة دمه بغيرحق .a

 
أكل الربا



قال الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون}.

والربا : هو المال الذي يؤخذ بغيرحق من المعاملات الربوية المحرمة شرعاً وهو من (كبائرالذنوب ).

قال تعالى : {فمن جاءوه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النارهم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات}

وقال صلى الله عليه وسلم : (الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الجل في عرض أخيه}
وقال صلي الله عليه وسلم : (الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه ).
ولا شك أن الربا متمكن في الأمة .فكثير من المعاملات يكون فيها ربا وأهلها لا يشعرون ، ولكن يفعلون ذلك تقليداً أو يفعلونه ظناً منهم أنه لا إثم فيه ، فالواجب أن نبتعد عنه وألا نتعامل بالربا
فياأيها المرابي : اسمع إلى قول ربك وهو يناديك : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون}.
واسمع إلى قول رسولك وهو يحذرك وينذرك :عن عبد الله بن حنظلة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم :(درهم ربا يأكله الرجل وهو بعلم أشد من ستة وثلاثين زنية !!)، فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، واغننا بفضلك عمن سواك .

 
أكل مال اليتيم




قال تعالى : في شأن أموال اليتامى :{ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا }ـ مبادرة قبل بلوغهم ـ .

ثم قال تعالى : {ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف}.
قال العلماء : فكل ولى ليتيم إذا كان فقيرا فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحة ، وتنمية ماله فلا بأس عليه ، وما زاد على المعروف أربعة أقوال :
أحدها : أنه الأخذ على وجه القرض .
والثاني: الأكل بقدرالحاجة من غير إسراف .
والثالث : أنه أخذ بقدرإذا عمل لليتيم عملا ً.
والرابع : أنه الأخذ ـ عند الضرورة ـ فإن أيسر قضاه ، وإن لم يوسر فهو في حل .
حكى عن بعض السلف قال : كنت ـ في بداية أمري ـ مكباً على المعاصي وشرب الخمر ، فظفرت يوماً بصبي يتيم فقيرفأخذته وأحسنت إليه وأطعمته وكسوته ، وأدخلته الحمام ، وأزلت شعئه : وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر ، فبت ليله بعد ذلك ، فرأيت في النوم أن القيامة قامت ، ودعيت إلى الحساب ، وأمر بي إلى النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي .
فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار، وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجرونني سحبا إلى النار . وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق ، وقال : خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي ، فإنه قد أحسن إلى وأكرمني .
فقالت الملائكة : إنا لم نؤمر بذلك .
وإذا النداء من قبل الله ـ تعالى ـ يقول : (خلوا عنه فقد وهب له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه )
قال : فاستيقظت وتبت إلى الله ـ عز وجل ـ ، وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : (صنائع المعروف : تقي مصارع السوء وصدقة السر : تطفئ غضب الرب ، وصلة الرحم: تزيد في العمر ).


 
التولي يوم الزحف



وهو الفرارمن القتال عندما تتقابل الصفوف وتدور رحى المعارك ، إذا لم يزد العدو على ضعف المسلمين إلا متحرفا لقتال أو متحيزاً إلى فئة وإن بعدت.

قال الله تعالى : {ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير}.

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت : "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ".

فكتب الله عليهم أن لا يفر عشرون من مائتين .ثم نزلت : {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين }. فكتب أن لا يفر مائة من مائتين .

 
قذف المحصنات الغافلات المؤمنات




قال الله تعالى : {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون }.
وقال تعالى : {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون}.
بين الله تعالى في الآيتين الأوليين أن من قذف امرأة محصنة حرة عفيفة عن الزنا والفاحشة أنه ملعون في الدنيا والآخرة وله عذاب عظيم .
وعاقب الله من رمى مؤمناً أو مؤمنة بفاحشة ـ في الآية الثانية ـ بثلاث عقوبات :
الأولى : الجلد . (فاجلدوهم ثمانين جلدة ).
الثانية : رفض الشهادة (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ).
الثالثة : الحكم عليهم بأنهم فاسقون (وأولئك هم الفاسقون ).
البينة كما قال الله : أربعة شهود ، يشهدون على صدقه فيما قذف به تلك المرأة أو ذاك الرجل ، فإن لم يقم بينه جلد إذا طالبته بذلك التي قذفها أو إذا طالبه بذلك الذي قذفه ، وكذلك إذا قذف مملوك أو جاريته بأن قال لمملوك : يا زاني أو لجاريته يا زانيه أو يا باغية أو يا قبحة ، لما ثبت في ـ الصحيحين ـ.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قذف مملوك بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ).
وكثير من الجهال واقعون في هذا الكلام الفاحش الذي عليهم فيه العقوبة في الدنيا والآخرة ، ولهذا ثبت في ـ الصحيحين ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن العبد ليتكلم بالكلمة ما بين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والغرب ). وقانا الله شر ألسنتنا بمنه وكرمه .

 
السبع الموبقات
 
الوسوم
السبع المويقات
عودة
أعلى