احبك عندما لا تأتي

املي بالله

نائبة المدير العام
_ انتبهي لنفسك
_ ....
_ انتبهي لنفسك تسمعيني !

كان يجب عليك أن تحذرني منك , أن تقول انتبهي مني , من قسوتي ونسياني ,
انتبهي إنني رجلٌ شرقي لا أعرف كيف أضحي من أجل الحب , أحبك وأتزوج بأخرى ,
أمنحك حياة قصيرة وأمنحها عمري كله ....
تنجب منك أطفالاً يحملون اسمك , وأنجب منك ذكرى مؤلمة , تلاعبها وتمسك بيدها تحت المطر ,
تنشدون معاً أنشودة الحب الخالد , وأنا لا أحد يمسك بيدي تحت المطر , لا أحد يحميني من الظلام والوحدة ,
لا أحد ينشد معي أي أنشودة تصلح للبكاء , تفتح لها صدرك لتنام بداخله ,
ويفتح لي الليل صدره لأبكي عليه , هي تهرب إليك كلما احتاجت إليك , وأنا أهرب منك دائماً ,
تحبك في كل أحوالك وأنا أحبك عندما لا تأتي , أحبك حين يأخذك النسيان بعيداً عني ,
حين تتركني لأجرب قسوة الحياة بدونك ..

أحبك عندما لا تأتي , عندما لا يؤرقك الحنين وتعود إلي كطفلٍ تائه ,
أحبك عندما تقول لي فجأة أنتِ لست قدري الذي انتظرته , لستِ أنثاي التي تختارها لي أمي ,
لا تأتيني أرجوك , أنا أحاول أن أشفى منك , أن أخدع قلبي وأقول له أنا لم أحبه أنا اعتدت على وجوده فقط ,
أشتمك بداخلي كي أكرهك , كي أصحو من هذا الوهم المتعب , كي أدرك فعلاً أن لا أحد ينصف الحب ,
ولا حتى أهله , الحب يقتحم قلوبنا بتدفق ويخرج منها غريباً مكسوراً ,
هذا الحب الذي يجعلني أتسائل لماذا لا أقوى على فراقك ولم أتسائل يوماً لم أحببتك بكل هذا التهور ,
لم أمنحك قلبي , هذا القلب الصغير الذي يخاف من الغربة , يخاف أن يعيش هزيلاً في زاوية مظلمة .

لا تمنحني كتفك لأضع رأسي عليه , لا تتذكر صوتي المرتجف وأنا أبحث عنك ,
اهرب من الأغاني التي كنا نسمعها سوياً ونشعر أننا المعنيين فيها ,
اهرب من التفكير والسهر ,
اهرب من الوحدة ,
من الماضي الموحش ,
دعهم لي أنا , أنا أحببتك لأشقى , لأنجب منك كل هؤلاء , لأتكفل بهم ,
أنا للنسيان والوحدة أنا للماضي والبكاء , أنا لكل مرضى الحب , للاتي خذلهن الحب ,
للذين يؤمنون بأن الحب كذبة نصنعها لأنفسنا كي نجرب عالمه الغريب , ونخرج منه أمواتاً
وننسى كيف نعيش من جديد , اتركني إن اقتنعت وإن لم تقتنع , لا أملك خياراً آخر ,
أنا لست قدرك , لست أنثاك التي تختارها أمك , لست الدمية التي تحب امتلاكها ,
أنا الآن بدونك , أستعيد حريتي , أعود لطفولتي البريئة , للحياة التي تنتظرني ,
للرجل الذي اختارني كي أكون قدره , أنثاه , أمه وقبيلته .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
واقع مرير لقراارات اهلنا ندفع ثمنه من حياتنا. عسانا كامهات نصنع الاختلاف في فكر اطفالنا كي لا يكون بحياتهم طعم جراحاتنا.
 
عودة
أعلى