رمضان.. مدرسة الثلاثين يومًا للأسرة

ياسر المنياوى

شخصية هامة
D33.jpg




رمضان.. مدرسة الثلاثين يومًا للأسرة






أفكار تربوية في رمضان








ها هو شهر رمضان قد حلَّ بنفحاته وبركاته، ويستعد الجميع لاستقباله، كلٌّ حسب نيته، الأسرة بشراء السلع الغذائية الرمضانية والتخطيط لعزائم وموائد الإفطار، ووسائل الإعلام التي لا تغفل أيضًا عن الاستعداد للشهر الكريم بطريقتها الخاصة.

عادات وتقاليد

رمضان من المواسم التي اعتادت الأسرة على الإعداد والتهيئة لقدومها، وخاصةً الأسر الملتزمة، والتي يلتزم أفرادها بصلاة التراويح، وتشجيع الأبناء على تلاوة القرآن والذكر والاستغفار، وإحياء ليلة القدر، وصلة الرحم.. وغيرها من أعمال الخير التي ارتبطت في الأذهان بشهر رمضان الكريم.

لكنها مع الوقت أصبحت عادات وتقاليد.. اعتاد الفرد أن يقوم بها في الشهر الكريم، وربما يفتقد لذتها وطعم تلك الطاعات مع مرور الوقت، ويشتكي الكثير من الآباء من أنهم يدفعون الأبناء دفعًا إلى الالتزام بتلك الطاعات.

ربما نحتاج كأفراد وأسر إلى الوقوف وقفةً بعمق مع تلك الطاعات التي اقتربت من كونها عادات وتقاليد ولنصقلها هذا العام بروحٍ مختلفة؛ روح تتلمس لذة الطاعة وتستنشق عبير الإيمان وليس جسد يركع ويسجد ويسبح ويستغفر بلا روح.

يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي: "أية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة الإسلامية التي تقضي أن يحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يومًا في كل سنة ليحل في محله تاريخ النفس؟
أما- والله لو عمَّ هذا الصوم الإسلامي أهل الأرض جميعًا لآل معناه أن يكون إجماعًا من الإنسانية كلها على إعلان الثورة شهرًا كاملاً في السنة لتطهير العالم من رذائله ومفاسده، ومحق الأثرة والبخل فيه، وطرح المسألة النفسية ليتدراسها أهل الأرض".


منحة وهبة إلهية يحتاجها الفرد والأسرة، كي تُعمل في العقل والقلب والجوارح فيخرج المرء من تلك المدرسة وقد أخذ من الزاد الذي يؤثر على سلوكه طوال العام وحتى رمضان المقبل.

رمضان.. والأسرة، الحر، إنفلونزا الخنازير وأشياء أخرى

الأسرة لبنة المجتمعات، لو أنها لن تنهل من نفحات هذا الشهر الكريم، سيفوتها من الخير الكثير، الزوج والزوجة، الأم والأب، الأبناء والعائلة الكبيرة .

هذا العام يأتي شهر رمضان مع أيام الصيف الحارة، ومع بداية عام دراسي، وفي ظلِّ أجواء مشحونة بالحديث عن الأمراض كإنفلونزا الطيور والخنازير والكثير من أحداث وقضايا الساعة مثل أوضاع إخواننا في غزة وبعض الأقليات المسلمة المضطهدة؛ مما يزيد من دور الفرد والأسرة لاستثمار الشهر الفضيل كي يلقي بظلاله إيمانيًّا وعباديًّا وثقافيًّا وصحيًّا، ويزيد من روابط بين المسلمين في بقاع الأرض.

الأبناء خاصة في حاجةٍ إلى كل جهدٍ من الآباء لتكون أيام رمضان بمثابة مولد الطاقة الذي يدفعهم إلى كل ما ننادي به طوال العام من التزامٍ بعباداتٍ وأخلاقٍ وعلاقاتٍ اجتماعية سوية واهتمام بأحوال المسلمين.

تلك الطاقة التي ستحفزهم لتحمل الصيام في أيام الصيف الحارة ويزيد من إدراكهم الصحي مع تزايد الأمراض وتزيد من مستوى أدائهم نحو العمل الجاد كبدايةٍ لعامٍ دراسي مع كثرة شكوى الأمهات والآباء من الكسل والخمول الذي يعتري الأبناء هذه الأيام.

عدة محاور نعرض أفكارًا منها للآباء والمربين يمكن من خلالها غرس بعض القيم خلال شهر رمضان الكريم:

1- محور إيماني وعبادي

2- محور اجتماعي وسلوكي

3- محور صحي

4- محور ثقافي

1- المحور الإيماني

يرتبط شهر رمضان عند الكثير من عامة الناس حتى غير المتدين منهم بالصيام وصلاة التروايح وختم القرآن، فأصبحت كعاداتٍ يقوم بها الناس في هذا الشهر تنقضي بانقضائه ولا تجد لها أثرًا يُذكر على النفس، أما من يبحث عن غذاءٍ لروحه فهو يسعى لشيءٍ آخر ربما يشابه ما يقوم به العامة.

إنه يبحث عن علاقةٍ وصلةٍ وطيدةٍ بالله سبحانه وتعالى؛ يبحث عن لذة الطاعة وحلاوة الإيمان، ويجتهد أن يستثمر نفحات رمضان للحصول على هذه اللذة هو ومَن معه، وخاصةً الأبناء والناشئة.

هذه بعض الأفكار البسيطة التي يمكن للمربي أو ولي الأمر أن يتبعها مع أبنائه، ومن أهدافها أن يكون رمضان هذا العام:

- رحلة البحث عن حلاوة الإيمان.

- فرصة لاعتياد جلسات الخلوة مع الله سبحانه وتعالى بالدعاء والذكر.

- الاهتمام بكيفية العبادة لا بكمها.

- فرصة للأهل لربط الأبناء ببعض المعاني التي تزيد من إداركهم بمراقبة الله سبحانه وتعالى.

أ- (مسبحتي) ألا بذكر الله تطمئن القلوب:

كثيرٌ منا كآباء أو بالغين نقصر في عبادة الذكر ولا نعطي لها حقها، وإن كان لها قدر في يومنا، لكنه قدرٌ يسير نقوم به من باب الواجب دون أن نعيش لحظات مناجاة.

الهدف:

1- ربط الأبناء بذكر الله سبحانه وتعالى، وعلاقة ذلك بطمأنينة القلب وسكون النفس وهدوء الأعصاب.

2- تعويد الأبناء على جلسةٍ لذكر الله يوميًّا.

الفكرة:

في جلسة خاصة مع بداية رمضان يُوزع الوالدان مسبحةً على كل فردٍ في الأسرة (مع ملاحظة توضيح أن الأصل في السنة ذكر الله باليد وليس بالمسبحة)، يتحدث المربي أو الأب عن قصص واقعية حول لذة الذكر وطمأنينة القلب بذكر الله.. ويشير إلى أهمية استشعار ذلك، وليس فقط السرعة في الأداء والكم.

يطلب منهم أن يستخدموا النموذج الموضح، والذي يحتوي على 30 حبة هي أيام رمضان، في كل يوم يكتب الابن ما قام به من ذكر وليكن كمثال ( 100 استغفار)، فإن استشعر الاستغفار يلون الحبة باللون الأخضر، وإن لم يكن أعطاها لونًا آخر.

ب- سأكون متميزًا هذا العام (إنَّ الأبرارَ لفي عليين):

الهدف:

1- تحفيز الأبناء على إضافة عبادة أو تحسينها هذا العام.

2- تشجيع الأبناء على الحرص على الارتقاء بأنفسهم إيمانيًّا وعباديًّا.

3- خلق روح من التنافس المحمود في مجال العبادات.

الفكرة:

يُستخدم النموذج الموضح مع تحفيز الأبناء أن يختلف رمضان هذا العام عن رمضان السابق، وأن المسلم المتميز يسعى دائمًا أن يُحسن من أدائه دائمًا في كل شيء، وأهم هذه الأمور علاقته مع الله سبحانه وتعالى.

يكتب كل طفل في ورقةٍ خاصةٍ به كم ونوع العبادة التي كان يقوم بها في رمضان السابق، وفي العمود الثاني يكتب نفس نوع العبادة، وما يريد منها في رمضان الحالي، مثلاً:

ثم يتم وضع العبادة بمستوياتها كما هو موضح في النموذج المرفق، وخلال الشهر الفضيل يضع نقطة أمام كل مستوى حسب أداؤه فيظهر أمامه مباشرة علاقته مع تلك العبادة خلال أيام، فإن كان يزيد سيتحمس للإنطلاق إلى أعلى أكثر، وإن كان يضعف سيتحمس للحفاظ على مستواه أو على الأقل يحاول الزيادة.

للاستفادة من هذه الفكرة:

- من الأفضل أن يضع الأبوان الأبناء في جوٍّ تحفيزي يعطيهم الدافع للتميز وشد الهمم.

- كتابة عبارات بها رسائل إيجابية.

3- عبير الورد:

الهدف:

1- غرس أهمية استشعار لذة العبادة والعلاقة مع الله سبحانه وتعالى وليس الكم.

2- الاهتمام بكيفية أداء العبادة وليس كمها.

3- توليد دافع إيماني قوي يُحفز الروح والجسد أكثر إلى المزيد من الجهد في سبيل طاعة وعبادة الله عز وجل.



الفكرة:

في جلسةٍ خاصة يقصُّ الأب أو مشرف التربية بعض القصص من السيرة حول عبادة الصالحين، وكيف أنهم كانوا يتلذذون بالعبادة لدرجة عدم شعورهم بالألم وغيرها من الأمثلة توضح أن العبادة بها لذة لو استشعرها المؤمن ما تركها أبدًا، ثم تُوزَّع عليهم أوراق مثل النموذج المرفق.

إذا قام الطفل بعبادةٍ ما وشعر بها بشكلٍ أو بآخر يقوم بتلوين الزهرة، وهكذا طوال الشهر الكريم.

2- المحور الصحي

يتحدث الكثير من متخصصي الصحة العامة عن دور الصيام وأهميته لبناء جسم سليم، ربما لن نتطرق إلى تلك العادات الصحية الصحيحة بقدر ما نُساهم بوضع بعض الأفكار العملية للأبناء؛ ليكون للصيام مردود تربوي وصحي في نفس الوقت مع ربط الاثنين معًا بالجانب الروحاني.

1- مشرف التغذية:

الهدف:

- تعويد الأبناء على تحمل المسئولية.

- تعريفهم ببعض العادات الصحية الصحيحة.

الفكرة:

يتم اختيار أحد الأبناء كل أسبوع ليكون مشرف التغذية؛ وذلك من خلال عقد اجتماع للأسرة أو خلال جلسة استقبال رمضان، وقبل ذلك يتحدث الآباء أو المشرفون عن أهمية الصيام وعلاقته بصحة المسلم، والعادات الغذائية الخاطئة والصحيحة حتى يتنبه لها الأبناء.

مشرف التغذية تكون مسئوليته:

- أن يعرف من الأم نوع الإفطار المقترح لليوم.

- يُعرف باقي الأسرة بالقيمة الغذائية.

- يهتم بأن يقوم كل فردٍ في الأسرة بالإفطار على عدد وترٍ من التمر، ويوزعه عليهم أو يُنيب أحدًا.

- يُذكِّر أفراد الأسرة بشربِ كمٍّ مناسبٍ من الماء خلال فترة الإفطار وحتى السحور.

- يساعد الأم في اختيار نوعية الطعام وتنوعه في القيم الغذائية.

2- مركز المعلومات (صوموا تصحوا):

الهدف:

تعريف الأبناء بفوائد الصوم.

الفكرة:

يتم اختيار فرد كل أسبوع يقوم بذكر فائدة واحدة كل يومٍ عن فوائد الصوم، سيضطر الأبناء إلى البحث والاطلاع وقراءة الكتب لاستخراج تلك المعلومات.

ثم يقوم بكتابة المعلومة داخل النموذج الموضع أعلاه وبجواره اسمه.

يمكن تنفيذ هذه الفكرة على أن تكون بمثابة مسابقة، وتُعطى جائزة للطفل الذي يستخرج أكثر عددٍ من المعلومات خلال الشهر.

 
3- المحور الاجتماعي

1- اجتماع عاجل:

عندما يأتي الحديث عن الشهر الكريم يستشعر المؤمن أنه سيدخل على جنة عطرة فيحاء وسط ظلمة الحياة ومشاغلها، هذا الشعور الطيب يجب أن تحمله الأسرة وأفرادها.

يستحق رمضان الكريم من الأسرة جزءًا يسيرًا من وقتها؛ لتقوم بالتخطيط لليوم الرمضاني، وتنظيم أعمال العبادة مع الواجبات اليومية من دراسة أو وظيفة أو صلة رحم وخلافه.

الأمر في حاجةٍ إلى جلسة أسرية تناقش الأسرة فيها كيفية الاستفادة من نفحات الشهر الكريم، بعد أن يقوم الأبوان بأسلوب جميل بوصف جنة رمضان، وما تحمله من خيرٍ للمؤمن حتى يتعلق أفراد الأسرة وخصوصًا الأطفال بالشهر الكريم، ويا حبذا لو استخدم الأبوان أسلوب التشبيه المجازي، وكأنَّ رمضان جنة خضراء مليئة بالزهور والورود والأنهار، يدخلها المؤمن فيجد من الثواب والخير كذا وكذا، وفائدة هذا الأسلوب أنه سيعلق في ذهن الأبناء كرابط يذكرهم برمضان، كما يقول رواد البرمجة اللغوية العصبية.

وخلال ذلك الاجتماع أيضًا تحفز الأم الأبناء على اقتراح أعمال خير وطاعات جماعية أو فردية، كمثال: مسابقة لأفراد الأسرة في التلاوة، مسابقة القيام، عمل بطاقات للعائلة والجيران، عبادات إضافية، وخصوصًا يوم الجمعة كجلسة إيمانية للأسرة، أو دعاء قبيل المغرب يجمع جميع أفراد الأسرة.

2- جلسة صفا:

جاءت تشتكي يومًا وهي حزينة من رد فعل زوجها السلبي عندما حاولت أن توقظه لصلاة القيام، تأثرت كثيرًا وأصابها الإحباط.

كيف لا يحدث ذلك، وكل منهما منفصل عن الآخر في طموحاته وأهدافه للارتقاء بنفسه، فيأتي الشهر الكريم، وينتهي دون أن ترى أثر نفحات الشهر الكريم على علاقتهم وروحانياتهم.

لو أنهما بدآ الشهر بجلسةٍ كلها حب وود، جلسة صفا تمسح ما بينهما من أمور صغيرة ربما تكون عائقًا في تفاهمها معًا، جلسة مصارحة يخرج كل منهما ما في قلبه نحو الآخر، فيدخل عليهما الشهر الكريم، وهما يحملان مشاعر دافئة تساعدهما على أن يكون كل منها عونًا للآخر على الارتقاء بنفسه.

3- قبيل المغرب:

يا له من عملٍ طيبٍ إن اتفقت الأسرة على إعداد علب صغيرة من التمر مغلفةً بشكلٍ جميل، مع بطاقة تهنئة بقدوم الشهر الفضيل، ثم يقوم الأبناء بالمرور على الأقارب والأصدقاء والجيران لتهنئتهم، وتقديم التمر لهم.

لفتة طيبة تحمل معها مشاعر الأخوة الصادقة مع نفحات رمضان الربانية، ولا بأسَ أن يكون مع التمر وصايا رمضانية يقوم الآباء بإعدادها؛ مما سيكون له مردود تربوي طيب على الأبناء أيضًا.

4- دفء العائلة:

دور كبير يمكن أن تقوم به الأسرة المسلمة مع العائلة الكبيرة قبل دخول الشهر الكريم وأثناءه وبعده، قبل دخول الشهر الكريم باتصالٍ هاتفي بأفراد العائلة من أخوال وأعمام، ويا حبذا لو طال الاتصال بمَن قد انقطع بهم عن العائلة لفتراتٍ لظروفٍ أو أخرى، فيكون الشهر الكريم بدايةً لتواصل العائلة كلها معًا.

جميلٌ أن يقوم بهذا الاتصال الأبناء بأنفسهم بتحفيزٍ من الأبوين، حتى يشعروا بأهميته، ويستشعروا رد فعل الأهل وفرحتهم بهم.

5- بطاقة على مائدة الإفطار:

من الأفكار الجميلة التي لها مردود رائع على العائلة الكبيرة، وعلى أفراد الأسرة الواحدة، هي أن تقوم الأم بتحفيز الأبناء على تصميم بطاقاتٍ صغيرة، بها كلمات ترحيب بضيوف الإفطار وبعض الوصايا الجميلة، سيقضي الأطفال وقتًا جيدًا أثناء إعدادها؛ مما يغرس في نفوسهم شعورًا طيبًا بإكرام الضيف، وتقديم النصيحة بشكلٍ جيد.

وقبل قدوم الضيوف يبدأ الأبناء بإعداد المائدة مع الأم ووضع البطاقات، دون أن تغفل الأم على التعليق وتحفيزهم بالثواب الذي سيحصلون عليه.

6- طبق الجار:

قديمًا عندما يدق الباب قبل الإفطار كنا نعرف أنه أحد أبناء الجيران حاملاً طبقًا صغيرًا به شيء بسيط؛ مما أعدَّت الجارة التي نكاد لا نعرفها، قائلاً: أمي تسلم عليكم، وتقول لا تنسونا من الدعاء أثناء الإفطار.

اندثرت تلك العادة بعد أن أغلق كلٌّ بابه، وبالعودة إليها نجد أنها من العادات التي كانت تُقرِّب بين الجيران، وتزيد الصلة بين المسلمين، وخصوصًا الجار الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلما كان الأمر بسيطًا كان استمرار عادة مثل تلك العادة سهلاً.

رمضان فرصة للأهل لمعالجة بعض السلوكيات الخاطئة والآداب التي ربما تظهر أكثر خلال تجمعات الأهل والعائلة، وفي الزيارات وأثناء الصلاة في المسجد، مثال:

- التحدث بصوت منخفض واستخدام كلمات الترحيب مع الضيوف.

- سلوكيات الضيافة وآداب الزيارة.

- الإيثار، وخاصةً عند لحظة الإفطار.

وغيرها مما تراه الأسرة من سلوكياتٍ مهمة لها علاقة بمواقف مرتبطة بشهر رمضان.

4- المحور الثقافي

1- خريطة انتصارات رمضان:

الهدف:

- حثُّ الأبناء على التعرف على التاريخ الإسلامي.

- غرس روح العزة في نفوسهم.

- ربط النصر بالإيمان والعلاقة مع الله عزَّ وجلَّ.

- ربط الأبناء بأبطال الإسلام، وغرس سمات القائد المسلم بشكلٍ غير مباشر.

الفكرة:

يرسم الأبناء على لوحةٍ كبيرةٍ بالاستعانة ببعض المصادر أهم المعارك والغزوات التي تمت في رمضان، ثم يتم عمل قرعة على الأحداث لكل فردٍ من الأسرة؛ بحيث يكون من مهام كل فرد: وضع أسباب النصر في الدائرة الفارغة، واسم بطل المعركة، وأهم مميزاته أو سماته التي جعلت منه بطلاً.

من المهم أن يتعلم الطفل كيفية استنباط المعلومة، وربطها بالواقع؛ كي يكون للمعرفة والمعلومة مردود على شخصيته، ربما لا يقصر الآباء ومشرفو التربية في تزويد الأبناء بالثقافة الإسلامية المطلوبة، فترى الكثير من المهتمين بأبنائهم يعقدون جلسات ثقافية، ويُوفِّرون لأبنائهم الكتب والقصص التي تحكي وتسرد الكثير من المعلومات والمعارف المهمة، لكن المشكلة أن ثقافة أبنائنا في القراءة والتزود بالعلم تأثَّرت بنمط التعليم المتبع في دولنا العربية، لا استنتاج ولا تحليل ولا ربط بالواقع.

لذا على الآباء والمربين اتباع أسلوب القراءة الصحيحة، أو الاستقراء وتعويد الأبناء على استنباط المعلومة والاستفادة منها حياتيًّا.

في هذه الفكرة يحاول الآباء أو المشرفون بطلبهم من الأبناء سرد قصة المعركة بشكلٍ مختلف تعويدهم على هذه المهارة.

للاستفادة من هذه اللعبة:

- لا تطلب من الأبناء السرد العادي لأحداث المعركة.

- اطلب منه أن يحاوركم في عوامل النصر في هذه المعركة، ومَن ثم يقوم الأب أو الأم بربط عوامل النصر بالناحية الإيمانية؛ مما يعززها لدى الطفل ويقويها، أيضًا عند الحديث عن بطل المعركة، يبدأ الطفل بالحديث عنه وعن أبرز سماته التي جعلت منه بطلاً مما يفيد في:

* أن يرتبط الأبناء بأبطال الإسلام كبديلٍ عن أبطال الكرتون الخيالية.

* أن يدرك الطفل أهم السمات التي تجعل من الإنسان بطلاً ذا قيمة في المجتمع.

* أن يستحثَّ هذا الشعور، بالرغبة بأن يقلد البطل في سماته وشخصيته.

2- مسابقة الجيران:

الهدف:

- تشجيع الأبناء على نشر العلم المفيد في محيطهم.

- تزويدهم بمعلومات إسلامية مهمة بشكلٍ غير مباشر وممتع.

يطلب المشرف أو الآباء من الأبناء إعداد مسابقة يومية؛ عبارة عن سؤالٍ واحدٍ في فقه الصيام، أو ما شابه بإجابته؛ بحيث يقوم الأبناء باختيار الأسئلة والتعرف على الإجابة بأنفسهم.

يكتب السؤال في ورقةٍ صغيرةٍ مع تهنئةٍ بقدوم رمضان، ويقوم الأبناء بالمرور على الجيران، وتهنئتهم برمضان، وتعريفهم بأن هناك سؤالاً يوميًّا في هذه الورقة.

في اليوم التالي، وقبيل المغرب يوزع الأبناء الإجابة في ورقةٍ مع ثلاث تمرات أو هدية بسيطة إن تم التعرف على الإجابة.

تجهيز بعض الهدايا البسيطة له أثر طيب بين الجيران.

3- رابطة وأخوة:

الهدف:

- ربط الأبناء بإخوانهم في العالم الإسلامي.

- تعريف الأبناء بالأقليات المسلمة.

- رفع الشعور بالعزة بالإسلام والمسلمين.

يطبع المشرف أو ولي الأمر خريطة العالم، ويطلب من الحضور أن يحاولوا التعرف على الدول الإسلامية في العالم.

وعلى شكل ألغاز مسلية يسألهم كم عدد الدول الإسلامية في كل قارة، وخاصةً في القارة الأمريكية التي لا يعرف الكثير من المسلمين أن بها دولتين إسلاميتين.

ثم يستخدم بطاقات ملونة عليها أسماء الدول، يختار كل فردٍ بطاقة أو بطاقتين حسب العدد، ويطلب منه في جلسات أخرى متتابعة أن يقدم معلومات عن المسلمين في هذه الدولة.

يمكن استخدام الدبابيس الملونة، وتكبير الخريطة، ووضعها في غرفة الأبناء.

رؤية الخريطة بشكلٍ مستمر مع ربط الذهن بالدول الإسلامية، سيحث في النفس العزة والفخر بالإسلام والمسلمين، وبالتالي يدفع إلى العمل على نصرتهم، والوقوف إلى جانبهم.

4- مجلة الأسرة:

الهدف:

- تشجيع الأبناء على القراءة والاطلاع.

- تدريب الأبناء على التعامل مع الناس، والتفاعل معهم أثناء توزيع وعرض المجلة.

الفكرة:

- يطلب الأب والأم من الأبناء تجهيز مجلة ورقية صغيرة بسيطة لتوزيعها على الضيوف أثناء إفطارات وعزائم رمضان.

- يساعد الأبوان الأطفال في المحتوى (مسابقات، قيم، معانٍ تربوية..)

وأخيرًا..

ليس المهم هو إعداد برنامج عملي، أو وضع أفكار لاستثمار مناسب لنفحات الشهر الكريم، وإنما الأهم هو أن يحمل كل أب وأم أو مربٍ في قلبه تلك الروح التي تدفعه إلى بذل كل ما يملك كي ينفع نفسه، ومن حوله بما يملك من خير.

ربما بفكرة بسيطة، لكن بقلبٍ حي مؤمن يفتح الله علينا، وعلى من حولنا بفائدة عظيمة.. فاللهم افتح بيننا، وبين قومنا بالحق، وتقبل منا صيام رمضان، وارزقنا خيره.. اللهم آمين.

 
الوسوم
ثلاثين رمضان مدرسة يومـاً
عودة
أعلى