الصحابي الجليل عبد الله ذو البجادين رضي الله عنه

  • تاريخ البدء

املي بالله

نائبة المدير العام

الصحابي الجليل الشهيد عبد الله ذو البجادين رضي الله عنه



هو عبد الله بن عبد نهم بن عفيف بن سحيم بن عدي بن ثعلبة بن سعد بن عدي بن عثمان بن عمرو وهو من الصحابة المهاجرين السابقين رضي الله عنه.

وكان‌ عَبْدُ اللَهِ ذُو البِجَادَيْنِ من‌ مُزَيْنَة‌ ؛ وكان‌ يتيماً لا مال‌ له‌. قد مات‌ أبوه‌ فلم‌ يورثه‌ شيئاً. وكان‌ عمّه‌ مَيِّلاً فأخذه‌ وكفله‌ حتّى‌ كان‌ قد أيسر، فكانت‌ له‌ إبل‌ وغنم‌ ورقيق‌. فلمّا قدم‌ رسول‌الله‌ صلّى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ المدينة‌، جعلت‌ نفسه‌ ( تشتاق‌ إلي‌ زيارة‌ رسول‌ الله‌ ) ، وتتوق‌ إلي‌ الإسلام‌؛ ولايقدر عليه‌ من‌ عمّه‌، حتّى مضت‌ السنون‌ والمشاهد كلّها، فانصرف‌ رسول‌الله‌ صلّى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ من‌ فتح‌ مكّة‌ راجعاً إلي‌ المدينة‌.



فقال‌ عَبْدُ اللَهِ لعمّه‌: يا عمّ! قد انتظرت‌ إسلامك‌ فلاأراك‌ تريد محمّداً! فائذن‌ لي‌ في‌ الإسلام‌!



فقال‌ عمّه‌: والله‌ لئن‌ اتّبعت‌ مُحَمَّدَاً ، لاأترك‌ بيدك‌ شيئاً كنت‌ أعطيتكه‌ إلاّ نزعته‌ منك‌ حتّي‌ ثوبيك‌.



فقال‌ عَبْدُ العُزَّي‌ وهو يومئذٍ اسمه‌: وأنا والله‌ متّبع‌ محمّداً ومسلم‌، وتارك‌ عبادة‌ الحجر والوثن‌. وهذا ما بيدي‌ فخذه‌!



فأخذ كلّ ما أعطاه‌، حتّي‌ جرّده‌ من‌ إزاره‌.



فأتي‌ عبد الله‌ أُمّه‌ فقطعت‌ بِجَادَاً لها باثنين‌ ( البجاد كساء فيه‌ خطوط‌ ) فائتزر بواحد، وارتدي‌ بالآخر. ثمّ أقبل‌ إلي‌ المدينة‌ وكان‌ بوَرِقَان‌ ( جبل‌ من‌ رحمي‌ المدينة‌ ).



فاضطجع‌ في‌ المسجد إلي‌ السحر. ثمّ صلّي‌ رسول‌الله‌ صلّى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ الصبح‌. وكان‌ رسول‌ الله‌ صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ يتصفّح‌ الناس‌ إذا انصرف‌ من‌ الصبح‌، فنظر إليه‌، فأنكره‌.



فقال‌: من‌ أنت‌ ؟ فانتسب‌ له‌ ، ( وقال‌: اسمي‌ عبد العزّي‌. ) فقال‌ رسول‌الله‌ صلّى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: أنت‌ عَبْدُ اللَهِ ذُو البِجَادَيْنِ! ثمّ قال‌: انزل‌ منّي‌ قريباً. فجعله‌ من‌ أضيافه‌ ، وكان‌ يعلّمه‌ القرآن‌ حتّي‌ قرأ قرآناً كثيراً.



وكان‌ (ذُو البِجَادَيْن‌) رجلاً صيّتاً ، فكان‌ يقوم‌ في‌ المسجد، فيرفع‌ صوته‌ بالقراءة‌.



فقال‌ عمر: يا رسول‌ الله‌ ، ألا تسمع‌ إلي‌ هذا الاعرابي‌ّ يرفع‌ صوته‌ بالقرآن‌ حتّي‌ قد منع‌ الناس‌ القراءة‌ ؟!



فقال‌ النبي‌ّ صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: دعه‌ يا عمر! فإنّه‌ خرج‌ مهاجراً إلي‌ الله‌ ورسوله‌!



ولمّا كان‌ الناس‌ يتجهّـزون‌ إلي‌ تبـوك‌ ، جـاء إلي‌ النبي‌ّ وقـال‌: يارسول‌الله‌! ادع‌ الله‌ لي‌ بالشهادة‌.



قال‌ رسول‌ الله‌: أبلغني‌ لِحاء سمُرَة‌ ( قشر شجرة‌ سمرة‌ ) فأبلغه‌ لحاءَ سَمُرة‌. فربطها رسول‌الله‌ صلّى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ علي‌ عضده‌، وقال‌: اللَهُمَّ إِنِّي‌ أُحَرِّمُ دَمَهُ علي‌ الكُفَّارِ! فقال‌: يارسول‌الله‌! ليس‌أردت‌ هذا.



قال‌ النبي‌ّ صلّى الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: ( يا ذا البجادين‌ )! إنّك‌ إذا خرجت‌ غازياً في‌ سبيل‌ الله‌، فأخذتك‌ الحمّى‌ ، فقتلتك‌، فأنت‌ شهيد! وَوَقَصَتْك‌ دابّتك‌ فأنت‌ شهيد! لاتُبالِ بأيّةٍ كان‌!



ولمّا نزلوا تبوكاً؛ وأقاموا بها أيّاماً ، توفي‌ عبدالله‌ ذو البجادين‌.



فكان‌ بَلاَلُ بْنُ الحَارِثُ يقول‌: حضرتُ رسول‌الله‌ صلّى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، ومع‌ بَلاَلُ المؤذِّن‌ شُعْلَةٌ من‌ نار عند القبر واقفاً بها. وإذا رسول‌الله‌ صلّى الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ في‌ القبر ، وإذا أبو بكر، وعمر يدلِّيانه‌ إلي‌ النبي‌ّ صلّى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ وهو يقول‌: أدنيا إلي‌ّ أخاكما!



ولمّا هيّأه‌ رسول‌ الله‌ صلّى الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ لشقّه‌ ، قال‌: اللهمّ إنّي‌ قد أمسيتُ عنه‌ راضياً فارض‌ عنه‌!



فقال‌ عَبْدُ اللَهِ بْنُ مَسْعُود رضي الله عنه: يا ليتني‌ كنت‌ صاحب‌ اللحد . لدعوات دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم

 
الصحابي الجليل عبد الله ذو البجادين رضي الله عنه
 
عودة
أعلى