رمضان فرصتك للتغيير

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين
الحمد لله رب العالمين وفق من شاء من عبادة لطاعته، وهدى بتوفيقه الطائعين لعبادته، وحبب الإيمان لأوليائه فاستجابوا لأمره، وانتهوا عن نهيه، والصلاة على معلم البشرية، ومخرجهم بإذن ربه من الظلمات إلى النور، فشرح الله به الصدور، وأنار به العقول، ففتح به قلوباً غلفاً، وآذاناً صماً، وأعيننا عميا فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الله خلق كل شيءٍ فقدره تقديرًا، واختص بحكمته الباهرة وعلمه الذي وسع كل شيء أزماناً وأمكنةً بمزيد من الفضل والشرف، ومنها ما بينه لنا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - من الأزمان والأوقات، وكل ذلك لنبادر ونسارع للخيرات.
ومن ذلك هذا الشهر العظيم، والموسم الكريم، الذي هو فرصة للمتسابقين، ومنحة للراغبين في نيل الدرجات العليا عند رب العالمين.
إن شهر رمضان من أعظم القرب، والأركان، وله من المزايا والهبات ما يعجز البيان عن ذكره، ويَكَلُ القلم عن عده، وفي هذه العجالة لن يكون حديثي عن فضله وشرفه، ففضله معلوم، وشرفه مشهور، ولن يكون عن أحكامه وفقهه، ولا عن سننه وآدابه، بل عن درس عظيم من حِكَمِهِ وهو بعنوان:( رمضان... فرصة للتغيير ).
كثير من الناس يبحث عن التغيير إلى الأفضل، وقد ينفق المال للحصول على دورات في التغيير، وتربية الذات، فنسمع عن دورة: فن التغيير، وأخرى: فن التعامل مع الناس، وثالثة: فلنبدأ التغيير، ورابعة بعنوان: أيقض العملاق... الخ، وهذا ليس عندنا فيه إشكال فكل ما يعين على الفائدة والإفادة فالمسلم أحق به، والحكمة ضالة المؤمن أنَّا وجدها فهو أحق بها.
وإن الإنسان المتميز، والجاد في حياته يحرص على التطوير والتغيير، ولا يقف عند حد، بل يسعى لتحصيل التقدم والرقي في حياته، وتحسين مستواه الديني والدنيوي، وهؤلاء ليس الحديث عنهم لأنهم قد عرفوا الطريق، وسبروا أغواره، وفهموا كيف المضي والسير فيه.
لكن الحديث عن أناس قد أثقلتهم الآثام، وكبلتهم الغفلة، وقيدتهم النفس اللقسة – الخبيثة -، وتفنن الشيطان في إغوائهم، فلازالوا للهوى متبعين، وللذة طالبين، وعن الصواب معرضين، وفي الحق ناكصين.

 
الوسوم
رمضان فرصتك للتغيير
عودة
أعلى