العارفون لربهم

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين
العارفون لربهم..المقبلون عليه بقلوبهم فهم السعداء.
قال تعالى
{{مَن عَمِلَ صالِحاً مِّن ذَكَرٍ أو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيينَّهُ
حياةً طيِّبةً وَلَنَجزِيَنَّهُمْ أَجرَهُم بِأحسنِ مَا كَانُوا يَعمَلُون}}
حدثني أحد الدعاة
أنه ذهب للعلاج في بريطانيا.
قال:فأُدخلت إلى مستشفى من أكبر المستشفيات هناك..
لايكاد يدخلها إلا كبير أو وزير..فلما دخل علىَّ الطبيب ورأى مظهري
قال: أنت مُسلم؟قلت:نعم.
فقال:هناك مشكلة تحيرني منذ عرفت نفسي..
هل يمكن أن تسمعها مني؟
قلت:نعم.
فقال:أنا عندي أموال كثيرة..ووظيفة مرموقة..
وشهادة عالية..وقد جربت جميع المتع..
شربت الخمور المتنوعة..وواقعت الزنى..وسافرت الى بلاد كثيرة..
ومع ذلك..لاأزال أشعر بضيق دائم..وملل من هذه المتع..
حتى عرضت نفسي على عدة أطباء نفسيين..
وفكرت في الانتحار عدة مرات لعلي أجد حياة أخرى..ليس فيها ملل..
ألا تشعر أنت بمثل هذا الملل والضيق؟!
فقلت له:لا..بل أنا في سعادة دائمة..وسوف أدلك على حل المشكلة..
ولكن أجبني.أنت إذا أردت أن تمتع عينيك فماذا تفعل؟
قال:أنظر إلى امرأة حسناء أو منظرجميل.
قلت: فإذا أردت أن تمتع أذنيك فماذا تفعل؟
قال:أستمع إلى موسيقى هادئة.
قلت:فإذا أردت أن تمتع أنفك فماذا تفعل؟
قال أشم عطراً..أو أذهب الى حديقة.
قلت له:حسناً..إذا أردت أن تمتع عينيك،لماذا لا تستمع إلى موسيقى؟
فعجب مني وقال:لايمكن لأن هذه متعة خاصة بالأذن .
قلت:فإذا أردت أن تمتع أنفك،لماذا لاتنظر ألى منظر جميل؟
فعجب أكثر وقال:لايمكن لأن هذه متعة خاصة بالعين..ولا يمكن أن يتمتع بها الانف.
قلت له حسناً..وصلت إلى ما أريده منك.
أنت تحس بهذا الضيق والملل في عينيك؟
قال:لا..
قلت:أنت تحس به في أذنك..في أنفك..فمك..فرجك.
قال:لا..أحس به في قلبي..في صدري.
قلت:أنت تحس بهذا الضيق في قلبك..
والقلب له متعة خاصة به..لايمكن أن يتمتع بغيرها..
ولابدَّ أن تعرف الشيئ الذي يمتع القلب..لأنك بسماعك للموسيقى ..
وشربك للخمر..ونظرك وزناك..لست تمتع قلبك وإنما تمتع هذه الأعضاء.
فعجب الرجل وقال:
صحيح..فكيف أمتع قلبي؟
قلت:بأن تشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمد رسول الله ..
وتسجد بين يدي خالقك..وتشكوا بثك وهمك إلى الله..
فإنك بذلك تعيش في راحة واطمئنان وسعادة
فهز الرجل رأسه وقال:
أعطني كتباً عن الإسلام..وادع لي..وسوف أسلم..
فعجباً لأقوام يلتمسون الأنس والإنشراح ويبحثون عن السعادة في غير طريقها ..
وفرق الله تعالى بين عيش السعداء .. وعيش الأشقياء
في المحيا والممات..بل إن المحسن
كلما ازداد إحسانا في الدنيا ..عظمت لذته وسعادته..
وأحسن الله إليه في رزقه..وولده..ووظيفته..ومسكنه..
أحسن إليه في كل شيء

فهل من مُعتبر !
 
العارفون لربهم
 
الوسوم
العارفون لربهم
عودة
أعلى