لا يمكن كتابة نص كبير في حضرة الدم

smile

شخصية هامة
مذ مذبحة الحولة ماعدت كاتبة ، أنا أمٌّ تنتحب . تلك الطفولة النائمة في لحاف دمها عرّتني من أي مجد أدبي ، أصغر طفل مُسجّى في شاحنات الموت، هو أكبر من أيّ كلمات قد يخطها قلمي. اسمحوا لي أن أصمت بعض الوقت . لا حبر يتطاول على الدمّ .

هؤلاء الصغار الذين ذهبوا في براءة ثياب طفولتهم ، يواصلون نومهم في أكفان أصغر من أقدارهم ، خضّبوا بدمهم دفاتري ، شلوا برحيلهم يدي . بعدهم أصبحت أخجل أن أكون مازلت على قيد إنسانيتي ، أتقاسم الحياة في هذا العالم مع قتلة ، يحملون أوراق ثبوتيّة تدّعي انتسابهم لفصيلة البشر . يوماً، إذا تجاوز دمعي ذهوله، . . سأكتب .

رحم الله شهداء سوريا الحبيبة الصغار منهم والكبار ، وعوّضهم في الآخرة بحياة أجمل من التي سُرقت منهم في هذا العالم الذي أمسى حقيرًا .


احلام مستغانمي
 
لا يمكن كتابة نص كبير في حضرة الدم
 
الوسوم
احلام مستغانمي
عودة
أعلى