و بدأ الكلام

مجد

الاعضاء
و بدأ الكلام
هو الآن يمشي و روح غريبة تستيقظ في دواخله ..كان الليل قد أرخى سدوله و أحكم الظلام قبضته على جسد المدينة..
كريم و هو عائد كان يخطو بتثاقل نحو منزله، في هدأة هذه الليلة تحركت بدواخله ذكريات الماضي و كلام الحي و ربما أزمنة أحزمة البؤس..رضع من ثدي الحرمان حتى الثمالة..خسر الدراسة بسبب فقره المذقع و لم يحصل إلا على الشهادة الثانوية..كان طيب الخلق ..أنفة .. كبرياء ..تواضع ..عفاف ..كفاف و نفس أبية ..اشتغل كنادل مع أكرم صاحب مقهى بحيهم..عشر سنوات مضت على حرفته الى أن فكر في الزواج من حنان ..احداهن قال انها أغرمت به ذات يوم بهيج وهي تلج المقهى، فرأت فيه ما غاب عن الدولة التي لم تعره أي اهتمام .أحبته تلك الأنثى حد الجنون هكذا قالت له في أول لقاء ..رسمت له مستقبلا زاهرا و حدثته بلغة المنقذ ..ذات ليل بهيم قالت له تمدد لأسقيك من ماء الحياة، فتمدد..كانت الآمرة و كان المطيع خصوصا و هي ابنة أحد الأكابر ..فدلف بين دروب شعابها و طفق يشرب من بقايا ليلة حمراء ..أحس بخطيئة قد تقوده الى المشنقة..لأن أباها ذو شأن في المحاكم العليا هكذا قالوا..و جاء مستسلما يطلب السكينة..فأمرته أن يتجه صوب أعشاشها حيث ينمو الفرح و بعض أحزان..داعبته ..آنسته.. و توغل عشقها بين دروب قلبه ..فبادلها متع الحب و آمن باحتضانها له ..هو الآن يخطو بتثاقل ..و في كل خطوة تمر بذاكرته اسراب ذكريات الماضي القريب و قوافل سراب..و كلما اقترب من المنزل أحس بزمن الخداع يصارع نهايتة لتتشكل بداية السفر في أتون حرب لا تنته..مرت بمخيلته ليلة زفافه..هزته رعشة فلعن نفسه و تساءل كيف سمح لنفسه أن يشارك في مسرحية هي من اخراجها و لكنه قبل في هدوء أن يكون أحد بطليها..كيف قبل بالعمارية و النكافة و دخلة مزيفة..كان يتساءل كيف قبل كل هذا ؟..ثم عاد ليطمئن نفسه بأن الحقيقة ستسطع اليوم كطلوع القمر في ليلة خريفية ..هو الآن يتجه صوب المنزل و في خاطره بقايا شكوك..فقال مناجيا نفسه الليلة سأقرأ كتاب حكيهم و سأعلن عصياني لهذه الأرض التي أفسدوها ..ان كنت فعلا أنت فتقدم شامخا لتغسل هذه الأرض من أوساخهم النتنة هكذا ناجى دواخله..هنيهة و جد نفسه أمام باب منزله..فتح الباب و دخل ..في هدوء تام تسلل الى بيت نومه كان الباب مشرعا و البيت خاويا إلا من جسدين مشتعلين عاريين أو هكذا تخيل..مد يده الى الزر الكهربائي أنار المكان ..كانا تماما كما رسمتهما حكاية المدينة..سل سيفه طالبا من أكرم أن يطيع الأوامر و إلا سيبدأ بنحره ..بعد أن رفع يديه ..أمره بالإنبطاح ..ففعل..قيد يديه بإحكام..و في رمشة عين اخترق السيف جسد أكرم ،فتدرج في دمائه..و عندما بدأت حنان في الصراخ أخذ بشعر رأسها و أمرها بالصمت و إلا ستنال نفس المصير ..بعد أن كبلها استدار الى صاحبها فأخذ يفكك أعضاءه ..عضوا ..عضوا الى أن وصل القلب فاستخرجه و هو يرتعش بين يديه، فأشار اليها..كان يضحك في صخب لا يطاق و يوصيها أن تقص لهم.. و في حالة هستيرية و مرعبة اندفع الى خارج المنزل كان ملطخا بالدماء..فصرخ قائلا: بلغوهم أني غيرت المنكر ..أنا القاتل..أنا القاتل..أنا قتلت مرة واحدة ..أما هم قتلوني ألف مرة..كان الليل شاهدا ..و ما هي إلا لحظات حتى عج الدرب بأهله..و بدأ الكلام...
-------------


يوسف هو صديق لي بموقع ثاني
اعجبتني قصته فنقلتها لكم
وهو باسم حرف عاشق


لم أفعل إلا أني بدأت قراءة الكلمات
و إذ بي فجأة صرت أسير أحداث رسمتها ريشة فنان
لم تترك مجالا لخيال أي احد أو براعته في الفهم
القصة مشهد مصور
راقني ما شاهدت

 
الوسوم
الكلام بدأ
عودة
أعلى