هل بالفعل تموت الحكايا؟

خالدالطيب

شخصية هامة
هل بالفعل تموت الحكايا؟
هل بالفعل تموت الحكايا؟


وحين تموت الحكايات. اين يذهب الابطال؟

واين تذهب الاحاسيس؟

وماذا يكون مصير الاحلام؟

والى اين يلجاء اطفال الحكايه؟


فلمعظم حكايات الحب اطفال


اطفال نعجنهم بماء الخيال


ونرسمهم على صفحات قلوبنا


نمنحهم ملامحنا


وننتقي لهم اسماء مشتقه من احلامنا


ونحبهم جدا.. وننتظرهم بفارغ العشق والامل والحب


ننتظرهم نعم


لكن انتظارنا لهم يطول ويطول ويطول


فعلى الرغم من احساسنا بهم


وعلى الرغم من حبنا الصادق لهم


وعلى الرغم من شعورنا بحركاتهم في احشاء الحلم


الا اننا لا نلدهم ابدا


ربما لاننا حملنا بهم خارج رحم الواقع


ولهذا..


نخزنهم في الدفاتر بعيدا عن فضول الواقع


نسجلهم في ذاكرتنا كأي حدث من احداث الحكاية


فاذا ما عاشت الحكايه


كبر الصغار بها


واذا ماتت الحكايه وئد الصغار بها


واسألوا نساء الارض العاشقات


عن اطفالهن النائمين في دفاتر الخيال


او افتحوا دفاتر الحكايه الفاشله


واحصوا عدد الاطفال فيها

هل بالفعل تموت الحكايا؟

وسؤال اخير:

لماذا حين تنتهي الحكايه

نهمل كل اوراقها وطقوسها وذكرياتها


لا نفكر سوى في كيفية احتمال الالم الناتج عنها


ونعلن الحداد


فلا نرى من الحكايه سوى سوادها


ولا نتذكر من الحكايه سوى ركنها المظلم


ونهيئ انفسنا للحزن والندم والبكاء


على الرغم من ان مرحلة ما بعد الفراق قد تكون مرحله اخرى اجمل واصدق


اذا نحن اردنا ذلك..

هل بالفعل تموت الحكايا؟

ماذا يأتي بعد الفراق؟

أشياء كثيرة تاتي بعد الفراق:


يهاجمنا الفراغ كسماء بلا نهايه


يحاصرنا الحنين كوحش مفترس


تنغرس فينا البقايا كأسنة السيوف


تمزقنا الذكريات كأنياب حيوان جائع


ونرفض المكان ونهرب من الزمان


ونطرق كل ابواب النسيان


ونفشل..


نعم نفشل..


فتجربة النسيان لا تقل صعوبه عن تجارب الاختراعات العلميه


لان الاحساس الذي كان في داخلنا صادقا


ولان الاحلام التي عاشت فينا كانت رائعه


ولان امانينا التي غرسناها في ارض الحكاية كانت نقية


ولان الحكاية كانت وسيله من وسائل اتصالنا بالوجود


ولاننا كنا الطرف الاكثر شفافية في الحكايه


فاننا نفشل وبجداره..


كما فشلت انا..


لكن .. لو اعتبرنا الحكايه


مجرد مرحله من مراحل العمر


وليست العمر كله


لوجدنا امامنا متسع من الوقت للوقوف من جديد


والزحف نحو مرحلة جديده من مراحل العمر


لان العمر هو المراحل


والحكايه مجرد مرحله من هذه المراحل


فاذا ما انتهت تلتها مرحله اخرى


نحن فقط القادرون على جعلها احلى او امر..


فان كنت من اولئك الذين يتألمون


وتجد صعوبه في الخروج من سياج حكايه فاشله


فاحضر ورقه وقلما


واكتب احاسيسك المؤلمه عليها


وقم بترقيما ولا تحزن ان تجاوز عددها الالف


وعاهد نفسك على ان تتخلص منها بالترتيب


وحاول محاولات صادقه وجاده


واشطب كل احساس تتمكن من التخلص منه


وحين تصل الى الرقم الاخير


ستجد انك تخلصت من كل احاسيسك المزعجه


وان الحكايه كانت أصغر من حجم احساسك بها

هل بالفعل تموت الحكايا؟

اخيرا اود ان اقول:

بعض الحكايات تبداء بكلمة .. وتنتهي بصمت


وبعضها يبداء بتجربه.. وينتهي بانفجار


**عضها الاخر يبداء بلعبة.. وينتهي بمأساة


لكن من بين كل الحكايات


هناك حكاية واحده فقط..

هل بالفعل تموت الحكايا؟

هي حكاية العمر كله

 
الوسوم
الحكايا؟ بالفعل تموت هل
عودة
أعلى