شخصيات لا تنـسى ( ســلمى ** بنــدقـ )

  • تاريخ البدء
محمد انور السادات ( رئيس جمهموريه مصر العربيه)

111%20copy.jpg



صورة البطاقة الشخصية للسادات -افتراضية


محمد أنور السادات أو أنور السادات الرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية حيث استمر حكمه ما بين عامي 1970 و1981 م، عقب استلامه الرئاسة بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 من ديسمبر 1970، كان أحد ضباط الجيش المصري وأحد المساهمين بثورة يوليو 1952 م، كما قاد حركة 15 مايو 1971 م ضد مراكز القوى المسيطرة على الحكم وهم من رجالات عبد الناصر ونظام حكمه. كما قاد حرب أكتوبر 1973 م. أعاد الأحزاب السياسية لمصر بعد أن ألغيت بعد قيام الثورة المصرية, أسس الحزب الوطني الديمقراطي وترأسه وشارك في تأسيس حزب العمل الاشتراكي , انتهى حكمه باغتياله أثناء الاحتفال بذكرى حرب 6 أكتوبر في عام 1981 م، إذ قام خالد الاسلامبولي وآخرون بإطلاق النار عليه أثناء الاستعراض العسكري في الاحتفال وهو جالس في المنصة. ويعد أنور السادات واحد من أهم الزعماء المصريين والعرب في التاريخ الحديث .

و يعتبر السادات ثالث رئيس جمهوريه مصري إذ أن قيام ثوره الثالث و العشرين من يوليو قد أدى إلى تحول مصر من الملكية إلى الجمهورية و تولى رئاساتها الرئيس الراحل محمد نجيب كأول رئيس مصري خلفه بعد ذلك الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومن ثم خلفه الرئيس الراحل أنور السادات.

محمد أنور السادات مواليد الخامس والعشرين من ديسمبر 1918 في قرية ميت أبو الكوم محافظه المنوفية , في أسره مكونه من 13 أخ وأخت لأم سودانيه وأب مصري (والد السادات تزوج 3 مرات - شجره العائلة وكان يعمل كاتب في المستشفى العسكري الخاصة بالجيش المصري في السودان- وفى عام 1925 عاد والد السادات من السودان في أعقاب مقتل السردار الانجيلزى في السودان سيرلى ستاك حيث كان من تداعيات هذا الحادث أن فرضت بريطانيا على مصر عوده الجيش المصري من السودان وعاد معه والد السادات ) التحق بكتاب القرية , ثم انتقل إلى مدرسه الأقباط في طوخ , وفى عام 1925 انتقلت أسره السادات للعيش في القاهرة والتحق بمدارسها وهى الجمعية الخيرية الاسلاميه , السلطان حسين , مدرسه فوائد الأول , رقى المعارف بشبرا

30-.jpg


تخرج السادات في الكلية الحربية عام1938 وانتقل للعمل في منقباد وهناك التقى لأول مره الرئيس جمال عبد الناصر , وعمل بسلاح المشاة ثم سلاح الأشارة وبسبب اتصالاته بالألمان قبض على السادات وصدر في عام 1942 النطق الملكي السامي بالاستغناء عن خدمات اليوزباشي أنور السادات , واقتيد بعد خلع الرتبة العسكرية إلى سجن الأجانب ومن سجن الأجانب إلى معتقل ماقوسه ثم معتقل الزيتون قرب القاهرة وهرب من المعتقل عام 1944 وظل مختبئا حتى عام 1945 حيث سقطت الأحكام العرفية وبذلك انتهى اعتقاله حسب القانون , وأثناء فتره اعتقاله عمل تباعا على عربه لوري كما عمل تباعا ينقل الأحجار من المراكب النيلية لاستخدامها في الرصف وفى عام 1945 انتقل إلى بلده أبو كبير في الشرقية حيث اشترك في شق ترعه الصاوي

36-.jpg.jpg


السادات فى قفص الاتهام أثناء نظر قضيه مقتل أمين عثمان



شارك السادات في جمعيه سريه تقوم بقتل الانجليز , واتهم في قضيه مقتل أمين عثمان الذي كان يعد أكثر من صديقا للانجليز ومساندا قويا لبقائهم في مصر وبعد 31 شهرا بالسجن حكم عليه بالبراءة , والتحق بالعمل الصحفي كما مارس بعض الأعمال الحرة , وفى الخامس عشر من يناير عام 1950 عاد إلى القوات المسلحة برتبه يوزباشي على الرغم من أن زملاؤه في الرتبة كانوا قد سبقوه برته الصاغ والبكباشي , رقى إلى رتبه الصاغ 1950 ثم إلى رتبه البكباشي عام 1951 وفى العام نفسه اختاره عبد الناصر عضوا بالهيئة التأسيسية لحركه الضباط الأحرار , شارك السادات في ثوره يوليو والقي بيانها .

image014.jpg


السادات يحلف اليمين كنائب لرئيس الجمهورية 1969



بعد وفاه الرئيس جمال عبد الناصر بأزمة قلبيه حادة ظهر الرئيس السادات على شاشه التليفزيون ليعلن للشعب المصري وفاه الرئيس جمال عبد الناصر ( استمع إلى بيان وفاه الرئيس جمال عبد الناصر ) وأثناء فتره حكم الرئيس جمال عبد الناصر تولى السادات العديد من المناصب , ففي عام 1953 أنشئ جريده الجمهورية وتولى تحريرها وفى عام 1955 تم إعلان قيام المؤتمر الإسلامي وتولى السادات منصب السكرتير العام له , وفى عام 1957 عين وزيرا للدولة ثم سكرتيرا عاما للاتحاد القومي , وفى عام 1964 أصبح نائبا للرئيس الجمهورية وكذلك في أعوام 1966 و1969و1970 , وفى عام 1968 انتخب عضوا في الهيئة التأسيسية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي .

image016.jpg


السادات يحلف اليمين الدستورية كرئيس لجمهوريه مصر العربية



في السابع من أكتوبر عام 1970 وافق مجلس ألامه على ترشيح محمد أنور السادات رئيسا للجمهورية خلفا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر , وبعد أن تولى السادات الرئاسة قاد حركة 15 مايو 1971 م ضد مراكز القوى المسيطرة على الحكم وهم من رجالات عبد الناصر ونظام حكمه والتي كانت سببا في تدهور الأوضاع في مصر .

sadat1022_main_1.jpg


السادات فى مركز العمليات رقم 10 وبجانبة من اليمين المشير احمد اسماعيل ومن الشمال الفريق الشاذلىتكبير



في عام 1973 وبالتعاون مع سوريا ودعم عربي، قاد السادات مصر نحو حرب 1973(حرب يوم كيبور ) التي حاولت مصر فيها استرداد شبه جزيرة سيناء بعد الاحتلال الإسرائيلي لها في حرب الستة أيام عام 1967. وكانت نتيجة حرب 73 أن استطاعت مصر استرجاع 15 كيلو متر من صحراء سيناء , وفى النهاية أدى انتصار السادات في الحرب إلى استعاده سيناء كاملة وإعادة فتح قناة السويس وهز ثقة إسرائيل في قدراتها العسكرية و رفع الروح المعنوية المصرية بل والعربية ومهدّت الطريق لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في الأعوام التي لحقت الحرب. وعرف السادات منذ ذلك الحين ببطل الحرب والسلام استمع إلى خطاب نصر أكتوبر 1973

وفى 9 نوفمبر 1977 أعلن السادات انه مستعد انه يذهب إلى إسرائيل من اجل التباحث حول مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي وفى الكنيست الإسرائيلي ذاته ( البرلمان الإسرائيلي ) , وسارعت إسرائيل بدعوة السادات إلى زيارة القدس ظنا منها أن كلام السادات لم يكن إلا للاستهلاك المحلى أو حماسه زائدة وأنها بذلك تحرج السادات رئيس اكبر دوله عربيه أمام الرئى العام العربي والعالمي . وقبل زيارة القدس سافر الرئيس السادات إلى سوريا في محاوله لإقناع الرئيس السوري حافظ الأسد بالمشاركة مع في تلك المبادرة وتأييدها ولكن الرئيس السوري رفض ذلك وقال للسادات إن الأيام سوف تثبت لك انك مخطئا ولكن مع مرور الأيام أثبتت الأيام عكس ذلك وان الرئيس السوري هو الذي كان مخطئا وان إسرائيل تقوى باستعداء العرب .



25-SADAT&MOSQ.jpg


السادات يصلى فى المسجد الأقصى 1977



وفي 19 نوفمبر 1977 قام السادات بزيارة إسرائيل وسط دهشة وانبهار العالم بهذه الزيارة التي وصفها البعض من الذين عايشوها وشاركوا فيها إنها كانت بمثابة الهبوط على سطح القمر وسط تغطيه إعلاميه من العالم كله, وفى إسرائيل القي السادات خطابه الشهير في الكنيست الاسرائيلى استمع إلى خطاب الكنيست الاسرائيلى وطرح الحقائق كاملة أمام شعب إسرائيل وأمام العالم كله بما مفاده أن الشعب العربي والمصري يريد السلام وان على إسرائيل أن تتخلى عن أحلام الغزو وعن الاعتقاد بان القوه هي خير سبيل للتعامل مع العرب وانه لا حل للقضية الصراع العربي الاسرائيلى دون حل مشكله شعب فلسطين .

ولم يفهم الإسرائيليين ولا العرب المغزى الحقيقي من هذه الزيارة إلا بعد وفاه السادات وبعد استرجاع مصر لكامل أراضيها المحتلة فالإسرائيليين ظنوا أنهم بذلك كسبوا اعتراف اكبر دوله عربيه بإسرائيل بدون مقابل وما يستتبع ذلك من اعتراف باقي الدول العربية والعرب ظنوا أن السادات قدم تنازلات دون مقابل وهو الاعتراف بإسرائيل , ولم يفهم العرب أن السادات يسرع من وتيرة الأحداث إذ أن السادات بهذه الزيارة القي الكره في الجانب الاسرائيلى .

ففي الفترة التي أعقبت حرب أكتوبر 1973 وتتدخل أمريكا في الحرب لمصلحه إسرائيل أخذت إسرائيل تتلكاء في الانسحاب من سيناء وبدئت تمارس لعبتها الإعلامية وكلام وشعارات هنا وهناك وهو أن ما تبقى من سيناء هو حق يهودي ولا رجعه فيه حتى أن بيجين عندما تولى رئاسة الوزراء في إسرائيل اقسم انه لن تزال اى مستوطنه إسرائيليه في سيناء ظنا منها أنها تستطيع أن تلعب بأعصاب السادات وان تدفعه إلى قول أو فعل ما يحسب عليه أمام الرئى العام العالمي كما كانت تفعل دائما ومازالت ولكن السادات أدرك ذلك وفهمه جيدا .

ويظهر هذا الفهم جليا , فقبل أن يعلن السادات انه مستعد إلى الذهاب إلى إسرائيل في خطابه الشهير في مجلس الشعب المصري أعلن السادات أن إسرائيل تتمسح بالخطوات الإجرائية (استمع إلى هذا الجزء ) وتفعل أشياء تثير الأعصاب فمثلا قال أن هنري كيسنجر يسافر من تل أبيب إلى الإسكندرية للتغير ضمه أو جمله أو فصله أو حرف للدرجة انه قال لهنري كيسنجر أن هذا الكلام لا يساوى ثمن الوقود الذي يستهلكه من تل أبيب إلى أسكندريه وأعلن أيضا أن إسرائيل بهذه الأفعال تحاول أن تثير ألامه العربية كلها فبعض الزعماء تستثار أعصابهم بفعل هذه الإجراءات من جانب إسرائيل ويخرجون بتصريحات جوفاء تسب وتلعن في إسرائيل وتخرج إسرائيل إلى العالم بمظهر الدولة الداعية للسلام والمحبة للسلام والتي تمد أيديها للعرب وهم يرفضون بل يسبون ويلعنون إسرائيل وكان رد السادات انه ومع كل هذه الخطوات الاستفزازية من جانب إسرائيل فإنه موافق عليها مقدما بل وذاهب إلى إسرائيل أيضا لقد فهمهم السادات جيدا ووعى درس الماضي ,

إذ دائما ما كانت إسرائيل تردد في المنابر الدولية أنها دوله طالبه سلام وان العرب هم الإرهابيين القتلة سافكي الدماء وان على الدول الغربية أن تؤيدها و تمدها بالمال والسلاح حتى تستطيع أن تواجهه العرب البرابرة وحتى تبرر عدوانها على العرب مستعينة في ذلك بالشعرات الجوفاء إلى كانت تردد في العالم العربي شرقا وغربا التي كانت تقول بان العرب سوف يلقون إسرائيل في البحر ويا ليتها كانت صحيحة فقد أضعفت تلك الشعارات الغير حقيقية العرب كثيرا أمام المجتمع الدولي وأفقدتهم أيضا كثير من تأييد دول العالم واحترامه ,.فبهذه الزيارة محي السادات كل ذلك وأصبحت إسرائيل لأول مره بعد حرب أكتوبر في موقف رد الفعل ذلك الموقف الذي طالما ما تضع إسرائيل العرب فيه فها هو رئيس اكبر دوله عربيه في المنطقة يزور إسرائيل بل ويعترف بها ولا يزال جزء من أراضيه محتله في ذلك الوقت , فوضع المجتمع الدولي كله في مواجهه إسرائيل وأصبحت إسرائيل إمام المجتمع الدولي مطالبه بان تتقدم في عمليه السلام رغما عنها بل وأصبح عليها الاجابة على السؤال التالي وهو ماذا تنتظري يا إسرائيل أكثر من هذا حتى تعيدي الأرض والحقوق إلى أصحابها فهاهو رئيس اكبر دوله عربيه تتحمل العبء الأكبر في الصراع العربي الاسرائيلى يأتي إليكم ويمد يده بالسلام ..ماذا تريدي أكثر من هذا.... .

ولم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارة لإسرائيل وعملت الدول العربية على مقاطعة مصر وتعليق عضويتها بالجامعة العربية، ونقل المقر الدائم للجامعة من القاهرة إلى تونس (العاصمة)، وكان ذلك في القمة العربية التي تم عقدها في بغداد بناء على دعوة من الرئيس العراقي احمد حسن البكر في 2 نوفمبر 1978 والتي تمخض عنها مناشدة الرئيس المصري للعدول عن قراره بالصلح مع إسرائيل(ملحوظة: دعا الرئيس السادات بعد ذلك وقبل بداية كامب ديفيد ياسر عرفات وحافظ الأسد للمشاركة بالمفاوضات واسترا جاع أراضيهم المحتلة بعد عام 1967 ولكنهم رفضوا ذلك واصفين إياه بالخيانة والعمالة لإسرائيل وأمريكا ويا ليتهم كانوا معه ولم يفهموا أن إسرائيل تقوى باستعداء العرب وان السادات كان يستثمر النصر الذي أحرزه في أكتوبر قبل أن يضيع في طي النسيان ) إلا أن السادات رفض ذلك مفضلا الاستمرار بمسيرته السلمية مع إسرائيل.

1977 اتخذ السادات إجراءات اقتصادية من شأنها تحويل الاقتصاد المصري إلى اقتصاد القطاع الخاص حيث تبنى بما يعرف بسياسة الانفتاح ورفع الدعم عن بعض السلع مما حدي بطبقات من الشعب المصري للقيام بمظاهرات ضد الارتفاع في الأسعار الذي صاحب رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية مثل الدقيق والزيت والسكر أدت بالرئيس السادات إلى التراجع عن إجراءاته .

وفي عام 1979، وبعد مفاوضات مضنيه بين الجانب المصري الاسرائيلى بوساطة أمريكية وفي كامب ديفيد، تم عقد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، عملت إسرائيل على أثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلى مصر. وقد نال الرئيس السادات مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناخيم بغين جائزة نوبل للسلام للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.. وتبرع السادات بقيمة الجائزة لأعمار مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم كما أنة تبرع بقيمة ما حصل علية من كتاب البحث عن الذات لبناء مساكن جديدة .
Picture%20028122.jpg


الرئيس السادات يجلس فى المنصة قبل الاغتيال بدقائق وبجانبه المشير محمد عبد الحليم أبو غزاله والنائب محمد حسنى مبارك

كان السادات يجلس كالعادة في الصف الأول .. ومعه كبار المدعوون والضيوف..على يمينه جلس نائبه حسني مبارك ، ثم.. الوزير العماني شبيب بن تيمور .. وهو وزير دولة سلطنة عمان ، وكان مبعوث السلطان قابوس الذي كان الحاكم الوحيد بين الحكام العرب، الذي لم يقطع علاقته بمصر ، ولا بالسادات بعد زيارته للقدس ومعاهدة كامب ديفيد

بعد الوزير العماني ، جلس ممدوح سالم ، مستشار رئيس الجمهورية الذي كان من قبل رئيسا للوزراء ، والذي كان أول وزير للداخلية بعد سقوط ( مراكز القوى ) وحركة 15 مايو 1971 ..

بعد ممدوح سالم كان يجلس الدكتور عبد القادر حاتم ، المشرف العام على المجالس المتخصصة .

وبعد الدكتور حاتم كان يجلس الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب ..

على يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم أبو غزاله ..

ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ، ومستشاره السياسي

وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر

ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ..فرئيس الأركان عبد رب النبي حافظ..فقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ..

وفي الصف الثاني _ خلف السادات مباشرة _ كان يجلس سكرتيرة الخاص فوزي عبد الحافظ

تكبير

جاء في مذكرة إدارة المدعي العام العسكري، أن وجيز الواقعة كما كشف عنها التحقيق أنه في حوالي الساعة 30. 12 من يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 1981، وأثناء مرور العربات (الكراز) قاطرات المدفع 130مم وسط ،أمام المقصورة الرئيسية للعرض العسكري، توقفت إحدى هذه العربات لتنفيذ مخطط إجرامي بواسطة أربعة أفراد من راكبيها، يستهدف اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، رحمه الله، وهم الملازم أول خالد أحمد شوقي الاسلامبولي، والملازم أول سابقاً عبدا لحميد عبدا لسلام (سبق أن استقال من الخدمة العسكرية، وكان ضابطاً عاملاً بالسلاح الجوي)، والملازم أول احتياطي (مهندس) عطا طايل حميدة رحيل، من مركز تدريب المهندسين، والرقيب متطوع حسين عبّاس محمد، من قوة الدفاع الشعبي، وتم التنفيذ على النحو التالي:


ـ بدأ كل من عبدا لحميد عبدا لسلام وعطا طايل بإلقاء قنبلتين يدويتين دفاعيتين من فوق العربة، وفي نفس الوقت أسرع خالد الاسلامبولي بالنزول من الكابينة وألقى قنبلة، ثم أسرع بالعودة مرة أخرى إلى الكابينة ليأخذ الرشاش تسليح السائق متجهاً للمنصة الرئيسية، وقفز عبدا لحميد للأرض متجهاً للمنصة الرئيسية كذلك حاملاً بندقية آلية في الوقت الذي كان فيه كل من عطا طايل وحسين عباس يطلقان من فوق العربة دفعة من نيران بندقيتهما الآليتين في اتجاه منتصف تلك المنصة.


ـ ثم قفزا من السيارة إلى الأرض وأسرعا بدورهما للمنصة، وأفرغ هؤلاء الأربعة ذخائر أسلحتهم وهي الرشاش القصير والثلاثة بنادق الآلية، من الاتصال القريب، سواء بالمواجهة أو من الأجناب في تلك المنصة الرئيسية، مع التركيز على منتصف الصف الأول موضع الرئيس الراحل، مما أدى إلى اغتياله ـ رحمه الله ـ وكذلك مصرع ستة آخرين.
ـ وألقى خالد الاسلامبولي قنبلة يدوية دفاعية رابعة، وقعت على الصف الأول من المنصة ولم تنفجر، بحمد الله ورحمته، إذ لو انفجرت لكانت الخسائر أفدح مما وقع بكثير

6.jpg


حُدد يوم السبت العاشر من أكتوبر لتجرى فيه مراسم جنازة الرئيس السادات، صباح ذلك اليوم خيم الصمت على القاهرة وخلت شوارعها إلا من رجال الشرطة، طائرة مروحية نقلت الجثمان من المستشفى إلى ساحة العرض وفي الثانية عشرة إلا الربع وفي نفس توقيت وقوع الحادث وفي المكان ذاته بدأت طقوس الجنازة وسط إجراءات أمن صارمة وترقب شديد، حضر إلى القاهرة مجموعة من رؤساء أميركا السابقين بينما رفضت المخابرات الأميركية اشتراك الرئيس رونالد ريغن لدواعي أمنية، جاء الوفد الإسرائيلي برئاسة مناخيم بغين وكان جعفر نميري هو الرئيس العربي الوحيد الذي شارك في الجنازة، وقد اغتيل الرئيس السادات عن عمرا يناهز الثالثة والستين عاما ودفن بالقرب من مكان استشهاده فى ساحة العرض العسكرى بجوار قبر الجندي المجهول يوم العاشر من أكتوبر .1981 صور الجنازة
 
ويسلمووووووووووووو بندق وسلمى

على الموضوع الرائع والمفيد

وتقبلووووووووووووووو ا تحياتى
 
بســــــم اللــــه الرحمـــــــن الرحيـــــــــم

(( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون))

رحـــــــم اللــــــه شهــــــدائنا جميعا واسكنهم فسيح جناته

فهذه هى احدى شهيدات فلسطيــــــن اللاتى روت بدمائها

الطاهرة أرض فلســـــــــطين

الشهيــــــدة (( دلال سعيـــــد المغـــــربى ))​



615704.jpg




دلال المغربي شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لأسرة من مدينة يافا ولجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948 .



تلقت دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت ، وبعد ذلك التحقت بالحركة الفدائية الفلسطينية فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني .


images




في عام 1978 ، تعرضت الثورة الفلسطينية إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان .

عملية كمال عدوان

وضع خطة العملية القائد الفلسطيني أبو جهاد وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست .

تسابق الشباب الفلسطيني للمشاركة في العملية وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضافة إليها .

عرفت العملية باسم عملية كمال عدوان وهو قائد فلسطيني استشهد خلال تسلل فرقة يقودها إيهود باراك إلى بيروت وقيامها بقتل ثلاثة من قادة الثورة الفلسطينية في شارع السادات بالعاصمة اللبنانية .

في صباح 11 مارس 1978 ، نزلت دلال مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون خاصة وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين للقيام بإنزال على الشاطئ .

وبالفعل نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال خاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات اليهودية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب .

بعد ساعتين من النزول على الشاطيء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الجنود وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين .

قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا
وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم .



images




وصية دلال

تركت دلال التي نشرت وسائل الإعلام صورها وباراك يشدها من شعرها ويركلها بقدمه بصلف ظالم لا يقر بحرمة الأموات ، وصية تطلب فيها من رفاقها الاستمرار في المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني ، وكتب الشاعر السوري الكبير نزار قباني عن دلال مقالا قال فيه :" إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني ، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية ، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة ، على طريق طوله (95) كم في الخط الرئيس في فلسطين ".


barak.jpg






المجــــــــــــــــد والخلـــــــــــود لشهـــــــــدائنـــــــا الابــــــــــــرار​
 
التعديل الأخير:
سلمى ... بندق
يسلمووو الموضوووع كتيرررر مفيد ورائع
تقبلوووووا تحياااااتى
 
الى كل من شارك معنا

nc4slourgf3b.gif


الى كل من مر من هنا

tailjy2oug00.gif

تـحـيـاتــــــــــ
ْ{ بنــدق * ســـلمى }
 
جوهر دواديف .. فخر الامة

بسم الله الرحمن الرحيم


﴿ من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم )

من منكم قراء عن هذا الرجل العظيم
جوهر دودايف
سأقدم لكم لمحة سريعة لهذا القائد

تخرج عام 1962 من كلية تامبوف العسكرية العليا للطيران، وعام 1966 من كلية الطيران البعيد المدى وإعداد الطيارين الجويين والمهندسين. وبإتمامه التحصيل الدراسي في أكاديمية يوري غاغارين للطيران الحربي عام 1974، حاز على درجة طيار مساعد ومهندس. منحته الحكومة الروسية 12 وسام شرف وترقى تدريجيا حتى وصل لرتبة فريق.[1]
كان دوداييف أول مسلم يحصل على منصب قائد لفرقة عسكرية في القوات الجوية السوفييتية.
في العام 1990 رفض دوداييف قمع حركات الاستقلال في جمهوريات البلطيق، إذ كان قد تلقى أوامر من موسكو، لدى تأديته لعمله في القوات الجوية الاستراتيجية في فيلار في إستونيا، بقمع حركات الاستقلال التي بدأت في دول البلطيق عن طريق استخدام القوة العسكرية. لكنه رفض الانصياع لهذه الأوامر قائلا: "لا أحارب قط شعبا يناضل من أجل استقلال بلاده". لم تتحمل موسكو "عصيانه" فقامت بنفيه مع قواته العسكرية إلى غروزني. وفي شهر أيار (مايو) من عام 1990 قدم دوداييف استقالته من منصبه

قتل دوداييف في عملية إغتيال بصاروخ موجه أطلقته قاذفات مقاتلة روسية نوع سوخوي 25 في 21 نيسان (أبريل) 1996 في قرية جيخي تشو جنوب الشيشان خلال إجراءه مكالمة هاتفية عبر هاتف عامل بالأقمار الصناعية استغلتها القوات الروسية لتحديد مكانه وقصفه، وتشير بعض المصادر لوجود تآمر دولي لإغتيال دوادييف وذلك عبر تزويد الأستخبارات الأمريكية للروس بشفرة الهاتف الفضائي لدوداييف والذي حصل عليه عبر اشخاص من تركيا وكذلك السماح للروس باستخدام نظام "ايشلون" الواسع النطاق للتجسس وتتبع الجنرال دوداييف حتى إغتياله

رحم لله الرجل واسكنه فسيح جنانه فقد كان خادم مخلصا لدينه

مع التقدير .....
 
Palestine_376531505.jpg

icon.gif
يحيى عبد اللطيف عياش

حين يكتب تاريخ فلسطين –الشعب والقضية- بأيد منصفة وأمينة ستدرك الأجيال المتعاقبة أن يحيى عياش أو (المهندس) كما عرف في حياته يحتل مكانا بارزا بعد أن سطر ملحمة تاريخية خالدة من أجل دينه ووطنه وقتل في سبيل الله ومن أجل فلسطين فوق أرضية صلبة من الفهم العميق بطبيعة القضية الفلسطينية.



فقد أدرك يحيى معادلة التعامل مع العدو منذ أن لمست يداه أول سيارة مفخخة أعدها لاستنهاض الشعب الفلسطيني بكافة قطاعاته ومختلف تياراته نحو مقاومة شاملة للاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة ومفردات القوة. ولذلك أعلن زعماؤه وقادته يأسهم واعترفوا قائلين: "ماذا نفعل لشاب يريد الموت".

"المهندس" هو عنوان الأسطورة الفلسطينية الحقيقية التي جددت الأمل وقتلت اليأس وأعادت الحياة إلى روح الجهاد والمقاومة في فلسطين. بما كتبته من صفحات مشرقة في حكاية الصمود والجهاد البطولي في ظل أسوأ الظروف.

وقصة المهندس معروفة ومحفوظة بمداد الحب والإكبار في قلوب معاصريه، واسمه تردد بشكل دائم في كل حارة وبيت وعلى كل شفة ولسان في أرجاء المعمورة وذكره مئات الملايين من العرب والمسلمين عندما أظلمت الدنيا واشتدت الأزمات وفاضت على وجوههم مظاهر الألم والقهر والإحباط.

لقد عرف يحيى عايش موطن ضعف عدوه، ومكمن قوة شعبه، فاستغل معرفته لإعادة جزء من التوازن المفقود للقوى بين شعبه الأعزل وعدوه المدجج بأحدث آلة عسكرية، عن طريق نقل الصراع من ساحة المادة الضيقة إلى ميدان المعنويات الأرحب فأصبح الصراع بين عدو مكبل بالخوف من الموت وشعب يعشق الموت في سبيل الله لنيل حريته. ولأن للبطولة طعم آخر في اللحظات الحاسمة فإن يحيى عياش يكاد يتفرد بين أبطال الشعب الفلسطيني فقد جاء في ذروة الانهيار ليعلن أن الشعب الذي تحفر القبور لدفن قضيته ما زال مفعما بالحياة، وأن مقولات اليأس الرسمية ليست أكثر من رماد يواري الجمر المتقد في أتون الشعب.

في عمره القصير صنع يحيى عياش الكثير فقد أدرك منذ البداية أنه يسابق الزمن حين قرر العمل على نسف جدار الأمن الشاهق الذي أقامه الصهاينة مستغلين ترسانتهم العسكرية وخبراتهم المتراكمة في مواجهة شعب أعزل محاصر، وكان مبادرا حيث لا فائض من الوقت لدى شعب يعيش واحدة من أكثر مراحل تاريخه المعاصر حرجا. فعاش هذا العملاق لشعبه ودينه ومن أجلهما، ورحل في وقت كان يتصارع فيه البغاث على فتات يظنون أنه مغانم حرب وضعت أوزارها.

إن هذه الشخصية المتميزة في عطائها وقدرتها على المبادرة والتجديد تستحق أن نقف عندها وقفة متأملة فاحصة نستطلع حياتها ومكامن العظمة في شخصيتها ونقوم تجربتها الرائدة ونستخلص العبر من مسيرة عطائها الحافلة بالتضحيات في سبيل الرسالة التي آمنت بها ونذرت نفسها وحياتها لتحقيقها.

ولئن جسد يحيى عياش حالة الشاب القروي البسيط الذي كان من الممكن أن يكون لغيره من الآلاف الذين يحملون الشهادة الجامعية مهندسا عاديا يعمل في إحدى الشركات أو الورش ويتقاضى راتبا مرتفعا في إحدى الدول، إلا أن بطلنا تغاضى عن هذا كله وقفز فوق كل الحواجز وتمسك بإسلامه وقضيته فكانت المقاومة والجهاد حبه الكبير الذي أعطاه عصارة أفكاره وعاطفته مجسدا في الوقت نفسه القدرة على الفعل الحقيقي بعيدا عن الأضواء.

لم يكن المهندس يبحث عن دور تاريخي بقدر ما كان الدور التاريخي يبحث عن قائد، ولم يكن نجوميا يبحث عن الشهرة بقدر ما كانت الجماهير تائقة إلى بطل تلتف حوله يعيد للأيام بهجتها وللحياة طعمها وللإسلام انتصاراته وشموخه. ولأن نماذج القادة الذين تنتجهم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لا يركبون موج الصدفة ولا يتسلقون حبال العشوائية، أو يركبون أحضان المستجدات بل هم دائما على موعد دقيق مع أقدارهم وعلى أهبة الاستعداد لأداء دورهم في حيز الفعل والوجود ثم الرحيل بشموخ مع إشراقة الشمس.



مسيرة التاريخ ورحلة الحياة

بين أزقة قرية رافات وفي السادس من آذار/مارس، سنة 1966م ولد يحيى عبد اللطيف عياش، وفي كنف بيت متدين عاش طفولة هادئة إذ كان مثالا للطفل المؤدب الهادئ حتى أن أحد أعمامه يقول: "كان هادئا أكثر من اللزوم ولا يحب الاختلاط كثيرا بغيره من الأطفال حتى أنني كنت أعده انطوائيا بعض الشيء"

كبر الطفل يحيى ودخل المدرسة الابتدائية في قريته عند بلوغه السادسة من عمره وبرز بذكائه الذي لفت إليه أنظار معلميه إذ أنه لم يكن يكتفي بحفظ الدروس المقررة للصف الأول بل كان يحفظ دروس الصف الثاني أيضا.

حصل يحيى على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة بديا الثانوية عام 1984م وكان معدله 92,8% والتحق بجامعة بيرزيت لدراسة الهندسة الكهربائية وكان من أنشط الشباب في كلية الهندسة ضمن إطار الكتلة الإسلامية وشارك إخوانه في كافة المواقع ومراحل الصراع والاحتكاكات المباشرة سواء مع سلطات الاحتلال أو مع الكتل الطلابية المنافسة.

تخرج من الجامعة عام 1991م بتفوق وتزوج من ابنة خالته بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر، 1992م ورزق منها طفله الأول براء في 1 كانون الثاني (يناير) 1993م وكان حينها مطاردا، وقبل استشهاده بيومين فقط رزق بابنه الثاني عبد اللطيف تيمنا باسم والده غير أن العائلة أعدت يحيى إلى البيت حين أطلقت على الطفل عبد اللطيف اسم يحيى.



شيخ الإخوان في رافات

لبى يحيى عياش دعوة الإخوان المسلمين وبايع الجماعة في بداية العام 1985م وأصبح جنديا مطيعا وعضوا عاديا بإحدى أسر الإخوان المسلمين في مدينة رام الله وعمل بجد ونشاط وقام بكافة التكاليف وأعباء الدعوة الإسلامية سواء داخل الجامعة أو في مدينة رام الله أو قريته رافات ووظف المهندس سيارة والده التي اشتراها في خدمة الحركة الإسلامية حين دأب على السفر إلى رافات وقام بإرساء الأساسات وشكل أنوية لمجموعات من الشباب المسلم الملتزم. وحينما انفتح الأفق على حركة المقاومة الإسلامية حماس كانت هذه المجموعات في طليعة السواعد الرامية خلال سنوات الانتفاضة المباركة الأولى ونظرا للدور الريادي الذي قام به وحكمته وأدبه وأخلاقه فقد اعتبرته الفصائل الفلسطينية (شيخ الإخوان في رافات) ترجع إليه في كافة الأمور التي تتعلق بالفعاليات أو الإشكاليات خلال الأعوام (1988-1992).


ترجع بدايات المهندس مع العمل العسكري إلى أيام الانتفاضة الأولى وعلى وجه التحديد عامي 1990-1991م إذ توصل إلى مخرج لمشكلة شح الإمكانات المتوفرة وندرة المواد المتفجرة وذلك بتصنيع هذه المواد من المواد الكيماوية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية والمستحضرات الطبية فكانت العملية الأولى بتجهيز السيارة المفخخة في رامات إفعال وبدأت إثر ذلك المطاردة المتبادلة بين يحيى عياش والاحتلال الصهيوني وأجهزته الأمنية والعسكرية.

إذ قدر الله سبحانه وتعالى أن يكتشف العدو السيارة المفخخة في رامات إفعال بطريق الصدفة، وبعد تحقيق شديد وقاس مع المجاهدين الذين اعتقلا إثر العثور على السيارة المفخخة طبعت الشاباك اسم يحيى عبد اللطيف عياش في قائمة المطلوبين لديها للمرة الأولى.

يعتبر يوم الأحد 25 نيسان أبريل 1993م بداية المطاردة الرسمية ليحيى عياش ففي ذلك التاريخ غادر المهندس منزله ملتحقا برفاق الجهاد والمقاومة وفي مساء ذلك اليوم داهمت قوات كبيرة من الجيش والمخابرات المنزل وقامت بتفتيشه والعبث بالأثاث وتحطيم بعض الممتلكات الشخصية للمهندس، وبعد أن أخذ ضباط الشاباك صورة الشهيد جواد أبو سلمية التي كان المهندس يحتفظ بها توجه أحدهم إلى والده مهددا "يجب على يحيى أن يسلم نفسه وإلا فإنه سيموت وسوف نهدم المنزل على رؤوسكم" وتواصلت المداهمات والاستفزازات من قبل جيش الاحتلال وأجهزته بهدف إشاعة جو الخوف والرعب بين العائلة القروية اعتقادا بأن ذلك يؤثر في معنوياتهم ويثني المهندس عن مسيرته المباركة ولكن هيهات لهم ذلك فقد واصل المهندس طباعة عناوين المجد والحرية وأعاد للحياة الفلسطينية طعمها. وخلال ثلاث سنوات كان الشهد لفلسطين والعلقم لبني صهيون وخاب ظن سلطات الاحتلال وأجهزتها القمعية التي حصدت الفشل في مخططاتها وتخبطت في رحلة البحث عن المهندس بينما وقفت أم يحيى في فخر واعتزاز تواجه محققي الشاباك وجنود الاحتلال حيث نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية والتي رافقت قوات الجيش التي داهمت منزل العائلة بعد عملية البطل صالح صوي في تل أبيب عن أم المهندس "لقد تركنا جميعا دون أن نشبع منه ومنذ أن أصبح يحيى مطلوبا فإنه لم يعد ابنا لي إنه ابن كتائب عز الدين القسام"



توقيت جريمة الاغتيال

لنحو أربع سنوات وضع اسحق رابين الذي تعامل مع المهندس بصفته خصما له ملف تصفية القائد القسامي على رأس أولويات حكومته السياسية والأمنية ولكن إحدى مفاجآت هذا الملف كانت في مقتل رابين على أيدي متطرف يهودي قبل أن تتمكن أجهزة الاستخبارات الصهيونية من اغتيال المهندس وبذلك أضيفت فضيحة أخرى لملفات تلك الأجهزة التي كانت تصورها الدعاية الصهيونية بأنها أجهزة خارقة تكتشف الأحداث قبل وقوعها وتستطيع الوصول إلى ما تريد بأقل جهد وأسرع وقت وكان لاهتزاز ثقة الشارع الصهيوني بتلك الأجهزة آثارا مقلقة على القيادات الأمنية والعسكرية فلا هي تمكنت من حماية رئيس الوزراء وأهم شخصية لديهم ولم تستطع القبض على عدوها الأول أو قتله وهو الذي أثار الهلع في قلوب الصهاينة المحتلين، وللخروج من حالة انعدام الوزن الذي أوقف أجهزة الأمن الصهيونية على حوافها كان لابد من القيام بفعل خارق يعيد الاعتبار لتلك القيادات داخل المؤسسة السياسية والأمنية في الدولة الصهيونية ولعل هذا ما يفسر رفض شمعون بيرز استقالة الجنرال كارمي غيلون "رئيس الشاباك" إثر اغتيال رابين مباشرة ثم قبولها بعد يومين فقط من تنفيذ جريمة اغتيال المهندس.

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه جريمة اغتيال المهندس سببا في إعادة الثقة في أجهزة الأمن الصهيونية وتطمين الشارع الصهيوني بأن عدوه قد جرى التخلص منه وأن الانتقام قد نفذ ممن أراق الدم الصهيوني كما ردد قادة الاحتلال دائما فإن هناك هدفا لا يقل أهمية بل كان أكثر أهمية وهذا الهدف يتمثل في جعل المهندس عنوانا لمرحلة جديدة (لا مخربين فيها) خاصة أن اغتيال المهندس قد سبقه تصفية قادة عديدين مثل فتحي الشقاقي وهاني عابد وكمال كحيل وإبراهيم النفار ومحمود الخواجا وغيرهم وعليه كان ثمة رسالة صهيونية خلف جريمة اغتيال المهندس خلاصتها أن زمن الفدائيين والأبطال قد انتهى وهذا هو زمن القبول بالكيان الصهيوني والتعامل معها بواقعية.

وعلى الرغم مما روجت له سلطات الاحتلال الصهيونية فإن هناك كثيرين في الجانب الصهيوني لم يكونوا مقتنعين بأن اغتيال المهندس سيوقف الجهاد والمقاومة وينهي الكفاح المسلح.

وعلى الصعيد الفلسطيني فإن جريمة الاغتيال أعطت حركة المقاومة الإسلامية حماس فرصة لاستعادة نشاطها العسكري فالصهاينة هم المعتدون وهم الذين صعدوا والاغتيال نفذ في غزة وانطلاقا من كل ذلك فإن معسكر المقاومة قد ربح برغم الخسارة الكبيرة بفقدان الشهيد ولعل تنفيذ تلاميذ المهندس للعمليات الاستشهادية الأربع خلال فترة زمنية قصيرة "عشرة أيام" يعد تأكيدا لما سبق رغم قساوة الظروف التي مرت بها تنفيذ تلك العمليات.



جمعة الشهادة

إنه يوم الجمعة الحزينة 15 شعبان، 1416هـ الموافق الخامس من كانون الثاني يناير 1996م التي لم تكن كأي جمعة فما أن أذاع تلفزيون العدو نبأ الاغتيال فاهتزت فلسطين بكل أرجائها ودبت قشعريرة وسرى شعور حزين وحاولت القلوب الفزعة أن تكذب أو تشكك، واهتزت الكلمات في الحناجر حين أعلنت حماس توقف عقل الفتي العاشق وسكنت نبضات قلبه.

فبكى كل شيء في فلسطين حتى كاد طوفان الدمع أن يغرق شوارع غزة وحارات نابلس وطولكرم والخليل. ومر ليل الجمعة الباكية ثقيلا على الجبال والوديان والناس بينما سكنت الأمواج في انتظار حزين وفي الصباح تراكض الباحثون عن وطن نحو رافات يعانقون جدران منزل المهندس متوعدين بالثأر ومؤمنين على دعاء أم يحيى (قلبي وربي راضين عليك) وكم تمنى أولئك لو أنهم تشرفوا بتشييعه أو على الأقل مشاهدة وجهه أو ملامسة كفه فيتعلمون كيف يضرب وكيف يصنع لنا الحياة.

الشعب كله صار يحيى، وصار يحيى الشعب كله فعظمة الشهادة والإنجاز أبت أن يكون المهندس ابن رافات وحدها ولا ابن حماس دون غيرها فكما كان عمله وحياته لكل فلسطين من بحرها لنهرها جاء استشهاده ليملأ كل فلسطين بالأمل والرجاء، تماما كالبرق سطوعا ليست انطفاءته إلا ميلادا للحياة.

إن التجاوب الشعبي المدهش الذي ولده استشهاد المهندس يؤكد أكثر من معنى ويشير إلى أكثر من دلالة فهو:

أولا: استفتاء عفوي بأن خيار الجهاد والمقاومة لا يزال في قلوب أبناء فلسطين.

ثانيا: أثبت الشعب الفلسطيني بأن من يعطي فلسطين بإخلاص وأمانة كعماد عقل ويحيى عياش وعوض سلمي وأسامة حلس وغيرهم يجد صدى أفعاله لدى الجماهير مجسدا في تشييع عماد ويحيى.

ثالثا: إن كرة اللهب البشرية التي اندفعت لوداع المهندس هي في إحدى صورها تعبير صريح عن حالة الغضب ومشاعر الاحتقان التي يكنها الفلسطينيون لعدوهم
 
طه حسين
عميد الآدب العربى

p12_20070616_pic.1.jpg


السيرة الذاتية لطه حسين عميد الأدب العربي تجسد قصة كفاح انسانى وفكري و طه حسين هو احد الأركان الأساسية في تكوين العقل العربي المعاصر واحد رواد حركة التنوير في الفكر العربي.

ولد عميد الأدب العربي فى عزبة صغيرة تقع على بعد كيلو متر واحد من مغاغة بمحافظة المنيا في الرابع عشر من نوفمبر عام 1889م. والده هو حسين علي موظفاً في شركة السكر و له ثلاثة عشر ولداً كان سابعهم في الترتيب "طه" الذي أصابه رمد فعالجه الحلاق علاجاً ذهب بعينيه. وكانت هذه العاهة هي السبب فى الكشف مبكرا عن ملكات طه حسين، فقد استطاع تكوين صورة حية فى مخيلته عن كل فرد من أفراد عائلته اعتمادا على حركة وصوت كل منهم، بل كانت السبب المباشر فى الكشف عن عزيمته بعد ان قرر التغلب على عاهته بإطلاق العنان لخياله إلى آفاق بعيدة. و قد أتم طه حسين حفظ القرآن الكريم بينما لم يكن قد أكمل السنوات العشر وبعد ذلك بأربع سنوات بدأت رحلته الكبرى عندما غادر القاهرة متوجها إلى الأزهر طلباً للعلم.

في عام 1908 بدأ يتبرم بمحاضرات معظم شيوخ الأزهر فاقتصر على حضور بعضها فقط مثل درس الشيخ بخيت ودروس الأدب. وفي العام ذاته أنشئت الجامعة المصرية، فالتحق بها طه حسين وسمع دروس احمد زكي (باشا) في الحضارة الإسلامية واحمد كمال (باشا) في الحضارة المصرية القديمة ودروس الجغرافيا والتاريخ واللغات السامية والفلك والأدب والفلسفة.

ثم اعد طه حسين رسالته للدكتوراه و قد نوقشت في 1914م و كانت عن ذكرى ابي العلاء و كانت أول كتاب قدم الى الجامعة واول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية.

و قد أحدث نشر هذه الرسالة في كتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت الى حد طلب احد نواب البرلمان حرمان طه حسين من حقوق الجامعيين "لأنه الف كتابا فيه الحاد وكفر"! ولكن سعد زغلول اقنع النائب بالعدول عن مطالبه. و فى نفس العام سافر طه حسين إلى فرنسا ضمن بعثة من الجامعة المصرية والتحق هناك بجامعة مونبلييه و درس اللغة الفرنسية وعلم النفس والأدب والتاريخ.

ولاسباب مالية عاد المبعوثين وفي العام التالي 1915 عاد طه حسين إلى بعثته ولكن إلى باريس هذه المرة حيث التحق بكلية الآداب بجامعة باريس وتلقى دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع و قد اعد رسالة على يد عالم الاجتماع الشهير "اميل دوركايم" عن موضوع "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون" واكملها مع "بوجليه" بعد وفاة دوركايم وناقشها وحصل بها على درجة الدكتوراه في عام 1919م ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية.

و قد تزوج في 9 أغسطس 1917 بالسيدة سوزان و تعرف الدكتور طه حسين على السيدة سوزان عندما كانت تقرأ مقطعا من شعر رايسين فأحب نغمات صوتها وعشق طريقة إلقائها وتعلق قلبه بها.

وفي عام 1919 عاد طه حسين إلى مصر فعين أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني واستمر كذلك حتى عام 1925 حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام إلى جامعة حكومية وعين طه حسين أستاذا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب.

و قد بدأت معركة طه حسين الكبرى من اجل التنوير واحترام العقل في عام 1926 عندما أصدر كتابه "في الشعر الجاهلي" الذي أحدث ضجة كبيرة و رفعت دعوى قضائية ضد طه حسين فأمرت النيابة بسحب الكتاب من منافذ البيع وأوقفت توزيعه.

وفي عام 1928 تفجرت ضجة ثانية بتعيينه عميداً لكلية الآداب الأمر الذي اثار ازمة سياسية انتهت بالاتفاق مع طه حسين على الاستقالة فاشترط ان يعين اولاً وبالفعل عين ليوم واحد ثم قدم الاستقالة في المساء. ثم اختارت الكلية طه حسين عميداً لها عام 1930 مع انتهاء عمادة ميشوالفرنسي. وفي عام 1932 حدثت ازمة كبرى حيث كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراه الفخرية من كلية الآداب لبعض السياسيين فرفض طه حسين حفاظاً على مكانة الدرجة العلمية، مما اضطر الحكومة إلى اللجوء لكلية الحقوق.

و بعد ذلك تم نقل طه حسين الى ديوان الوزارة فرفض العمل وتابع الحملة في الصحف والجامعة كما رفض تسوية الازمة الا بعد اعادته الى عمله وتدخل رئيس الوزراء فأحاله الى التقاعد في 29 مارس 1932 فلزم بيته ومارس الكتابة في بعض الصحف الى ان اشترى امتياز جريدة "الوادي" وتولى الاشراف على تحريرها، ثم عاد الى الجامعة في نهاية عام 1934 وبعدها بعامين عاد عميداً لكلية الاداب واستمر حتى عام 1939 عندما انتدب مراقباً للثقافة في وزارة المعارف حتى عام 1942 .

و قد تسلم طه حسين حزب الوفد للحكم فى فبراير1942ايذانا بتغير اخر فى حياته الوظيفية حتى انتدبه نجيب الهلالي وزير المعارف مستشاراً فنياً له ثم مديراً لجامعة الاسكندرية حتى احيل على التقاعد في 1944.

وفى عام 1950 عين لاول مرة وزيراً للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى 1952 حتى يوم إحراق القاهرة حيث تم حل الحكومة. ثم انصرف حتى وفاته عام 1973 الى الانتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضواً بها داخل مصر وخارجها.

تأثر طه حسين فى بداية حياته الفكرية بثلاثة من المفكرين المصريين هم الإمام محمد عبده والاستاذ قاسم أمين ، والاستاذ أحمد لطفي فمحمد عبده له السبق فى دعواه لإصلاح الأزهر ، والاستاذ قاسم امين له الفضل فى قضية تحرير المرأة والايمان بها كطاقة اجتماعية فعالة ، و الأستاذ احمد لطفى السيد الفضل فى الدعوة لاستخدام العقل فى مناقشة قضايانا الاجتماعية والسياسية .

وفكر طه حسين كان مزيج قوى بين حضارتين متصارعتين، مختلفتين متغايرتين " حضارة الشرق " و " حضارة الغرب " ، وعصارة من جامعتين مختلفتين : الازهر الشريف وجامعة باريس.

فطه حسين هو المفكر والأديب الذى تناول قضايا العلاقة بين الاصالة والمعاصرة، وبين الموروث والمستحدث إلى قضايا التنازع بين قيود النقل وحرية العقل، والعلاقة بين الشرق والغرب، ونشر التعليم والقضاء على الأمية، إلى جانب قضايا التجديد فى الأدب والفكر.

وما زال التراث الذي خلفه هذا العملاق احد أهم مصادر الاستنارة فى عالمنا الفكرى والادبى والثقافى فقد ترك لنا إرثاً غنياً يزيد عن الخمسين مؤلفاً في النقد الأدبي، والقصة وفلسفة التربية والتاريخ وكم كبير من الترجمات .

فقد شغلت الترجمة طه حسين في جميع مراحل حياته، فقدم قبل البعثة في 1914، بالاشتراك مع محمود رمضان، كتاب (الواجب) لجول سيمون في جزءين.

و منذ عودته من البعثة الفرنسية في 1919 في السنوات الاولى بعد العودة من البعثة قدم طه حسين من الأعمال المترجمة (نظام الاثينيين) لارسطو طاليس، و(روح التربية) لغوستاف لوبون في 1921، ثم (قصص تمثيلية) لفرنسوا دي كوريل وآخرين في 1924.

وما بين الثلاثينات والخمسينات قدم طه حسين في الترجمة (أندروماك) لراسين في 1935، و(أنتيجون) سوفوكليس في 1938، و(من الادب التمثيلي اليوناني) في 1939، و(من الاساطير اليونانية) لأندريه جيد في 1946، و(زاريج او القدر) لفولتير في 1947، و(أوديب) سوفوكليس في 1955. كما كتب طه حسين الكثير من الفصول والمقالات المتفرقة عن الآداب الاجنبية، جمع بعضها في كتب، وقدم عدداً من الكتب المترجمة ذات القيمة في المكتبة العربية، بالاضافة الى ما كتبه في الدوريات عن كثير من الكتب المترجمة إلى اللغة العربية.

ومن كتبه قدم فى عام 1925 (حديث الاربعاء) فى اجزائه الثلاثة ويتحدث فيه عن شعراء المجون والدعابة فى الدولتين الاموية والعباسية مثل مجنون بن عامر ، المرجى كثير عمر بن ابى ربيعة بشار بن برد وهى الفصول التى كان ينشرها فى صحيفة السياسة .

و كتاب (على هامش السيرة) ويعتبر تنقية للمادة الاسلامية مما يتداخل معها من المواد الاخرى من العلوم والفنون وتبسيط هذه المادة بالقدر الذى لا يفقدها معناها .

و رواية (الايام) بأجزائها الثلاثة و هى رواية تتناول حياته الذاتية ونشرت مسلسلة فى مجلة الهلال وترجمت الى معظم لغات العالم. و قدم كتاب ( حافظ وشوقى ) فى عام 1933 وهو دراسة عن شاعرى مصر الكبيرين أحمد شوقى وحافظ ابراهيم.

و فى عام 1935 (الحياة الادبية فى جزيرة العرب ) وهو الكتاب المعروف (بألوان) يشمل دراسات تعمق واستقصاء الوان مختلفة من الادب على تباعد العصوروتباين الاجيال .

و قدم مجموعة رسائل ومقالات (من بعيد ) كتبها عن الحياة فى باريس وعن شخصية سارة برنار وعن حياة البحر والسفر . و قدم (اديب ملكا) و قدم طه حسين فيه نفسه على انه بطل القصة من خلال صور حية طريفة وذكريات فنية خصبة لاديب ازهرى استبدل العمامة والجبة والقفطان بالبدلة ورباط العنق وتنقله الاقدار من اروقة الأزهر واحيائه العريقة الى باريس مدينة العلم والنور.

وفى عام 1938 قدم رواية (الحب الضائع ) بطلة قصته هى مادلين موريل وقد اختار لها ارض فرنسا خلال احداث الحرب العالمية الاولى . ومن اشهر كتبه كتاب (مستقبل الثقافة فى مصر) وفيه يضع الخطوط العريضة لرؤيته للاصلاح التربوى .

وفى عام 1942 (دعاء الكروان ) وهى رواية بطلتها فتاة ريفية اغواها شاب من اهل المدينة فلم تحسن الدفاع عن نفسها من شر غوايته فكتب عليها الموت خلاصا من العار .

و قد اسس طه حسين ومعه حسن محمود (مجلة الكاتب المصري ) وكانت مراة للاشعاع الفكرى والابداع فى العالم العربى . وفى عام 1949 (المعذوبن فى الأرض ) وقد جلب عليه هذا الكتاب الكثير من المتاعب والمشاكل وجعله محط انظار رجال البوليس السياسي حيث صودر ومنع دخوله إلى القاهرة.

و قد تم تكريم عميد الأدب العربي فى مصر والعديد من الهيئات الدولية فلقب طه حسين بـ مارتن لوثر الشرق ورينان مصر الضرير. وفى عام 1949 حصل على جائزة الدولة للآداب و في عام 1950 اختير وزيرا للتعليم كما انهالت الدعوات على طه حسين من جامعات العالم لمنحه الدكتوراه الفخرية تقديرا لعلمه وادبه وفكره وتأتى في مقدمتها جامعة ليون، مونبلييه، مدريد، روما، أكسفورد وأثينا.

وفى عام 1959 حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الادب العربي و فى عام 1965 حصل على قلادة النيل الكبرى وهى ارفع وسام فى مصر كما حصل فى اخر عام 1973 حصل على جائزة من لجنة الامم المتحدة لحقوق الإنسان .

وبمناسبة مرور مائة عام على ميلاده فى عام 1989 رفعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو ) فى مؤتمرها الحادي والثلاثين بعد المائة توصية للاحتفال بهذا الحدث الجليل.

و فى عام 1999 نظم المكتب الاعلامى والمكتب الثقافي بباريس بالتعاون مع جامعة السوريون تحت رعاية منظمة اليونسكو احتفالية عن حياة وفكر الدكتور طه حسين.

ومن الاوسمة والنياشين والميداليات التى نالها العميد قلادة النيل من مصر ووسام النيل من المملكة المصرية ووسام جامعة كلوسترو من إيطاليا ووسام الاستحقاق من سوريا ووسام الجمهورية التونسية و وسام الاستحقاق من السنغال و وسام النمسا كما نال ميدالية الفارس من فرنسا و ميدالية جامعة مونبليية من فرنسا وميدالية منظمة اليونيسف 1956 وجائزة حقوق الانسان من الامم المتحدة 1973.

واذا اراد احد ان يرى سجل حافل لحياة طه حسين فليذهب الى فيلا رامتان (متحف طه حسين ) الذي عاش فيها أهم مراحل حياته وترك لنا فيها ذكرياته من كتب ومخطوطات وصور وأوسمة ونياشين تحكى قصة كفاحه وتؤرخ الثقافة العربية في مصر خلال حقبة طويلة من الزمن .
osaf53.gif

رحمه الله عليه
بنـــدق
 
الأسطورة فيصل بن عبدالعزيز ( رحمه الله )


شــــــــاهــد وشهيــــد





مولده و نسبه :

الملك فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ملك المملكة العربية السعودية للفترة 1384 هـ الموافق 2 نوفمبر 1964 و حتى 1395 هـ الموافق 25 مارس 1975، و هو الإبن الثالث في سلسلة أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الذكور ، و أمه هي طرفه بنت عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ من ذرية الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و قد ولد في مدينة الرياض شهر صفر من عام 1324 هـ ، الموافق لشهر إبريل 1906 .

صور للملك فيصل في صغره و شبابه :










حياته السياسية :



أدخله والده الملك عبد العزيز في السياسة في سن مبكر ، و أخذ يرسله إلى زيارات لبريطانيا و فرنسا في نهاية الحرب العالمية الأولى و كان بعمر 13 سنة ، وقاد وفد المملكة إلى مؤتمر لندن بعام 1939 بخصوص القضية الفلسطينية المعروفة بمؤتمر المائدة المستديرة ، كرئيس وفد المملكة مثله في توقيع أ. إن . تشارتر أيضا في سان فرانسيسكو في عام 1945 .



كانت سياسته تقوم على أساس عدد من الثوابت و هي حماية واستقلال وهوية البلد ، و الاحتفاظ بميثاق جامعة الدول العربية و بنشاط الدفاع عن التضامن الإسلامي ، وطالب بمؤسسة تشمل العالم المسلم وزار عدة بلاد مسلمة لشرح الفكرة و قد نجح في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم الآن أكثر من 50 دولة إسلامية ، كما أنه إستطاع من قطع علاقات أكثر من 42 دولة مع إسرائيل .




الاقتصاد في عهده :



كرس انتباهه الأقصى للشركات الصناعية و الزراعية و المالية و الاقتصادية ، تتضمن المشاريع الزراعية الري و شبكة الصرف توجه و مشروع الرمال في الأحساء في منطقة المملكة الشرقية ، بالإضافة إلى مشروع سد أبها في الجنوب ، و مشروع أفوريستيشن ، و مشروع موارد الحيوان و بنك التأمين الزراعي .

كما لا ينسى التاريخ له أنه استطاع إنتشال المملكة اقتصادياً و إدارياً بعد إعلان إفلاس الخزينة الحكومية ، وهو من وضع الخطط الخمسية للبلاد و وضع نظام المناطق الإدارية ، و هو من جلب الشركات الإستشارية الخارجية لدعم مؤسسات الدولة الخدمية ، و هو أيضاً من رفع اسم المملكة عالميا و جعل لها نفوذاً و هيبة و احترام على المستوى العربي و الإسلامي و العالمي .
و في فترة عهده زادت المساحة الزراعية بشكل ملحوظ و البحث عن مصادر الماء كان مشجعاً ، كما أنه كجزء من بحث الدولة عن المعادن أنشأت الشركة العامة للبترول و المعادن .


صور للملك فيصل رحمه الله تعالى عندما كان في فلسطين :












ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لقاءات الملك فيصل :


في لقاء رتبه الرئيس الفرنسي شارل ديجول معه ، في محاولة منه لتخفيف عداء الملك لإسرائيل ، قال ديجول : عليكم أن تقبلوا بالأمر الواقع , فإسرائيل لم تعد مزعومة ، كما يقول بعض العرب ، بل هي دوله قائمه في المجتمع الدولي ، و على الفور كان رد الفيصل : إذا كنت تطلب منا يا فخامة الرئيس , أن نرضخ للأمر الواقع , فلماذا لم ترضخ فرنسا لاحتلال ألمانيا ، لماذا شكلت حكومة المنفى , و كافحت حتى استعدت وطنك ؟
و بعدها كان ديجول دائما ً يردد " الفضل لفيصل , الذي أفهمني حقيقة قضية فلسطين " .





ويقول وزير الخارجية الأمريكي السابق في مذكراته أنه عندما التقى الملك فيصل في جدّه , عام 1973 م , في محاوله لإثنائه عن وقف ضخ البترول , رآه متجهما ً , فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبه , فقال : إن طائرتي تقف هامدة في المطار , بسبب نفاد الوقود , فهل تأمرون جلالتكم بتموينها , و إني مستعد للدفع بالأسعار الحرة ؟
يقول كيسنجر : لم يبتسم الملك , بل رفع رأسه نحوي , و قال : و أنا رجل طاعن في السن ، و أمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت , فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية ؟؟ .
يخاطب رئيس الولايات المتحدة : حضرة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، هل ترى هذه الأشجار ؟ ، لقد عاش آبائي و أجدادي مئات السنين على ثمارها ، و نحن مستعدون أن نعود للخيام و نعيش مثلهم، و نستغني عن البترول ، إذا استمر الأقوياء و أنتم في طليعتهم في مساعدة عدونا علينا ، إن قال هذه العبارة مواطن عربي ، فهو مجنون ، أما أن يقولها حاكم عربي لأغنى دولة بترولية ، فإنه يجب أن يموت ، و قد قالها الملك فيصل قبل أشهر معدودة من اغتياله بتدبير أمريكي يهودي .
قبل مقتل الملك فيصل ببضعة أيام .. كان وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر في زيارة للمملكة ، وقبل وصول الوزير الأمريكي ، أمر الملك فيصل بإقامة مخيم في الصحراء لاستقباله ، وأمر بوضع مجموعة من الغنم و زرع نخلة بالقرب من المخيم ، لكي يبين للوزير الأمريكي و للعالم أن السعودية ليست في حاجة إلى الموارد المالية العائدة من تصدير النفط و أنها قادرة على وقف تصدير النفط أو حرق آبارها إن لزم الأمر .
ويخاطب كسينجر وزير الخارجية الأمريكي و يقول : العيد القادم سنصلي في القدس . و يرد على الدول الغربية التي تهدد باستخدام القوة للسيطرة على منابع النفط ، قال يوما : ماذا يخيفنا ؟ هل نخشى الموت ؟ و هل هناك موت أفضل و أكرم من أن يموت الإنسان مجاهدًا في سبيل الله ؟ أسأل الله سبحانه أن يكتب لي الموت شهيدًا في سبيل الله .


بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي حول وقف تصدير النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية
المصدر : الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973م ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت


انطلاقاً من البيان الذي صدر عن الديوان الملكي بتاريخ 22 رمضان 1393هـ ، و التي قررت فيه حكومة صاحب الجلالة تخفيض إنتاجها من البترول بنسبة 10 بالمائة فوراً، و متابعتها لتطور الموقف ، ونظراً لازدياد الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل ، فإن المملكة العربية السعودية قررت إيقاف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذها هذا الموقف .
صورة الملك فيصل والملك فهد رحمه الله تعالى و الملك أبو متعب الغالي حفظه الله من كل سوء :
يقول الرئيس أنور السادات : أن الملك فيصل هو بطل معركة العبور , وسيحتل الصفحات الأولى من تاريخ جهاد العرب , وتحويلهم من الجمود إلى الحركة , ومن الانتظار إلى الهجوم , وهو صاحب الفضل الأول في معركة الزيت , فهو الذي تقدم الصفوف وأصر على استعمال هذا السلاح الخطير ، والعالم ( ونحن ) مندهشون لجسارته , وفتح خزائن بلاده للدول المحاربة , تأخذ منها ما تشاء لمعركة العبور و الكرامة , بل لقد أصدر أوامره لثلاثة من أكبر بنوك العالم أن من حق مصر أن تسحب ما تشاء وبلا حدود من أموال المعركة .




مقابلة مع الملك فيصل بعد قطع البترول عن الغرب :






أمنية الملك فيصل بزوال إسرائيل :




من توصياته قبل وفاته رحمه الله :

مما يذكر له مواقفه المشرفة من القضية الفلسطينية وحبه وتعلقه بالقدس ، ذكر ياسر عرفات أن الملك فيصل استدعاه ذات مرة ، وكانوا في إحدى الدول العربية ، على ما أعتقد كانت المغرب وقال له :

هل أنت متجه إلى مصر ؟ قال له : لماذا ؟
فقال : إذا التقيت بالسادات فقل له القدس القدس القدس
يقول عرفات : ولم أكن انوي الذهاب إلى مصر ، ولكنني توجهت إليها
و أوصلت الرسالة إلى الرئيس السادات ،وتوفي بعدها الملك فيصل بيوم .


بكاء الملك فيصل للقدس :




وهذه صورة لجنازة البطل الذي حضر إليه عديد من زعماء العرب ليعربوا عن فقدنهم أسد الجزيرة العربية :








قصة مقتل الملك فيصل رحمه الله

اغتيال أعظم زعيم عربي في تلك الفترة ...
اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية - رحمه الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
استمرت فترة حكمه قريباً من أحد عشر عاماً . اكتسبت شخصيته شهرة عالمية يشار إليها بالبنان وكان مسموع الصوت في المحافل التي يحضرها، خاصة على المستوى العربي، وكان صاحب شخصية قيادية قوية، فرض احترامه على الجميع حتى الدول العظمى كانت تحسب له ألف حساب، كان صاحب موقف ثابت وواضح حيال القضية الفلسطينية وعرف عنه دفاعه المستميت عن الاراضي العربية المغتصبة وغيرته على الاسلام. ماذا قالوا عن الفيصل ؟!
بلغت مهابة الملك فيصل في العالم حداً جعل صحافة الغرب تقول عنه :
(( إن القوة التي يتمتع بها الملك فيصل، تجعله يستطيع بحركة واحدة من قبضة يده، أن يشل الصناعة الأوربية والأمريكية، وليس هذا فقط، بل إنه يمكنه خلال دقائق أن يحطم التوازن النقدي الأوروبي ويصيب الفرنك والمارك والجنية بضربات لا قبل لها باحتمالها. كل هذا يمكن أن يفعله هذا الرجل النحيل، الجالس في تواضع على سجادة مفروشة فوق الرمل))

اغتيال الملك فيصل :

في صباح يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1395هـ الموافق 25 مارس 1975م، كان الملك فيصل يستقبل زواره بمقر رئاسة الوزراء بالرياض، وكان في غرفة الانتظار وزير النفط الكويتي الكاظمي، ومعه وزير البترول السعودي أحمد زكي يماني. ووصل في هذه الأثناء الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز ( اخو الأمير خالد بن مساعد والشاعر عبدالرحمن بن مساعد ) ، ابن شقيق الملك فيصل، طالبا الدخول للسلام على عمه. وعندما هم الوزيرين بالدخول على الملك فيصل دخل معهما ابن أخيه الامير فيصل بن مساعد. وعندما هم الملك فيصل بالوقوف له لاستقباله، كعادته مع الداخلين عليه للسلام، أخرج الأمير مسدساً كان يخفيه في ثيابه، وأطل منه ثلاث رصاصات، أصابت الملك في مقتل في رأسه. ونقل الملك فيصل على وجه السرعه إلى المستشفى المركزي بالرياض، ولكنه توفي من ساعته، رحمه الله رحمة واسعة.
أما القاتل فقد قبض عليه ، وأودع السجن. وبعد التحقيق معه نفذ فيه حكم القصاص قتلاً بالسيف في مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يوماً في يوم الاربعاء 9 جمادى الآخرة 1395هـ الموافق 18 يونيه 1975م
يقول أحد المعاصرين لهذه القصة : (كنت بالقرب من رئاسة الوزراء .. في صباح يوم الثلاثاء وكان هنالك ازدحام شديد .. فاقتربت قليلٍ واذا بي اشاهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز (وزير الدفاع الحالي) (بدون شماغ) في وسط الزحام يحتضن الملك فيصل ويهم باركابه السيارة لنقله الى المستشفى)


كلمة الملك خالد إلى أبناء الشعب السعودي(أم القرى العدد 2569 في 16 ربيع الأول 1395 الموافق 28 مارس 1975)
بقلب مليء بالحزن والأسى، ومع تسليم كامل لإرادة الله وقضائه، أنعي إلى العالمين العربي والإسلامي، وإلى شعبنا المخلص الوفي صاحب الجلالة المغفور له، الملك فيصل بن عبدالعزيز، والذي شاء الله أن ينقله إلى جواره في صباح يوم الثلاثاء 13-3-1395 هـ ، على أثر حادث اعتداء أثيم في وقت نحن أشد مانكون فيه حاجة إلى قيادته وحكمته وسداد رأيه، وبعد أن عمل بكل جهوده وطاقاته في سبيل الدعوة إلى الله، والدفاع عن دينه، وبعد أن أرسى قواعد نهضتنا المعاصرة على دعائم ثابتة بذل في سبيل إرسائها ما لا يحصى من الجهود. والطاقات، وبعد أن انتقل بالمملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتطورة في كل المجالات، مع الحفاظ بإصرار على ديننا ومثلنا وتقاليدنا، نسأل الله أن يرحمه رحمة شاملة واسعة، وأن يجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين، بمنه وكرمه، وأن يعيننا على إكمال رسالته، والسير على منواله، ولا نقول إلا كما يقول الصابرون ((إنا لله وإنا إليه راجعون))

يقول الأمير خالد الفيصل في احد اللقاءات التي اجريت معه :
(كنت في الولايات المتحدة انا ووالدتي للعلاج .. وأنا في غرفتي في الفندق سمعت والدتي تصرخ .. فذهبت إليها مسرعا .. واذا هي منهاره تماما .. بعد سماعها مقتل الملك فيصل في المذياع)
ولم يتطرق الأمير خالد الفيصل للأسباب والدوافع التي جعلت الامير فيصل بن مساعد يقتل عمّه ! إلا أنه وفي احدى قصائده التي رثا فيها والده أشار اشارة واضحة الى أن مقتل الملك فيصل مؤامرة .. !! حيث قال في قصيدة (سلام يافيصل) :
إن كان قصد عداك تعطيل ممشاك = حقك علينا ما نوقف ولا يوم
إن قاله الله مانضيّع لك مناك = نسجد لرب البيت في القدس ونصوم
يشير خالد الفيصل في البيت الأخير لمقولة الملك فيصل المشهورة قبل اغتياله بفترة : (( سنصلي العيد القادم في القدس بإذن الله))
اللهم ارحمك عبدك إبن عبدك إبن أمتك ( فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود )

وأسكنه الجنان يا حنّان يامنّان يا أرحم الراحمين .....اللهم آمين

 
717image.jpeg





abdelmonemriyad.jpg




اعتبر الفريق أول عبد المنعم رياض واحدا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين ،فشارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامى 1941 و 1942 ،وشارك في حرب فلسطين1948 والعدوان الثلاثى عام 1956 ،و نكسة 1967 وحرب الاستنزاف.
عام
نشأته

ولد الفريق
محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله في قرية سبرباى إحدى ضواحى مدينة طنطا محافظة الغربية في 22 أكتوبر 1919، ونزحت أسرته إلى الفيوم، وكان جده عبد الله طه على الرزيقى من أعيان الفيوم،وكان والده القائمقام (العقيد) محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية والتي تخرجت على يديه الكثيرين من قادة المؤسسة العسكرية.
تعليمه

درس في كتاب القرية وتدرج في التعليم وبعد حصوله على الثانوية العامة من
مدرسة الخديوي إسماعيل التحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته ،ولكنه بعد عامين من الدراسة فضل الإلتحاق بالكلية الحربية التي كان متعلقا بها ،انتهى من دراسته في عام 1938 م برتبة ملازم ثان ،ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول ،وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بإمتياز في إنجلترا عامى 1945 و 1946. أجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ،وإنتسب أيضا لكلية العلوم لدراسة الرياضة البحتة ،وانتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن الإستراتيجية هي الاقتصاد.
حياته العسكرية


  • في عام 1941 عين بعد تخرجه في سلاح المدفعية ،وألحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية ،حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا.

  • وخلال عامي 1947 – 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك.

  • في عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان وقتها برتبة مقدم.


  • من يوليو 1954 وحتى أبريل 1958 تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية.

  • في 9 أبريل 1958 سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتيبالجنرال الذهبي. لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز وقد لقب هناك

  • عام 1960 بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية.

  • عام 1961 نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي.

  • في عامى 1962 و1963 اشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات حصل في نهايتها على تقدير الإمتياز.

  • وفى عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة.

  • ورقي في عام 1966 إلى رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا.


  • في مايو 1967 وبعد سفر الملك حسين للقاهرة للتوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك عين الفريق عبد المنعم رياض قائدا لمركز القيادة المتقدم في عمان، فوصل إليها في الأول من يونيو 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة.

  • وحينما اندلعت حرب 1967 عين الفريق عبد المنعم رياض قائدا عاما للجبهة الأردنية.

  • وفي 11 يونيو 1967 اختير رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها.


  • حقق عبد المنعم رياض انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس وذلك في آخر يونيو 1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968.
التوجهات الفكرية





كان عبد المنعم رياض يؤمن بحتمية
الحرب ضد إسرائيل، ويعتقد أن العرب لن يحققوا نصرا عليها إلا في إطار استراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان وليس مجرد استراتيجية عسكرية. وكان يؤمن بأنه "إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه". كما كانت له وجهة نظر في القادة وأنهم يصنعون ولا يولدون فكان يقول "لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذي يولد قائدا هو فلتة من الفلتات التي لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلا، ولكن العسكريين يصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة. إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم، والقائد الذي يقود هو الذي يملك القدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار".
وقد تنبأ الفريق عبد المنعم رياض بحرب العراق وأمريكا حيث قال ان بترول أمريكا سوف يبدأ في النفاذ وستتطوق الي بترول العراق خلال 30 عام تقريبا. ومن أقواله المأثورة أن تبين أوجه النقص لديك، تلك هي الأمانة ،وأن تجاهد أقصى ما يكون الجهد بما هو متوفر لديك، تلك هي المهارة.
الشهادة

أشرف على الخطة المصرية لتدمير
خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969م
في صبيحة اليوم التالي (الأحد 9 مارس 1969) قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
يشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثرا بجراحه. وقد نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، واعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يومه تخليدا لذكراه كما أطلق اسمه على أحد الميادين الشهيرة بوسط القاهرة وأحد شوارع المهندسين.
موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.
 

26131.imgcache.jpg


شيخ الشهداء


الشيخ أحمد ياسين


عشق المقاومة ... فأهدته الشهادة



مطارد ! وعلى جبينه نور من زمن جميل لا يحفل بعتمة قلوبهم ... مطارد ! والقلب امتداد الآيات وهي تتلى على مسمع المؤمنين .. يلاحقونه حتى اختفاء الظل ، ويلاحقونه حتى انتظام الأنفاس لعلهم يمسكون بسكون روحه وهو يلقي بنظره إلى البعيد ، لعلهم يفتنون ابتسامته الواثقة ونظراته تسخر منهم ، ولعلهم يمزقون هيبة لحيته وهو يشق ضجيجهم بصمت مهيب ! .

لم يكن سراباً ليحلموا باختفائه ، لم يكن كذبة اخترعها جندي أحمق ، ولم يكن أسطورة يخفي بها العدو جبنه ، بل كان أحد أبرز القادة الفلسطينيين ، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية " حماس " و أحد المدرجين على لائحة الاغتيالات الصهيونية .

ما الذي كان يخيفهم فيه ، الجسد الذي أنهكه الشلل المبكر ، أم الكرسي المتحرك الذي كان يقله أثناء تنقله في المساحة الضيقة التي حصر فيها العدو الشعب العربي الفلسطيني ؟‍! .

كانت الروح المتوثبة بكامل لياقتها البدنية ، جاهزة للانطلاق في ماراثون مُنهِك لا أحد يعرف أين ينتهي ، تلك الروح التي كانت تحلق في فضاء فلسطين الذي يعج بأرواح الشهداء ، وبدا أن الاحتلال والشلل لم يدمرا روحه ، أو يدفعاه إلى الرضوخ لواقع أشد قسوة من كارثة إصابته بالشلل .

ولد أحمد ياسين عام 1938م في قرية الجورة ، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة ، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية ، ومات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات ، عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى عام 1948م ، وكان يبلغ آنذاك 12 عاماً وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد ، وهو أن على الفلسطينيين الاعتماد على أنفسهم في الكفاح لتحرير وطنهم بدلاً من الاعتماد على الدول العربية أو المجتمع الدولي .

التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة فيها حتى الصف الخامس ، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948م لم تستثن هذا الطفل الصغير ، فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة ، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة – شأنها شأن معظم المهجرين آنذاك – مرارة الحرمان والجوع والفقر ، فاضطر لترك الدراسة لمدة عام ( 1949-1950 ) ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة ، ثم عاود الدراسة مرة أخرى .

في الرابعة عشر من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثه خطيرة أثرت على حياته كلها ، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952م ، وبعد 45 يوماً من وضع رقبته في الجبس اتضح أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل .

أنهى دراسته الثانوية عام 57/1958م وعمل مدرساً ، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته ، ثم التحق بجامعة القاهرة لدراسة الأدب الإنجليزي ، غير أن الظروف المادية الصعبة اضطرته لترك الدراسة والعودة ليعمل مدرساً .

وفي تلك الفترة شارك ياسين وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956م ، واظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة ، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة .

كانت مواهب ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة ، تقدم بها رفاقه دعاة غزة ، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك ، فقررت عام 1965م اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية آنذاك ، وظل الشيخ ياسين حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة الشهر ، ثم أفرج عنه بعدما أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين حركة الأخوان المسلمين .

وقد تركت فترة الاعتقال في نفس ياسين آثاراً مهمة لخصها بقوله :" إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم ، و أكدت أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وايمانها بحق الانسان في الحياة بحرية " . وبعد هزيمة 1967م استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل ، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين ، ثم عمل رئيساً للمجمع الاسلامي في غزة ، وكان الشيخ يعتنق أفكار جماعة الأخوان المسلمين التي أسسها الشهيد حسن البنا عام 1928م .

أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين سلطات الاحتلال الصهيوني فاعتقلته عام 1982م ، وحكمت عليه بالسجن لمدة 13 عاماً ، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام1985م في صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الصهيوني والجبهة الشعبية – القيادة العامة .

اتفق الشيخ أحمد ياسين عام 1987م مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمقاومة الاحتلال أطلقوا عليه اسم " حركة المقاومة الإسلامية (حماس) " والتي كان لها دور مهم في انتفاضة الحجر عام 1987م .

مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الصهيونية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ ، فقامت عام 88 بمداهمة منزله وتهديده بالنفي إلى لبنان ، ومع ازدياد عمليات قتل الجنود الصهاينة والعملاء ، قامت قوات الاحتلال الصهيوني عام 89 باعتقاله مع مئات من أعضاء حركة حماس ، وفي عام 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية الصهيونية حكماً بسجنه مدى الحياة .

حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عزالدين القسام – الجناح العسكري لحماس – الافراج عن الشيخ أحمد ياسين بقيامها بخطف جنود صهاينة لمبادلتهم بالشيخ إلا أن التعنت والصلف الصهيوني حال دون اطلاق سراحه ، الى أن تم ذلك في عام 1997م ، في أعقاب المحاولة الصهيونية الفاشلة لاغتيال القائد الفلسطيني خالد مشعل في العاصمة عمان والقاء أجهزة الأمن الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد ، حيث جرت بين الأردن والكيان الصهيوني صفقة يتم بموجبها تسليم العملاء مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين .

وفي شهر أيار قام الشيخ أحمد ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج ، حيث قام بجولة واسعة في العديد من الدول العربية والإسلامية ، الأمر الذي أثار الصهاينة وقامت أجهزة الأمن الصهيوني بمنع الشيخ أحمد ياسين من العودة لقطاع غزة ، ولكنه عاد بعد ذلك بترتيب مع السلطة الوطنية الفلسطينية .

سعى الشيخ إلى المحافظة على علاقات طيبة مع السلطة الوطنية وفصائل المقاومة المختلفه ايماناً منه بأن الفرقة تضر بالشعب الفلسطيني ونضاله في سبيل استرداد حريته .

قامت القوات الصهيونية بمحاولة فاشلة لاغتيال الشيخ أحمد ياسين ، إلا أنها عادت وقامت صباح يوم 22/3/2004م باغتياله أثناء عودته من صلاة الفجر .
 
الضاحك الكبير

اسماعيل ياسين

Ismail_Yassin.jpg


ممثل مصرى – ولد فى 15 / 9 / 1912 بمدينة السويس – عاش طفولته فى بؤس وسط حياة غير مستقرة ولم يستكمل تعليمه الإيتدائى لوفاة والدته وإفلاس والده الصائغ المعروف بشارع عباس بالسويس – مما حداه الى هجر المنزل وترك الدراسة بعد اربع سنوات فقط قضاها بالتعليم الإبتدائى خوفا من بطش زوجة ابيه ليعمل مناديا للسيارات بأحد المواقف بالسويس وكان يعشق اغانى الموسيقار محمد عبد الوهاب ويرددها دائما ويحلم بأن يكون مطربا منافسا له.
- عندما بلغ إسماعيل من العمر العشرون عاما نزح الى مدينة القاهرة فى بداية الثلاثينات حيث نزل ضيفا على ارصفة الشوارع والحدائق – وحين فتح اللـه عليه بالعمل صبيا فى احد المقاهى بشارع محمد على عرفت اقدامه النوم باللوكاندات الصغيرة الشعبية – ثم التحق بالعمل مع الأسطى ( نوسة ) والتى كانت أشهر راقصات الأفراح الشعبية فى ذلك الوقت ولكنه لم يجد معها ضالته التى ينشد اليها ويحلم بها وهو دخوله مجال الفن فتركها نادما و عمل وكيلا فى مكتب احد المحامين للبحث عن لقمة العيش اولا ثم عاد يفكرمرة ثانية فى تحقيق حلمه الفنى فذهب الى بديعة مصابنى وتوسل اليها فى ان يعمل معها وبالفعل وافقت على انضمامه الى فرقتها ليلقى المونولوجات فى مقهى بديعة مصابنى وكان يهوى الغناء متأثرا فى ذلك بالموسيقار محمد عبد الوهاب وكان يعد نفسه ليكون مطربا فغنى فى الأفراح والمقاهى إلا ان شكله حجب عنه النجاح فى الغناء – ولكنه استطاع ان ينجح فى فن المونولوج وكان يتقاضى وقتها عشرون قرشا فى الليلة الواحدة وظل لمدة عشر سنوات متألقا فى هذا المجال حتى اصبح يلقى المونولوج فى الإذاعة نظير اربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين .
- وفى عام 1939 التفـتت اليه السينما عندما اختاره الفنان / فؤاد الجزايرلى ليشترك فى فيلم ( خلف الحبايب ) – ثم استطاع ان يحقق النجاح المنتظر وبزوغ اسمه فى المجال السينمائى عندما انتج له الفنان / انور وجدى اول بطولة مطلقة فى فيلم ( الناصح ) امام الوجه الجديد ( ماجدة الصباحى )– ثم كون مع المخرج / فطين عبد الوهاب ثنائيا من اهم الثنائيات فى تاريخ السينما المصرية وتاريخ اسماعيل ياسين ايضا فقد عملا معا فى افلام عديدة كانت تحمل اغلبها اسم اسماعيل ياسين – كما كانت جولاته مع الممثل / رياض القصبجى الشهير بالشاويش عطية والتى تعتبر محطة هامة فى تاريخ الكوميديا والتى يستمتع بها الجمهور حتى الآن ولايبرحها فالمفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية هى اهم مايميز هذه المحطة – كما لاننسى ثنائياته مع الفنان الراحل عبد الفتاح القصرى ذلك الرجل الداهية القصير الثمين .
- كما قام اسماعيل ياسين ببطولة مائتين فيلم من مجموع 480 فيلم شارك فيهم – كما قام بدور السنيد لكبار النجوم منهم فريد الأطرش ، محمد فوزى ، انور وجدى .
- استطاع اسماعيل ياسين ان يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير مثله مثل العمالقة عمر الشريف ، رشدى اباظة ، احمد رمزى فى عصرهم الذهبى فى وقت كانت الكلمة العليا للوسامة والشكل الحلو على الرغم من ان اسماعيل ياسين كان لايتمتع بهذه الصفات ولكنه كان دائما يسخر من شكله وكبر فمـه وأذنيه فى معظم اعماله إلا انه استطاع ان يقفز للصفوف الأولى وان يحجز مكانا بارزا مما سعى المنتجين للتعاقد معه على افلام جديدة واصبح البطل الوحيد الذى تقترن الأفلام بأسمه حتى وصل للقمة . واصبحت شهرته تملأ الأفق ولكن يؤخذ عليه عدم تغيير جلده باستمرار فصارت تلك نقطة ضعفه الوحيدة التى شهدت انحصار الأضواء عنه تدريجيا وكثرت ديونه فهاجمه المرض فى اوائل الستينات فهاجر الى لبنان وعمل فى بعض الأفلام القصيرة منها ( فرسان الغرام ، كرم الهوى ، لقاء الغرباء ، عصابة النساء ) ثم عاد الى مصر وعمل فى بعض الأفلام فى ادوار صغيرة لاتتناسب مع تاريخه الحافل .
- لازالت افلامه العديدة هى المادة المفضلة لدى الجمهور فى مصر والوطن العربى لأنه استطاع ان يرسم البسمة على شفاههم بفضل ملكاته ومواهبه المنفردة .
- ساهم اسماعيل ياسين فى صياغة تاريخ المسرح الكوميدى المصرى بداية من انضمامه لفرقة على الكسار المسرحية ليتألق فى القاء المونولوجات بها – ثم ليمثل فى العروض المسرحية – ثم قام بتكوين فرقة مسرحية تحمل اسمه ويقدم من خلالها العديد من المسرحيات الناجحة من عام 1954حتى عام 1966 ليقدم اكثر من خمسون مسرحية كوميدية من تأليف توأمه وشريك مشواره الفنى الكاتب / ابو السعود الأبيارى .
- استعان اسماعيل ياسين بعدد كبير من المخرجين المرموقين فى إخراج مسرحياته منهم ( السيد بدير ، عبد المنعم مدبولى ، محمد توفيق ، نور الدمرداش ) . كما خرج من تحت عباءة فرقته المسرحية كبار الممثلين منهم ( شكرى سرحان ، عبد الوارث عسر ، تحية كاريوكا ، سناء جميل ) وغيرهم الكثيرين .
- استطاع اسماعيل ياسين ان يكون علامة بارزة فى تاريخ الكوميديا ومن النجوم الذين تركوا بصمة واضحة فى السينما والمسرح فرصيده الضخم يجعله فى مقدمة الصفوف حتى بعد وفاته – كما كان لايعرف المستحيل ويتسلح بقوى داخلية هائلة . فهو نسيج نادر من البشر قلما يجود به الزمان . استطاع ان يتربع فى قلوب كل الجماهير المصرية والعربية فهو نموذج للفنان العصامى الذى دخل تاريخ الفن المصرى من أوسع ابوابه .
- تـزوج اسماعيل ياسين ثلاث مرات – ولم ينجب غير ولد واحد هو المخرج ياسين اسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة .
- لقب بالعديد من الألقاب منها ( فنان كل العصور ) ، ( الضاحك الباكى ) ، ( الأسـطورة ) .
- عانـى اسماعيل ياسين فى السنوات الأخيرة من الإكتئاب الحاد الملئ بالحزن والهم والإحباط خاصة بعد ابتعاد معظم المخرجين والمنتجين والأصدقاء عنه – وزاد من حـدة المـه انه كان يرى نظرة السخرية فى أعين الممثلين الغير كوميديين الذين كانوا دائما ينظرون للممثل الكوميدى على أنه مجرد أراجـوز لاقيمة فنية لـه .
- طاردته الديون فى سنواته الأخيرة وحاصرته الضرائب واضطر الى حل فرقته المسرحية وقد ترك مسرح الحياة فى 24 / 5 / 1972 اثر ازمة قلبية منعته من تكملة دوره فى فيلم
( الرغبة والضياع ) امام النجم نور الشريف -

اهم اعـماله السـينمائيـة :
*******************
- خلف الحبايب
- على بابا والأربعين حرامى
- نداء الدم
- نور الدين والبحارة السبعة
- القلب له واحد
- ليلـة حــظ
- ليلـة الجـمـعـة
- تاكســى حنـطور
- البنى آدم
- ســلوى
- غـرام بـدويــة
- حرم الباشـــــا
- صاحـب بالـيـن
- لبنانى فى الجامـعـة
- قلبى دلـيلــى
- معروف الإســكافـى
- انا ســــــتــوتــة
- العرســان الثلاثــة
- حبيب العـمـر
- بياعــة اليانصـيب
- عروســة البحــر
- ســلطانة الصحـراء
- ابن عــنتــر
- الســـــتـات عفاريـت
- بنت المـعلم
- يحيا الفــن
- صاحب العمارة
- حب وجـنـون
- ابـن الفــلاح
- الصـيت ولا الغـنـى
- خلود السعادة المحترمة
- الروح والجســــد
- عـنـبـر
- اميرة الجــزيرة
- خيال امـرأة
- ولــــــدى
- حـدوة الحصــان
- الـنـاصـــح
- نـص اللـيــل
- عـلى قـد لحافـك
- جــواهــر
- اجـازة فى جهـنم
- فاطمة وماريكا وراشـيل
- صاحبة الملاليـم
- عـقبال البـكارى
- مـنـديل الحـلـو
- عـفريتـة هانــم
- شــارع البهلـوان
- ليلـة العــيــد
- دمـوع الفــرح
- آه من الرجـالـة
- ماكانـش ع الـبـال
- الـبـطــل
- فـلـفـل
- الزوجــة الســابـعة
- محســوب العائلـة
- الآنســـة مـامــا
- ليلـة الدخـلــة
- الملـيـونيــر
- ســيبونى أغــنــى
- آخــر كـدبــة
- مـغـامرات خـضـرة
- ســـــت الحســـــن
- مشــغـول بغـيـرى
- حبيبـتى ســـوســـو
- المـعلم بـلـبـل
- فى الهــوا ســــوا
- الحـب فى خـطــر
- آدم وحــواء
- الـبنـات شـــربات
- تـعالـى ســـــلم
- نـهايـة قـصـــة
- حماتى قـنبلـة ذريـــة
- فـايق و رايـق
- قـطـر النــدى
- الحـب بـهـدلــة
- بيـت الـنـتــاش
- صـورة الـزفــاف
- الهـوا مالـوش دوا
- بشـــرة خـيـر
- المـنـتــصــر
- علـى كـيـفـك
- قلـيـل البخــت
- من اين لك هـذا
- مســمار جـحــا
- عشــــرة بـلدى
- قــدم الخــيــر
- آمـنت باللـــه
- حــلال عـليـك
- أديـنى عـقلـك
- الـدم يحــن
- حـظـك هـذا الأســبوع
- بـنـت الأكـابــر
- عفـريت عـم عـبـده
- دهـــب
- بيـن قـلـبيـن
- كلـمـة حـــق
- بيـــت الطـاعــة
- ابـن ذوات
- اللـص الشـــريف
- الحـموات الفاتـنـات
- حــرام علــيك
- الدنـيـا لما تضـحـك
- نشـــالة هانــم
- فـاعـل خــيـــر
- اشــهدوا يانـاس
- لحـن حــبــى
- مغامرات اسـماعيل ياسـين
- بنــات حــواء
- الآنســـة حــنفى
- العـمـر واحــد
- حــلاق بـغـداد
- شــرف البـنـت
- العاشـــق المحــروم
- دســــتـة مناديــل
- عفريتـة اسماعيل ياسـين
- الظـلم حــرام
- خليـك مع اللــه
- كـدبـة ابريــل
- اوعـى تـفكـر
- الســتات مايعرفوش يكـدبوا
- بـنـت البـلـد
- إنســـان غلـبـان
- اسماعيل ياسين فى الجيـش
- ممـلـكة النســـاء
- كـابتـن مصــر
- ماحـدش واخـد منها حاجــة
- اسماعيل ياسين فى البوليـس
- صاحـبـة العـصـمة
- اسماعيل ياسين فى متحف الشـمع
- الكمسـاريات الفاتـنـات
- المفـتـش الـعـام
- ابـن حمـيدو
- اسماعيل ياسـين فى مستشفى المجانين
- اسماعيل ياسين فى الإسطول
- اسماعيل ياسين فى بيت الأشــباح
- امســـك حرامـى
- اسماعيل ياسين فى دمشــق
- اسماعيل ياسين طـرزان
- الســــت نواعــم
- بحـبح افـنـدى
- اسماعيل ياسـين للبيــع
- ابو عيون جريئـة
- لوكـاندة المفاجـآت
- العـتبـة الخضـراء
- رحـلة الى القـمـر
- الملـيونير الفـقـيـر
- اسماعيل ياسين فى الطيران
- اسماعيل ياسين يقابل ريا وسـكينة
- عريـــس مراتـى
- البوليـس الســـرى
- حماتـى مــلاك
- هايجـنـونـى
- حـلاق الســيدات
- غرام فى الســـيرك
- الفانـوس الســحرى
- شـــهر عســــل
- اسماعيل ياسين فى السـجن
- زوج بالإيجــار
- الـتـرجـمــان
- ملـك البترول
- الفرســـان الثلاثـة
- أنســى الدنـيـا
- المجانين فى نـعيم
- الـعـقل والمــال
- كـرم الهـوى ( لبنان )
- لـقاء الـغـربــاء ( لبنان )
- فرســـان الـغـرام ( لبنان )
- عصابة النســاء ( لبنان )
- الرغبـة والضـياع

472200338600_600x787q100_small.jpg


رحمه الله عليه
 
سيرة ذاتية

عبدالمنعم رياض[1]

(1919 ـ 1969م)

قائد عسكري مصري، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية.





images





ولد عبدالمنعم محمد رياض في 22 أكتوبر 1919، في قرية "سبرباي"، إحدى ضواحي مدينة طنطا. وكان والده ضابطاً، هو القائمقام (عقيد) محمد رياض عبدالله، اشتهر عنه الانضباط والأصالة العسكرية. وعلى هذا النهج كان والده يعامل الجميع، حينما كان قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، فتخرج على يديه رجال تبوأوا المناصب القيادية، واتخذ عبدالمنعم رياض والده مثلاً أعلى، وقدوة له.
حصل عبدالمنعم رياض على شهادة الثانوية في القاهرة عام 1936، بمجموع كبير، أهله لدخول كلية الطب، وتحت ضغط أسرته التحق بكلية الطب، لمدة عامين وبرز فيها، إلا أنه كان يهفوا ليكون مثل أبيه، فأصر على ذلك، والتحق بالكلية الحربية، وتخرج فيها في 11 فبراير سنة 1938. برتبة ملازم ثاني.
عُين بعد تخرجه بإحدى بطاريات[2] المدفعية المضادة للطائرات. واشترك في الحرب العالمية الثانية، مع سرايا المدفعية المصرية التي كلفت بالدفاع الجوي ضد الطائرات الإيطالية والألمانية، في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية، خلال عامي 1941 و1942.
وكان شديد الاعتزاز بنفسه، لا يقبل الإهانة من أحد، مهما علا مركزه، وفي الوقت نفسه، كان جم التواضع، سريع الألفة مع الناس، مهما قلت مراتبهم.
وفي 23 ديسمبر 1944، نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية، وكان ترتيبه الأول في التخرج. وفيما بين (19 سبتمبر 1945 ـ 20 من فبراير 1946)، أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات، في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات البريطانية، وبمدرسة المدفعية، في المملكة المتحدة، ونال تقدير الامتياز.
كان عبدالمنعم رياض توَاقاً إلى العلم شغوفاً بالمعرفة، يجيد اللغة الإنجليزية. وقد درس اللغة الفرنسية عام 1952، فأجادها. ثم اللغة الألمانية خلال عام 1953، فاللغة الروسية عام 1954. كما انتسب لكلية التجارة وهو برتبة الفريق، لإيمانه بأن (الإستراتيجية هي الاقتصاد).
عمل خلال عامي 1947 و1948، في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين. وقد أظهر مقدرة عسكرية جيدة، فمُنِحَ وسام الجدارة الذهبي، في فبراير 1949، تقديراً لجهوده. وهو برتبة مقدم، تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، في 1 مايو 1951. وعين في 1 مايو 1953، قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية. وفي أول يوليه 1954، عُيِّنَ قائداً للدفاع المضاد للطائرات، في قيادة سلاح المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن أُوفِدَ، في 9 أبريل 1958، إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا في فرونزز، وقد أتمها في 31 يناير 1959، وحصل على تقدير الامتياز، وقد لقب هناك "بالجنرال الذهبي[3].
بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية، عام 1960، ثم نائب رئيس شعبة العمليات، برئاسة أركان حرب القوات المسلحة، عام 1961. وانتُدِبَ للعمل في القوات الجوية، في 27 يوليه 1962، وأُسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية، لشؤون الدفاع الجوي، فدرس فيها نقاط القوة، ومواضع الضعف في الدفاع الجوي. ووضع - قبل عدوان يونيه 1967 - تنظيماً للدفاع الجوي، يربط بين عناصر المدفعية المضادة للطائرات، وأسلحة الصواريخ، ووحدات المقاتلات، في قيادة واحدة، هي قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي، لتحقق سيطرة أكثر فاعلية في الدفاع الجوي.
اشترك وهو في رتبة اللواء، في دورة خاصة بالصواريخ، بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات، ليقف على أدق أسرارها وأشكالها، فقضى الفترة (من 18 أغسطس 1962 إلى 18 يناير 1963) طالباً، حصل في نهايتها على تقدير الامتياز.
وفي 10 مارس 1964، عُيِّنَ رئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة.
رُقي عبدالمنعم رياض إلى رتبة الفريق في 21 أبريل 1966. وفي 12 يوليه، من السنة نفسها، أتم دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وحصل على زمالة كلية الحرب العليا، التي كان قد بدأها في 6 مارس 1965.
وعندما عُقِدَتْ معاهدة الدفاع المشترك، بين مصر والأردن في 30 مايو 1967، ووضعت بموجبها قوات الدولتين تحت قيادة مشتركة، عُيِّنَ الفريق عبدالمنعم رياض، قائداً لمركز القيادة المتقدم في عمان، فوصل إليها في 1 يونيه 1967، مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب، لتأسيس مركز القيادة، والمباشرة بالتخطيط.
وحين وقع عدوان الخامس من يونيه 1967، عُيِّنَ الفريق رياض قائداً عاماً للجبهة الأردنية. وفي 11 يونيه 1967، عين الفريق عبدالمنعم رياض، رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، فبدأ في همة عالية، إعادة تنظيم القوات المسلحة المصرية وبنائها. وفي 1 فبراير 1968 عُيِّنَ - إضافة إلى هذا المنصب - أميناً عسكرياً مساعداً لجامعة الدول العربية. وكان آخر ما أسند إليه، إدارة معارك المدفعية ضد القوات الإسرائيلية، المتمركزة على الضفة الشرقية لقناة السويس، خلال حرب الاستنزاف.
ولَعَلِّ أبلغ شهادة تقدير عن الدارس عبدالمنعم رياض ما جاء في تقرير هيئة التدريس بكلية الحرب العليا، من أنه "أظهر نبوغاً في التحليل العميق الصحيح، لمبادئ الإستراتيجية العسكرية، وفي تطبيقها في مسرح العمليات، ويحاول دائماً الربط بين المبادئ الأساسية والبناء العملي للقوات المسلحة".
وقد استطاع عبدالمنعم رياض بشهادة مدرسيه - في أكبر أكاديمية عسكرية بالشرق- أن يجتاز بنجاح، كل الصعوبات التي تواجه كبار القادة، وتتمثل في استيعاب المبادئ الإستراتيجية، للعقيدتين الشرقية والغربية، مع القدرة على تطبيقهما على مسرح العمليات.
ودفعه تخصصه في الدفاع الجوي، إلى أن يشبع هوايته في تتبع تطور الرادار والصواريخ والطيران، كسلاح دفاعي هجومي، حتى أصبح متمكناً منه، وخاصة من الناحية التكتيكية في الدفاع الجوي. وبذلك سيطرت أمور الدفاع الجوي- بحق- على تقديرات رياض للموقف العربي الصهيوني.
وطالما ردد رياض مبدءاً هو أنه: "لا معركة بدون دفاع جوي، ودعم جوي كاف". وصدق رياض، إذ كتب بعد ذلك عن معركة الأردن، في (يونيه 1967): "لو أُمِّنَ للوحدات الأردنية أقل قدر من الغطاء الجوي، لأخذت المعركة شكلاً آخر". ولقد أيدها معلق عسكري غربي بقوله: "يشكل الخصر الضيق بين قلقيلية والبحر، نقطة ضعف رئيسية في خطوط إسرائيل الداخلية. ولو توافر للقوات الأردنية غطاء جوي، لتقدمت من طولكرم لتهدد خطوط إسرائيل".
بعدما أسند لعبدالمنعم رياض منصب رئيس أركان القيادة العربية الموحدة، حذر من أن إسرائيل تعتمد أساساً على عملية دفاع جوي جيدة، وإنها تحت ستار المظلة الجوية، تحتفظ بجيش بري قليل العدد نسبياً، مع نظام جيد لاستدعاء الاحتياطي، تستطيع معه أن تحشد عدداً مناسباً، يعمل في حماية المظلة الجوية الممتازة. ورأى أن أهم ما يجب أن تواجَه به إسرائيل، هو عمل يشل نظامها الدفاعي الجوي، مع ضرب مراكز حشد الاحتياطي، مع التداخل الإلكتروني. وقد اشترك رياض في إعداد أكثر من تقرير للقيادة العربية الموحدة، ينذر بأن الموقف العسكري في الفترة 1964-1967، سيئ من الناحية الجوية، في بعض دول المواجهة الشرقية مع إسرائيل. إذ يقتضي الأمر الإسراع في التعاقد على شراء الأسلحة الجوية اللازمة لها، والإسراع في إعداد المطارات والخدمات الأرضية، ثم يحتاج بعد توريد المعدات، إلى فترة كافية لتدريب الطيارين والفنيين.
وأعد عبدالمنعم رياض تقريراً عن الموقف قبل عدوان (عام 1967) بأسابيع معدودة، جاء فيه، أن أي تخطيط لمواجهة عسكرية ضد إسرائيل، يجب أن يدخل في تقديره، أن إسرائيل تعتمد على قوات برية قليلة نسبياً، تدعمها بنظام جيد لاستدعاء الاحتياطي عند الحاجة، مع غطاء جوي ممتاز وشبكة مواصلات متقدمة، وأنها تعمل على أن تحتفظ لنفسها بالمبادرة، في حرب انقضاض جوي مفاجئ.. حرب أيام معدودة، ترجو أن تحطم خلالها قوات الطرف الآخر. واستطرد رياض، أن الأمر غير مثبط للهمم، فالدول العربية أقدر على حشد قوات أضعاف القوات الإسرائيلية، وعليها أن تزيد كفاءتها القتالية وتؤمن لها غطاء جوي كافي.
وكان عبدالمنعم رياض يعرف أن في كفتي ميزان القوى العربي ـ الصهيوني، عناصر قوة، وضعف، وأن عليه أن يستغل عناصر قوته، وعناصر الضعف عند عدوه. ولإسرائيل أكثر من نقطة ضعف، كان رياض يبرز بعضها بقوله إن قدرة إسرائيل على الدخول في حرب طويلة أقل من قدرة دول المواجهة العربية. وإن في مجتمعها تناقضات تمتد إلى جميع القطاعات بما في ذلك القوات المسلحة، وكان رياض يستطرد، وهو يمسك بعصاه في وضع رأسي: "لو أردت أن أكسر عموداً، لا أضغط عليه من طرفه الأعلى إلى الأسفل.. أضرب في الوسط ضربة هي الأسهل لتحطيم العمود". ثم يشير رياض إلى خريطة إسرائيل وإلى "خصر النحلة" الذي لا يتجاوز عمقه (17 كيلومتراً)، هي الحزام في وسط إسرائيل.
وكانت أهم عناصر القوة العربية- في رأي رياض- هو النفط سواء استخدم كسلاح للضغط أو كمورد للتمويل، مع موقع إستراتيجي ممتاز، وطاقة بشرية تربو على أضعاف أضعاف الطاقة الإسرائيلية. وكان رياض يركز أيضاً، على ما للعرب من نفوذ أيديولوجي عربي إسلامي في المنطقة الأفرو- آسيوية بصفة خاصة.
فإذا انتقل رياض إلى دراسة نقاط الضعف، في الجبهة العربية، كان محور كلامه هو أزمة الثقة، التي فرضت نفسها على الجو العربي، في كثير من سنواته الأخيرة. وكان يتطلع إلى يوم يتحقق فيه تحالف عسكري عربي، قائلاً: "إن التحالف العسكري، هو أرقى مظاهر التحالف السياسي، بحيث لا يمكن إقامته إلا إذا تقاربت أولاً الاتجاهات السياسية".
ولعبدالمنعم رياض قوله المأثور: "أن تبين أوجه النقص لديك.. تلك هي الأمانة. أن تجاهد أقصى ما يكون الجهد، بما هو متوافر لديك،.. تلك هي المهارة".
كان عبدالمنعم رياض يعرف أن المعركة العسكرية، لم تعد الطريق الوحيد، لتحطيم إرادة العدو، وأن المجال قد اتسعت أبعاده وتعددت، وأن مسؤوليات القائد العسكري تضاعفت تبعاً لذلك، حيث أصبح حتماً عليه أن يدخل في تقديره جميع عناصر الإستراتيجية الكلية، التي تعتبر محصلة لعديد من القوى، ليست الطاقة العسكرية إلا واحدة منها. وكان عبدالمنعم رياض يأمل في أن يكون المناخ السياسي ملائماً، لوضع إستراتيجية كلية تستخدم فيها جميع الإمكانات العربية، عسكرية واقتصادية وسياسية وغيرها، لتحطيم إرادة العدو.
ومن وصايا عبدالمنعم رياض: (ضرورة أن يسبق المعركة، إعداد سياسي عسكري اقتصادي اجتماعي علمي معنوي، تتضافر فيه القوى جميعاً، من أجل تحطيم إرادة العدو).
كان يعرف أن معركة العرب ضد الأطماع الصهيونية، ليست مجرد عملية عسكرية بين العرب وإسرائيل، وإنما يجب على قائد المعركة أن يُدخِل في الحسبان من هم وراء إسرائيل.
كان عبدالمنعم رياض، يعرف أنه يواجه عدواً لا تقتصر أهدافه يومئذ، على توصيل مياه النهر العربي إلى صحراء النقب، في محاولة لزراعتها، ولاستيعاب ثلاثة ملايين صهيوني جديد فيها، مع بناء مستعمرات جديدة، أو قلاع جديدة، على خطوط المواجهة مع العرب. وكان يؤمن أن دراسة الأهداف الحقيقية لإسرائيل، تمكنه من أن يتنبأ بالكثير عن خططها العسكرية المقبلة، ومن أن يضع خططاً أكثر واقعية لمواجهتها.
أما بالنسبة إلى إستراتيجيته تجاه إسرائيل، فكان لرياض إستراتيجية شاملة، وليس مجرد إستراتيجية عسكرية. فكان من رأي رياض، أن إسرائيل يجب أن تُوَاجَهَ بمقاومة عسكرية، وأخرى اقتصادية معاً.
ويحذر عبدالمنعم رياض في محاضرة ألقاها قبل شهرين سابقين على عدوان يونيه 1967، بقوله: "لن تكتفي إسرائيل برقعتها الحالية،.. إن الخطوة التالية عندها هي الاستيلاء على الضفة الغربية للأردن، وعلى جنوب لبنان، ولها تطلعات في الإقليمين السوري والمصريوقد تسعى إسرائيل إلى التفوق النووي، حتى تتغلب على وحدة العرب، وتعوض عن طريق الرعب النووي، التفوق العربي الاقتصادي البشري".
خاض عبدالمنعم رياض أكثر من معركة، وكان أكثر المعارك التي خاضها قسوة معركتان: معركة الأردن في (يونيه 1967). ومعركة إعادة بناء القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة، بعد عدوان (يونيه 1967).
أولاً: معركة الأردن في (يونيه 1967):
في (30 مايو 1967) سافر عبدالمنعم رياض إلى الأردن، ليسهم في قيادة العمل العربي المشترك، في جبهة الأردن- إسرائيل، وهي وقتئذ، أطول الجبهات العربية مع إسرائيل. إذ تمتد مسافة (640 كيلومتراً)، غائرة في قلب فلسطين المحتلة، إلى أبعاد تقترب أحياناً من البحر الأبيض المتوسط، بما لا يجاوز (17 كيلومتراً)، في منطقة أطلق عليها أنصار إسرائيل اسم "خصر النحلة". ويمر خط الهدنة، بالقرب من بعض المراكز الحيوية في إسرائيل، فهي بذلك تشكل منطقة حاسمة في خط المواجهة العربية - الإسرائيلية، إذا وُجِِد فيها حجم مناسب من القوات البرية، ومن الإسناد الجوي، كما أنها تشكل أيضاً نقطة تهديد لخط الدفاع العربي، إذا لم يوجد هذا الحجم المناسب، خاصة إذا ركز العدو قواته في أية منطقة على طول الستمائة والأربعين كيلومتراً، في محاولة لاختراق مفاجئ. وهو الأمر الذي حاولت القيادة العربية الموحدة تفاديه، بأن اقترحت أن تتمركز القوات العربية لدعم الدفاع عن الأردن، على حدود الأردن ذاتها، وليس بعيداً عنها، بعداً لا تضمن القيادة معه، سرعة وصول القوات العربية، إلى مسرح العمليات، فيما إذا تعرض الأردن لهجوم مفاجئ، أو إذا تعرضت قوات الدعم نفسها، لقصف جوي وهي لا تزال في الطريق.
كان عبدالمنعم رياض يقظاً لدقة موقف جبهة الأردن، وهو يعلم، بحكم عمله في القيادة العربية الموحدة، أن الأردن كان سَيَتَسَلم المقاتلات، التي تعاقد عليها مع موردي السلاح التقليديين، على دفعات، ابتداء من سبتمبر 1967، وأن قدرة السرب الأول منها على الاشتراك في القتال، كانت ستكتمل في مارس 1968.
ووقعت معركة الأردن في الفترة من 5 إلى 10 يونيه 1967، وحارب الشعب الأردني كله، ولكن المعركة كانت بغير غطاء جوي، وضد عدو لجأ إلى القصف الجوي، في معركة إبادة. وأعاق القصف الجوي المستمر، وصول قوات الدعم العربي إلى مراكزها، في الوقت المناسب، كما لاقت حركات التعزيز، وتحريك القوات صعوبة بالغة، بسبب تدمير الجسور، وقصف الطرق جواً، دون وصول تعزيزات كافية إلى القدس، عبر خط جسر اللنبي وأريحا، وكذلك دون وصول التعزيزات إلى قطاع نابلس - جنين- طولكرم.
وقد عبّر عبدالمنعم رياض - بوصفه القائد العام لجبهة الأردن- عن معركة الأردن بقوله: "لم يكن في وسع القيادة المتقدمة، التي شكلت قبل المعركة بأيام، أن تفعل أكثر مما فعلت". وفي حديث للملك حسين، ملك الأردن، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، أشار إلى مقولة عبدالمنعم رياض السابقة، ثم عقب بقوله: "كنت من رأيه تماماً". ويستطرد الملك قائلاً: "نظراً للطابع الخاص الذي تميزت به معركة الأردن، والتي قادها رياض، كان يصعب على الفريق عبدالمنعم رياض أن يتصرف بشكل أفضل.. لقد بذل قصارى جهده.. لقد جمعتني به أُخُوَة السلاح، ونحن الذين تعاونا معه نعتبره، كلنا صديقاً".
ويشرح عبدالمنعم رياض مبررات تأجيل إصدار قرار انسحاب القوات الأردنية، من جبهة القدس فيقول: "لقد كافحنا حتى أصبح الاستمرار في التضحية انتحاراً". ..ولكن هل كانت التضحية المتوقعة نتيجة تأجيل قرار انسحاب القوات الأردنية من القدس، تساوي الأمل الذي كان يراودنا؟".
ويجيب عبدالمنعم رياض: "قطعاً نعم. فالأمل هو مستقبل الضفة الغربية كلها". ويستطرد رياض أنه كان يأمل أن يُصْدر مجلس الأمن قراره بوقف إطلاق النار، والقوات الأردنية، ما زالت بعد على خطوط الدفاع عن الضفة الغربية، أي أن يصدر القرار قبل أن تطأ قوات صهيون، أرض الضفة الغربية.
ثانياً: معركة إعادة بناء القوات المسلحة بالجمهورية العربية المتحدة (جمهورية مصر العربية حالياً):
وهي المعركة الثانية التي اُختبر فيها رياض. وقد كانت معركة صعبة، عَهِدَ فيها القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس جمال عبدالناصر، إلى نخبة من القادة العسكريين، كان منهم الشهيد عبدالمنعم رياض، لكي يعيدوا بناء قواته المسلحة، وهو أمر يتم على الأسس التالية: تنظيم جديد للقوات المسلحة. تدريب شاق طويل على أسس مدروسة. تكوين للقيادات وتدريبها، والتأكد من السيطرة عليها.دعم لروح القتال وإعادة الثقة إلى القوات المسلحة، بعد حملة التشهير التي تعرضت لها. اختيار يضمن نوع الرجال. مجهود وحركة في المجال الدولي، تضمن وصول السلاح إلى كل يد قادرة مدربة على حمله، (فريق أول محمد فوزي).
وفينهاية شهر يونيه 1967، وبعد أيام قليلة من بدء عملية إعادة بناء القوات المسلحة، التي قادها الفريق عبدالمنعم رياض، حاول العدو الإسرائيلي، التقدم لاحتلال بور فؤاد، على الضفة الشرقية لقناة السويس ـ وكان ذلك يعني في المفهوم العسكري ـ نجاح العدو في إتمام احتلال جميع مناطق الضفة الشرقية للقناة، وتأمين موقفه العسكري تماماً، نشبت معركة رأس العش، فصمدت القوات المصرية، التي كانت بالموقع والتي لا تتجاوز الفصيلة المشاة، وتكبد العدو خسائر فادحة. وتوالت بعد ذلك الاشتباكات، وأثبتت القوات المسلحة، تحت قيادتها الجديدة، قدرتها على رد العدوان، ففي 21 أكتوبر 1967، تمكنت القوات البحرية المصرية، من إغراق المدمرة الإسرائيلية (إيلات)، واستطاعت المدفعية المصرية المضادة للطائرات، من إسقاط ثلاث طائرات للعدو، فوق قطاع السويس، في شهر ديسمبر 1967، عندما حاولت أربع طائرات إسرائيلية، اختراق المجال الجوي.
وفيشهر أكتوبر 1968، تمكنت القوات الجوية المصرية، من إسقاط ثلاث طائرات للعدو، وأصابت الرابعة. واستطاعت المدفعية المصرية، في 8 سبتمبر 1968، أن تنزل أفدح الخسائر بالعدو، على الضفة الشرقية لقناة السويس. وشهد يوم 23 أكتوبر 1968، معركة تدمير قواعد الصواريخ الإسرائيلية. وتوالت الاشتباكات، بعد ذلك فيما عرف بحرب الاستنزاف.
افتتحتمرحلة حرب الاستنزاف، يوم 8 مارس 1969، بقصف مركز من المدفعية المصرية، ضد تحصينات ومواقع العدو، التي أقامها الجنرال حاييم بارليف Haim Bar Lev، رئيس الأركان الإسرائيلي، على الضفة الشرقية للقناة. واستمر الاشتباك بالنيران لمدة حوالي خمس ساعات، تمكنت فيها القوات المصرية، من تدمير جزء من مواقع العدو، وإسكات بعض مواقع المدفعية[4].
فيصباح 9 مارس 1969، كان الجميع في مقر قيادة القوات المسلحة، يرقب الموقف باهتمام، استعداداً لأي احتمال، نتيجة الاشتباكات العنيفة، التي وقعت على امتداد المواجهة مع العدو، من السويس جنوباً إلى القنطرة شمالاً، والتي تكبدت فيها قوات العدو خسائر جسيمة، في العتاد والأرواح. وعلى الرغم من هذا الموقف الخطير، وما ينذر به من احتمالات الانفجار، فقد قرر الفريق عبدالمنعم رياض، زيارة جبهة القتال، وليكون بين القوات، في فترة جديدة، تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر، لاستنزاف العدو، وليواجه مع جنوده كل الاحتمالات، ويرى عن كثب الموقف عقب معارك الأمس، وطار رياض على متن الطائرة العمودية، ومعه مدير المدفعية، وأحد ضباط مكتبه، إلى الجبهة، وكان مرحاً كعادته دائماً، على الرغم من الموقف المتوتر، واحتمالات تجدد القتال.
وفياليوم نفسه وصل عبدالمنعم رياض ومرافقوه، بعد أن انضم إليهم قائد الجيش، إلى أحد مراكز القيادة، ثم زار الوحدات التابعة له. وخلال تفقده لتلك الوحدات، كان يَطَّلع على سجل الحوادث، ويدرس الخبرة المستنبطة من الاشتباكات الأخيرة، ويبحث استهلاك الذخيرة، ويستمع إلى شرح سير التراشق، ويناقش مطالب الوحدات، ويبحث بعض المشاكل الخاصة، التي يعرضها عليه بعض ضباط الصف والجنود.
وفيالساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم 9 مارس 1969، طلب رياض من قائد الجيش، أن يحدد له وحدة مشاة فرعية لزيارتها. وبدا على قائد الجيش عدم الارتياح، ولما سأله عبدالمنعم رياض عن السبب، أجابه أن جميع وحدات المشاة التي اشتبكت بالأمس، تقع على الخط في مواجهة العدو مباشرة، وتحت سمعه وبصره، ولكنه أصر على رأيه، مؤكداً أنه سيذهب إليها ولو اضطر إلى الزحف.
واتجهعبدالمنعم رياض ومرافقوه، إلى ذلك الموقع الأمامي الأكثر تقدماً، وكان أقرب المواقع المصرية إلى الضفة الشرقية المحتلة من قناة السويس. وتطلع عبدالمنعم رياض من خلال نظارة الميدان، إلى مواقع العدو على الضفة الشرقية للقناة، والتي لم يكن يفصله عنها غير مائتين وخمسين متراً. وفجأة انهالت نيران هاونات ومدفعية ودبابات القوات الإسرائيلية، على المنطقة التي كان يقف عندها عبدالمنعم رياض، وتولت القوات المصرية على الفور الرد على نيرانها لإسكاتها. وكما يفعل الجندي في مثل هذا الموقف، اتخذ عبدالمنعم رياض ومرافقوه مكانهم في خندق قريب، متتبعاً سير المعركة، ومشاركاً في توجيه نيرانها، وإلى جانبه في الحفرة نفسها قائد الجيش، وعن كثب منهما مدير المدفعية. واستمر العدو يطلق نيرانه المركزة على الموقع.
وفيالساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، يوم 9 مارس 1969، انفجرت إحدى طلقات المدفعية، بعد اصطدامها ببعض الأشجار المحيطة بالحفرة التي ربض بها عبدالمنعم رياض، وأدي هذا الانفجار، وما ترتب عليه من شظايا قاتلة وتفريغ هواء، إلى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، وإصابة قائد الجيش. وبينما كانت المدافع المصرية تهدر على طول الجبهة، وتُوقِع بالقوات الإسرائيلية، دماراً لم يسبق له مثيل، كانت عربة جيب صغيرة، تحمل جثمان عبدالمنعم رياض، إلى مستشفى الإسماعيلية.
وتلقىالقائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس جمال عبدالناصر، نبأ استشهاد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أثناء رئاسته لاجتماع مجلس الوزراء، الذي كان يناقش تقريراً، عن سير العمليات العسكرية على الجبهة، وغادر القائد الأعلى قاعة الاجتماع، متجهاً إلى وزارة الحربية، حيث استمع إلى تقرير تفصيلي عن واقعة الاستشهاد، ثم أصدر بياناً نعى فيه إلى الأمة العربية عبدالمنعم رياض، وجاء في هذا البيان: "لقد كان من دواعي الشرف أن قدم عبدالمنعم رياض حياته للفداء وللواجب، في يوم مجيد، استطاعت فيه القوات المسلحة، أن تلحق بالعدو خسائر، تعتبر من أشد ما تعرض له. لقد سقط الجندي الباسل في ساحة المعركة، ومن حوله جنود من رجال وطنه، يقومون بالواجب أعظم وأكرم ما يكون، من أجل يوم اجتمعت عليه إرادة أمتهم العربية، والتقى عليه تصميمها قسماً على التحرير كاملاً، وعهداً بالنصر عزيزاً، مهما يكن الثمن ومهما غلت التضحيات".
ومنحبعد استشهاده أكبر وسام عسكري، وهو نجمة الشرف العسكرية. ورقي إلى رتبة فريق أول. وبهذا انتهت حياة هذا القائد العسكري، بعد ما يزيد على اثنتين وثلاثين سنة، أمضاها في حياته العسكرية. واعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يوم الشهيد، تخليداً لذكره.
كانعبدالمنعم رياض صاحب رأي في القيادة، التي يصفها قائلا: "لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذي يولد قائداً هو فلتة من الفلتات التي لا يقاس عليها، كخالد بن الوليد مثلاً، ولكن العسكريين يُصنعون، يصنعهم العلم والتجربة، والفرصة والثقة. إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم. والقائد الذي يقود، هو الذي يملك المقدرة على إصدار القرار، في الوقت المناسب، وليس مجرد القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار". كما كان يقول: "في الدراسة العملية لتصرفاتنا في المعركة، كانت قرارات الكثير من قوادنا، قرارات سليمة لكنهم ترددوا، ولم يعطوها في الوقت المناسب، ولا فائدة في قرار مهما كان سليماً إذا جاء بعد الوقت المناسب له بخمس دقائق، لأن الموقف الذي يواجهه يكون قد تغير، فالمعركة لا تنتظر أحد"[5]. وكان يكرر خلال مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة: :إذا وفرنا للمعركة القدرات المناسبة للقتال، وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز، وهيأنا لها الظروف المواتية، فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه".
أقوال بعض الشخصيات العامة التي كانت لهم صلة بالشهيد عبدالمنعم رياض:
قالعنه الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية: "..عسكري عربي فذ، يندر مثله، شجاعةً وخلقاً وإخلاصاً لأمته ولشرف الجندية".
قالعنهالفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة: "قدم الدليل الحي على روح الإيمان ـ بغير حدود ـ بحق الوطن وبرسالة المقاتل .. ختم حياته بأروع آيات البطولة في الجهاد والفداء".
قالعنه قائده المباشر الفريق أول علي علي عامر، قائد عام القيادة العربية الموحدة: "أساس العمل في القيادة العربية: أولاً الثقة بين الضباط، ثانياً الإيمان بالرسالة التي يتعاونون للوصول إلي هدفها المشترك، وقد اخترت رياضا رئيساً لأركان القيادة، لأنه جدير بثقة من يعمل معهم، ومن يعملون معه، ولأنه يؤمن بالرسالة، التي عرضتها علينا مؤتمرات ملوك ورؤساء الدول العربية"[6].



[1] إدارة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة المصرية، الجمهورية العربية المتحدة، من القادة العرب المعاصرين، ج1، الفريق عبدالمنعم رياض ـ القيادة العربية الموحدة لجيوش الدول العربية، شهيد فريق أول عبدالمنعم رياض، تأليف لواء طيار عبدالرؤوف عبدالحميد مصطفى، دكتور محمود حافظ ـ الموسوعة الفلسطينية، هيئة الموسوعة الفلسطينية، دمشق، ط1، 1984، ج3، ص181 ـ موسوعة السياسة، ج3، ص858.

[2] بطارية الدفاع الجوي هي أصغر وحدة أو تشكيل في قوات الدفاع الجوي.

[3] الموسوعة الفلسطينية، ص 181.

[4] مذكرات المشير محمد عبد الغني الجمسي حرب أكتوبر 1973، ط1، 1989، المنشورات الشرقية، باريس، ص164.

[5] محمد حسنين هيكل، مقال بصراحة، جريدة الأهرام، 14/3/1969.

[6] القيادة العربية الموحدة لجيوش الدول العربية، لواء طيار عبد الرؤوف عبد الحميد مصطفى، دكتور محمود حافظ، ص8.


images

رحمه الله عليه
</H2>
 
التعديل الأخير:
الوسوم
بنــدقـ تنـسى ســلمى شخصيات لا
عودة
أعلى