التغلب على التأتأة لدى التلاميذ

  • تاريخ البدء

املي بالله

نائبة المدير العام
مدى تأثير التدريب على الوعي و التكيف النفسي
أصبحت الدول تنظر إلى التربية على أنها عملية استثمارية تحاول من خلالها استغلال الطاقات و الموارد البشرية التي تعد الثروة الأساسية في المجتمع ، من هذا المنطلق زاد الاهتمام بالتربية الخاصة في مختلف دول العالم زيادة ملحوظة سعيا" لاستثمار واستغلال كل ما لديها من طاقات و إمكانات لتحقيق التقدم و الرقي في مختلف مجالات الحياة .
و لقد ظهر اهتمام كبير في مجال اضطرابات التواصل ، وهذه الإضطرابات تأخذ شكلين أساسين هما اضطرابات اللغة واضطرابات الكلام ، وقد جذبت ظاهرة التأتأة ( ( stuttering كأحد أشكال اضطرابات الكلام انتباه الباحثين نظرا للدور الكبير الذي يؤديه تواصل الفرد مع مجتمعه .
وهذه الظاهرة ، قد تؤثر على الجانب النفسي لبعض الأطفال و استجاباتهم و على سلوكهم اليومي، و قد تسبب لهم فشلا في حياتهم الشخصية وتؤثر على علاقاتهم الاجتماعية مع رفاقهم ومعلميهم فتزيدهم عزلة .
و في نظر علماء الاجتماع يحتاج الإنسان في مرحلة نموه الاجتماعي إلى اللغة التي يستخدمها في التفاعل الاجتماعي و التكيف النفسي معه ومع أفراد جماعته، حيث تمثل اللغة من الناحية النفسية أهم مظاهر السلوك الإنساني ( منصور، 1982 ).
إن اضطراب النطق و الكلام التي من مظاهرها التأتأة ، يؤثر على نمط استجابات الأطفال و على سلوكهم اليومي و يؤدي بهم إلى أن يسلكوه على نحو غير تكيفي يتمثل بالعزلة وعدم المشاركة ، و تجنب الاختلاطات الطلابية ، بالإضافة إلى أنه يؤثر على تحصيلهم العلمي و يعرقل سير حياتهم العلمية و العملية ( زريقات ، 1993 ) .
إن الفرد المتكيف أو المتلائم تتوافق وظائفه النفسية مع المحيط ساعية نحو التأثير فيه و الانصياع معا وان المحيط إما أن يكون محيطا ماديا كالبيئة الجغرافية أو الظروف الاقتصادية أو يكون محيطا اجتماعيا ( كالأسرة ، و المدرسة ، و النادي الرياضي ..... ) و العامل النفسي وتكيفه يدفع صاحبه كي يزداد إدراك لطبيعة محيطه ويساعده كي ينمي تأثيره في هذا المحيط وحسن التكيف بناء على إدراكه و معرفته بذلك يحقق للإنسان سيطرة متزايدة وتوافقا اجتماعيا ، بعكس سوء التكيف الذي يحول دون تفاهم الفرد مع نفسه أو تفاهمه مع الآخرين . و بدلا من التفاهم يدفع سوء التكيف
صاحبه إلى مزيد من الصراع و القلق والخجل والمشاركة و هذه كلها مظاهر سلبية ( السبيعي ، 1982 ) .
ليس من الممكن تعريف التأتأة إلا من خلال الحديث عن الطلاقة و عدم الطلاقة في الكلام .

 
فالطلاقة هي : أن يعبر المتكلم عما يدور في ذهنه بيسر و سهولة . وذلك من خلال كلام خال من تردد أو تكرار أو إطالة أو انحباس .
أما عدم الطلاقة فيتصف كلام المتكلم بالجهد ووجود أصوات إضافية من خلال تكراره للأصوات أو إطالتها أو انحباسها من الخروج و الوقوف قبل انتهاء المقطع الكلامي و يكون معدل سرعة الكلام متفاوت ، ويؤدي فقدان المقدرة عند المتكلم على الانتقال من صوت لآخر أو مقطع لآخر ( غانم ، 2002 ) .
وعرفها أسبير وروز ( 1983 ) بأنّها اضطراب في عملية الكلام بدرجة تجذب انتباه المستمع و المتحدث على حد سواء وتؤثر سلبا على عملية التواصل بينهما ، وذلك بسبب ما يعانيه الفرد من اضطراب في إيقاع الكلام و يتضمن التكرار اللاإرادي للأصوات والمقاطع الصوتية و إطالتها ، و كذلك التوقف عن الكلام ( الشخص ، 1997 ) .
وتتصف التأتأة بأنها انحباس أو تكرار أو إطالة الأصوات أو الكلمات أو أشباه الجمل أو الجمل بحيث يضطر المتكلم إلى التنفس ثانية أو التوقف بضع ثوان قبل أن يخرج الكلمة ، وتتأثر نتيجة لذلك سرعة الكلام و إيقاعه كما يبدو توتر في الوجه أو غير ذلك من المظاهر الجسمية ، وبخاصة أن التأتأة كثيرا ما تترافق بأعراض كثيرة كالأعراض الثانوية كإغماض العينين و فتحهما بشكل لاإرادي وهز الرأس و تكشير الوجه فضلا عما يعتري الكثيرين من الشد و الإكراه العضلي و محاولة تجنب التأتأة عند محاولة الكلام . وتظهر التأتأة مبكرة في حوالي الشهر الثامن عشر و هو العمر الذي يبدأ الأطفال فيه الكلام بأشباه جمل قصيرة ، ومع ذلك فإن التأتأة قد تبدأ في أي عمر حتى السادسة ( الوقفي ، 2000 ) .
فالتأتأة و ما يترتب عليها من آثار نفسية تؤثر في صحة الفرد كان محطة دراسة الباحث لإيجاد طرق العلاج المناسبة . وقد تعود التأتأة إلى نقص في التعليم اللغوي بسبب الخطأ السلوكي في نماذج تعلم الطفل .
- مظاهر التأتأة :
من الممكن أن تظهر التأتأة في شكلين :-
. حركات ارتعاشية متكررة .
- تشنج موقفي على شكل انحباس في الكلام يعقبه انفجار و هو ما يعرف " بالبكم المتعمد " حيث يتوقف الطفل عن الكلام بصورة متعمدة عند الطفل ، دون وجود سبب عضوي لها .
و يحدث في التأتأة توقف الكلام فترة يكون فيها الطفل غير قادر على إصدار الأصوات مؤقتا وبعد انخفاض توتر العضلات يحدث فيضان من الكلمات السريعة ، ثم يحدث توقف نتيجة التقلص و التوتر .
كما أن التأتأة يصاحبها تقلصات في عضلات الوجه مثل تقطيب الجبين و انتفاخ الخدين و بروز الفم .
و هناك حالات تكون أشد أعراض مثل توقف واضح في الكلام رغم حركة أعضاء الكلام ، ويصاحب تباعد المسافة بين كل كلمة و أخرى ... وتؤدي إلى مشاعر من القلق و الإحباط و الشعور بالذنب و سوء التكيف .
أيضا إعاقة الكلام بالتردد و بتكرار سريع لعناصر الكلام و تشنجات عضلات التنفس أو النطق . كما في المثال :
ففي التأتأة تنطلق هكذا س س س سعيد ( نطق حرف السين أكثر من مرّة ).

- أسباب التأتأة :
- النظريات الفسيولوجية و البيوكيميائية ترى أن التأتأة ناتجة عن تشنجات في العضلات الصوتية تعزى إلى عوامل نفسية و عاطفية .
- البعض يرى أن التأتأة ترجع إلى تطور غير طبيعي للجهاز العصبي المركزي ، و إلى أشارة كهربائية في جزء معين من الدماغ وخلل في الإدراك السمعي حيث يتلقى الفرد تغذية راجعة خاطئة
- النظرية التشخيصية – اللفظية – لصاحبها وندول جونسون – أن سبب التأتأة هو تشخيص الوالدين الخاطيء لعدم الطلاقة الطبيعية في كلام الطفل على أنها تأتأة فيتقبل الطفل الإيحاءات من والديه لبدء عملية التأتأة .
- نظريات التعلم ترى أن مرور الشخص بمواقف مثيرة للقلق يؤدي لحدوث التأتأة .
كما أن التأتأة تعود إلى نقص في التعليم اللغوي بسبب الخطأ السلوكي في نماذج تعلم الطفل المتمثلة في المربيات كما هو في الوقت الحالي .
كذلك استعمال الآباء و الأشخاص الآخرين لكلمات وجمل طويلة وتعبيرات لغوية معقدة وكلام سريع يزيد من احتمال التأتأة عند الطفل عندما يحاول تقليدهم في الكلمات والجمل والتعبيرات التي يستعملونها .
- التكيف النفسي لفئة المتأتي :-
يتطلب التكيف النفسي لدى الطفل قبول القيود التي يعاني منها الطفل فهو يحتاج إلى التواصل المتكرر و الدافيء ، فالعلاقة الدافئة الإيجابية تنمي لدى الطفل الذي يعاني من التأتأة الشعور بالأمان والسلامة ، فهو ينظر إلى الاضطراب الذي يعاني منه وفقا لوجهة نظر الوالدين ، فإذا عاملاه على أنه يستحق الاحترام ولديه قدرات معينة فسوف يتبنى وجهة النظر نفسها ، أما إذا نظرا إليه بوصفه إنسانا لا قيمة له فسوف ينظر إلى نفسه كذلك .
إشارة إلى البرامج التدريبية و الإرشادية التي يتم تقديمها من أجل تهيئة الظروف لهما لمساعدة أطفالهم الذين يعانون من اضطرابات النطق بشكل مناسب و فاعل .
ولا توكل هذه المهمة فقط للجهات الإرشادية فحسب بل باستطاعة أولياء الأمور و غيرهم من ذوي العلاقات المشاركة في ذلك . ( الخطيب ، 2003 ) .
فالتكيف النفسي له أبعاد هي :-
- التوافق الشخصي ويتضمن بعد السعادة مع النفس و الرضا عنها و التأقلم مع الاضطراب الذي يصاب به الشخص .
- التوافق الاجتماعي – يتضمن سعادة الفرد مع الآخرين .

 
- مشكلة الدراسة :-
يعيش الأطفال الذين يعانون من التأتأة بمظاهر من القلق النفسي و الإضطرابات العصبية و الخوف وسخرية الآخرين من كلامهم و الشعور بالإحباط والخزي ، مما يكون له الأثر السلبي لعلاقتهم مع الآخرين وذلك من وجهة نظر معلميهم .
فقد يتجنب الأطفال الذين يعانون من التأتأة الكلام مع أصحاب السلطة ( معلم ، مدير ، ... ) حيث يشعر الأطفال بعدم الراحة و الاستقرار في البيت . وذلك من خلال الشجار المتواصل للوالدين و الحرمان العاطفي ، و قد تحدث التأتأة من خلال نمط مارسته الأسرة في معاملة الطفل مثل استخدام أسلوب الضغط و الإكراه . و إيقاع العقوبات و الحرمان .
تحاول الدارسة الحالية معالجة مشكلة طالب من الصف الخامس يعاني من التأتأة في كلامه من خلال توظيف البيئة المحيطة والتدريب على الوعي لخلق نوع من التكيف النفسي.
هدف الدراسة :-
حاول الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية :-
ما مدى تأثير التدريب على الوعي للتكيف النفسي للتغلب على التأتأة لدى تلميذ الصف الخامس
هل هناك أثر لتفاعل البيئة المحيطة ( الأسرة، الأصدقاء، المدرسة، النادي، ... ) في تقدم الصحة النفسية لتلميذ الصف الخامس الابتدائي الذي يعاني من التأتأة
التعريفات الإجرائية :-
التأتأة ( ( stuttering :- هي ما تم تشخيصها على أنها اضطراب في التواصل اللغوي من قبل المختصين في مجال النطق و اللغة و التي يحدث فيها تكرار في صوت ( حرف ) أو مقطع أو كلمة أو إطالة في الأصوات ، و مقاطعات في الكلام ، حيث يصاحب ذلك بعض السلوكات التجنبية الهروبية مثل تجنب الطالب الألعاب التي تتطلب الكلام مع أصدقائه ، أو بعض اللازمات الحركية كاستخدام الطالب الإيحاءات أثناء الكلام سواء كانت الأيدي أو العينين .
التكيف النفسي :- هو مجموعة من الأفعال المتزنة لسلوك الفرد في حياته و البيئة المحيطة به.
التدريب على الوعي :- ( ( Awareness Training
يعتبر التدريب على الوعي من الأساليب التي تعمل على زيادة القدرة على التحكم الإرادي بالعادة ، حيث يضع العادة تحت السيطرة الطوعية ، و يمكن التدريب على الوعي الشخص المتأتيء من أن يصبح واعي لأنواع المواقف التي تستجر التأتأة لديهم ، و يجعلهم أكثر استعدادا للتعامل معه . كما ويعمل الوعي على التقليل من الشعور بالقلق نحو ملاحظة الآخرين لهم ويزيد وعيهم بطبيعة المشكلة لديهم
الدراسات السابقة .
في دراسة لماهر (( Maher -1992
التأتأة ذات المنشأ النفسي عند بداية البلوغ ، كان الهدف منها فحص سمات شخصية المتأتأ ذات المنشأ النفسي وتكونت العينة من 4 أشخاص من ذوي التأتأة قدراتهم العقلية طبيعية .
أظهرت النتائج أن التأتأة من هذا النوع ردة فعل عكسية عاطفية خارجة عن إرادة المتأتأ و غير قابلة للتفسير بسبب عضوي ، تم فيها تحويل المشكلة النفسية إلى مشكلة عضوية تمثلت بعدم القدرة على الكلام الطبيعي .
- وفي دراسة للابلانس وزملاءه (( LaBlanceetal , 1994
بعنوان دور معلم الصف تجاه التأتأة كان الهدف منها معرفة خصائص الأطفال المتأتئين و الأساليب النافعة لمعلم الصف لمساعدة هؤلاء الأطفال في المرحلة الابتدائية و ما قبل المدرسة ، و التي تركز على طرق توفير نموذج النطق السليم و تحسين تقدير الذات لدى الطفل المتأتيء و إيجاد بنية نطق جيدة له . أظهرت الدراسة أن التأتأة منتشرة عند الذكور أكثر مما هي لدى الإناث بنسبة ( 5ذكور : 1 إناث ) .
ويقول إن التأتأة لها آثار سلبية ذات دلالة على التطور الشخصي و الاجتماعي على الطفل و أدائه في الصف ، و من المعروف أن التأتأة من اضطرابات التواصل المركبة و الصعب فهمها.
كما أشار الريماوي ( 1994 ) في دراسة لموكروفسيكا بعنوان الإجراءات العلاجية للمتأتئين الصغار ، ما قبل الدراسة المقدمة في أحد المستشفيات إلى أنه تم وصف برنامج للعلاج المكثف لأمراض الكلام.
وركز البرنامج على العلاج الفردي للكلام مصحوب بالعلاج النفسي التفسيري للمرض .
و أجرى كوت (( cot ورفاقه دراسة ، هدفت إلى التعرف على أثر المساعدات الاجتماعية و طريقة تنظيم التنفس في معالجة حالات التأتأة و قد اشتملت عينة الدراسة على 24 شخص يعاني من التأتأة .
وقد افترضت الدراسة بأن الإجراءات المستخدمة في العلاج سوف تزيد من سلوك الطلاقة في الكلام و لم تدعم النتائج ، بعد الانتهاء من عملية العلاج بقوة فعالية الإكلينيكية لطريقة تنظيم التنفس .
و أجرى كل من لادوسير (( Ladoceur و بودرو ( ( Boudreu دراسة استخدموا فيها التدريب على الوعي وتنظيم التنفس في تعديل سلوك التأتأة و أشارت نتائج الدراسة إلى فعالية التدريب على الوعي و تنظيم التنفس في خفض سلوك التأتأة بالمقارنة مع الإجراءات الضابطة حيث انخفض سلوك التأتأة إلى 5% عند أفراد المجموعة التجريبية .
التعليق على الدراسات السابقة :-
أكثر النظريات و الدراسات السابقة أكدت على أنه لا يوجد سبب واحد يؤدي إلى إصابة الأطفال باضطراب التأتأة ولكن أجمعت أكثر النظريات و الدراسات السابقة على أن الحالة النفسية هي الأكثر ترجيحا من بين النظريات و الدراسات لإصابة الأطفال باضطراب التأتأة و كذلك ترجيح جميعها على التدريب على الوعي في معالجة التأتأة .
و قد تتفق الدراسات حول العلاقة الوثيقة بين مشكلات النطق والبيئة العاطفية التي ينمو فيها الطفل
ويمكن تلخيص نتائج الدراسات التي بحثت في مدى التكيف النفسي و التدريب على الوعي على النحو التالي :-
إن الدراسات المشار إليها أعطت أمثلة عن نمط النتائج التي أمكن التوصل إليها في الدراسات القليلة التي تيسرت للباحث و هي في مجملها لا توضح مدى تأثير التدريب على الوعي في التكيف النفسي للتغلب على التأتأة .
لذا تحاول الدراسة الحالية " دراسة حالة " بحث ما مدى تأثير التدريب على الوعي في التكيف النفسي للتغلب على التأتأة عند طالب الصف الخامس و ذلك بمساعدة البيئة المحيطة للطالب التي تتمثل ب( الأسرة ، الأقران ، المدرسة ، الأصدقاء ، النادي ) .
 
برنامج التدريب على الوعي :
تلقى الطالب تدريبا على الوعي بهدف التغلب على سلوك التأتأة وأشتمل التدريب على مرحلتين
الأولى : تدريبا على الوعي حيث تم تدريب الطالب لمدة 6 جلسات عبر أسبوعين و بواقع ثلاث جلسات للحالة في الأسبوع و بمتوسط ( 30 ) دقيقة لكل جلسة .
الثانية : التكيف النفسي حيث أشتمل التدريب على ست جلسات عبر أسبوعين و بواقع ثلاث جلسات للحالة في كل أسبوع . كما كانت تتم مقابلات أقران الطالب وذوويه لتزويدهم بتمارين متعددة .
المرحلة الأولى : مرحلة التدريب على الوعي
-الجلسة الأولى : -
في هذه الجلسة تم مراجعة الإزعاجات و المضايقات و الآثار السلبية الناتجة عن التأتأة ، و المعاناة التي يعانيها المتأتيء ، بشكل تفصيلي ، وذلك بهدف رفع مستوى الدافعية عند المتأتىء لتقبل العلاج .
- الجلسة الثانية و الثالثة :-
تم تحديد الحروف و المقاطع والكلمات التي يتم فيها التأتأة أكثر من غيرها و كذلك تم تحديد الأماكن التي تتم قيها التأتأة بداية ، نهاية الكلمة أو الجملة وذلك بالطلب من المفحوص بقراءة لبعض الدروس و بالإضافة إلى وصفه و معرفته بطبيعة الحروف و المقاطع و الكلمات التي يتأتيء بها أكثر من غيرها ، و كذلك تم تحديد شكل التأتأة التي يعاني منها المفحوص ( تكرار إطالة ، تردد و حيرة ، توقف أثناء الكلام ) وذلك بهدف تزويد المتأتيء بنوع التأتأة لديه وبطبيعة و أماكن ظهورها .
- الجلسة الرابعة :-
تم وصف الظروف و الأماكن التي تتم فيها التأتأة ، بشكل تفصيلي أكثر من غيرها للأماكن و الظروف الكلامية و المناسبات الاجتماعية التي تظهر فيها المعاناة من التأتأة .
-الجلسة الخامسة :-
تم في هذه الجلسة وصف مفصّل لطبيعة الحركات المرتبطة بالتأتأة مثل حركات الأيدي و الوجه و العينين ، وذلك من خلال الطلب من المفحوص الحديث أمام المرآة وملاحظة الحركات التي يقوم بها و المرافقة لعملية التأتأة في كلامه و تقديم وصف مفصّل لطبيعة هذه الحركات .
- الجلسة السادسة:-
تم تزويد المفحوص بالمقاطع والحروف و الكلمات التي يتأتيء بها أكثر من غيرها وكذلك بأماكن ظهورها ( بداية ، وسط ، نهاية المقطع ... ) .
وشكل التأتأة التي يعاني منها .. وكذلك بطبيعة المواقف و الظروف و الأشخاص الذين يثيرون التأتأة لديه . بعد ذلك طلب من المفحوص أن يقرأ ، و عندما يشعر بأنه سوف يتأتيء أو يرى الحروف و المقاطع و الكلمات التي يتأتيء بها أن يتوقف عن القراءة لمدة 3 ثواني ، ثم يتابع القراءة بعدها و كانت القراءة أمام المرآة لضبط حركات الأيدي أو ما يصاحبها . ِ
- المرحلة الثانية :-
الجلسة السابعة :-
تم في هذه الجلسة التدريب على أسلوب الاسترخاء الذاتي وذلك بالطلب من المفحوص أن يأخذ شهيق عميق ببطء و انتظام و إخراجه ببطء وذلك بهدف التقليل من مستوى القلق لدى المفحوص ... بحيث صاحب الموقف الموسيقى الهادئة المغذية للأعصاب ... لتساعد على خفض التوتر ...
وبعد ذلك تم عرض شريط فيديو حول التأتأة للطالب و تزويده بنشرات مبسطة لقراءتها . للتوضيح للمتأتيء أن مظاهر التأتأة الأساسية لا تشكل إلا جزء بسيط من مجموع كلامه و الأجزاء الأخرى التي تزعجه بشكل كبير متعلمة .
الجلسة الثامنة :-
تم استخدام أنماط السلوك التي تعزز الطلاقة عند الطالب المتأتيء وذلك :
عن طريق التحدث بكلمة واحدة و بسرعة بطيئة ثم الانتقال إلى الكلام البطيء مع البداية السهلة و التفريق بين البداية السهلة و البداية الصعبة . و في هذه الجلسة تم تسجيل فترات من المحادثة المقننة لمدة دقيقة ثم دقيقتين ثم 3 دقائق ثم 4 دقائق ... ثم إعادة سماعها لتحديد فيما إذا كان المتأتيء قد اتبع أنماط سلوك تعزيز الطلاقة أم لا .
وذلك من حيث تقليل السرعة ، البداية السهلة ، التلامس الخفيف بين أعضاء النطق ( بدون شد أو توتر ) ، الإحساس الداخلي بالفرق بين البداية السهلة و الصعبة ، و كذلك الفرق بين التلامس المتوتر و غير المتوتر و أيضا تعديل أنماط سلوك التنفس إذا دعت الحاجة لذلك ....
الجلسة التاسعة :-
التأكيد على استخدام الأنماط السلوكية للمتأتيء و تأسيس مهارات الطلاقة و هي القراءة بطريقة بطيئة و طليقة مع الإطالة و مد الكلمات ... ومن الأهمية في هذه الجلسة نقل مهارات الطلاقة في المحادثة و القراءة في غرفة العلاج نفسها أمام عدد من الاصدقاء . و بعد ذلك تم الانتقال مع الأصدقاء إلى غرفة الصف لتطبيق ما تمّ تعلمّه .
الجلسة العاشرة :-
تم نقل مهارات الطلاقة في المحادثة و القراءة للطالب المتأتيء من غرفة العلاج إلى البيت مع الوالدين و الأقران ... ثم نقل مهارات الطلاقة في المحادثة و القراءة بعد ذلك مع الغرباء ...
الجلسة الحادية عشر و الجلسة الثانية عشر :-
تم اصطحاب التلميذ إلى الإذاعة المدرسية الصباحية أمام الهيئة التدريسية و الطلاب حيث قام بإلقاء موضوع علميّ كان يشتمل على الحروف التي كانت تسبب التأتأة للمتأتيء .
 
انظر ملحق رقم (3 ) كذلك تمثل الموقف للتقليل من حدّة التوتر .
ثانيا :- المعالجة غير المباشرة :-
- تم تقديم الاستشارة للوالدين واشتملت على :-
أ – توضيح برنامج المعالجة للوالدين ودورهم في البرنامج .
بحيث تضمن ذلك بيان مراحل العلاج ، و النتائج المتوقعة مع التركيز على أهمية نقل الطفل من التأتأة الصعبة إلى التأتأة السهلة ، و أننا لا نهدف إلى إلغاء التأتأة كليا كما تم إخبارهم عن فترة العلاج بأنها ستستغرق ما بين 4 أسابيع إلى 6 أسابيع .
ب – تم الحديث مع الأهل عن النظريات و الأبحاث المتعلقة بالتأتأة بإيجاز و عن مبررات برنامج المعالجة . و أيضا تم مناقشتهم بالمعتقدات و الأفكار الموجودة عندهم ودحض الخاطيء منها وخاصة فيما يتعلق بالشعور بالذنب لديهم ، و تزويدهم بأية معلومات مكتوبة حول المشكلة . ثم تم تعريفهم بالأسباب المحتملة للتأتأة واستعداد الطفل الفسيولوجي لها و علاقة البيئة و التطور بهذه الأسباب ، و تعريف الأهل بأنماط سلوك
التجنب التي تعلمها ابنهم للخروج من التأتأة . و كيفية الحد من أنماط السلوك غير المرغوب أثناء المعالجة.
ج – حدّدت للأهل العوامل التي تقلل من الطلاقة والحد منها ... وبالتحديد الجوانب البيئية و تأثيراتها السلبية على الطلاقة عند الطفل و الحد من الضغوطات النفسية التي يتعرض لها المتأتيء في هذه المرحلة في البيت .
د – بالتعاون مع الأهل تم تحديد المواقف التي تعزز الطلاقة لزيادتها بحيث يستطيع الأهل تحديد هذه الأوقات لإعطاء الطفل أكبر قدر ممكن من الفرص للتعبير بطلاقة مع تقديم التشجيع اللازم له.
ه – أيضا تم مناقشة أخوة الطالب للحدّ من المضايقة و بيان لهم أن هذا السلوك يزيد من التأتأة عند أخيهم و يقلل من نجاح العلاج .
- توضيح برنامج المعالجة لمعلم الصف و دوره فيه .
أ- نوضح مراحل العلاج .
ب- إطلاع المعلم على نتائج العلاج و أيضا تقديم نشرات توضيحية تخص التأتأة . وذلك كلّه للتأكد من أن المعلم قد قدّم تغذية راجعة حول طلاقة الطفل بشكل أفضل .
ج- المشاركة الصفية :-
تم اتفاق بين المعلم و الباحث بشأن مشاركة المتأتيء في الصف ... و اتباع أفضل السبل لتشجيعه و تعزيزه على ذلك . د- الحد من المضايقة :- وذلك بمنع المضايقة إذا علم بها المعلم و مناقشة الأمر مع الشخص الذي يقوم بالمضايقة و مساعدة المتأتيء على تجاهل المضايقة ... و توضيح أن تجاهل المضايقة سيؤدي إلى عدم تكرارها إذا تم تجاهلها لعدة مرات .
نتائج الدراسة .
يتناول هذا الفصل عرضا للنتائج المتوصل إليها من خلال دراسة الحالة المعروضة .
حيث هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى التدريب على الوعي للتكيف النفسي لدى تلميذ الصف الخامس الذي يعاني من التأتأة .
أولا" :- النتائج المتعلقة بالسؤال الأول و هو :-
" ما مدى تأثير التدريب على الوعي و التكيف النفسي في التغلب على مشكلة التأتأة عند طالب الصف الخامس ؟ "
لقد أظهرت النتائج فعالية عالية لاستخدام التدريب على الوعي للتكيف النفسي وفقا للظروف و الإجراءات التي تم تطبيقها .
و قد لاحظت الدراسة أن تطور التأتأة و شدتها تطور لدى الطفل سلوكات من التجنب و الانسحاب وتقلل عنده مشاعر احترام الذات و يلجأ إلى بعض الحيل الدفاعية لحل مشكلة التأتأة و لحماية مفهوم الذات ومن هذه الوسائل ما يصاحب التأتأة من سلوكات تجنبية لتجنب مواقف التأتأة .
لقد عملت الدراسة على تزويد الفرد الذي يعاني من التأتأة بتعلم يمكنه من المعالجة الذاتية لسلوك التأتأة ، و بالتالي تكون قد ألقت جزء كبير من المسؤولية على عاتق الطالب وذلك من خلال استخدام و توظيف المهارات التي تم التدريب عليها في المواقف الحياتية .
أن المظاهر المرافقة لسلوك التأتأة و المتمثلة بتجنب المواقف الكلامية و الاجتماعية و المرور أمام المجموعات الطلابية و العزلة الاجتماعية والتي هي موضوع أهمية هذا البحث إلا أن ملاحظات المعلمين و المرشد المقيمين في المدرسة ، قد أشارت إلى ظهور تحسن في مشاركة الطالب الذي يعاني من التأتأة في النشاطات داخل الصف و خارجه ، فقد تحدث أحد المعلمين في فترة قياس المتابعة ، إلى أن الطالب الذي يعاني من التأتأة قد تحسن لديه مستوى المشاركة داخل الصف و أنه قد طلب منه القيام بأحد أدوار المسرحية التي يقوم بإعدادها . و لعل هذا من شأنه أن يشير إلى التحسن في العلاقات الاجتماعية لدى عينة الدراسة و إلى انخفاض في تجنب المواقف الكلامية و الاجتماعية ، و قد تحدث ولي أمر الطالب أثناء فترة قياس المتابعة يصف سلوك ابنه بعد المعالجة فقال
التغلب على التأتأة لدى التلاميذ
أنه أصبح يقوم بنشاطاته بشكل أكثر جرأة و أن اختبار الشهر الثاني في المدرسة قد تحسن بشكل أفضل بعد أن كان يعاني من الخجل و الانطواء على ذاته و ربما هذا مؤشر آخر على صحة نفسية و تكيف أفضل ) .
ومن هنا فانه يمكن القول أن الانخفاض في سلوك التأتأة ، من شأنه أن يساعد في تحسين مستوى العلاقات الاجتماعية و الشخصية و مواجهة المواقف الكلامية .
ثانيا" :- النتائج المتعلقة با لسؤال الثاني و هو :-
هل هناك أثر لتفاعل البيئة المحيطة ( الاهل ، و المدرسة ، و الأقران ، ... ) في تحسن الصحة النفسية لدى تلميذ الصف الخامس الذي يعاني من التأتأة ؟ "
أظهرت نتائج الدراسة بأنّه تتأثر لغة الطفل بالجو الأسري الذي يعيش فيه فالبيئة التربوية و الأسرية ذات علاقة بشخصية التلميذ و تكيفه مع من يحيطون به فاللغة تعد وسيلة الطفل التي يعبر بها لأمه عن مطالبه و حاجاته أو تلقي التعليمات منها ، و هذا يظهر مدى تأثيره بإيجابية البيئة أو سلبياتها فإن الاهل يتعاملون مع التلميذ أكثر من غيرهم . وهذا يتفق مع دراسة لابلانس و زملائه ( ( Lablens etal , 1994 التي أشارت إلى معرفة خصائص الأطفال المتأتئين و الأساليب النافعة للأهل ، التي تركز على طرق نمو الطفل نحو النطق السليم و تحسين تقدير الذات لدى الطفل المتأتيء ، و إيجاد بيئة نطق جيدة له .
إذ أنه أثبتت الدراسة أثر تفاعل البيئة المحيطة في تحسين مدى الصحة النفسية لدى تلميذ الصف الخامس الذي يعاني من التأتأة .
الاستنتاجات:
لقد تم رصد اختبار قبلي و تكويني و اختبار بعدي و قد تمّ تمثيله برسم بياني .
قد تلاحظ من خلال الرسم أنه في الجلسة الرابعة يوجد تراجع للطالب ... وذلك بسبب تعرض الطالب للسخرية من أحد زملائه و تأثره بذلك .كذلك في الجلسه الثامنه لقد تعرضه للاساءة من بعض الاقران فتأثرة العينه بذلك .
بناء" على ما تقدم يمكن الإشارة إلى التوصيات التالية :-
عمل دورات متخصصة في مجال اضطرابات النطق و الكلام للمعلمين للتعرف على الطلبة الذين يعانون من اضطرابات النطق و الكلام للتعامل معهم بالطريقة الصحيحة التي تساعدهم على التكيف الصحي .
إجراء فحوصات و اختبارات دورية تتناول مستوى السمع و الإبصار و القدرة العقلية العامة و القدرة اللغوية .
تصميم البرامج الوقائية للإضطرابات اللغوية .
تصميم بطاقات متابعة للتواصل ما بين الأقران و المدرسة .
التأكيد على الجانب النفسي للطالب و ضرورة مراعاة صحته النفسية في كل شيء
 
عودة
أعلى