التوعية الخاصة بصعوبات التعلم

  • تاريخ البدء

املي بالله

نائبة المدير العام
نموذج غرفــــة الـمـصــادر لذوى صعوبات التعلم​



أ.د. أحمد أحمد عواد
أستاذ التربية الخاصة
جامعة قناة السويس/مصر
جامعة عمان العربية /الأردن
1431ه/ 2010م




المقدمة:
يلاحظ المعلم أن هناك الكثير من الطلبة في الصفوف العادية يختلفون عن اقرانهم في نواحي عدة، وبسبب هذا الاختلاف فإنهم يظهرون أنماطاً من الصعوبات في الجوانب التي يختلفون فيها عن غيرهم، فقد يظهرون صعوبات إدراكية معرفية أو حسية أو جسمية وصحية أو مشكلات سلوكية، وهذه الصعوبات تجعلهم غير قادرين على القيام بالمهمات المطلوبة منهم في المدرسة مما يؤثر بشكل سلبي على تحصيلهم الدراسي وبالتالي على تكييفهم المدرسي والاجتماعي.
هناك صعوبات تعلمية بسيطة يمكن للطالب أن يتخطاها بقليل من العون والفهم من المعلم أو بعمل ترتيبات أو إجراءات داخل الصف العادي، ولكن البعض الأخر اكثر شدة في الصعوبة ويحتاج من المعلم إلى اهتمام أكبر أو استشارة أو تحويل إلى مختص خارج المدرسة، وفي كل الأحوال يبقى للمعلم دور أساسي وهام سواء في كشف حالات هؤلاء الطلبة، أو محاولته حل مشكلاتهم أو تحويلهم أو متابعتهم.
إن المساعدة المبكرة والفعالة لهؤلاء الطلبة تؤدي إلى نتائج إيجابية تنعكس اثارها على الطالب وعلى صفه ومدرسته واسرته، وتزيد من ثقة المعلم بنفسه وتجعله معلماً ناجحاً.
إن أغلب الطلبة الذين يتسربون من المدرسة أو الذين يتكرر فشلهم هم الطلبة الذين يعانون من صعوبات تعلمية معينة، ويحتاجون فقط إلى نوع من العناية والاهتمام من قبل المعلم كتعديل وتكيف للمنهاج وتقديمه بأسلوب تدريسي يناسب هؤلاء الطلبة.
إن تلبية احتياجات هؤلاء الطلبة من قبل معلم الصف العادي في المدرسة هو مطلب تنادي به التربية الحديثة، وينسجم مع مبادئ التربية الخاصة بضرورة دمج هؤلاء الطلبة مع أقرانهم العاديين وعدم فصلهم في مؤسسات أو مراكز معزولة، وتحقيق مبدأ الطالب في أقل البيئات عزلة.

غرفة المصادر:

نشأة وتطور مفهوم غرفة المصادر:
بدأ استخدام غرفة المصادر تاريخياً منذ الثلاثينيات من القرن العشرين مع فئة الإعاقة البصرية (هاميل وبروان، 1983) واتسع استخدامها حتى أصبحت مألوفة في منتصف الستينيات من نفس القرن في علاجات التعلم، الإعاقة العقلية البسيطة، والاضطراب الانفعالي، وصعوبات التعلم، والمشكلات السلوكية البسيطة.
وفي أوائل الستينات من القرن العشري، ظهر نماذج لمراكز المصادر التعليمية لتخدم أقسام المناهج والطرق في الكليات التربية، وخاصة خدمات التربية الميدانيةاللذين كانوا اشد الحاجة إلى التعرف واستعارة المصادر التعليمية لاستخدامها في التدريب الميداني وأظهرت مثل هذه المراكز في مجالات التربية الخاصة فيما يسمى مراكز التربية الخاصة للمواد التدريسية وكانت " خمسة" مراكز في الولايات المتحدة حتى عام 1965، وسرعان ما فضلت الجامعات إنشاء غرف للمصادر التعليمية لتخدم المدارس بدلاً من تركيزها في أقسام التربية المناهج وطرق التدريس بالجامعات، حيث كانت الاستعارة والاستخدام والاسترجاع... كلها نظم تعمل ضد مدى الاستفادة من هذه المراكز، فكان ميلاد "Resource rooms" وعلى نطاق واسع منذ ذلك الوقت في المدارس العادية أو في مدارس التربية الخاصة.

تعريف غرفة المصادر:
هي فصل دراسي ملحقة بالمدرسة العادية، يتلقى فيها أولئك الطلاب الخدمات التربوية الخاصة والذين تستدعي حالاتهم وظروفهم مساعدة مكثفة بدرجة أبكر مما يمكن تقديمها لهم بين أقرانهم من العاديين في الفصل العادي حتى يتمكنوا من الاستفادة من احقيتهم التعليمية في المكان المناسب.
وهي نظام تربوي يحتوي على برامج متخصصة تكفل للتلميذ تربيته وتعليمه بشكل فردي يناسب خصائصه واحتياجاته وقدراته، في حين انها تفسح المجال أمامه ليتعلم في الفصل العادي لا المعلومات والمهارات الأكاديمية فحسب، بل التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين اللذان يعتبران من مقومات الحياة الاجتماعية السليمة فالطالب الذي لديه صعوبات تعلم عليه أن يقضي جزءاً من وقته في غرفة المصادر بشرط أن لا يزيد عن الوقت الذي يقضيه الطالب في هذه الغرفة أكثر من نصف يومه الدراسي.
حيث يقوم معلم غرفة المصادر بإمداد الطالب بالطرق والأساليب والوسائل التي تكفل له مسايرة أقرانه العاديين.

كيفية تأسيس وترتيب غرفة المصادر في المدرسة العادية (مواصفات الغرفة الجيدة)

المدرسة:
لا بد أن تكون المدرسة ذات أدارة ناضجة، إبداعية تبحث عن الجديد وتدعمه ولديها امكانيات المساحة، والمعلمين المؤهلين والمتدربين، والكوادر الأخرى المساندة، كما يجب أن تتميز المدرسة بالإنسانية في العلاقات بين العاملين فيها.

مكان الغرفة:
لمكان غرفة المصادر دور مهم ولهذا لا بد أن يكون الموقع بين الفصول التي تخدمها الغرفة أو قريب من الصفوف التي تخدمها الغرفة ومن الضروري أن تكون معزولة وبعيدة عن قلب المدرسة.

مساحة غرفة المصادر:
هي غرفة صفية ملقحة بالمدرسة العادية، تتراوح مساحتها بين (30م2 و 48م2) مجهزة بالأثاث المناسب، والوسائل التعليمية، والألعاب التربوية المناسبة ويلتحق بهذه الغرفة عدد من الطلاب من ذوي صعوبات التعلم وبطيئي التعلم يتراوح عددهم ما بين ( 20 و 25) طالباً من الصفوف الثاني، والثالث، والرابع، والخامس والسادس الأساسي.
ويشرف على تعليمهم معلمون ومعلمات، يحملون مؤهلات في التربية الخاصة أو دبلوم عالي في صعوبات التعلم، تعقد لهم دورات تدريبية متخصصة في مجال صعوبات التعلم.
ويتم تقسيم هؤلاء الطلبة إلى مجموعات دراسية حسب مستوى أدائهم التحصيلي في القراءة والكتابة، والأنماط اللغوية، والحساب بحيث تخدم الغرفة ( 3، 4) مجموعات، ويتلقون من (15-20) حصة في مادتي اللغة العربية، والرياضيات أسبوعياً.

مظهر الغرفة من الداخل:
يجب أن يكون منظرها ومظهرها جميل ومنظم ومرتب بشكل جذاب وفي حالة نظيفة دائماً.

مميزات غرفة المصادر:
من الضروري أن نتميز غرفة المصادر بتجهيزات خاصة تختلف عن تجهيزات الغرف العادية من حيث الأجهزة والاثاث والألعاب التربوية والوسائل التعليمية.

البيئة الطبيعية (التجهيزات والأثاث):
على معلم غرفة المصادر أن يهتم بالبيئة الصفية، والعمل باستمرار على جعل البيئة الطبيعية مناسبة وجذابة للطلبة، وتعزز دافعية الطلبة للتعلم، وأن يكون الاثاث وما يلحق به من أجهزة جذاباً ومريحاً ويؤدي الفرض منه في أركان الغرفة المختلفة.

الاكشاك التعليمية:
هي عبارة عن مكان للاستذكار، في أداء الأعمال والواجبات الفردية، بها منظر صغير مرسم أو مثبت على الحائط، وإنارة ملائمة فوق هذا المنظر وكرسي مناسب لجلوس الطالب، وكرسي أخر للمعلم عند الضرورة.

ركن اللغة العربية:
هو ركن مهم، تدرس فيه القراءة والكتابة والتهجئة والإملاء والتخاطب، وبه أجهزة خاصة بالتخاطب ووسائل تعليمية مناسبة تعفي بالفرض، والتدريبات العلاجية الخاصة بها.

ركن الرياضيات:
هو ركن أخر مهم من أركان غرفة المصادر، يضم الوسائل التعليمية المناسبة والملائمة لهذا الركن، ويضم أيضاً التقنيات والمواد التعليمية الخاصة بمادة الرياضيات اليدوية والمحوسبة.

ركن الأنشطة:
وهو ركن هام أيضاً يتم فيه التدريب على المهارات النفسحركية، من تدريبات تأزر بين العين واليد، والأذن واليد، الوقوف والجلوس، تدريبات المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة والهدف منها التكامل على أداء مواقف التعلم.

ركن الحاسوب:
وهو ركن يشتمل على جهاز الحاسوب وما يحتويه هذا الجهام من مواد تدريبية وتعليمية تفيد وتساعد في تعلم الطالب وقد يشمل أيضاً التلفاز الأجهزة السمعية والفيديو والانترنت.

المكتبة:
تحتوي المكتبة على الكتب المدرسية، مراجع، قصص، كتب ثقافية، اشرطة كاسيت، تعليمية مناسبة للطلبة الملتحقين بالغرفة.

ملفات التلاميذ:
نعلم أن ملفات التلاميذ ذات أهمية كبيرة من حيث أنها ترصد الطالب منذ دخوله الغرفة إلى تخرجه منها من خلال ما يلاحظه المعلم أولاً بأول عن مدى تحسن الطالب أو عدمه أو التعديلات التي تلزم من حيث الوسائل والاستراتيجيات والتقويم، وما تحويه هذه الملفات من تقارير عن تقدم الطالب أو عدمه لذا يجب أن تكون هذه الملفات مكتملة من حيث توفر جميع النماذج الخاصة بغرفة المصادر وأن تكون المعلومات مدونة في الملفات ، والمتابعة لها أولاً بأول حسب واجبات الغرفة.

مكان للمعلم:
من الضروري أن يتوفر للمعلم مكتب خاص، بحيث يسهل له متابعة كل ما يجري داخل الغرفة.

العمل الجماعي:
للعمل الجماعي أهمية كبيرة في أبعاد الملل والضجر وتشتت الانتباه عن التلاميذ ويفضل أن تكون هناك طاولات دائرية أو بيضاوية الشكل أو نصف دائرية.

</B></I>
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
..........
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى