الليجا تعود حزينة

الليجا تعود حزينة برحيل جوارديولا وصدمتي الشامبيونز


لن تكون الجولة الـ36 من عمر الدوري الإسباني كمثيلاتها، فهذه الجولة ستكون استثنائية بمعنى الكلمة وستخلد نفسها في سجلات التاريخ، إذ تأتي في ظل اجواء مثيرة تختلط فيها لحظات الأمل المبهجة بالحزن العميق، كما تمتزج لهفة الانتصارات مع وداع أليم مصحوب بنكبة الانكسارات.
ولعل الخلفية الأبرز التي تكسو مباريات الجولة هي مشهد الرحيل الدرامي لمدرب برشلونة بيب جوارديولا، الذي قرر الجمعة كتابة السطر الأخير في أسطورته الخالدة مع الفريق الكتالوني، حيث حسم الجدل المثار حول عقده مع الفريق ليؤكد أنه اكتفى بما حقق من انجازات وأنه سينهي علاقته بالفريق ليترك المهمة الثقيلة ملقاة على عاتق مساعده تيتو فيلانوفا.
ومن المقرر أن يستكمل فيلانوفا المشوار الذي بدأه جوارديولا في الليجا هذا الموسم، حيث يتعين عليه قيادة البرسا فنيا خلال المباريات الأربع المتبقية، وقد ودع فريقه إكلينيكيا حلم التتويج باللقب، وإن كان بصيص الأمل لا يزال موجودا.
وبخلاف مشهد الوداع الحزين، فإن دراما من نوع آخر ستغلف مباريات الجولة، فالقطبان ريال مدريد وبرشلونة يخوضان مباراتيهما جريحين، بعد الاخفاق القاري والخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، فالأول ضل طريقه الى الكأس العاشرة حين أجهضت ركلات الحظ الترجيحية حلمه امام بايرن ميونخ الألماني، في حين عجز الثاني عن الحفاظ على لقبه بعد أن فشل في فك شفرة تشيلسي الإنجليزي.
لكن ريال مدريد لديه فرصة أكبر في حسن ختام موسمه باستعادة لقب الليجا الغائب عن خزائنه منذ ثلاثة مواسم كان اللقب حكرا فيها على غريمه الكتالوني، إذ يحتاج الميرينجي الى فوزين فقط في مبارياته الأربع المتبقية ليعلن رسميا ظفره بالبطولة.
احزان الريال طاغية دون شك بعد خروجه من الشامبيونز ليج من دور الأربعة للمرة الثانية على التوالي، لكن لا يمكن انكار الطفرة التي حققها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مع الفريق هذا الموسم، فقد تحسن أداء الفريق كثيرا عن موسمه الأول، وإن خرج من الموسم بلقب الليجا فإن الأمر سيكون مرضيا بنسبة كبيرة لجماهير الأبيض الملكي.
ولعل الدواء الذي يهون على تلك الجماهير صدمة الشامبيونز، هو الفوز الملحمي في الجولة الماضية بالكلاسيكو على برشلونة بعقر داره 2-1 ، وهو الانتصار الذي طال انتظاره على نفس الملعب منذ 2007 ، وهي ايضا رصاصة الرحمة التي وجهت مؤشر بوصلة اللقب الى الريال.
مورينيو الذي كان متهما في السابق بالافراط في اتباع اساليب دفاعية، كسر هذا الموسم الرقم القياسي في عدد الاهداف المسجلة في موسم واحد في الليجا، ففي الكلاسيكو الاخير نجحت كتيبته في تسجيل الهدف رقم 109 ، فيما كان أقصى رقم تحقق مسبقا في موسم 1989-1990 بـ107 أهداف، وبالطبع الرقم قابل للزيادة في المباريات المقبلة.
كما أن الريال على موعد مع رقم قياسي آخر اذا ما نجح في الفوز في مبارياته الأربع المتبقية، حيث سيصل الى النقطة 100 ليكسر الرقم القياسي المسجل مسبقا بـ99 نقطة.
اما البرسا فهو أسوأ حالا من الناحية المعنوية، فالمدرب الأنجح في تاريخه غادر بالفعل، وامامه فرصة وحيدة في عدم الخروج صفر اليدين من الموسم حين يلاقي أثلتيك بلباو في نهائي كاس ملك إسبانيا، كما أن لقبيه المفضلين في الاعوام الاخيرة ذهبا ادراج الرياح، وإن كان أمله الوحيد في الليجا أن يخسر الريال أكثر من سبع نقاط في أربع مباريات، فضلا عن صدمة الخسارة في الكلاسيكو.
وبالنظر الى مباريات الجولة الـ36 ، فإن الريال سيستقبل بالبرنابيو ضيفه الأندلسي إشبيلية الذي يحتل المركز التاسع ويقاتل من أجل بطاقة مؤهلة لبطولة دوري أوروبا في الموسم المقبل تحت قيادة مدربه ميتشل نجم الريال السابق.
وينتشي الفريق الملكي بفوزه الساحق في الدور الأول بمعقل إشبيلية 6-2 ، فضلا عن أن الفوز سيجعله في حاجة لانتصار آخر وحيد في آخر ثلاث مباريات مع أثلتيك بلباو (في سان ماميس بإقليم الباسك) وبعدها غرناطة (في الأندلس) وريال مايوركا (البرنابيو) ليتوج رسميا بالبطولة.
اما الوصيف برشلونة فيحل ضيفا على رايو فايكانو في مدريد، وهو الفريق الذي هزمه في الدور الأول 4-0 ويستقر في المركز الـ15 حاليا.
وستكون المباراة هي الأولى منذ أربعة مواسم التي يغيب فيها جوارديولا عن مقعد المدرب، في حين سيكون الظهور الأول لفيلانوفا الذي ذاع صيته مرتين، أولهما حين وضع مورينيو إصبعه في عينه في كلاسيكو السوبر المحلي، وثانيهما حين خضع لجراحة لإزالة ورم في الحلق، وهي المناسبة التي استغلها مورينيو في الاعتذار وتمني الشفاء له.
لم يعد يتبقى للبرسا سوى انتظار هدايا الآخرين شبه المستحيلة، مع ختام البطولة بشكل مشرف بالفوز على فايكانو ومن بعده مالاجا وإسبانيول (في كامب نو) وريال بيتيس (في إشبيلية).
كما ستسلط الاضواء مجددا على معركة "البيتشيتشي" أو هداف الليجا، حيث يعتلي نجم الريال البرتغالي كريستيانو رونالدو القمة بـ42 هدفا بفارق هدف عن غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الهداف التاريخي للبرسا، مع العلم أن الرقم القياسي لهدافي تلك البطولة على مر تاريخها كان مسجلا باسم رونالدو نفسه في الموسم الماضي بـ40 هدفا.
وبعيدا عن صاحبي القمة، فإن الجولة ستشهد مواجهة مشتعلة بين مالاجا وفالنسيا على ملعب الأول، فكلاهما يبتغي الفوز لحسم الصراع على المركز الثالث، إذ يتفوق "الخفافيش" على "أثرياء الأندلس" بثلاث نقاط فقط.
ويسعى فالنسيا (55 نقطة) لمسح آثار خروجه القاسي من نصف نهائي دوري أوروبا على يد مواطنه أتلتيكو مدريد.
كما توجه الانظار الى أثلتيك بلباو السادس وأتلتيكو مدريد السابع، بعد أن وصل كلاهما الى نهائي إسباني خالص لبطولة دوري أوروبا، حيث يحل الفريق الباسكي ضيفا على ريال ساراجوسا قبل الاخير، وبالمثل يزور الفريق المدريدي ملعب ريال بيتيس الـ13 في الترتيب.
اما ليفانتي الخامس فيسعى للاقتراب من المربع الذهبي شريطة فوزه على ضيفه غرناطة.
وفيما يتعلق بصراع الهبوط، فقد ضمن الثلاثي راسينج سانتاندير وريال ساراجوسا وسبورتنج خيخون بشكل شبه نهائي توديع اضواء الليجا والنزول الى الدرجة الثانية.
 
الوسوم
الليجا تعود حزينة
عودة
أعلى