بناتكم أمانة في أعناقكم

رمزي

الاعضاء
بناتكم أمانة في أعناقكم

إنه لمن دواعي الاستهجان والغرابة بعد ألفٍ وأربعمائة واثنان وثلاثون عاماً على اكتمال شريعة سيد المرسلين, التي أنصفت المرأة, ورفعت قدرها, وحفظت حقّها, أن نجد من الرجال من لا يزال يعيش بعقل الجاهلية, وعصبيتها, وسفهها, فيبطش بالمرأة أمّاً وزوجة وأختاً وابنة, ويتمنى لو يدسّ من حوله من النساء في التراب, لا خشيةَ إملاقٍ, ولا خوفَ سَبيٍ وعار, ولكن ليرضي غروره, ويشفي داءه, وَيُكرس نَفسَه الرجل الأوحد, والبطل الأمجد, والحليم الأرشد.

ويزيدك استهجاناً وغرابة بعد طوفان العلم والثقافة والمعرفة الذي عمَّ العالم أجمع, أن تجد من لا يزال يميز بين الابن والابنة, فيمنح الابن كل شيء, ويحرم الابنة من كل شيء, ويسمح للابن أن يشاركه التسلط والبطش واتخاذ القرار, ويجبر الابنة على الخضوع والطاعة والتسليم.

ويثير دهشتك وأسفك بعد استغرابك أن يأتي الرجلَ فاضلٌ, مُتَّزِنٌ, راجحٌ, يخطب ابنته أو أخته, أو حفيدته, فتحدثه نفسه بالرفض, فيصول ويجول, ويثور ويُعربد, ويكمُّ الأفواه, ويُسكتُ الأصوات, ويُسفِّه الآراء, ويذبحُ القلوب, ويقتلُ المشاعر. ثم يأتيه سفيه, خامل, جاهل, نكرة, فيهبه ما يشاء, كأنه يتصرَّف بعقارٍ, أو دابةٍ أو حزمة شعير.

فهل تصدقون هذا أيها السادة؟ صدقوا, أو لا تصدقوا, فإنه موجود في مجتمعاتنا, واعذروني إن كان كلامي سَيتَّسم بالصراحة حتى الجَرح, فالحقيقة جارحةٌ, ومهما تغافلنا عنها فإنها ساطعةٌ كالشمس, لن يُخفيها ليلٌ بهيم, أو عُتُلٌّ لئيم.

أيها الرجال, أيها الآباء: هل شرع لكم الدين أن تُؤذوا بناتكم, وأن تُمسكوهن, حتى يأتيهن من يرضي غروركم وكبرياءكم من الأزواج؟ أم أشار عليكم بتخييرهن ومشاورتهن ونُصحهن وتسهيل أمورهن؟؟

أيها الرجال, أيها الآباء: أحدَّد لكم الشرع في الزوج سِنَّا, أو حالةً, أو جنسيةً, أو هيئةً, أم أمركم بما جاء على لسان نَبيِّكم صلَّى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".

أيها العائدون غداً إلى الله: مثلما سيثاب عند الله من أنجب, وأدَّب, ورعى, وزوَّج, سيعاقب من تَجبَّر, وتَجنَّى, وظلم, وتَعسَّف.

أيها الأدعياء تزعمون أنّكم الأفهم والأعرف والأعلم والأكثر خبرةً ودرايةً, وتتجاهلون ما حَصَّلته بناتكم من علم ومعرفةٍ واطلاع يفوق معرفتكم وعلمكم وتجربتكم.

وإذا كنتم تُريدهن صُمّاً بُكماً عُمياً, فلماذا تُرسلونهن إلى المدرسة والجامعة وسوق العمل؟؟!!

أيها الأُباة, الحُماة: بناتكم يخرجن إلى المدرسة, والجامعة, والسوق, والعمل, فّيُخطِئنَ ويُصبنَ, ويتَحرشنَ ويُتحرَّشُ بِهنَّ, ويعشَقنَ ويُعشَقن, ويضحن ويبكين, ويمازحن ويحاورن, وحين يَعُدنَ إلى البيت تَعَمون عن ذلك كلّه, أو تتناسوه, ولا تَرون أمامكم, أو لا تُريدون إلا أن تَروا آلةً بكماء تتحكَّمون بها, أو مخلوقاً ضعيفاً تسحقونه, وتمارسون عليه سطوتكم وجبروتكم.

أيها الغافلون إلا عن ظلمكم, أفيقوا من غفلتكم, وفكِّروا بمصير بناتكم بعد موتكم, هل ستخرجون من القبور لتظلموا وتتلذذوا بالجور والسطوة. هل سَتردُّون عنهم أَذى أنتم مهدتم له وتَسببتم به؟

هل ستخرجون إليهم ثانية لِتكمُّوا أَفواههن, وتمنعوهن من تحديد مصائرهن, أو الإفصاح عن مكنوناتهن.

أيها المُتعنِّتون المُتَغطرسُون: كل شيء سيمضي إلى حيث قُدِّر له, فكونوا رحماء ببناتكم. حافظوا عليهن ببناء شخصياتهن على أُسسٍ من الحق والخير والجمال والرشاد, ولا تُضيعوهن بالقهر والعسف والإذلال, فينقلبن عليكم, وينتقمن بأنفسهن منكم, وَيُمرِّغنَ أُنوفكم في التراب.

أيها الجبارون المتكبرون: كفاكم تناقضاً وخداعاً لأنفسكم كفاكم سطوةً وجبروتاً, حيث الحاجة إلى الرفق واللين والرحمة. كونوا أمناء على بناتكم, عَلِّموهنَّ, ناقشوهنَّ, حَاوروهنَّ, وبَصَّروهنَّ, وشاوروهنَّ, وخَيروهنَّ, ولا تمنعوهنَّ ما شرع الله لهنَّ, ولا تُغيروا وصيته لكم بهنّ. إنهنَّ يطمعن برحكمتم وإنصافكم, فإن لم تفعلوا, فأذنوا بحربٍ من الله ورسوله, وحاذروا دعوة المظلوم, فليس بينها وبين الله حجاب.
منقول
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
جهل الرجال هدول في وقتنا اكيد السبب ضعف الايمان والابتعاد عن تعاليم الدين الاسلامي وتعاليم ربنا سبحانه وتعالى
يعطيك العافية يا رمزي
 
صدقتي يا اخت نغم
التقصير والاستهتار موجود
نسأل الله صلاح الحال

و ان يحفظ بناتنا من كل مكروه
ان يوفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه
وان يجعل ذريتنا من عباده الصالحين

بناتكم أمانة في أعناقكم
 
اخي خالد شكرا


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
أعناقكم أمانة بناتكم في
عودة
أعلى