برنامج العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب الرهاب الاجتماعي

املي بالله

نائبة المدير العام
برنامج العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب الرهاب الاجتماعي:

العلاج المعرفي السلوكي أسلوب علاجي يحاول تعديل السلوك والتحكم في الاضطرابات النفسية من خلال تعديل أسلوب تفكير المريض وإدراكاته لنفسه وبيئته .
(عبد الستار إبراهيم، 1993، 342)
قام الباحث بإعداد برنامج العلاج المعرفي السلوكي لتخفيف اضطراب القلق، والرهاب الاجتماعي لدى عينة من المرضى تتراوح أعمارهم ما بين 18-45سنة ، وذلك لاستخدامه كأداة في هذه الدراسة:
لذا قام الباحث بوضع تصور لبرنامج العلاج المعرفي السلوكي للمرضى الذين يعانون من اضطراب القلق والرهاب الاجتماعي .
فقد اعتمد الباحث على الإطار النظري الإكلينيكي الذي قدمه إرون بيك Beck, A وزملائه وبعض البرامج العلاجية التي أُجريت في مجال العلاج المعرفي السلوكي، لبناء هذا البرنامج الذي سوف يقدمه الباحث، ولهذا يمكن القول بأن العلاج المعرفي السلوكي، والذي يتبناه الباحث في بحثه الحالي من العلاجات النفسية الحديثة نسبيًا، والذي يركز على كيفية إدراك الفرد للمثيرات المختلفة وتفسيراته لها، وإعطاء المعاني لخبراته المتعددة . ويستند هذا النمط العلاجي على التشغيل المعرفي للمعلومات الذي يرى أنه خلال فترات التوتر النفسي يصبح تفكير الفرد أكثر جمودًا وأكثر تشويهًا، وتصبح أحكامه مطلقة، ويسيطر عليها التعميم الزائد. كما أن هذا العلاج يتسم بالفاعلية والتنظيم والتحديد بوقت معين .
وتشير الدراسات الأجنبية والعربية إلى أن العلاج المعرفي السلوكي وسيلة في علاج كثير من الاضطرابات النفسية أو السلوكية .
وبالنظر إلى النتائج الإيجابية للدراسات السابقة يفترض الباحث الحالي أن العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن يكون فعالاً في علاج اضطراب القلق والرهاب الاجتماعي.
أ هداف البرنـامج : وتشمل ما يلي:
- بيان فاعلية العلاج المعرفي السلوكي بمساعدة تدريبات الاسترخاء في خفض حدة اضطراب القلق والرهاب الاجتماعي لدى المرضى المشاركين في هذا البرنامج العلاجى.
- تدريب المرضى على رؤية العلاقة بين الأفكار والمشاعر.
- تدريب المرضى على المراقبة الذاتية للأفكار والتخيلات السلبية وإخراجها إلى حيز التفكير.
- تدريب المرضى كيف يستطيعون استبدال المعتقدات الخاطئة والتصورات السلبية بمعتقدات إيجابية .
- تعديل الاتجاهات السلبية باستخدام إعادة البناء المعرفي والتي تتمثل في إحلال الأفكار الإيجابية محل الأفكار السلبية .
- تدريب المريض على فنية الاسترخاء.
- تدريب المريض على القيام بكل ما سبق كواجبات منزلية.
أهمية البـرنـامج:
تتضح أهمية البرنامج الحالي من الأساليب والفنيات التي يقوم عليها البرنامج، وذلك باعتبارها فعالة في علاج الاضطرابات النفسية، وتكمن أهمية البرنامج في وضوح النظرية المعرفية حيث تشمل على الجانب المعرفي والجانب السلوكي ولم اقتصر على جانب واحد، كما تتضح أهمية البرنامج في قصر الفترة الزمنية مقارنة بالأساليب العلاجية الأخرى .
الأسس التي يقوم عليها البرنامج المعرفي السلوكي :
يقوم هذا البرنامج العلاجي على مجموعة من الأسس الهامة وهي :
1 - الأسس العامة : وتشمل هذه الأسس مراعاة مرونة السلوك الإنساني، وحق المريض في التقبل دون قيد أو شرط، وكذلك حقه في العلاج النفسي، كما راعى الباحث الأسس الهامة التي يقوم عليها العلاج المعرفي السلوكي وهي قابلية السلوك للتعديل والتغيير والتدريب وضرورة الاستمرار في جلسات العلاج النفسي .
2 - الأسس الفلسفية : استمد هذا البرنامج أصوله الفلسفية من النظرية المعرفية السلوكية بشكل عام، وكذلك مراعاة طبيعة الإنسان، وأخلاقيات العلاج النفسي، ومن سرية المعلومات .
3 - الأسس الاجتماعية : وهذه الأسس تشمل الاهتمام بالفرد ككائن اجتماعي يتأثر ويؤثر في البيئة التي يعيش فيها، وأن الضغوط الاجتماعية تؤثر على شخصية الفرد. فالباحث استخدم أسلوب العلاج المعرفي السلوكي، حيث أظهرت الدراسات أن هذا الأسلوب ذو فاعلية في علاج الاضطرابات النفسية .
4 - الأسس الفسيولوجية والعصبية : يجب أن يتأكد الباحث من قيام الجسم بجميع وظائفه والخلو من الأمراض الجسمية والعضوية التي تؤثر على الناحية النفسية، فالباحث استخدم فنية الاسترخاء، حيث أن هذه الفنية تساعد الجسم إلى الوصول إلى حالة الاسترخاء التام .
المكونات الأساسية لبرنامج العلاج المعرفي السلوكي :
تتكون كل جلسة علاجية من مزيج من أربع مكونات علاجية أساسية وهي:
1- تقديم معلومات حول اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي، مما يساعد المرضى على فهم العمليات التي تتم في الشعور بالضغط النفسي أو القلق والتوتر، فغالباً لا يدرك المرضى أن لهم دوراً في تعقيد مشكلاتهم، وبمجرد إدراك هذا الدور يبدأ المرضى في التغيير نحو الإيجابية، فإن معرفة ما يحدث لهؤلاء المرضى يخفف من إحساسهم بالقلق والتوتر.
2- تعليم المرضى مهارات مواجهة القلق، بحيث يتم تدريب المرضى على بعض المهارات اللازمة للتحكم في اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي وخفض التوتر والقلق في هذين الاضطرابين.
3- وضع بعض المهام السلوكية المنزلية، حيث يتم تحديد التوقعات في مرحلة مبكرة، وهي أن الباحث يقوم بتقديم التدريب والتوجيه، وأن المريض هو مسئول عن تطبيق تلك المعلومات، بالإضافة إلى ممارسة مهارات المساعدة الذاتية.
4- التركيز على (الهنا والآن) دون الاعتماد الزائد على التاريخ البعيد للمريض.
المستفيدون من البرنامـج :
أعد الباحث هذا البرنامج للمرضى المترددين على العيادة النفسية والذين يعانون من اضطراب القلق، والرهاب الاجتماعي وفقًا للتشخيص الطبي والنفسي .
الخدمات التي يقدمها البرنامج :
يقدم هذا البرنامج عند تطبيقه وبعد تطبيقه خدمات علاجية وخدمات وقائية :
1 - الخدمات العلاجية : وتتمثل هذه الخدمات في مساعدة مرضى عينة الدراسة من مرضى اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي على خفض أعراض القلق والرهاب الاجتماعي لديهم، وذلك من خلال تعديل الأفكار الخاطئة وإبدالها بأفكار صحيحة وأكثر إيجابية .
2 - الخدمات الوقائية : يقدم هذا البرنامج العلاجي خدمات وقائية هامة لأفراد عينة الدراسة، وهو العمل على أن يكتسب المريض بعض الأساليب المعرفية والانفعالية والسلوكية التي تمكنه من مواجهة مخاطر القلق في المستقبل القريب والتغلب عليه، مثل ممارسة الاسترخاء والتدريب على التخيل والتعريض، والحوار الذاتي وصرف انتباه المريض عن القلق، وغيرها من الفنيات الأخرى .
3 - خدمات المتابعة : يقوم الباحث بعد الانتهاء من البرنامج العلاجي بدراسة تتبعية لمرضى اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي حتى يمكن التعرف على مدى الاستفادة من العلاج وعدم حدوث انتكاسة .
 
مراحل تطبيق البرنامج العلاجي:
يمر البرنامج العلاجي بأربع مراحل وهي:
المرحلة الأولى: وهي التي يتم من خلالها التعارف، والتمهيد، وتبادل المعلومات الشخصية بين الباحث والمريض، وتقديم الإطار العام للبرنامج وأهدافه، وذلك في الجلسة الأولى والثانية.
المرحلة الثانية: وهي المرحلة المعرفية والتي هدفت إلى تقديم خطة التغلب على اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي من خلال تقديم المفاهيم النظرية والمهارات المعرفية للتحكم في القلق.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة السلوكية وهدفها تقديم تلك الإجراءات وممارستها بعد تقديم المفهوم النظري لها، وذلك من خلال الجلسات.
المرحلة الرابعة: هي المرحلة وهدفها تلخيص الأهداف البرنامج وتهيئة المرضى لإنهاء البرنامج العلاجي.

الجلســـــــة الأولـــــــى :
أهـــــــداف الجلســـــــة :
1 - إقامة علاقة بين الباحث (المعالج) والمريض .
2 - تقديم شرح مبسط عن العلاج المعرفي السلوكي وأهميته .
زمـــــــن الجلســـــــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــــوى الجلســـــــة :
في هذه الجلسة التمهيدية استقبل الباحث (المعالج) المريض استقبالاً طيباً حيث أقام علاقة جيدة مع المريض، لأن هذه العلاقة تهدف إلى الألفة والتقبل والثقة المتبادلة بين المعالج والمريض ويكون هذا التقبل غير مشروط، حيث كان الاستقبال باهتمام ومن ثم قدم الباحث نفسه للمريض مع بعض الحديث الودي العام عن الأحداث الراهنة في مجال الرياضة مثلاً إذا كان لدى المريض اهتمام بالرياضة أو بأي مجال آخر وهذا على سبيل المثال، وكان الحديث الودي في حدود الخمس دقائق .
- بعد ذلك طمئن المعالج المريض بأن جميع المعلومات تكون في سرية تامة ولا يحق لأي شخص الاطلاع على هذه المعلومات .
- تلي ذلك أن قام المعالج بطرح أسئلة محددة للتأكد من التشخيص وهذه الأسئلة جزء من استمارة البحث النفسي . كما تم استماع لشكوى المريض قبل ذلك.
- تطبيق مقياس القلق الاجتماعي .
- يقوم الباحث (المعالج) بشرح المبادئ الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي للمريض، بحيث يوضح أن العلاج المعرفي السلوكي له أهمية كبيرة لمساعدته والتغلب على الرهاب الاجتماعي. فالأفكار التي تظهر بصورة تلقائية تنطبع بذهنه وقد لا يشعر بها إلا إذا ركز انتباهه عليها، وذلك من خلال التدريب على ذلك. وكان الشرح باللغة العامية بعيداً عن المصطلحات النفسية .
- كما يوضح أيضاً مدة البرنامج وعدد جلساته ومدة كل جلسة، وأن اللقاء يكون بواقع جلستين في الأسبوع ، ومدة الجلسة خمسون دقيقة، ويؤكد المعالج على ضرورة الالتزام بمواعيد الجلسات والتعاون في أداء الواجبات المنزلية وأهميتها في العلاج .
- أخيراً تختتم الجلسة بواجب منزلي (وهو تكليف المريض بتسجيل بعض المواقف اليومية التي تسبب له التوتر والقلق قبل وأثناء وبعد المواقف التي تسبب له الخوف. ويكون ذلك في سجل مراقبة الذات. حيث يتم شرح الاستمارة له .
الجلســـــــة الثانيـــــــة :
أهـــــــداف الجلســـــــة :
1 - تعريف المريض على طبيعة الرهاب الاجتماعي وأسبابه وأعراضه .
2 - تعريف المريض بالآثار النفسية المصاحبة من جراء هذا الاضطراب .
3 - تحديد المشكلة بدقة .
الفنيـــــــات المستخدمـــــــة :
1 - المحاضرة المبسطة .
2 - المناقشة والحوار .
3 - مراقبة الذات .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــة :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث (المعالج) من ردود فعل المريض تجاه الجلسة السابقة، وإذا كان هناك تساؤلات أو قضايا يرغب المريض مناقشتها، ثم بعد ذلك قام الباحث بإكمال استمارة دراسة الحالة، ومن ثم مناقشة الواجب المنزلي الذي تم الاتفاق عليه وهو سجل المراقبة الذاتية، ومناقشة الأعراض التي يشكو منها المريض وما هي المواقف التي عانى منها، وما هي المواقف المسببة لظهور هذه الأعراض، والبحث في الأفكار التلقائية التي كانت تحدث له قبل وأثناء وبعد موقف الخوف الذي عانى منه، ثم قام الباحث بتوضيح تلك الأفكار وماذا كان يجب عليه أن يفعله. وبعد ذلك قام الباحث بشرح موجز عن طبيعة الرهاب بصفة عامة وعن الرهاب الاجتماعي بصفة خاصة وما هي أعراض هذا المرض، وما هي أسبابه من وجهة نظر علماء النفس والطب النفسي .
كما تطرق الباحث الآثار النفسية والاجتماعية التي يتركها هذا المرض على صحة الإنسان النفسية، ثم يحاول الباحث تشجيع المريض وإثارة الدافعية لديه نحو العلاج النفسي حتى يتمكن الباحث من مساعدته وإبدال الأفكار الخاطئة التي كونها الفرد عن نفسه وعن الآخرين بأفكار إيجابية.
وفي نهاية الجلسة يختتم بتلخيص ما دار فيها من أقوال المريض وإضفاء تفسيراته التي تساعد على استيعاب مشكلته وما يجب أن يفعله حتى يتخلص منها أو من آثارها، ثم كلف المريض بواجب منزلي وهو سجل المراقبة الذاتية، حتى يتم مراجعتها في الجلسة القادمة .
الجلســــــة الثالثــــــة :
أهــــــداف الجلســــــة :
1 - أن يعرف المريض الدور الذي تقوم به فنية الاسترخاء في خفض التوتر والقلق .
2 - تدريب المريض على تمرينات الاسترخاء .
3 - مراجعة الواجب المنزلي .
الفنيــــــات المستخدمــــــة :
1 - المحاضرة والمناقشة .
2 - الواجب المنزلي .
3 - التدريب على تمرينات الاسترخاء .
زمـــــــن الجلســـــــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــــوى الجلســـــــة :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسة السابقة، وفسح المجال للمريض لذكر ملاحظاته أو استفساراته التي لديه. بعد ذلك تم مناقشة الواجب المنزلي. وتم التوضيح للمريض من خلال هذا الواجب التمييز بين الانفعال السلبي غير المناسب وبين الانفعال الإيجابي المفترض أن يكون، وكان النقاش يدور حول تلك المواقف التي يخشاها المريض وهي مقابلة الآخرين، وما هي الأعراض التي كانت تصاحب هذا الموقف وكيف كانت مواجهته أو ردة فعله تجاه هذه المواقف وهل تمت مواجهة تلك المواقف أو الانسحاب منها. بعد ذلك تم شرح فنية الاسترخاء بطريقة مبسطة وما هو الدور الذي تؤديه هذه التمرينات، كما وضح الباحث العلاقة بين التوتر والقلق الذي يحدث للإنسان وبين تمارين الاسترخاء. فالإنسان عندما يكون قلقاً تكون عضلات جسمه مشدودة ومتوترة، وهذا التوتر يضعف من قدرة الإنسان على التوافق والنشاط. فالفرد عندما يفكر بمقابلة الآخرين يحدث له توتر ويجب عليه في هذه اللحظة ممارسة تمرينات الاسترخاء حتى يبعد التوتر الذي هو فيه، كما يقوم الباحث بالشرح والتوضيح للمريض بأنه قد يشعر ببعض المشاعر الغريبة كالتنميل في أصابع اليد، ويجب أن لا يخشى ذلك، وأن هذا شيء عادي، كما ينبه عليه بأن يكون تفكيره مركز في هذه اللحظة أي في عملية الاسترخاء، كما أوصى الباحث المريض بأن تكون عضلات جسمه في حالة تراخي أثناء الاسترخاء، وأن يغمض عينيه لمنع التشتت البصري التي قد تعوق تمرينات الاسترخاء، ولكن في بداية جلسات الاسترخاء قد يسمح للمريض بين الحين والآخر بأن يفتح عينيه خاصة أن بعض المرضى لديهم الشك. ثم بعد ذلك يبدأ الباحث بتدريب المريض على تمرينات الاسترخاء كما هي موضحة في البرنامج العلاجي حتى التمرين الخامس .
وتختتم هذه الجلسة بتلخيص ما دار فيها ويكون التلخيص من قبل المريض. حتى تنتهي الجلسات النفسية في علاقة ما بين الباحث والمريض، كما يستفيد المريض من التلخيص الذي يقوم به في الجرأة والتحدث بدلاً من الانطواء وقلة الحديث، ثم يكلف بعد ذلك بواجب منزلي .
الجلســـــــة الرابعـــــــة :
أهـــــــداف الجلســـــــة :
1 - مراجعة الواجبات المنزلية .
2 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
3 - شرح فنية التخيل .
الفنيـــــــات المستخدمـــــــة :
1 - مراجعة الواجب المنزلي .
2 - شرح فنية التخيل.
3 - الحوار والمناقشة .
4 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
زمـــــــن الجلســـــــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــــوى الجلســـــــة :
بداية الجلسة يتحقق المعالج من رأي المريض حول الجلسة السابقة، وهل يوجد لديه أسئلة أو استفسارات حول ما دار بالجلسة السابقة أو الجلسات السابقة . ثم بعد ذلك تم مراجعة الواجب المنزلي والمتمثل في سجل المراقبة الذاتية، ومن خلال مناقشة المريض للمواقف والانفعال الذي يحدث له وما هي الأعراض المصاحبة للانفعال وكيفية مواجهة تلك الموقف. تم توضيح أسباب ذلك الانفعال وهي الأفكار الخاطئة أو الأفكار التي تحدث مباشرة وبعد ذلك قام الباحث بتدريب المريض على تمرينات الاسترخاء وشملت هذه التمرينات من التمرين الخامس حتى التمرين العاشر. كما أوضح الباحث علاقة هذه التمارين العقلية بالرهاب الاجتماعي وأنها مساعدة في خفض التوتر والقلق الذي يحدث للإنسان في المواقف التي يواجهها . بعد الموقف وأن سبب الرهاب في المقام الأول هو معتقداته وليس موقف الاتصال بالآخرين، بعد ذلك قام الباحث بشرح مبسط عن فنية التخيل، وما دور هذه الفنية في خفض الرهاب الاجتماعي. كما طلب الباحث من المريض أن يتخيل موقف عانى منه، ويكون هذا التخيل بصوت مسموع وذلك حتى يقوم الباحث بمساعدة المريض على التخيل .
وفي نهاية الجلسة يقوم الباحث بتلخيص ما دار فيها، ويفسح المجال للمريض بالأسئلة إذا كانت لديه أسئلة. ثم يكلف المريض بواجبات منزلية يقوم بها المريض وهي سجل المراقبة الذاتية . وكذلك ممارسة تمرينات الاسترخاء، كما يطلب الباحث من المريض أن يدرب نفسه على التخيل حتى يمكن أن يقوم بها بشكل جيد عندما يطلب منه .
الجلســـــــة الخامســـــــة :
أهـــــــداف الجلســـــــة :
1 - مراجعة الواجب المنزلي .
2 - تدريب المريض على فنية الاسترخاء .
3 - شرح فنية الحوار الذاتي .
الفنيـــــــات المستخدمـــــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - المناقشة والحوار .
3 - ممارسة الاسترخاء .
4 - الحوار الذاتي .
زمـــــن الجلســـــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــــوى الجلســـــــة :
بداية الجلسة يتحقق الباحث من رأي المريض حول الجلسات السابقة، وهل يوجد لديه أسئلة نحو هذه الجلسات. بعد ذلك يتم مناقشة الواجب المنزلي حيث وضح للمريض رأيه في الواجبات التي يقوم بها. ففي البداية يسأل عن مدى ارتياحه لممارسة تدريبات الاسترخاء ومتى تم ممارسة هذه الفنية وهل شعر بالراحة بعد ممارسته، تلي ذلك مناقشة سجل المراقبة الذاتية وما هي المواقف التي حدثت له، وكيف تعامل مع هذه المواقف، وهل ظهرت عليه أعراض القلق عند مواجهه تلك المواقف وجعلتك ينسحب من الموقف أو ماذا عملت أثناء أو بعد هذا الموقف، وبعد الانتهاء من مناقشة الواجب المنزلي، قام المريض وجلس على أريكة الاسترخاء وتم ممارسة هذه التدريبات ، وربطك الباحث بين التدريبات والمواقف التي تحدث له. حيث طلب منه أن يخيل بعض المواقف التي تسبب له الرهاب الاجتماعي.
كما قام الباحث بشرح فنية الحوار الذاتي وما هو الدور الذي تقوم به هذه الفنية، حيث أوضح الباحث أن الحديث مع النفس قبل مواجهة الآخرين يخفف من التوتر والقلق، كما أوضح الباحث أن الحديث مع النفس يستخدم في مجالات كثيرة سواء في مواجهة الجمهور أو مواجهة أصحاب السلطة، فالإنسان عندما يقابل مسئول كبير فإنه قبل مقابلة ذلك المسئول يقوم بإعداد ورقة ويشرح فيها ماذا يريد وماذا يقول ثم يتدرب على الإلقاء، وكثير من الناس يستخدم هذه الطريقة وليست خاصة بالإنسان الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي .
وفي نهاية الجلسة طلب الباحث من المريض أن يلخص ما دار فيها، والهدف من أن المريض يقوم بالتلخيص هو تعويده على الحديث، ففي البداية كانت لديه صعوبة وكان الباحث يشجع ويساعد المريض في تلخيص ما يدور بالجلسات. وبعد ذلك تم تكليف المريض بواجب منزلي .
الجلســـــة السادســـــة :
أهـــــداف الجلســـــة :
1 - مناقشة الواجب المنزلي .
2 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
3 - شرح فنية التعريض .
4 - المناقشة والحوار .
5 -
الفنيـــــات المستخدمـــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - فنية التخيل .
3 - فنية الاسترخاء .
4 - فنية التعريض .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــوى الجلســـــة :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسات السابقة، وإذا كان لديه أسئلة أو استفسار يرغب المريض مناقشته بعد ذلك تم مراجعة الواجب المنزلي الذي تم تكليف المريض به، وهو سجل المراقبة الذاتية، ويتم التركيز على الأفكار التلقائية التي تصدر قبل وأثناء وبعد المواقف، وهل هذه الأفكار كانت عن صور ذهنية أو غيرها وأن يصف تلك الأفكار بشيء من التفصيل، كما يوضح ردة فعله تجاه تلك الأفكار، كما يطلب الباحث من المريض أن يتخيل أحد تلك المواقف التي واجهته، وأن يصف ذلك الموقف بصوت مسموع، ومن خلال المناقشة تتم معالجة الأفكار السلبية وإبدالها بأفكار إيجابية، وبعد مناقشة الواجب المنزلي يتم تدريب المريض على الاسترخاء. وبعد الانتهاء من ممارسة تدريبات الاسترخاء، قام الباحث بشرح فنية التعريض. وفي هذه الفنية يذكر المعالج للمريض بأنه سوف يقوم بأسلوب جديد غير الأساليب العلاجية السابقة، والمقصود بالتعريض هو أن يدخل المريض في الموقف الذي يخاف منه ويتجنبه، بعد ذلك وضح الباحث طريقة التعريض، وهذا التعريض يمكن أن يكون تدريجياً إلى ابتداء من أقل المواقف إثارة للقلق أو بطريقة الإغراق، حيث يتم التعريض للموقف الأكثر إثارة للقلق، ويطلب من المريض أن يختار أحد المواقف الاجتماعية وأن يحاول أن لا يهرب عن هذا الموقف أطول فترة ممكنة، كما يتم تعليم المريض الإفصاح والتعبير عن هذه المواقف وعن مشاعره الداخلية، وذلك للوقوف على خطأ هذه المشاعر ومحاولة تعديلها. ويسبق هذه الفنية فنية التعريض التخيلي التي سبق أن تم تدريب المريض عليها. فالباحث استخدم كلتا الطريقتين، حيث طلب من المريض تخيل موقف حادث له وأن يصف ذلك الموقف .
وفي نهاية الجلسة يطلب المعالج من المريض تلخيص الجلسة وأن يذكر بصراحة هل لديه القدرة على الدخول في موقف يخشاه، فإذا أبدى المريض استعداده الدخول في المواقف الاجتماعية يكون تدريجياً ولفترة محدودة ومع زميل له، حتى يستطيع التأقلم مع المواقف الاجتماعية وتختتم الجلسة بواجب منزلي .


الجلســــــات 7 – 8 – 9 :
أهــــــداف الجلســــــات :
1 - مناقشة الواجب المنزلي .
2 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
3 - المناقشة والحوار .
الفنيــــــات المستخدمــــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - سجل الأفكار البديلة .
3 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
4 - التعريض .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــات :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسات النفسية السابقة، وفتح المجال أمامه للاستفسار عن الأشياء التي يكون فيها الغموض وعدم الوضوح، بعد ذلك يتم مراجعة الواجب المنزلي وهو سجل الأفكار البديلة ويشمل هذا السجل الأفكار التلقائية التي تحدث للمريض عندما يواجه أحد المواقف الاجتماعية أو حتى لمجرد التفكير في مثل هذه المواقف، ومثل هذه الأفكار تعتبر ذو أهمية كبيرة في تحديد سلوك المريض، وبالتالي تؤدي المعلومات الخاطئة إلى ظهور بعض المشكلات في مجال توكيد الذات. ثم يسأل الباحث المريض موقفه من هذه الأفكار التي تخطر بذهنه سواء عند التفكير أي قبل المواجهة أو أثناء المواجهة أو بعد المواجهة للموقف الاجتماعي الذي يخاف منه المريض، فالأفكار كانت سلبية وهي الخوف وظهور أعراض القلق عليه من خفقان وسرعة ضربات القلب والتعرق واحمرار الوجه وارتعاش الأيدي والأرجل .
وفي محاول من المريض الدخول في الموقف تغلب على هذه الأعراض ولكن بصعوبة، فالتواصل اللفظي كان نادراً، وتم تشجيع المريض على الدخول في مثل هذه المواقف كبداية وثم بعد ذلك بدأ الحديث تدريجياً.
كما حث الباحث المريض على أن هذه الأفكار الخاطئة لا فائدة منها، وأنها تؤدي إلى انفعالات مؤلمة، كما أنها لا تتفق مع الواقع، وأن البدائل الصحيحة والعقلانية مفيدة ومنطقية، على الرغم أن ما يفعله الآخرون أو ما يحدث لنا قد يكون شيئاً لا نحبه ونحاول تجنبه، فعلينا التغلب على العقبات والوصول إلى الأهداف. تلي ذلك ممارسة تمارين الاسترخاء أثناء الجلسة، وبعد ذلك قام الباحث بعرض موجز لفنية التعريض وذلك لتهيئة المريض لدخول في مواقف اجتماعية يتجنبها المريض قبل الدخول في هذه المواقف يطلب من المريض أن يتخيل موقف بدلاً من مواجهته واقعياً والإبقاء عليه حتى التعود عليه وإضعاف القلق .
كما أن الباحث كان يهول تلك المواقف بهدف إبقاء المريض في حالة من القلق لمدة أطول، مثال ذلك يطلب من المريض بأنه سوف يلقي محاضرة أمام جمع كبير من الناس، ثم يطلب منه أن يتخيل أن جميعهم ينظرون إليه وينظرون في تصرفاته وفي كلماته التي يقولها، ويتخيل أن بعض هؤلاء الناس يلقون عليه أسئلة للإجابة عليها فإنك تشعر بالرعب والخوف من هذا الجمع وإنك لن تستطيع إكمال المحاضرة وكذلك ظهور أعراض القلق عليك أمام هؤلاء الناس. وهكذا يتم تدريبه على تخيل مثل هذه المواقف حتى يضعف القلق لديه ثم ننتقل بعد ذلك للتعريض الميداني والفعلي ولكن تدريجياً.
وفي نهاية الجلسة قام المريض بتلخيص ما دار في الجلسة بمشاركة الباحث "بمعنى أن التلخيص كان مشترك ما بين الباحث والمريض" . وبعد ذلك كلف بواجب منزلي .
الجلســــــات 10 – 11 – 12 :
أهــــــداف الجلســــــات :
1 - مناقشة الواجب المنزلي .
2 - ممارسة تمارين الاسترخاء .
3 - تعريض المريض لمواقف اجتماعية حية .
الفنيــــــات المستخدمــــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - سجل المراقبة الذاتية .
3 - الاسترخاء .
4 - التعريض .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــة :
في بداية الجلسة التعرف على وجهة نظر المريض فيما دار بالجلسات السابقة، ويطلب الباحث من المريض التعليق على الجلسات السابقة وما تعلمه من هذه الجلسات، تلي ذلك ممارسة تمارين الاسترخاء وربطها بالمواقف الاجتماعية التي تحدث للمريض. فتقديم الباحث لممارسة تمارين الاسترخاء في بداية الجلسة كان لأسباب إضفاء نوع من التغيير وإراحة المريض من التوتر الذي يحدث أحياناً عند مناقشة الواجب المنزلي .
وبعد ممارسته لتمارين الاسترخاء تبدأ مناقشة الواجب المنزلي وسؤاله عن تمارين الاسترخاء عندما يقوم بها في المنزل هل يشعر بالارتياح بعد الممارسة وأن التوتر والقلق تقل حدته، ثم يسأل بعد ذلك هل حاول الدخول في مواقف اجتماعية أو دخل بالفعل في مواقف اجتماعية وكان شعوره عند دخول تلك المواقف، حيث طلب الباحث من المريض الدخول في مواقف اجتماعية بسيطة وأن يبعد عن العزلة وأن يختلط بأصحابه وأقاربه. فبعض المرضى يفضل العزلة وعدم الاختلاط بالآخرين وتكون اجتماعاته مع زوجته وأولاده فقط. حتى أن بعض أقاربه لا يتم زيارتهم إلا نادراً وذلك خوفاً من الدخول أو الوقوع في مواقف محرجة له على حد زعمه، وفي هذه الجلسات تم إدخال المريض في مواقف اجتماعية داخل العيادة النفسية، حيث أحضر الباحث مجموعة من الزملاء ومن ثم دخل المريض على هؤلاء الزملاء وتم الحديث بينهم جميعاً وهذا كان باتفاق مع المريض، ففي بداية الجلسة قرأ المريض ورقة سبق أن أعدها على هؤلاء الزملاء قام بالترحيب بهؤلاء الزملاء، ودخل هؤلاء الزملاء معه في نقاش حول أمور عامة. ثم تكرر هذا الوضع معه، وتم حث المريض لحضور مناسبات صغيرة ومن ثم مناسبات كبيرة .
وفي نهاية الجلسة تم تلخيص ما دار فيها وما هي فوائد هذه الأساليب العلاجية إلا التخفيف من حدة الخوف التي يعاني منها . وحث الباحث المريض بالدخول في المواقف الاجتماعية التي كان يتجنبها وأن يسجل ملاحظاته على تلك المواقف ومناقشتها في الجلسات القادمة وما هي المواقف البديلة التي استخدمها في معالجة الأفكار السلبية .
الجلســــــة الثالثــــــة عشــــــر :
أهــــــداف الجلســــــة :
1 - مراجعة وتلخيص البرنامج العلاجي .
2 - تطبيق مقياس اضطراب الرهاب الاجتماعي .
زمـــــن الجلســـــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــة :
وهذه هي الجلسة الأخيرة بين الباحث والمريض وفي هذه الجلسة يقوم الباحث بتلخيص ما دار في الجلسات السابقة وما هي الفنيات التي تم استخدامها وشرحها وكيفية الاستفادة منها مستقبلاً، كما قام الباحث بالرد على أسئلة المريض واستفساراته، كما حث المريض على الاستمرار والمثابرة على ما تعلمه لمواجهة الرهاب الاجتماعي. وبعد ذلك تم تطبيق مقياس الرهاب الاجتماعي على المريض، وتم الاتفاق مع المريض على فترة المتابعة وهي بعد شهر من الآن .
 

مواضيع ذات صلة

عودة
أعلى