اعلان دمشق الصادر عن مؤتمر الطفولة المبكرة

املي بالله

نائبة المدير العام
اعلان دمشق الصادر عن مؤتمر الطفولة المبكرة
" إعتماد بند دائم لقضايا الطفولة في القمة العربية "
" النهوض برعاية وتربية الطفولة المبكرة


اعلان دمشق الصادر عن مؤتمر الطفولة المبكرة
أصدر المؤتمر العربي الإقليمي حول رعاية وتربية الطفولة المبكرة (السياسات والبرامج) في نهاية فعالياته أمس إعلان دمشق لرعاية وتربية الطفولة المبكرة.
وجاء في الإعلان:
نحن المشاركين في المؤتمر العربي الإقليمي الأول حول رعاية وتربية الطفولة المبكرة المنعقد في دمشق الجمهورية العربية السورية في الفترة من 20-22 أيلول (سبتمبر) 2010 برعاية السيدة أسماء الأسد واستنادا إلى:
1- أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي صدق عليها معظم دول العالم والتي نصت على حق الأطفال في الرعاية والتعليم وإيلاء عناية خاصة لحماية ورعاية الأطفال المحرومين والمهمشين.
2- وثيقة العمل الصادرة عن لجنة الأمم المتحدة للاتفاقية التي تنص على أن الطفولة المبكرة مرحلة أساسية لضمان حقوق الطفل.
3- توصيات المنتدى العالمي حول التعليم للجميع جومتين1990 القاضية بأن تعميم التعليم يمثل الأساس لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
4- أهداف المؤتمر العالمي حول التعليم للجميع دكار 2000 المتضمنة نشر وتحسين وشمولية رعاية وتربية الطفولة المبكرة وخاصة الأطفال الأكثر تأثراً وأشدهم حرماناً من حقهم في التعليم والحياة الكريمة.
5- أهداف الخطة العربية الثانية للطفولة 2004-2015 التي اعتمدت خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة تونس 2004.
6- خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي اعتمدتها قمة دمشق آذار 2008.
7- وفي ضوء نتائج الدراسات والأبحاث التي ناقشها المؤتمر نؤكد أن هناك خطوات ومشاريع وبرامج متقدمة تقوم بها معظم الدول العربية على طريق الارتقاء برعاية وحماية الطفولة المبكرة إدراكاً منها بدور هذه المرحلة في بناء شخصية الطفل عقلياً وثقافياً وجسمياً واجتماعياً وأن الاهتمام بالطفولة المبكرة هو الاهتمام الحقيقي بمستقبل الأمة وأمنها بكل أبعاده الوطنية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
8- كما أن هناك تحديات أساسية ومصيرية متعددة تواجه النهوض بواقع الطفولة المبكرة في المنطقة العربية أبرزها:
- لا يزال مفهوم الطفولة المبكرة وبرامج الرعاية يقتصر على مرحلة ما قبل المدرسة رياض الأطفال وتبني على هذا المفهوم برامجها الخاصة والممارسات غير المناسبة التي ترتبط بها ما يجعل هذه البرامج تفتقر إلى الشمولية والرؤية المتكاملة في بناء شخصية الطفل بجوانبها المتعددة الفكرية والوطنية والصحية والاجتماعية.
- تدني نسب الالتحاق في رياض الأطفال مقارنة مع نسب الالتحاق في مناطق العالم الأخرى.
استمرار إعاقة تقديم برامج وخدمات في مجال الطفولة المبكرة بسبب الظروف والأوضاع التي تمر بها بعض الدول العربية.
- ضعف التنسيق القائم بين الدول العربية في تطوير استراتيجيات الطفولة المبكرة ورسم سياسات لها وحتى على مستوى الدولة الواحدة ضمن القطاعات المتعددة.
- هناك قصور ملحوظ في مجالات رعاية وتربية الطفولة المبكرة وبرامج التوجيه والإرشاد الموجهة للأهل.
- عدم كفاية البيانات والإحصائيات المتعلقة بمرحلة الطفولة المبكرة وخصوصا الفئة العمرية من الميلاد إلى ثلاث سنوات.
- عدم كفاية الأطر التربوية المؤهلة على إدارة برامج تربية ورعاية الطفولة المبكرة.
- عدم كفاية الخدمات المقدمة من القطاع الرسمي في مجال الطفولة المبكرة وافتقارها إلى النوع والكم.
- إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري المحتل وما يقوم به من ممارسات تدميرية تطول آثارها برامج وخدمات الطفولة المبكرة.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لذلك نعلن الآتي:

اعتماد مفهوم شمولي لرعاية وتربية الطفولة المبكرة يشمل فترة النماء الإنساني من بداية العمر وحتى السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية

أولاً- إننا نعتمد مفهوما شمولياً لرعاية وتربية الطفولة المبكرة يشمل فترة النماء الإنساني من بداية العمر وحتى السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية ويربط مسارات تطور الطفل الجسمية والعاطفية والمعرفية والاجتماعية بالرعاية والتربية المطلوبتين لدعم نمائه الوطني والإنساني.

ثانياً - إن رعاية وتربية الطفولة المبكرة هي أفضل مرحلة مساعدة لتأمين التوزيع العادل لفرص التعليم والنمو في الإطار الوطني إذ يتيسر فيها اعتماد مقاربة دمجية منذ البداية تسعى للوصول إلى القطاعات المعرضة للتهميش في المجتمع سواء أكان ذلك بسبب الجنس أم الإعاقة أم الفقر أم الموقع الجغرافي أم أي من عوامل الإقصاء أم الإهمال الأخرى.

ثالثاً- إن نتائج والدراسات والأبحاث ولاسيما الأبحاث التربوية والصحية والاقتصادية منها وشواهد الخبرة في البرامج الناجحة كلها تدل على أن التوظيف في الرعاية والتربية في الأعوام الأولى مركزي الفعل في تنمية قدرات كل طفل وضمان نماء إنساني عادل وإنتاج عائدات وفيرة للثروة الوطنية.

رابعا ً- وضع رعاية وتربية الطفولة المبكرة في صلب أولويات مقارباتنا للتنمية كما يجب أن نرفع منزلة الطفولة المبكرة وتجلياتها في استراتيجياتنا الوطنية وأن نرفع بدرجات مستوى المخصصات في الموارد البشرية والمادية المعتمدة حاليا لرعاية وتربية الطفولة المبكرة.

خامساً - في إطار هذه الرؤية الشاملة نعتمد المرتكزات الأربعة التالية كأساس لبناء إطار عمل وطني في الطفولة المبكرة:

المرتكز الأول (من الولادة إلى ثلاث سنوات) البدء من البداية وهذا يعني:

- تنسيق وتحسين الخدمات حيث تصل إلى كل الأطفال الصغار وأسرهم وتتجاوب مع حاجاتهم وتطلعاتهم يشمل ذلك الحث على التفاعل الدائم بين الطفل ومن يعتني به وتأمين بيئة محفزة للطفل والعناية الصحية والتغذية.

- تأمين الدعم لكل الأسر من خلال برامج تسعى إلى نماء الطفل نماء شموليا مع التركيز على الأطفال والأسر الأكثر عرضة للإهمال والأذى.

المرتكز الثاني (من ثلاث إلى ست سنوات) فرص جديدة للاكتشاف والتعلم وهذا يعني:

- ضمان مشاركة الطفل مدة سنتين على الأقل في نشاطات منتظمة سواء أكان ذلك في اطار خدمات رسمية أم غيرها في مؤسسات اجتماعية أم في المنزل وذلك قبل الدخول إلى المدرسة.

- التركيز على تنمية وعي الذات لدى الأطفال وتفاعلهم مع أترابهم ومع البالغين وثقتهم بنفسهم كمتعلمين ومهاراتهم اللغوية وتفكيرهم النقدي والاستكشافي ومهاراتهم في حل المشكلات بدلا من النشاطات التعليمية التي تميل أن تكون مدرسية الطابع.

- تأمين المعرفة والدعم للأسرة ومن يعتني بالطفل من خلال نشاطات أسرية تمكنهم من حسن مساعدة أبنائهم على تنمية كامل قدراتهم.

- إعطاء الأولوية للأطفال المهمشين والأكثر عرضة للإهمال.

المرتكز الثالث (من ست إلى ثماني سنوات) مدارس معدة للأطفال وهذا يعني:

- تأمين بيئة مدرسية تقدر الطفل وتحتفي به مهيأة لدمج كل الأطفال وتيسر الانتقال من بيئة الأسرة إلى المدرسة حيث يشعر كل طفل بالأمان والحماية.

- أن يتضمن إعداد وتدريب المعلمين في الصفوف الأولى من التعليم الأساسي معارف ومهارات تتصل بالحاجات التربوية والصحية والنفسية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.

المرتكز الرابع سياسات وخطط عمل وطنية للطفولة المبكرة من كل بلد أن:

- يطور سياسات متكاملة وواضحة لتنمية الطفولة المبكرة قابلة للتطبيق والتقييم ضمن روءية إستراتيجية وطنية وخطط عمل تفعيلية وميزانيات ومدعومة بميزانيات مخصصة لتنمية الأطفال الصغار وبتنسيق قوي بين القطاعات المعنية.

- يخصص الموارد المناسبة والتنسيق بين القطاعات عبر التأكد من أن الطفولة المبكرة مكون أساسي في السياسات الوطنية والتخطيط الاقتصادي وتصميم الموازنة.

- يخصص مكانة واضحة للطفولة المبكرة في كل قطاع وفي كل السياسات والخطط الوطنية والمناطقية.

سادساً- إننا نشدد على قيمة التعاون بين الوزارات داخل كل دولة وبين الدول العربية والمنظمات العربية والإسلامية والدولية المعنية في سبيل النهوض برعاية وتربية الطفولة المبكرة بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة من أجل دفع جدول أعمال الطفولة المبكرة داخل كل دولة وعلى المستوى الإقليمي.

دعوة المنظمات والهيئات الدولية المعنية للوقوف بحزم وإرادة أكثر فاعلية في وجه الممارسات غير الشرعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي تجاه أطفالنا في الأراضي العربية المحتلة.

سابعاً- في ضوء هذه التحديات نلزم أنفسنا بمضاعفة وتحسين الجهود لتوسيع ورفع مستويات رعاية وتربية الطفولة المبكرة في بلداننا نريد أن نصل في 2015 إلى مستويات من الجودة والاستيعاب تسهم بشكل ملحوظ في بناء مواردنا البشرية ورفع مستوى جودتها وتحقيق النمو العادل لثرواتنا الوطنية.

ثامناً- تأكيدنا دعوة المنظمات والهيئات الدولية المعنية الوقوف بحزم وإرادة أكثر فاعلية في وجه الممارسات غير الشرعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي تجاه أطفالنا في الأراضي العربية المحتلة والتي تحرمهم من أبسط حقوق الأطفال في التعليم والصحة والحياة الكريمة وتطبيق القرارات المتعددة ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة.

تاسعاً- نرحب بمبادرة مكتب اليونسكو الإقليمي بتشكيل مجموعة عمل عربية حول الطفولة المبكرة بالتعاون والتنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة والهيئات المتعاونة معها بهدف تمكين الدول العربية من تطوير خططها وبرامجها في مجالات رعاية وتربية وتنمية الطفولة المبكرة.

عاشراً- انطلاقا من الدور الأساسي للطفولة في بناء مستقبل دولنا العربية فإننا ندعو إلى اعتماد بند دائم حول قضايا

الطفولة على جدول أعمال القمة العربية كما أننا نرى أن واقع الطفولة في الوطن العربي يستحق أن تخصص له قمة عربية خاصة.

إحد عشر- وضمانا لتطبيق هذه الاتجاهات والرؤى التي شملها هذا الإعلان فإننا ندعو إلى تشكيل لجنة مختصة لتحديد آليات عمل مستقبلي ومستلزماته الفنية والمالية وفق مشروع متكامل لرعاية وتربية وتنمية الطفولة المبكرة في الدول العربية بالتعاون بين منظمة اليونسكو والمنظمات العربية والإقليمية والدولية الأخرى.

التركيز على المبادرات الابتكارية و دعم الأطفال فيزيولوجياً وأخلاقياً ومجتمعياً والتصدي للعنف

وكان المؤتمر العربي الإقليمي حول رعاية وتربية الطفولة المبكرة بحث في جلسة صباحية ترأسها الدكتور سليمان الخطيب معاون وزير التربية المبادرات الابتكارية في الطفولة المبكرة الانتقال والاستعداد.

وتحدث غانم بيبي من ورشة الموارد العربية عن الاتجاهات الحديثة في مجال رعاية وتربية الطفولة المبكرة في حين قدمت لويز زيماني من المجموعة الاستشارية للطفولة المبكرة عرضاً حول الاستعداد والانتقال من البيت لمرحلة ماقبل المدرسة ومن ثم للمرحلة الابتدائية.

من جانبها أشارت كارولين أرنولد من مؤسسة الآغا خان إلى أن هناك اهتماماً متزايداً خلال الفترة القليلة الماضية في مرحلة الطفولة المبكرة والسبب يعود لتوافر الكثير من المعلومات والبيانات إضافة إلى إدراك تبعات نقص الدعم للطفولة المبكرة كعدم استعداد الأطفال لمرحلة الدراسة وعدم تأهيل المدارس لاستقبالهم.

ودعت أرنولد الى ضرورة زيادة التأكيد على برامج الطفولة المبكرة وتوفير الدعم اللازم لهذه المرحلة العمرية كونها جزءاً مهماً في عملية إصلاح التربية والانتباه إلى التطور الحاصل لدى الأطفال مشيرة إلى أهمية دعم الأطفال فيزيولوجياً وعقلياً وروحياً وأخلاقياً ومجتمعياً والتصدي للترهيب والعنف ضدهم والتواصل مع الأسرة وتنظيم المجتمع بهذا الخصوص.

من جهتها عرضت الدكتورة عالية عربيات من الأردن تجربة بلادها حول تربية ورعاية الطفولة المبكرة السياسات والبرامج مشيرة إلى أن الأردن وضعت الإستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة منذ عام 2000 انبثق عنها خطط عمل وطنية من ضمنها الخطة الوطنية للطفولة المبكرة للأعوام 2004-2013 والتي تناولت محور النماء وتنمية القدرات بهدف تفعيل حق كل طفل وطفلة في الحصول على طفولة مبكرة سوية وآمنة حافلة بالترفيه واللعب والنشاطات الملائمة لقدراتهم النمائية، والحصول على تعليم متميز، بما فيه تعليم ما قبل المدرسة.

وأشارت إلى أن الإستراتيجية الوطنية للطفولة المبكرة في الأردن تتم بالتشارك بين جميع المعنيين من مؤسسات محلية وجهات مانحة، بهدف دعم مبادرات الطفولة المبكرة في فترات الحمل و الولادة حتى أقل من عام واحد وفترة العام الأول وحتى أقل من أربعة أعوام وفترة العام الرابع وحتى أقل من ستة أعوام وفترة العام السادس وحتى أقل من تسعة أعوام موضحة أن هذه الاستراتيجية شملت البحث والتحليل في محاور الصحة والحياة الآمنة و تنمية الطفولة المبكرة والتعليم وحماية الأطفال في الظروف الصعبة والإعلام والمتابعة والتقييم حيث صنفت الخطة الطفولة المبكرة ضمن مرحلتين هما ..مرحلة الحضانة 3 سنوات وهي ضمن مسؤوليات وزارة التنمية الاجتماعية، ومرحلة رياض الأطفال 4-6 سنوات وهي ضمن مسؤوليات وزارة التربية والتعليم.

وتركزت الجلسة الصباحية الثانية حول "التوسع في برامج الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة" وتم خلالها عرض عدد من التجارب الناجحة في هذا المجال.

وقدم الدكتور جبرين الجبرين من برنامج الخليج العربي للتنمية أجفند عرضاً حول تجربة البرنامج في مجال تمويل برامج الطفولة المبكرة في العالم العربي لافتاً الى مشروع تطوير مراكز رياض الأطفال الذي يستهدف الطفل العربي بعمر الثلاث سنوات إلى الست سنوات وفريق العمل في رياض الأطفال المؤلف من الموجهة التربوية المشرفة ومديرة الروضة ومساعداتها و معلمة رياض الأطفال والمدربات.

وأشار إلى أن المشروع يهدف الى تطوير القدرات الوطنية ورفع أدائها الوظيفي إلى درجة عالية من الإتقان تستطيع بعدها تدريب غيرها على العمل مع الأطفال في هذه المرحلة وإيجاد مرجع موحد ومصدر ثابت للمعلومات بحيث تكون الرؤية موحدة لجميع العاملات في الحقل والمهتمات بأمور الطفولة وبذلك يكون الإطار الفكري والتربوي موحدا يرسم المسار ويوضحه لجميع العاملين في هذا الحقل إضافة للاهتمام بتطوير متكامل وشامل لجميع العاملين في حقل رياض الأطفال بهدف تعميم الفائدة على أكبر عدد من المستفيدين في مناطق أخرى.

وضع خطط عمل قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية مع الأخذ في الاعتبار البعد الشمولي والتكاملي لعملية تطوير قطاع الطفولة المبكرة

ودعا الجبرين الى ضرورة وضع خطط عمل قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية مع الأخذ في الاعتبار البعد الشمولي والتكاملي لعملية تطوير قطاع الطفولة المبكرة وإدماجها في خطط التنمية الوطنية وإنشاء مجلس أعلى للطفولة أو هيئة توكل إليه عملية التخطيط لهذه المرحلة ويتولى عملية التنسيق بين مختلف القطاعات المعنية بالطفولة من وزارات أو مؤسسات المجتمع الاهلي وإيجاد مراكز للتوعية والثقافة الوالدية وإدارات للطفولة المبكرة في الوزارات المعنية وتصميم وتنفيذ برامج تدريبية تتوافق مع التوجهات الحديثة في مجال التعليم لرفع كفاءة العاملين في هذا المجال وتخصيص موارد مالية وبشرية من اجل النهوض وتقديم الخدمات على مستوى عال والاعتماد على الاعلام التنموي في مجال التوعية بأهمية الطفولة المبكرة وبالبرامج المقدمة والبرامج المساندة والبديلة.

وذكر أن التحدي الكبير الذي يواجه قطاع الطفولة في العالم العربي هو آلية تقديم خدمات تعليمية وتربوية ورعائية متكاملة ذات أبعاد شمولية وجودة نوعية للشريحة الكبيرة من الأطفال العرب في الفئة العمرية صفر إلى ثمانية والتي تعادل أكثر من 65 في المئة من الأطفال في هذا العمر لم تشملهم تلك الخدمات.

المشاركون في المؤتمر: المؤتمر نقلة نوعية في مجال وضع الرؤى وتصميم البرامج في مرحلة الطفولة المبكرة

وأكد المشاركون بالمؤتمر في تصريحات لسانا أهمية المؤتمر في مناقشة القضايا والاستراتيجيات التي تهم جميع الدول والمنظمات المشاركة وطرح برامج ورؤية شمولية متكاملة للعمل في هذا الميدان.

وقال الدكتور حجازي ادريس أخصائي تربية من مكتب اليونسكو الإقليمي في الدول العربية إن المؤتمر يشكل نقلة نوعية في مجال وضع الرؤى وتصميم البرامج في مجال الطفولة المبكرة نظراً لما جاء به من فكر جديد ورؤية شمولية متكاملة للعمل في هذا الميدان مشيراً إلى ما طرحه الباحثون من نتائج لإحدث الأبحاث في تطور ونماء الذكاء البشري للأطفال في بداية أعمارهم من الميلاد إلى سن الثالثة.

وأضاف حجازي أن المؤتمر طرح قضايا غير مسبوقة وهو ما يسمى بالانتقال والاستعداد ويقصد بها كيفية انتقال الطفل واستعداده من البيت إلى رياض الأطفال ثم الانتقال من رياض الأطفال إلى المدرسة النظامية وكان هذا في السابق يتم دون اهتمام أو تركيز حول ما يطلب من ارشادات وتوجيهات للأسرة والمعلم كما أن المؤتمر أولى اهتماما بمسألة الجودة من خلال ما قدمه من برامج عن طريق إيجاد إطار عمل إقليمي في قضايا أساسية وهي التنسيق والتكامل بين القطاعات العاملة في مرحلة الطفولة المبكرة والجودة والفعالية والاستعداد والانتقال من البيت إلى الروضة وبالعكس وكيفية الوصول إلى الأطفال المحرومين.

بدوره أشار الدكتور حسني الصوي خبير تربوي في الرئاسة العامة للأونروا من عمان إلى ما تم مناقشته في المؤتمر من سياسات واستراتيجيات بهدف النهوض بالمرحلة العمرية المبكرة والتي هي أهم مرحلة في الحياة لأنه يبنى عليها مراحل عمرية لاحقة إذ أن التأسيس الجيد لهذه المرحلة يسهل على المعنيين وضع برامج شاملة.

وقال الصوي يجب النظر الى هذه المرحلة كنظام له مدخلات ومخرجات فان احسنا اختيار المدخلات فإن المخرجات ستكون ذات جودة عالية مشيراً إلى أهمية إعداد المناهج التي تاخذ بايدي هذه الفئة وتدريب المعلمين على تنفيذها والبرامج الخاصة بالتعاون من قبل الأهل والمؤسسة التربوية إضافة إلى مجموعة عمليات من التخطيط والتنفيذ والتقويم لتصويب المسار ولتكون المخرجات نوعية وذات جودة عالية.

ولفتت الدكتورة ابتسام محمد حسن مدير عام الإدارة العامة للتدريب في وزارة التربية والتعليم بجمهورية السودان إلى أهمية المؤتمر باعتباره يحقق ركنا أساسيا من أركان التعليم وهو تنمية الطفولة المبكرة والاهتمام بكل جوانبها مبينة أن المؤتمر ركز على قضايا كثيرة ومهمة من خلال ورشاته العامة والمتخصصة التي أكدت على البعد الاستراتيجي لرعاية الطفولة المبكرة كونها تؤسس للمراحل العمرية اللاحقة وتسهم في بناء مجتمع متوازن قادر على تحقيق النهوض والتطور.

وأضافت حسن أن رعاية الطفولة المبكرة تتطلب وضع استراتيجيات واضحة ومتكاملة وتوفير موارد بشرية ومادية وبيانات وإحصائيات تمكن الممارسين والتربويين من وضع خطط دقيقة قائمة على الواقع.

ولفتت إيمان عبد العزيز العيفان من وزارة التربية والتعليم بالسعودية الى أن جميع المشاركين في المؤتمر اتفقوا على اعتبار تربية ورعاية الطفولة المبكرة قضية أمن قومي لأن رعايتهم وتنشئتهم بشكل صحيح تعني ضمان مستقبل المجتمع بأكمله.

وأضافت العيفان أن المؤتمر ركز على مواضيع ذات أهمية بالغة ومنها أبحاث الدماغ التي تؤكد أن عدم رعاية وتنمية ذكاء وقدرات الأطفال في مراحلهم العمرية المبكرة يؤدي إلى ضياع وهدر طاقات بشرية كبيرة لا يمكن استرجاعها بأي طريقة في أوقات لاحقة مبينة أن المؤتمر كان فرصة أيضا للاطلاع على أرقام وإحصائيات تتعلق بوضع الأطفال في الوطن العربي وبالتالي إيجاد خطط واستراتيجيات دقيقة قائمة على الواقع.

واعتبر الدكتور أحمد علي حسن المعمري أمين عام اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والعلوم والثقافة أن أهمية المؤتمر تأتي من كونه ينطلق من فكرة أساسية وهي الطفولة التي تعني المستقبل مضيفاً أن الأبحاث التي تمت مناقشتها ركزت على جوانب مختلفة منها الصحة والصحة النفسية وكيفية إعداد المعلم الجيد ومشاريع وأنشطة تعليمية مناسبة لطفل اليوم كما ناقشت تجارب وخبرات الدول العربية ومؤسساتها الأهلية والحكومية.

وأضاف المعمري أن المؤتمر كان فرصة لاكتساب خبرة ومعرفة وتجربة جيدة وجديدة وذلك بفضل المحتوى العلمي والمعرفي القيم الذي ناقشه المشاركون المتخصصون الذين أضافوا الى الجلسات العلمية والورش العديد من الآراء القيمة مؤكداً أن رعاية الطفولة المبكرة تبدأ من محاربة الأمية لدى الآباء والتأكيد على أهمية الاستثمار في الطفولة المبكرة وخاصة لدى القطاع الخاص في الدول العربية وتوفير بنية تعليمية مناسبة وكوادر تربوية مؤهلة.

واعتبر الدكتور يحيى عبد الوهاب الصايدي المدير الأول لإدارة التربية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن أهمية المؤتمر تأتي من كونه يثير اهتمام الأشخاص بهذه المرحلة العمرية ويؤكد ضرورة الاهتمام بالطفولة باعتبارها مستقبل الشعوب والحفاظ على اللغة العربية لافتاً إلى خطورة انتشار ظاهرة تعليم الأطفال في المدارس باللغات الأجنبية مشيراً إلى إمكانية تعليمها كأداة للتواصل وليس للتفكير والى ضرورة التركيز على اللغة العربية كلغة أساسية.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
تطوير استراتيجيات وسياسات وآليات تنفيذية لرعاية الطفولة المبكرة وتضمينها في السياسات الوطنية التنموية
كما دعا المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر إلى تطوير استراتيجيات وسياسات وآليات تنفيذية لرعاية وتربية الطفولة المبكرة من صفر إلى سن 8 سنوات في الدول العربية وتضمينها في كل السياسات الوطنية التنموية وإشراك جميع الجهات الفاعلة في رعاية وتربية الطفولة المبكرة في وضع الاستراتيجيات وفي آليات تنفيذها.
وأوصوا بضرورة وضع آليات تنسيق بين القطاعات المختلفة كالصحة والتربية والحماية الاجتماعية لضمان التكامل سواء بالميزانيات أو في البرامج وإيجاد أو تفعيل هياكل للمتابعة والرصد والتنسيق.
كما أكدوا على ضرورة تطوير قاعدة بيانات تفصيلية موحدة وذات مرجعية واضحة على المستوى الوطني وتعميم مبادرة المدن الصديقة للأطفال في الدول العربية.
وفي مجال النوعية والجودة دعا المشاركون إلى وضع معايير قابلة للقياس والملاحظة والتطبيق لبرامج الطفولة المبكرة في مجالات الصحة والتعليم والتربية والحماية الاجتماعية ودعم الجهود المبذولة والهادفة إلى خلق مراكز للقياس والتقويم الخاص بالعملية التربوية والتعليمية والرعاية المقدمة والعمل على ربط تلك المراكز بعدد من الجامعات العربية المتخصصة.
وفي مجال الوصول إلى الأطفال المحرومين والمهمشين أوصى المشاركون بضرورة مراجعة القوانين والتشريعات والسياسات واستراتيجيات العمل واللوائح المنظمة لبرامج الطفولة المبكرة لضمان تفعيلها ووصولها إلى الفئات المحرومة وجعل البرامج القائمة أكثر ترحيباً ودمجاً لتلك الفئات إضافة لاستحداث آليات الوصول إلى الفئات المحرومة من التعليم من خلال البرامج المكملة والبديلة مثل التوعية الوالدية وبرامج الأسرة والطفل والخدمات الجوالة والبرامج الإعلامية مع إنشاء وحدة مختصة داخل الجهة الحكومية المسؤولة عن الطفولة المبكرة في كل دولة لوضع الخطط في هذا المجال ومتابعتها بالإضافة إلى تطوير آليات لرصد ومتابعة الفئات المحرومة وغير المستفيدة من برامج الطفولة المبكرة وإدراجها في برامج الطفولة المبكرة مع بيان مدى التقدم المحرز في التقارير الدورية واستخدام المؤشرات من أجل التقارير الوطنية الرسمية والموازية حول اتفاقية حقوق الطفل لافتين لضرورة عقد مؤتمر إقليمي خاص حول قضايا الفئات المحرومة في برامج الطفولة المبكرة.
وفي مجال برامج الانتقال من البيت أو الروضة إلى المدرسة نصح المشاركون بضرورة وضع بدائل مختلفة تضمن الانتقال السلس لجميع الأطفال من البيت إلى المدرسة كرياض الأطفال ومراكز مجتمعية وبرامج موجهة للأسرة وبرامج صيفية و تهيئة المدرسة لتأمين الانتقال السلس للتلميذ من خلال بناء قدرات المعلمين والإدارة المدرسية في نوعية التفاعل والاستجابة للطفل بشكل يساعده على الاستمرار في المدرسة وتوفير مناهج مبنية على التعلم النشط والإدماجي مع التركيز على مهارات تعليم القراءة وإدخال برامج الصحة كمكون أساسي وتوعية الأسرة عليها خاصة في السنوات الابتدائية الأولى ووضع معايير للجودة والعمل على تحقيقها وقياسها بالإضافة إلى القيام بالتعديلات والتحضيرات اللازمة لانتقال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المدرسة والتأكيد على أهمية برامج الكشف المبكر وبرامج التدخل المبكر والعمل عليها مع كل مقدمي الرعاية كالأهل والمعلم ومقدمي الرعاية البديلة والعمل على إجراء دراسات لواقع الطفل العربي من ناحية مدى استعداده وجهوزيته لدخول المدرسة من النواحي العاطفية والاجتماعية والمعرفية والخبرات الحسية الأمر الذي يتطلب تطوير وتحديد معايير نمائية للطفل العربي.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى