القصيدة الممنوعة

  • تاريخ البدء
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الامين

مؤسس و مدير الموقع
طاقم الإدارة
أنعى لكم
أنعى لكم , يا أصدقائي , اللغة القديمة
و الكتب القديمة
أنعى لكم
كلامناً المثقوب كالأحذية القديمة
و مفردات العهر , و الهجاء , و الشتيمة
أنعى لكم ..
أنعى لكم ..
نهاية الفكر الذي قاد إلي الهزيمة ..

مالحة في فمنا القصائد
مالحة ضفائر النساء
و اليل , والأستار , و المقاعد
مالحة أمامنا الأشياء .

يا وطنى الحزين
حولتنى بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب و الحنين
لشاعر يكتب بالسكين …

لأن ما نحسه
أكبر من أوراقنا
لابد أن نخجل من أشعارنا …

أذا خسرنا الحرب .. لا غرابة
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة
لأننا ندخلها ..
بمنطق الطبلة و الربابة ..

السر في مأساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا ..
و سيفنا أطول من قاماتنا ..

خلاصة القضية
توجز في عبارة
لقد لبسنا قشر الحضارة
و الروح جاهلية ..

بالناي و المزمار
لا يحدث انتصار …

كلفنا ارتجالنا
خمسين ألف خيمة جديدة

لا تلعنوا السماء
أذا تخلت عنكم .. لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر لمن يشاء
و ليس حداد لديكم يصنع السيوف ..!!

يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح
يوجعني ..
أن أسمع النباح ..

ما دخل اليهود من حدودنا ..
و إنما ..
تسربوا كالنمل .. من عيوبنا ..

خمسة الآلف سنة
و نحن في السرداب
ذقوننا طويلة
نقودنا مجهولة
عيوننا موانئ الذباب
يا أصدقائي
جربوا أن تكسروا الأبواب ..
أن تغسلوا أفكاركم , و تغسلوا الأثواب ..

يا أصدقائي …
جربوا أن تقرأوا كتاب
أن تكتبوا كتاب
أن تزرعوا الحروف , و الرمان , و الأعناب
أن تبحروا الي بلاد الثلج و الضباب
فالناس يجهلونكم ..
في خارج السرداب ..
الناس يحسبونكم
نوعا من الذئاب ..

جلودنا ميتة الأحساس
أرواحنا تشكو من الافلاس
أيامنا …تدور بين الزار , و الشطرنج , و النعاس
هل ( نحن خير أمة قد أخرجت للناس ) ؟

كان بوسع نفطنا الدافق في الصحارى
أن يستحيل خنجرا من لهب و نار
لكنه ..
و أخجلة الأشراف من قريش
و خجلة الأحرار من أوس و من نزار
يراق تحت أرجل الحواري ..

نركض في الشوارع
نحمل تحت إبطنا الحبالا
نمارس السحل … بلا تبصر
نحطم الزجاج و الأقفالا
نشتم كالضفادع
نمدح كالضفادع
نجعل من أقزامنا أبطالا ..
نجعل من أشرافنا أنذالا ..
نرتجل البطولة ارتجالا …
نقعد في الجوامع
تنابلا .. كسالى
نشطر الأبيات .. أو نؤلف الأمثالا
و نشحذ النصر على عدونا
من عنده تعالى …

لو أحد يمنحنى الأمان
لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان
قلت له : يا سيدي السلطان
كلابك المفترسات مزقت ردائي ..
و مخبروك دائما ورائي
عيونهم ورائي ..
أنوفهم ورائي ..
أقدامهم ورائي
كالقدر المحتوم , كالقضاء ..
يستجوبون اهلي ..
و يكتبون عندهم أسماء أصدقائي …

يا حضرة السلطان
لأننى أقتربت من أسوارك الصماء
لأننى
حاولت أن أكشف عن حزني و عن بلائي
ضربت بالحذاء
أرغمنى جندك أن آكل من حذائي
يا سيدي ..
يا سيدي السلطان
لقد خسرت الحرب مرتين
لأن نصف شعبنا
ليس له لسان ..

ما قيمة الشعب الذي
ليس له لسان؟
لأن نصف شعبنا
محاصر كالنمل و الجرذان
في داخل الجدران
لو أحد يمنحنى الأمان
من عسكر السلطان
قلت له :
لقد خسرت الحرب مرتين
لأنك أنفصلت عن قضية الأنسان …


لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب
لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب
لو بقيت في داخل العيون و الأهداب
لما استباحت لحم الكلاب …

نريد جيلاً غاضباً
نريد جيلاً يفلح الآفاق
و ينكش التاريخ من جذوره
و ينكش الفكر من الأعماق
نريد جيلاً قادماً مختلف الملامح
لا يغفر الأخطاء .. لا يسامح
لا ينحني .. لايعرف النفاق
نريد جيلا .. رائدا .. عملاق

يا أيها الأطفال
من المحيط للخليج , أنتم سنايل الآمال
و أنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال
و يقتل الأفيون في رؤوسنا ..
و يقتل الخيال …
يا أيها الأطفال , أنتم , بعد , طيبون
و طاهرون , كالندى و الثلج , طاهرون
لا تقرأوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال
فنحن خائبون ..
و نحن , مثل قشرة البطيخ , تافهون

و نحن , منخورون .. منخورون كالنعال
لاتقرأوا أخبارنا
لا تقتفوا أثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحن جيل القئ , و الزهري , و السعال
و نحن جيل الدجل , و الرقص على الحبال
يا أيها الأطفال
يا مطر الربيع , يا سنابل الآمال
أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة
و أنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة ....


قصيدة الرائعة لشاعر العربي الكبير نزار قباني

يوصف فيها حالة الامة العربية بكل سخرية وقسوة

اتمنى ان تنال اعجابكم
 
مره روعه مشكووور تقبل مرووري ...........#
 
سلمت يداك جينرال
أبدعت بأختيارك وأبدع نزار بالقصيده الممنوعه

لا تلعنوا السماء
أذا تخلت عنكم .. لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر لمن يشاء ..... ونعم بالله
 
يا حضرة الجنرال افلحت بطرحك لهذا الشعر وهذا المقال
فكل شعوبنا منخورة الادمغه منخورة النعال
ويبقى الامل في اطفالنا مطر الربيع....سنابل الامال
بـــــــــــــــــــــــــــوركــــــــــــــــــــــــــــــــت
 
السر في مأساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا ..
و سيفنا أطول من قاماتنا ..


مشكور شادي
قصيدة رائعة زكرتني بقصيدة
سأضعها بموضوع الآن أرجو انك تقرأها
لأنها على نفس الاسلوب بس بلهجة أخرى
 
ما دخل اليهود من حدودنا ..
و إنما ..
تسربوا كالنمل .. من عيوبنا ..


قصيدة رائعة ..لشاعر رائع..
ونقلها انسان اروع
تسلم شادي على اختيارك الرفيع لهذه القصيدة
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
الوسوم
القصيدة الممنوعة
عودة
أعلى