الرسم وفوائدة العلاجية للاطفال

املي بالله

نائبة المدير العام
نمتلك نحن البشر وسائل مختلفة للتعبير عن المشاعر والانفعالات والحاجات
وغالباً ما يكون ذلك عند الراشدين بالطرق اللفظية
الشفوية الصريحة إضافة إلى طرق غير مباشرة قد يتم تحويلها
لاشعورياً من شكل إلى آخر.

إلا أن طريقة التعبير عن هذه المشاعر والانفعالات
قد تبدو مختلفة عند الأطفال خاصة الذين لا تؤهلهم قدراتهم
اللغوية من التعبير الدقيق عما يشعرون ويرغبون في تحقيقه
من حاجات.
وحتى لو امتلك بعض الأطفال اللغة السليمة للتعبير إلا أن هناك
الكثير من الأمور التي تمنعهم من التعبير الصريح بها نظراً
للقيود الاجتماعية المفروضة عليهم من الكبار.
لذلك كان الفن والرسم والتلوين في مراحل الطفولة المبكرة
وسيلة فعالة لفهم مكنونات الأطفال ودوافعهم ومشاعرهم، حيث
يفرغون على الورق ما يجول بداخلهم، ويرسمون
أحلامهم وأمنياتهم، ومستقبلهم الذي يريدون، وبالتالي يمكن
أن يؤدي الرسم إلى تحقيق التواصل معهم.
يعد الرسم عملاً فنياً تعبيرياً يقوم به الطفل وهو بديل عن
اللغة المنطوقة، وشكل من أشكال
التواصل غير اللفظي وكذلك له وظيفة التنفيس الانفعالي، حيث
تمثل الرسوم انعكاساً لحقيقية مشاعرهم نحو أنفسهم والآخرين،
ومن ثم كانت الرسوم وسيلة ممتازة لفهم العوامل النفسية وراء
السلوك المشكل.
وقد أثبتت الدراسات النفسية التحليلية للأطفال أننا نستطيع من خلال
الرسم الحر الذي يقوم به الطفل أن نصل إلى الجزء غير المفهوم من
سلوكه ومشاعره ، أو إلى أمور لا شعورية غير ظاهرة، والتعرف بالتالي
على مشكلاته وما يعانيه. وكذلك التعرف على ميوله واتجاهاته ومدى
اهتمامه بموضوعات معينة في البيئة التي يعيش فيها، وعلاقته
بالآخرين سواء في الأسرة أو الأصدقاء أو الكبار.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى