موضوع تعبير للصف العاشر بعنوان المقدمة الطللية في القصيدة الجاهلية

املي بالله

نائبة المدير العام
المقدمة الطللية في القصيدة الجاهلية موضوع تعبير الصف العاشر المنهاج الجديد

تعبر ظاهرة الوقوف على الأطلال في العصر الجاهلي عن تعلّق العربي بوطنه وحبه أرضه وأهله .
هل بحثت عن أسباب تلك الظاهرة ، وصلتها بالبيئة الصحراوية ، وانعكاساتها في القصيدة الجاهلية ؟
كيف نعبر أدبياً عن عناصر هذا الموضوع ؟
إليكم الموضوع الذي يعالج تلك العناصر بالشواهد المناسبة .
بالتوفيق
نص الموضوع : تعبر ظاهرة الوقوف على الأطلال في العصر الجاهلي عن تعلّق العربي بوطنه وحبه أرضه وأهله . اكتب موضوعاً أدبياً تبين فيه : أسباب تلك الظاهرة ، وصلتها بالبيئة الصحراوية ، وانعكاساتها في القصيدة الجاهلية .
.................................................. .........................
تعلّق الجاهلي منذ الأزل بأرضه ووطنه ، فالمكان لديه أخ وأب وصاحبة لا ينغّص عيشهم إلا الارتحال ، فتتأتى للمكان تلك الذكريات الجميلة التي نراها في مقدمات قصائده ، ويقف على الأطلال باكياً الماضي لعل دموعه تطفئ نيران الشوق والوجد .
فلو بحثنا عن أسباب الظاهرة الطللية لوجدنا أن الحنين إلى الماضي بكل تفاصيله هو عمادها ، فللشاعر ذكريات في المكان الذي كان يقيم فيه مع الأحبة ، وطبيعي أن يشتاق ويحن إلى كل مكان نزلوا فيه ثم رحلوا عنه . إنه استجابة طبيعية لأحاسيسه وخواطره النفسية وتفاعله مع بيئته الصحراوية . يقول زهير :
أمِنْ أمِّ أوفَى دِمنَة لمْ تكلَّم ... بحومانةِ الدَّرَّاجِ فالمتثلَّم ِ
كما أن الطلل بوصفه وطناً ومكاناً وأرضاً يدفع الشاعر للتعريف به من جهة ، وبسكانه الأمجاد من جهة اخرى ، فهو يتعلق بأرضه ويقدرها ويحبها ويخلص لها ويتمنى البقاء فيها ، مما يدفعه إلى حب سكانها والإخلاص لهم والوفاء لذكراهم . وهنا تأتي مطالع قصائده إبداعاً متأثراً بالمكان ومظاهره ، وبالماضي وأهله . إنه الطلل الذي يسمو في نفسه بما يحمله من مدلولات الحب والوفاء . يقول امرؤ القيس
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
وليس بغريب أن تتصل هذه الظاهرة بالبيئة الصحراوية ، فالطلل وطن الشاعر الذي يحرص عليه ويحدده تحديداً دقيقاً ، أما البيئة فتمده بروافد تبعاً لمسميات أمكنتها التي أودعها خلاصة ذكرياته ، فنحن نرى كثرة الأماكن عند سكان البادية دليلاً على كثرة حلّهم وترحالهم ، لأنهم يسعون وراء الكلأ والماء ، فلا يستقرون ولا يهدؤون ، وعندئذ تتحول الديار العامرة إلى طلل مقفر تغمره الرمال وتسرح فيه أسراب الحيوانات الوحشية ، يقول زهير :
بِها العَيـنُ وَالأَرآمُ يَمشيـنَ خِلفَـةً وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
تبصّر خليليْ هل ترى من ظعائنَ تحمّلنَ بالعلياء من فوق جُرثمِ
ومن الطبيعي أن تنعكس الظاهرة الطللية في قصائدهم عامة ، فهي تصف أولاً حالة من حالات الدمار ،لأنها ارتبطت بالحياة العربية عموماً القائمة على الترحال الدائم الذي يخلف وراءه الطلل المندثر ، و تصف ثانياً خروجهم من حالة الدمار إلى حالة التوازن ، لأن الأحاسيس التي تملكها القلق والخوف من الموت لا بد أن تنجلي وتكشف عن رؤيا جديدة لحياة جديدة تنبض بالأمل والسعادة . يقول زهير :
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً فَـلَأيـاً عَرَفـتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّـمِ
فلمّا عرفت الدار قلتُ لربعها ألا انعم صباحاً أيها الربع واسلمِ
إلا أن النقاد أشاروا إلى أن هذه المضامين بدءاً من المعاناة النفسية وانتهاء بالتجربة الإنسانية يمكن أن يحولها الشاعر – فنياً - إلى مقدمة تمكّنه من الولوج إلى رحاب قصيدته ، فما إن ينتهي حتى يبدأ بوصف الظعائن ورحلات الصيد ، أو يصف ناقته وصفاً تفصيلياً ليصل بعدها إلى الغرض الرئيسي من القصيدة . لذا كان لا بد لكل قصيدة وقتها أن تضع قناعاً فنياً يتخذه الشعراء ستاراً لأغراضهم الأدبية ، واستجابة لحاجتهم الإبداعية ، ومدعاة لإخراج مواهبهم الشعرية .
وهكذا رأينا أن الشعراء الجاهليين استفتحوا قصائدهم بمقدمات طللية ارتبطت بماضيهم وببيئتهم الصحراوية ، وحملت في ثناياها همومهم وأفراحهم وأحزانهم وخوفهم من المستقبل ، فكانت القصيدة الجاهلية صورة صادقة عن حياة الإنسان العربي قبل الإسلام
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى