كم يوماً بقي حتى يوم عيد ميلادي؟

smile

شخصية هامة
"بعد سبعة أيام يأتي عيد ميلادي!" يلخّص هذا النّص مقالةً عن التفكير الرياضي عند الأطفال، حيث تعرض الكاتبة تجربتها في كيفية مساعدة الأطفال في تطوير مفهومَيْ الزمن والعدّ بواسطة الرزنامة الصفية.


التفكير الرياضي عند الأطفال:



يجد الأطفال عادة صعوبة في استيعاب وإدراك المفاهيم الحسابية والزمنية. يتعلق ذلك عادة بسنّ الأطفال،أو بطريقة طرح هذه المفاهيم على نحو مجرّد وبعيد عن عالمهم.



من الهام أن يكون تعلم الرياضيات مبنياً على إثارة الفضول والحماس عند الأطفال، وهو ينمو بشكل طبيعي من تجاربهم. لذا تؤكد الكاتبة على أهمية عرض مفهوم الزمن ومفهوم العدد بشكل حسي ومرتبط بخبرات الأطفال اليومية، كذلك تؤكد على أهمية ربط الرياضيات بعالم الطفل وإتاحة الفرص له للبحث والتجربة.



إنّ استخدام الرزنامة الصفية هو طريقة جيدة لتعلم المفهوم الزمني، لكن "فقط إذا كانت الرزنامة تخدم الأطفال، وتلبّي حاجة فورية لهم". إذ لاحظت الكاتبة من خلال تجربتها أن التعامل الروتيني المتكرر من قبل المربيات مع الرزنامة الصفية (تخصيص أول 20 دقيقة من كل صباح للحديث عن أيام الأسبوع والأشهر) غير مجد عموماً، بل يشوه تفكير الطفل ويصعّب عملية التعلم. إنّ إشارة المربية بيدها إلى تواريخ على الرزنامة، وإلى أسماء الأيام التي تبدأ بحرف"أ" لا يساعد البتّة في تعلم وإدراك مفهوم الزمن.


فهم الزمن هو عملية معقدة بالنسبة للأطفال:

كي يفهم الطفل معنى الزمن، يجب ان يرتبط الزمن بحدث له معنى عنده، ومستقًى من عالمه، يستكشفه الطفل على نحو محسوس ونشط ، مثل: عيد ميلاده، زيارة جدته، وما شابه. يستطيع الطفل فهم معنى اليوم، أمس، غداً، إذا كانت لديه مرجعية زمنية ( مثل أو وقت الفطور، أو وقت اللعب في الساحة...) وإذا استطاع الاعتماد على تسلسل الأحداث، لذا فإنّ استعمال كلمات مثل: بعد، قبل، الأول، والأخير تساعد في تعزيز قدرته على إدراك الزمن بصورة أحداث متسلسلة.



بناء رزنامة حائط من أجل تعزيز قدرة الطفل على إدراك مفهوم الزمن:

تعرض الكاتبة تجربتها في وضع رزنامة سنوية على حائط كامل في الصف، وفي إشراك الأطفال في تعيين أحداث ومناسبات مهمة على الرزنامة كل يوم.


مثال: بعد أن زرع الأطفال مع مربّيتهم بصيلات النرجس، قاموا معًا بالإشارة إلى تاريخ ويوم الزرع على الرزنامة (الثلاثاء). بعد مرور يومين لاحظ أحد الأطفال أن البصيلات قد أنبتت جذوراً، فاقترحت المربّية أن تدوّن هذه الملاحظة في خانة يوم الخميس باستخدام الأحرف او الصور. هكذا أدرك الأطفال المرجعية الزمنية ( زرع بصيلات النرجس) على نحو محسوس، ويرتبط بعالمهم.


لم يقتصر استخدام الرزنامة على تعيين أحداث صفية، وإنما تعدّاها إلى تشجيع وتحفيز كل طفل على أن يستخدم المرجعية الزمنية لأحداث تخصّه، مثل تعيين تاريخ ميلاده، وتواريخ أعياد ميلاد أقرانه وأفراد عائلته، زواج في العائلة، ولادة، سفر وما شابه. أتاح ذلك أيضاً إشراك الأهل،فزوّدوا المربية بأسماء أفراد العائلة وتواريخ ميلادهم، أو تواريخ خاصة اخرى.



إجمال:

خلقت رزنامة الحائط فرصًا كثيرة للتحدث مع الأطفال عن الوقت، والبدء بربط مفاهيم زمنية محددة مع أحداث حقيقية في حياتهم.



أتاحت الرزنامة أيضا فرصا للنقاش حول خبرة الأطفال الفطرية بالزمن، وذلك عندما انتظر الأطفال بتلهف وصول أيام ومناسبات خاصة بهم ، تمّت الإشارة إليها سابقاً على الرزنامة، الأمر الذي ساعد أيضا في تدرّب الأطفال على العدّ بطريقة طبيعية، محسوسة ومثيرة. فبعد ان قام طفل بعدّ الأيام المتبقية لعيد ميلاده، وجد أنه بقي 199 يوما، عندها
اكتشف بفطرته أن هذه ايامٌ كثيرة، فانتقل لوحده إلى عدّ الأسابيع بدل الأيام.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
بقي عيد كم ميلادي يوم
عودة
أعلى