حوارات واسئلة لاستكشاف آراء الأطفال ومعايشتهم الوجدانية للقصة

smile

شخصية هامة
في الحوارات التي تهدف إلى دعم الأطفال من خلال القصص، نبتعد عن طرح أسئلة مغلقة، جوابها "نعم" أو "لا"، إلا عندما نقصد أن نفحص مدى تتبع الأطفال لأحداث القصة من أجل التأكد من فهمهم لتسلسل الأحداث. هذه الأسئلة هي فعلاً مهمة في المرحلة الأولى من المحادثة حول القصة. أما حين نتبتغي استكشاف آراء الأطفال ومعايشتهم الوجدانية للقصة، فنستخدم الأسئلة المفتوحة التي تستحضر إجابة ذاتية، نحترمها مهما كانت مختلفة أو غريبة عن توقعاتنا، لأنها حتما تعبّر عن تجربة الطفل في واقعه الخاص. قد نصادف بعض الأطفال الذين لا يرغبون المشاركة الفورية في المحادثة والحوار، ومن الهام ألاّ نرغمهم على فعل ذلك. من الممكن أن نحفّزهم على المشاركة تدريجياً، وقد يرتاح بعضهم إلى المشاركة في التعبير من خلال فعاليات إبداعية وغير كلامية. بعض الأسئلة المقترحة
1. السؤال الأول الذي نطرحه على أنفسنا عندما نختار قصة: هل تفتح القصة باباً ( أو حتى نافذة صغيرة) للطفل كي يتصل مع عالمه الداخلي؟ كيف نتأكد من ذلك؟
نحصل على إجابة على هذا السؤال عندما نرى الطفل راغباً في الاستماع للقصة، مستمتعاً، يتلهف لمعرفة المزيد عن تطور أحداث القصة، يتفاعل، يعلّق، يستاء في بعض المواقف ويفرح في أخرى. فقط إذا نجحت القصة في الوصول إلى الطفل، يمكن الدخول في حوار مع الطفل حولها.
2. "أي شخصية أحببت؟" ( طبعا يمكننا طرح السؤال بلغة مبسطة، وباللهجة المحكية كلما كان الطفل أصغر عمرا: مين حبيت أكثر واحد؟)
نرغب بهذا السؤال أن يختار الطفل الشخصية الأقرب الى قلبه، ومن المرجح أن تكون الشخصية التي يتماثل معها، وقد تكون الشخصية المثالية الناجحة التي يحلم أن يقلدّها. من الأفضل أن نتجنّب في الأسئلة عامة، وفي هذا السؤال خاصة، استخدام كلمة "البطل" أو "بطل القصة"، وذلك حتى نفسح المجال للطفل أن يختار التواصل مع الشخصية الأقرب اليه في القصة، والتي قد تكون المفتاح للتعبير عن مشاعره، إيجابية كانت أم سلبية. أحياناً عندما يختار طفل شخصية معينة سلبية في القصة، شخصية عنيفة مثلاً- يكون كأنه يعطينا إشارة تنبّه إلى حاجته إلى أن نتعامل مع جانب معيّن في شخصيته أو في سلوكه، أو ربما في سلوك أحد الأشخاص المهمّين في حياته . في هذه الحالة علينا الإصغاء جيداً لما يقول الأطفال. وقد يتطلب الأمر متابعة الحديث مع الطفل الذي أثار استغرابنا بتعليقاته بشكل فردي، حتى نتأكد من أننا فهمنا رسائله جيداً. لا نحكم على الشخصية أو على اختيار الطفل لها، وانّما نحاول فهم دوافع اختياره لهذه الشخصية، ونسأل:
- " ماذا أعجبك بها؟" أو: " ماذا لم يعجبك بها؟" - " لماذا حسب رأيك تصرّفت بهذا الشكل؟ ماذا فكّرت ؟" هل حاولت الشخصية تحصيل أمر ما من خلال سلوكها، وما هو؟"
- نرغب بهذا السؤال أن نثير وعي الطفل، وأن نعمق فهمه لدوافع السلوك. عندما يفهم الطفل سلوك الشخصيات الأدبية في القصة، يزيد وعيه وفهمه لذاته وللمقربين منه. أحيانا قد يسئ الصغار فهم بعض المواقف والتصرفات من قبل البالغين، ويفسّرون على نحوٍ خاطئ دوافع سلوكهم.
- " كيف فهم أو فسّر الآخرون في القصة سلوك الشخصية المركزية؟ هل فهموها كما قصدت، أو ربما على نحوٍ مغلوط؟"
نساند الأطفال من خلال هذا السؤال في إدراك أسباب سوء الفهم الذي قد ينشأ في الاتصال بين الناس، وبين الصغار والكبار.
- ماذا برأيك كانت توقعات الأهل من الشخصية؟ هل تعتقد أنّ التوقعات فاقت قدرات الشخصيّة؟ في هذا السؤال، قد يكون "الأهل" أحد أفراد العائلة الصغيرة (الأب، الأم، الأخوة)، أو أفراداً من العائلة الموسعة، وذلك حسب ما يرد في القصة.
نحاول في هذا السؤال أن نرفع بعض الحمل عن الطفل الذي يبدو أنه يعاني من ثقل توقعات كبيرة من قبل الآخرين، خاصة والديه، بواسطة إعطاء شرعية للتعبير عما تسبّبه هذه التوقعات من شعور بالضغط والتوتر.
بعد الأسئلة التي تهدف إلى فهم الأحداث، تأتي الأسئلة حول مشاعر الشخصيات في القصة، لتعمّق فهم الطفل للعالم الداخلي للشخصيات ولدوافع سلوكهم:
- "كيف برأيك شعرت الشخصية الفلانية في هذا الموقف؟"
- كيف شعر الآخرون مع هذه الشخصية، ولماذا سلكوا معها بهذا الشكل؟"
في المرحلة الثالثة من الحوار نرافق الطفل في الابتعاد عن المعايشة الوجدانية الشعورية للقصة، وننتقل الى تعامل مع أحداث القصة وشخصياتها في المستوى الذهني من خلال مناقشة إمكانات الحلول:
- "ماذا كنت تقترح على الشخصية أن تفعل حتى تتجنب موقف سوء الفهم؟"
- " ماذا تقترح عليها حتى تواجه الموقف، من المؤكد أنه يوجد عدة طرق لحل المشكلة؟"
في هذين السؤالين نوجه الطفل إلى التفكير بحل المأزق، مع توجيه رسالة مهمة، وهي الثقة بوجود عدة بدائل لحل المشكلة. الأسئلة التالية تحمل للطفل رسالة تدعيمية وهي التحفيز على الاستعانة بالتفكير الخيالي حتى نتوصّل الى حلول:
- " لو سنح لك أن تتخيل بعيداً كي تجد حلولا جديدة، حتى لو كانت خيالية، ماذا كنت تقترح ؟ لا بأس أن نتخيل في القصص."
- "هل تستطيع حسب رأيك أن تغيّر الشخصية سلوكها، ولو قليلا ؟ كيف؟"
نرغب في الأسئلة التالية أن نعزز ثقة الأطفال المستمعين بضرورة المشاركة والاستعانة بالبالغين عند الحاجة، وبأهمية أخذ زمام المبادرة والتصرّف من أجل التغلب على المشكلة وعدم الاستسلام:
- " إلى من ،برأيك، يمكن أن تتوجه الشخصية لطلب المساعدة؟ من هم الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوا الشخصية؟ ماذا يمكن أن تقول لهم؟"
في معظم الحوارات، من المفضل ألا نجري مقارنة مباشرة بين الطفل المستمع والشخصية الأدبية، لأنّها قد تهدّد استعداد الطفل للكلام. من الأسهل على الطفل الصغير أن يتحدّث عن الشخصية القصصية ومن خلالها، لأنّ ذلك يشجّعه على التعبير عن نفسه بطريقة غير مباشرة وآمنه. في حال أن الطفل بادر بنفسه إلى التحدّث عن مشاعره أو تجاربه الشخصية في سياق الموضوع، لا بدّ من الإصغاء إليه ومتابعة الحديث معه. أحيانا يطرح أحد الأطفال موقفاً شائعاً في مرحلة عمرية معينة يتّصل بالعلاقة بين الأخوة، أو بعض الصراعات مع الأهل حول الحدود السلوكية. هنا من المحبّذ أن تشرك المربية باقي الأطفال في النقاش، حتى يعوا أن الكثير من تجاربهم هي تجارب مشتركة لمعظم الأطفال، فيشعرون بالثقة وبالراحة، لأنهم ليسوا لوحدهم.

تعليم الاطفال
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
آراء ئحوارات اسئلة استكشاف الاطفال تعليم الاطفال
عودة
أعلى