ايفےـلےـين
من الاعضاء المؤسسين
[font="]المتأمل في الآيات الأول من سورة مريم يجد فيها العجب العُجاب !![/font]
[font="]واقصد هنا قصة دعاء سيدنا زكريا عليه السلام وطلبه الذرية من ربه تبارك وتعالى ...[/font]
[font="]نبدأ يتلاوة الآيات وتأملها ....[/font]
[font="]ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا{2}[/font]
[font="]هذا تذكير من الله تعالى للعباد بقصة يقصها على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم[/font]
[font="]يذكرهم بمدى وسعة رحمته ليتذكر من يتذكر ويسعى لنيل الرحمة من يسعى[/font]
[font="]إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً{3}[/font]
[font="]يذكر لنا ربنا تبارك وتعالى كيفية دعاء عبده زكريا عليه السلام والتذكرة هنا تعلمنا أدب الدعاء[/font]
[font="]أدب طلب العبد من ربه والتجاءه أليه فقد دعا زكريا عليه السلام ربه بخفية بعيداً عن أعين الناس واسماعهم[/font]
[font="]هناك في خلوته يدعو ربه ولايشكو همه الا أليه ...هل كلنا نقوم بذلك ؟[/font]
[font="]قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً{4}[/font]
[font="]هنا تبدأ الروعة فلننظر جيداً ونتأمل تفاصيل الدعاء[/font]
[font="]رب إني كَبِرْتُ[/font]
[font="]وضعف عظمي[/font]
[font="]وانتشر الشيب في رأسي,[/font]
[font="]كل هذه الأمور حدثت له عليه السلام ولم يترك الدعاء ويقل في نفسه انتهت حياتي[/font]
[font="]فلماذا اطلب الولد ولم ياتني وانا عز الشباب من سيصدق انه سيأتيني الآن !![/font]
[font="]لا لم يقل هذا وحاشا لنبي مرسل ان يقول هذا .. فعلمه كان يقينا بأن الأمل برحمة الله تعالى يجب أن يبقى[/font]
[font="]حتى آخر لحظة في حياة أبن آدم مادام النفس موجود فألأمل موجود .. وانتظار البشارة بالنعم المرجوة موجودة وباقية وبنفس الهمة[/font]
[font="]فكيف يترك الدعاء وهو يعلم كل ذلك ؟[/font]
[font="]بل نرى ماهو أجمل واروع بكلامه عليه السلام بقوله[/font]
[font="]ولم أكن من قبل محرومًا من إجابة الدعاء.[/font]
[font="]ياه على قوة اليقين بالأجابة !!!!كم هي رائعة قوة الأيمان بعظمة الله تعالى وقدرته[/font]
[font="]على تحقيق الأماني رغم كل المحن !!! هذه هي أصول الدعاء[/font]
[font="]وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً{5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً{6}[/font]
[font="]وهل طلب عليه السلام الولد فقط !!! بل طلب الولد الصالح طلب النبي من بعده الذي يحمل الرسالة[/font]
[font="]طلب من يحمل الأمانة وينشر دين الله تعالى ... فكم هو من دعاء رائع .. غيرة نبي على دين الله[/font]
[font="]لم يفكر بنفسه فقط لم يقل ولد يحمل اسمي عندما اموت .. بل ولد يرث النبوة من بعدي[/font]
[font="]طلب كل هذا مع علمه ان زوجته عاقر !!!!! مع كل ماتقدم عن حاله فزوجته عاقر لاتلد ابداً!!![/font]
[font="]سبحان الله العظيم ...كل موانع انجاب الولد موجودة ولم يترك الدعاء والطلب من الله تعالى !!![/font]
[font="]لأنه ببساطة يعلم ان الله تعالى قادر على كل شئ .. فلا يترك الدعاء والتوسل اليه ابداً[/font]
[font="]يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً{7}[/font]
[font="]وهنا تأتي المكافأة من الله عز وجل الى رجل ونبي قدر الله تعالى حق قدره وصدق واخلص بدعاءه والتزم الأدب[/font]
[font="]أتت البشارة بغلام لم يسمى احدٌ بأسمه من قبل .. ليس غلام فحسب !![/font]
[font="]ما أكرمك ربِ تسبغ نعمك على عبادك الذين يسارعون في الخيرات ![/font]
[font="]قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً{8} قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً{9}[/font]
[font="]وتأتي دهشة النبي وفرحته التي لاتوصف[/font]
[font="]قال زكريا متعجبًا: ربِّ كيف يكون لي غلام, وكانت امرأتي عاقرًا لا تلد, وأنا قد بلغت النهاية في الكبر ورقة العظم؟[/font]
[font="]قال المَلَك مجيبًا زكريا عمَّا تعجَّب منه: هكذا الأمر كما تقول مِن كون امرأتك عاقرًا, وبلوغك من الكبر عتيًا, ولكنَّ ربك قال: خَلْقُ[/font]
[font="]يحيى على هذه الكيفية أمر سهل هيِّن عليَّ, ثم ذكر الله سبحانه لزكريا ما هو أعجب مما سأل عنه فقال: وقد خلقتك أنت من قبل[/font]
[font="]يحيى, ولم تكُ شيئًا مذكورًا ولا موجودًا.[/font]
[font="]تذكرة مابعدها من تذكرة لكل عبدٍ حُرم من نعمة الأنجاب وضاقت عليه السُبل ولم يبقِ طبيباً الا زاره وتقنية الا وجربها[/font]
[font="]بل انها تذكرة لكل عبد حُرم من أية نعمة ...قصة ولادة يحيى عليه السلام خير برهان على ان الخالق قادر على أي شئ وفي أي[/font] [font="]وقت فسبحانه ربِ اذا قضى أمراً انما يقول له كن فيكون[/font]
[font="]ولكن يبقى السؤال ... هل كلنا نتمتع بخصائص دعاء زكريا عليه السلام ؟[/font]
[font="]هل كلنا نملك الأدب بالدعاء ؟[/font]
[font="]هل فكرنا يوماً بطلبنا الذي نطلبه من الله تعالى ..ماالغاية منه ؟[/font]
[font="]هل نطلب الزوج والزوجة لمجرد ان نجد من نكمل حياتنا معه ؟[/font]
[font="]أم لأننا نريد ان نؤسس اسرة اسلامية تعبد الله تعالى وتعمر أرضه ؟[/font]
[font="]هل نطلب الولد لمجرد انه سيحمل اسم أبيه بعد موته ؟ او انه سيقال فلان وفلانة لهم اولاد[/font]
[font="]أم اننا نطلب الولد الصالح الذي يكون بيده الخير لهذه الأمة ؟[/font]
[font="]اعتقد حان الوقت لنعيد حساباتنا من جديد..[/font]