يا عاشق الدنيا مهلا

املي بالله

نائبة المدير العام
الحمد لله الذي لآ يموت



تفرّد بالديمومة وَالبقاء



وَتفرد بالعزة وَالكبرياء



وَطوّق عبادهـ بطوق الفناء



وَفرقهم بما كتب عليهم من السعادة وَالشقاء



نحمدهـ - سبحانه - وَنستعينه وَنستغفرهـ وَنتوب إليه



وَنعوذ به من شرور أنفسنا وَمن سيئات أعمالنا



وَصلى الله على خير



خلقه نبينا محمد القائل



[ أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت ]








وَلو أنا إذا متنا تُركنا ...... لكان الموت راحة كل حي



وَلكنا إذا متنا بُعثنا ........ وَنُسأل بعدها عن كل شيء



قال تعالى :



[ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ]



الموت



فالقبر



فالحساب



فالجزاء



إن كان خيراً فخير



وَن كان شراً فشر



لآ دار للمرء بعد الموت يسكنها ...... إلآ التي كان قبل الموت يبنيها



تجني الثمار غداً في دار مكرمة ......... لا منّ فيها ولآ التكدير يأتيها



فيـها نعيمٌ مقـيمٌ دائمـاً أبـداً ................ بلآ انقطاع ولآ منٍ يدانيها



الأذن وَالعين لم تسمع ولم تـرهـ ..... وَلم يدر في قلوب الخلق ما فيها



يقول أحد الشعراء الحكماء المسلمين :



يقول :



في ليلةٍ ذهبت من بيت أهلي إلى بيت جيراني لأنام ليلة



فما أتاني النوم لأنه تغيّر عليّ المنام والمبيت فكتب :



فارقت موضع مرقدي *** يوماً ففارقني السكون



القــــــبر أول ليـــــــلةٍ *** بالله قـل لي ما يكــون ؟



كيف شعورك فيه ؟



كيف يكون حالك ؟



ماذا تقول ؟



كيف أؤنسك ؟



أين ابنتك ؟



أين أبوك ؟



أين أهلك ؟



أين دارك ؟



إذا كان هـذا القبر أول حفـرةٍ ..... ليوم المعاد وَالمحبين أكثرُ



فماذا تقول اليوم من بعد حسرةٍ ..... تلآقي بها المعبود وَالله أكبرُ



ثبت في الحديث الصحيح



عن عثمان - رضي الله عنه - أنه كان إذا وقف على القبر بكى



وكان إذا ذُكرت له الجنة وَالنار لم يبكِ كبكائه للقبر



فقالوا له :

تذكر الجنة وَالنار ولآ تبكي ؟!



قال :

أخبرني خليلي - صلى الله عليه وَسلم -



أن القبر أول منزل من منازل الآخرة.



إنها كلمات صادقة من نبي كــريم !



القبر أول منزل من منازل الآخرة !



مرّ علي - رضي الله عنه - بالمقابر فقال :



السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة وَالمحال المقفرة



أنتم لنا سلف وَنحن لكم تبع



وَإنا بكم عما قليل لآحقون



اللهم آغفر لنا وَلهم وَتجاوز عنا وَعنهم



طوبى لمن ذكر الموت وَالمعاد وَعمل للحساب



ثم قال :



يا أهل القبور



أما الأزواج فقد نُكحت



وَأما الديار فقد سُكنت



وَأما الأموال فقد ُقسّمت



هذآ خبر من عندنا



فما خبر من عندكم ؟



مالي أراكم لآ تجيبون ؟



ثم التفت إلى أصحابه - رضي الله عنه -



فقال :

أما إنهم لو تكلموآ لقالوآ وجدنا أن خير الزاد التقوى



فبكى - رضي الله عنه - وَأبكى أصحابه.



زيادة المرء في دنياهـ خسران ............. وَربحه غير محض الخير خسرانُ



يا عامراً لخراب الدار مجتهداً ................. بالله هل لخراب الدار عمرانُ ؟



زيّنا الفلل



ركبنا المراكب البهية الرضية



عندنا مناصب وَوظائف



لكن ماذا فعلنا في القبور ؟



أتعرف قبر الملك من المملوك ؟



أتعرف قبر الغني من الفقير ؟



أتيت القبور فناديتها ............... أين المعظم وَالمحتقر ؟



تفانوآ جميعاً فما مخبرٌ ....... وَماتوا جميعاً وَمات الخبر



فيا سائلي عن أناسٍ مضوآ ....... أمالك فيما مضى مُعتبَر ؟



فيا عجباً ممن آثر الحظ الفاني الخسيس



على الحظ الباقي النفيس



وَممن باع جنة عرضها السماوات والأرض



بسجنٍ ضيقٍ في هذه الدنيا الفانية !



وَيا عجباً ممن باع سماع خطاب الرحمن



بسماع المعازف وَالغناء !



فتذكر يا غافلاً عن الآخرة



وَتفكر في الموت وَما بعدهـ



فكفى به قاطعاً للأمنيات



وَحارماً للذات



وَمفرقاً للجماعات



كيف وَالقدوم على عقبه لآ تدري المهبط



بعدها إلى النار أم إلى الجنة ؟!



سـبـحـآن ربـك رب الـعـزة عـمـآ يـصـفـون



وَسـلآمٌ عـلـى الـمـرسـلـيـن



وَالحمد لله رب الـعـآلـمـيـن
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى