أنواع مشكلات الموهوبين

املي بالله

نائبة المدير العام
أنواع مشكلات الموهوبين
المشكلات والمخاطر التي يتعرض لها الموهوبين
على الرغم من تمتع الطلبة الموهوبين بالعديد من الخصائص والسمات السلوكية الأيجابية، إلا أنهم يعانون من مشكلات ومخاطر خاصة بهم وبموهبتهم، وقد عمل التربويون على تصنيف هذه المشكلات إلى:
مشكلات داخلية المنشأ.
مشكلات خارجية المنشأ.

أولاً: مشكلات داخلية المنشأ وتتضمن:
فلسفة الوجود: يتساءل الموهوب عن الحياة والموت والوجود، ولا يكتفي بإجابات الآخرين، بل يواصل التساؤل والبحث عن إجابات مما يسبب له قلقاً كبيراً، تقوده غالباً إلى عمق إيماني، وتفكير بعظمة الإله في خلق الكون.
محاسبة النفس والحساسية العالية: ينتقد الموهوب ذاته باستمرار، ويراقب أعماله وسلوكاته، ويتألم داخلياً عندما يخطئ، وقد يحمّل نفسه أحياناً أخطاء الآخرين ومشكلاتهم.
تعدّد الاهتمامات: يرغب الموهوب في عمل كل الأشياء وتعلّمها، وهنا إذا غاب التوجيه فهذا يعيق تقدمه في المجال الواحد.
المثالية الزائدة والسعي نحو الكمال: يرغب أن يكون الإنجاز كاملاً ومتميزاً ولا يرضى بالإنجاز العادي، وهذا مبعث قلق دائم له.
تشكيل الأنظمة والقوانين: يميل الموهوب إلى وضع أنظمة وقوانين خاصة به، مما قد يعرضه لمشكلات في أثناء اللعب مع أقرانه في السنوات المبكرة من العمر، ويعرضه للصراع مع من يتعامل معهم في مواقع الإنجاز حول أنظمتهم وقوانينهم الخاصة.
الموهوبون أصحاب الإعاقات: تعمل الإعاقات المتنوعة (بصرية، سمعية أو حركية وغيرها.....) على الحدّ من تقدّم الطلبة الموهوبين، وتشكل لهم صراعاً في حال عدم تلقي المساعدة المناسبة والكشف عن موهبتهم.
تقدُّم التطور العقلي على النمو الجسمي والتطور الحركي، وعدم التوازن بين التطور العقلي والانفعالي: فقد يُطلب منهم أن يقوموا بأعمال لا تتحملها طاقاتهم الجسمية ظناً من أن قدرتهم العقلية هي المسؤولة عن الإنجاز فقط، كما يمكن أن يعاملوا كراشدين، مع نسيان حقيقة مشاعرهم الطفولية، وهذا جميعه يؤدي إلى انعكاسات سلبية تؤثر في شخصياتهم.

ثانياً:مشكلات خارجية المنشأ:
مشكلات لها علاقة بالوالدين:
التوقعات العالية من الوالدين: يتوقع الوالدان أن يبرع أبناؤهم الموهوبون في شتّى المجالات، وهذا مُربك للموهوب ويُعيق تقدمه.
طموحات الوالدين غير المتحققة: والتي يسعون لتحقيقها من خلال الضغط على أبنائهم الموهوبين لتحقيقها (Davis and Rimm,1982).
معاناة الوالدين من مشكلات غير محلولة: وهذا ينعكس على أبنائهم الموهوبين، ويفرض جواً من التوتر داخل المنزل.
تدخل الأهل الزائد: فالاهتمام الزائد بالأبناء قد يدفعهم للتدخل في كل كبيرة وصغيرة مما يعيق تقدم الطفل الموهوب.
ممارسة الوالدين السلبية: مثل تجاهل مشاعر الطالب وأحاسيسه، وتركيز الوالدين على التحصيل الأكاديمي، وتوجيهه نحو المثالية، وقلة فرص التواصل مع ابنهم الموهوب، والتعامل مع الطفل على أساس العلامات التي يحققها وإغفال تثمين البعد الشخصي للطفل.
عدم وعي الوالدين: ومعرفتهم بقدرات ابنهم وضعف الدعم المقدم من الوالدين للطفل يؤدي إلى تجاهل قدراته، وفي بعض الحالات قد يتخوف الوالدان من ظهور قدرات عقلية ملحوظة عند الطفل.

مشكلات لها علاقة بالأخوة:
يحظى الطالب الموهوب بمكانة عائلية خاصة ومتميزة دون غيره من الأخوة، مما يجعله أكثر عُرضة للمشكلات في علاقته مع إخوته، ولا سيّما إذا كان الطفل هو الثاني من حيث الترتيب الوِلادي وليس الأول في الأسرة.

مشكلات لها علاقة بمجموعة الزملاء:
ضغط الزملاء الذين يرفضون وجود فجوة في مستوى الأداء بينهم وبين زملائهم الموهوبين، فيمارسون تجاههم شتى أنواع الضغوط النفسية أو الرفض وأحياناً الأذى (***b & others,1982).
رفض الموهوبين أنفسهم لأخطاء الطلبة العاديين ومشكلاتهم، الذين لا يشاركونهم الميول والاهتمامات مما قد يؤدي إلى جرح مشاعر الآخرين.
محاولة الطلبة الموهوبين التحفظ على أدائهم في الواجبات والامتحانات، ورفض المشاركة مع العاديين، لرغبتهم في التفرد بالعلامة العُليا وهذا يجعل الزملاء يصفونهم بالأنانية.
المعاناة من صعوبة إيجاد الصديق الحقيقي الذي يشاركهم قدراتهم واهتماماتهم وحاجاتهم.
نظراً للاهتمام الذي يحظى به الموهوبون من قِبل المحيطين بهم، فإن هذا يولد مشاعر الغيرة والاستياء لدى زملائهم العاديين، مما يزيد من شعور الموهوب بالاختلاف عن زملائه والرفض من قبلهم، والشعور بالعزلة.
يتعرض الطلبة الموهوبون عادةً لسخرية زملائهم بسبب علاماتهم المرتفعة أو تميزهم، أو كثرة أسئلتهم في الصف، أو نتيجة سماع الثناء المتكرر من المعلمين والإدارة لهم، أو في حالات ظهورهم بمظهر مختلف، واستخدام طرق مختلفة في الأداء.

مشكلات لها علاقة بالأنظمة التعليمية:
افتقار الأنظمة التعليمية التقليدية للخبرات التي تلبي حاجات الطلبة الموهوبين مما يؤدي إلى الملل والضجر عند الموهوب، وقد يتحول إلى طالب مناكف للنظام التعليمي والمسيرة التعليمية في المدرسة.
اعتماد التقييم على العلامة، مما يجعل الطلبة الموهوبين يشعرون باللامبالاة ويدفعهم للمماطلة في العمل.
محدودية المصادر المتاحة في الأنظمة التعليمية من حيث المعلمون والميزانية المخصصة لشراء الكتب واللوازم.
التوقعات العالية من المعلمين، فقد يظن المعلمون أن الموهوبين ليسوا بحاجة لمساعدة أو اهتمام، مما يُشعر الطلبة الموهوبين بالملل نتيجة لنقص اهتمام المعلمين بهم، وتركيز الاهتمام على الطلبة الضعفاء.
الاتجاهات السلبية التي يحملها بعض المعلمين عن الطلبة الموهوبين، فقد يشعر بعض المعلمين بالتهديد نتيجة لوجود طالب موهوب في صفه، وقد يظهر هذا على شكل تجاهل المعلم لهذا الطالب الذي يتقن المهمات التعليمية بسرعة 1978(krueger,).
تدنّي التحصيل الأكاديمي: ويعدّ هذا في غاية الأهمية، وقد تظهر خلال فترات ومراحل معينة في السنة وتختفي في أخرى. وتظهر في مواد وتختفي في غيرها. (Colangelo,2006) وقد يعود السبب وراء ذلك للمناهج أو للوالدين أو الزملاء أو الأخوة، علماً بأن المراهقين الموهوبين الأكثر انشغالا ً بالنشاطات اللامنهجية الإضافية هم الأقل احتمالاً لتدني التحصيل.
ومن جهة أخرى فإن هناك بعض المعلمين الذين يدركون تعطش الطلبة الموهوبين للمعرفة، وبالتالي يقدّمون لهم خبرات تعليمية مكثفة وحقيقية، أو قد يحملونهم مسؤولية تدريس الطلبة الضعاف في الصف.
 
عودة
أعلى