البدانة والسكري يضعفان فرص النجاة من سرطان القولون

نغم السماء

من الاعضاء المؤسسين
بيّنت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يصابون بسرطان القولون تكون لديهم استجابة أضعف للعلاج إذا ما كانوا من البدناء أو مرضى البول السكري من النوع الثاني.

وأثبتت دراستان أجريتا لمعرفة تأثير وزن المريض وإصابته بالبول السكري على معدلات النجاة من مرض سرطان القولون, ووجدت أن كلا العاملين يؤثران على فرص النجاة من المرض، كما وجدت الدراستان أن الموت لأي سبب بما في ذلك أمراض القلب تزيد أيضاً بين الأشخاص الذين يعانون البدانة أو السكري.

وصرّح الدكتور جيفري ميرهارديت في مقالة مصاحبة للدراستين اللتين تم نشرهما في جريدة Clinical Oncology: "الرسالة هنا هي العمل على تجنب البدانة والإصابة بالبول السكري من النوع الثاني لتأثيرهما السلبي على الصحة بشكل عام، لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كان إنقاص الوزن أو زيادة ممارسة التمارين البدنية يساعدان في هذا الشأن، لكن المؤكد أن هذا يفيد في تجنب الإصابة بأمراض أخرى مثل أمراض الشرايين".


وهناك أكثر من مليون شخص تم شفاؤهم من مرض سرطان القولون يعيشون في أمريكا، وقد انخفض معدل الوفيات بين مرضى سرطان القولون خلال العقدين الماضيين كما بيّنت الدراستين، بينما أشارت دراسة سابقة إلى وجود علاقة بين البدانة ومرض البول السكري والإصابة بسرطان القولون في المقام الأول إلا أنه لم يتضح حينئذ تأثير هذين العاملين على تطور سرطان القولون عند تشخيصه.

وتضمّنت الدراسة الأولى 2303 أشخاص من المشاركين في دراسة حالية بدأت عام 1992، وبين هذا التاريخ وحتى عام 2007 تم تشخيص المشاركين بالإصابة بسرطان القولون واستمرت متابعة المرضى حتى نهاية 2008.

وفي أثناء الدراسة، توفي 851 شخصاً بالمرض، منهم 380 ماتوا نتيجة الإصابة بمرض سرطان القولون، بينما توفي 153 شخصاً بسبب أمراض القلب، وتوفي الـ318 الباقين لأسباب أخرى.

وتكون مخاطر الوفاة لمختلف الأسباب أكبر بنسبة 30% للأشخاص الذين يعانون البدانة عند بدء الدراسة في مقابل الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية، كما تزيد مخاطر الوفاة بسرطان القولون بنسبة 35% أكثر عند هؤلاء البدناء وتصل لـ68% بسبب أمراض القلب.

وأوضح ميرهارديت أن الباحثين حاولوا تعديل البيانات وفقاً لعوامل أخرى هامة مثل ممارسة النشاط البدني أو مقدار اللحوم الحمراء التي يتناولها الشخص، والتي تمثل عنصراً مسبباً للإصابة بسرطان القولون، والتاريخ الأسري مع المرض ومستوى ضغط الدم حتى بعد تعديل هذه البيانات ظلت البدانة تمثل عامل خطورة كبيراً للوفاة بسرطان القولون.

وقال ميرهارديت: "يبدو أن البدانة في ذاتها لها تأثير سلبي على الصحة وعلى مرضى سرطان القولون".

وفي الدراسة الثانية، استعان الباحثون بـ2278 شخصاً ممن شخّصت حالتهم بسرطان القولون غير المنتشر أو سرطان المستقيم بين عامي 1992 و2007، وفي هذه المجموعة كان هناك 842 حالة وفاة، ومنهم 377 بسبب سرطان القولون و152 حالة وفاة بسبب أمراض القلب.

وتبين أن مرضى السكري تزيد لديهم مخاطر الوفاة لأي سبب بنسبة 52% أكثر من الأشخاص الأصحاء، ونسبة 29% بسبب سرطان القولون بالمقارنة بقرنائهم من مرضى السكري غير المصابين بسرطان القولون، أما الوفاة بسبب مرض القلب فتزيد بمقدار 2.16 مرة أكثر في مرضى السكري وحوالي 4 مرات أكثر في مرضى السكري الذين يستخدمون علاج الأنسولين بالمقارنة بالأشخاص الأصحاء.

وعلَّق رئيس قسم علم المعدة والأمعاء بمستشفى جامعة North Shore بنيويورك الدكتور ديفيد بيرنستين قائلاً: "إن استخدام الأنسولين مع مرضى البول السكري عادة ما يشير للإصابة بالمرض لفترات طويلة وهو الأمر الذي يرتبط بنتائج سلبية".

وأضاف: "من المؤكد أن البدانة ومرض السكري يرتبطان بسوء الحالة المرضية لأي شخص، إلا أننا لا نعرف يقيناً إذا ما كان إنقاص الوزن سيعني اختفاء تلك المخاطر أم لا، كما لا ننصح مرضى سرطان القولون بالعمل على إنقاص أوزانهم وأنصح مرضاي ممن لم يصابوا بسرطان القولون أن يعملوا على إنقاص أوزانهم"
 
الوسوم
البدانة القولون النجاة سرطان فرص من والسكري يضعفان
عودة
أعلى