المراة المسلمة يتوقف عليها مصير الامة

خالدالطيب

شخصية هامة

المراة هى كيان الاسرة وتعتبر المراه المسلمة هى عماد المجتمع ويقع على عاتق المراه المسلمة العديد من المسؤليات فهى التى تربى الاجيال كما ان المراة المسلمه لها رساله ينبغى على المراة ان تعلمها جيدا ونحن هنا بموقع النادى سنقدم رسالة للمرأة المسلمة بقلم: أ. د. محمد بديع

المراة المسلمة يتوقف عليها مصير الامة


حيث تعد المرأة المسلمة نصف الأُمّة، بل النصف الأهم الذي يؤثِّر في الحياة أبلغ تأثير، وعليها يتوقف مصير الأُمّة، ونجاحها في تحقيق مستهدفاتها، والتغلب على تحدياتها؛ لذا نجد الإسلام عُني بالمرأة عنايته بالرجل؛ فرفع قيمتها، وأعلى قدرها، وأشركها مع الرجل في التكليفات: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل/ 97).



(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً...) (النساء/ 1).
وقال (ص): "النساء شقائق الرجال"؛ فهي شقيقة الرجل في الأصل والمصير، وشريكته في عمارة الكون، ولا فرق بينهما في الإيمان والإعتقاد، والثواب والعقاب، والشيطان عدو لهما بنفس القوة والضراوة، ولابدّ أن يكونا جميعاً قوةً واحدةً في وجه عدو واحد: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) (طه/ 117)، ومن هنا كان ميزان التكريم الإلهي هو التقوى: (إنَّ أكْرَمَكُم عِندَ الله أتْقَاكُمْ) (الحجرات/ 13)، وفي قوله سبحانه وتعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ...) (آل عمران/ 195).



- المسؤولية الإيمانية:
فالمسؤولية الإيمانية للمرأة كالرجل سواءً بسواء، فهي مسؤولة عن تصديقها وإيمانها بالله والرسول، وإن خالفها أقرب الأقربين في ذلك، ولحكمة شاءها الحكيم الخبير ضرب الله المثل للذين كفروا بامرأتين؛ هما زوجتان لنبيَّيْن من أنبياء الله، ضرب الله بهما المثل في الغدر والخيانة وسوء الأخلاق؛ فكانتا أسوأ نموذج للزوجة: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (التحريم/ 10).



وفي نفس السورة ولكن في آيتين منفصلتين تكريمٌ لأُخرَيين؛ إمرأة فرعون مدَّعي الألوهية، لم يضرَّها كفره، وكانت أعلى مثل يضربه الله للمؤمنين والمؤمنات، ومريم ابنة عمران، أعلى مثل يضربه الله للمؤمنين والمؤمنات؛ فهي البتول الطاهرة، صاحبة الرزق اليومي في المحراب: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم/ 11-12).



- الخطاب القرآني:
وقد كثر في النصوص القرآنية الخطاب الموجَّه إلى الناس جميعاً، المرأة والرجل، والمؤمنين والمؤمنات، على سواء: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب/ 35)، (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) (الأحزاب/ 36)، (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...) (النور/ 30-31).



وهذا كله يؤكد أنّ الجنسين قادران على انتهاج طريق الإسلام؛ للوصول إلى الكمال المعنوي والمادي؛ لتحقيق الحياة الطيبة: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل/ 97)، وقد نال الرجل والمرأة درجة الصديقية وما زال التنافس مفتوحاً لهما على قدم المساواة لينالها كل منهما إلى يوم القيامة.



- كيان مستقل:
فالمرأة كالرجل.. كيان مستقل حرٌّ، وهذا واضحٌ وجليٌّ في مواضع عديدة من القرآن الكريم:
(كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر/ 38)، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) (فصلت/ 41)، كما أنّ المرأة والرجل متساويان أمام قوانين الجزاء أيضاً: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ...) (النور/ 2)، وأباح الإسلام للمرأة كل ألوان الممارسات المالية، وجعلها مالكة عائدها وأموالها، يقول تعالى: (.. لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (النساء/ 32).



- قوامة الرجل:
كما أنّ المفهوم الحقيقي للقوامة هو ما قدَّمه سيدنا آدم وسيدنا موسى – عليهما السلام – من قديم؛ حيث تحمَّل آدم مسؤولية هذه العلاقة الزوجية: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) (طه/ 117)، أي سيقع العبء ببذل الجهد ورعاية الأسرة وحمايتها عليك أنت، واستمر نفس التكليف بما ظهر في حرص سيدنا موسى (ع) عندما رأى ناراً: (إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) (طه/ 10)؛ أي أدفع عنكم الضرر بالبقاء بعيداً عن النار، وآتيكم منها بالمنفعة حتى أوصلها لكم، فدفع المضرة وجلب المنفعة هو المسؤولية الحقيقية والقوامة الإيجابية.



وهكذا استمرت العلاقة الزوجية بالودِّ والتراحم وبكلمة واحدة في القرآن: (.. وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة/ 237)؛ لأن ما بين الزوجين هو الفضل وهو أعلى من العدل، وتوزيع المسؤوليات بالتكامل كما في صدر سورة الليل: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنْثَى) (الليل/ 1-3)، تكامل الليل والنهار وتوزيع الأدوار وتوظيف طاقات كل فرد؛ فكلٌّ ميسَّر لما خُلق له.



- الضلع الأعوج:



وهنا لفتة علمية حول الضلع الأعوج الذي هو أنسب شكل للقيام بالمهمة، فلولا عوجاج الضلع لما استطاع أن يحتضن القلب ويحيط بالرئتين، وسهَّل لهما القيام بمهامهما الخطيرة، فليس الاعوجاج هنا عيباً أو نقصاً، بل هو تمام المناسبة للمهمة، وهي أخطر مهمة تتحمَّلها المرأة؛ فهي شقيقة الرجل، وزوجة الرجل، وابنة الرجل، وهي أُم الرجل، ومربية الرجل، وما مثال أم موسى وإمرأة فرعون وهما اللتان ربيتا موسى (ع) ولا مريم أُم عيسى (ع) ولا هاجر أُم إسماعيل (ع) إلا أصدق دليل على ذلك.





 
ولان المراة هي نصف المجتمع وهي المسؤول الاول عن تربية
الابناء وتخريج اجيال صالحة تنفع المجتمع الاسلامي
ومما لا شك فيه ان اختيار الزوجة الصالحة اولا
هو المفتاح الاساسي والذي له الدور الاهم
لتنشئة تلك الاجيال

تسلم خالد على الطرح الرائع

وبارك الله في حسناتك
 
الوسوم
الامة المراة المسلمة عليها مصير يتوقف
عودة
أعلى