بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف

  • تاريخ البدء

HADI

الاعضاء
الحمد لله الذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم للعالمين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا نحمده سبحانه وتعالى أن وفقنا للاهتداء بهدي سيد الكائنات عليه الصلاة والسلام ونشكره على ما أمدنا به من براهين ساطعة وآيات بينات ونشهد أن لا إله إلا الله تعالى ربنا عن الأشباه والأنداد ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أوضح للبشرية سبل الرشاد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى كل من جند نفسه لمقاومة الشر والفساد، أما بعد أيها الناس فنستقبل عيدا هو أعظم أعياد الأمة الإسلامية لا بل هو في الواقع عيد كافة البرية، عيد مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، مولد النور، مولد الحق والفضيلة، مولد الإنسانية المثلى، اجل هو مولد كل هذه المعاني التي تجلت حقائق وبرزت أعمالا وصدرت توجيهات وتعليمات رددتها السماء والأرض ودوت لها آفاق المعمورة في الطول والعرض. لقد سبقت ولادته ولادات وتقدمت رسالته رسالات ولكن كل ذلك والحق يقال ما هو إلا إرهاصات ومقدمات لان الإنسانية ظلت تنشد الرسالة الجامعة التي تجمع خلاصة ما سبق وتغني في ميادين الإصلاح والتشريع عن كل ما لحق فظفرت في رسالة خاتم النبيين بمبتغاها: إذ حققت لها من الأغراض المادية والروحية أدناها وأقصاها فهي تسمو بالإنسان إلى الملائكية في الطهر والخير والإيثار وتدفعه في الماديات إلى أن يحلق في أبعاد الفضاء ويغوص في أعماق البحار وتقدح من زناد عزمه حتى يمزج سواد الليل ببياض النهار وتستأصل من نفسه معاني الاتكال والضعف والاستسلام. وتجعل هذه المعاني وما شابهها من أقبح الآثام وافضع أنواع الحرام ناهيك أن الإسلام يجعل العمل في سبيل العيش الكريم عبادة ومبرة ويجعل الخديعة والكذب والنفاق معصية ومعرة ويقضي على جميع الفوارق التي هي اصل الداء والسبب الوحيد في كل تفرق إذ يقول الله لعموم خلقه (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) فهل بعد ذلك يمكن أن يقول مسلم لإخوانه أنا أفضلكم، أنا سيدكم، ومولاكم، كم رفع الإسلام من عبيد وضع الرق أقدارهم؟ وكم وضع من ملوك سترت التيجان بأبهتها عارهم؟، لقد اخذ بيد كل ضعيف ليغرس في نفسه الطموح والعزة والإيمان وضرب على أيدي أصحاب الصلف والجبروت والطغيان. فلا غرو أن تبرز برسالة محمد صلى الله عليه وسلم معاني القوة في الإنسان وان أعظم ظاهرة يتحتم أن نستجلي بواطنها ونتحسس مواطنها في مثل هذا اليوم الأغر الذي نحتفل فيه بمولد سيد البشر عليه الصلاة والسلام لتكمن في المفهوم الصحيح للعظمة الشخصية لأن إساءة فهم العظمة كان وما يزال سبب كل بلية، ولقد أعطى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في أقواله وأعماله لتلك العظمة صورا ناطقة حية ذلك انه حارب الاستعباد بجميع ألوانه وطرائقه وأهاب بالإنسان أن لا يكون عبدا إلا لخالقه وأعطى من نضاله وصموده أبدع الصور فما ولّى على الأعقاب أبدا ولا اندحر ومن هنا يمكن إن تأخذ الإنسانية معاني القوة في الحق وتدأب للقضاء على مظاهر الرق.
ولا يقف بنا تأملنا عند هذه الحدود بل نتجاوزها إلى ما يشكل معها سفر الخلود ذلك انه قد توفرت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جميع الوسائل ليصبح الرسول الملك فاختار لنفسه أن يعيش مع المساكين يأكل ما يأكلون ويسلك ما يسلكون لأنه يعلم أن العظمة تنبع من أعماق نفس العظيم وتأبى أن تسير مع غير الطريق المستقيم، وهي إذا ذهبت فلا ترجعها أبهة ولا جيش جرار وإذا استقرت فلا تطردها الأكواخ ولا الأطمار، لقد كان صلى الله عليه وسلم يقول (اللهم أحيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين) فعاش كما تمنى ومات كما تمنى وهو في العز والسؤدد أمكن مكين لقد اخذ أعرابي ذات يوم بعظمة شخصيته حتى أصبح في ذعر شديد فما كان منه عليه السلام إلا أن قال له: هون عليك يا أخ العرب فما أنا إلا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد. هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى الإنسان الكامل هكذا يراه في أحاديثه وهكذا يراه في سلوكه النموذجي وهكذا يراه في قرآنه المنزل من عند الله.
إن جميع ما أصاب الإنسانية من يوم أن وجدت لا يتأتى إلا من إفراطها في ادعاء القوة والعظمة إلى درجة الألوهية بذلك يبعد ما بين أبناء الماء والتراب من تجانس فيحدث ما هو حادث بينهم من عداء وكراهية وتشاكس لقد أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع دابر هاتين الآفتين لتستقيم لامته جميع غايات الدنيا والدين فما ترك فرصة من الفرص إلا استغلها للتعليم والتنبيه حتى تحفظ أمته من الضلال والتوزع والتيه وكفانا حجة أن قال الله لنا. (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) صدق الله العظيم
 
اللهم صلي على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين وكل الانبياء والمرسلين

جزاك الله كل خيرررهادي
 
يارك الله فيك اخي

وكل سنة والامة الاسلامية في الف خير

والهم صلي وبارك علي سيدنا محمد
 
اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبنا ونبينا سيد الخلق سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

بارك الله في حسناتك هادي

واثابك الجنة

 
الوسوم
الشريف المولد النبوي بمناسبة ذكرى
عودة
أعلى