كواليس يوم تنحي مبارك

الامين

مؤسس و مدير الموقع
طاقم الإدارة
قال سعد الدين إبراهيم عالم الاجتماع المصري في تصريحات له: "كان من المفترض أن يعلن مبارك قرار تنحيه عن الحكم في خطابه الثالث الذي ألقاه بتاريخ 10 فبراير، بموافقة الإدارة الأمريكية، التي أكدت له أنه أمر لا مفر منه، ولكن في آخر لحظة تم تعديل الخطاب، مما أثار مزيدا من الغضب لدى الشارع المصري والإدارة الأمريكية في ذات الوقت.

وأضاف عالم الاجتماع المصري في تصريحات نشرتها "شبكة روسيا اليوم" أن خطاب مبارك دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأمره مباشرة قائلا صراحة مقولته الشهيرة: "الآن.. عليك التنحي الآن، وليس غدا أو بعد غد"، لأن الوضع يتفاقم بسرعة كبيرة".

وأكد إبراهيم الذي كان موجودا في البيت الأبيض بأمريكا خلال فترة ما قبل تنحي مبارك إنه "من خلال قراءتي للأحداث، فإن الجيش كان يهمه أمران أساسيان في هذا التوقيت، أولا: أن تكون المظاهرات سلاح ضغط على مبارك لإلغاء كل مخططات التوريث، ثانيا: عدم إعطائه الفرصة بأن يصدر أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين وإلا تحول ميدان التحرير إلى مذبحة كبيرة، وقد كان هذان الأمران واضحين لنا في غرفة العمليات بواشنطن".

وأضاف أنه تم نقل هذه القراءات صراحة إلى كل من مبارك وهيئة الأركان المصرية، حيث أبلغت الإدارة الأمريكية مبارك وقتها بأنه إذا كان يريد إنقاذ حياته وحياة أسرته فعليه أن يستجيب لمطالب المتظاهرين بالتنحي، لكن مبارك لم يفعلها ولم يتنح، ليفقد تعاطف الإدارة الأمريكية معه من الخطاب الثاني، وليس الخطاب الثالث كما يشير البعض، حيث وصفوه وقتها بأنه رجل مناور يتفق على أشياء معينة ثم لا ينفذها، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي أوباما لإصدار أمره لمبارك بالتنحى فورا.

وبشأن دور السيدة الأولى السابقة قال سعد الدين إبراهيم "لقد بكت سوزان مبارك كثيرا، وتوسلت لدى الإدارة الأمريكية أن ينقذوها هي وزوجها، وقامت بمحاولات مستميتة من خلال علاقاتها المتشعبة مع الإدارة الأمريكية لإنقاذ زوجها، لكن لم تفلح هذه المحاولات، لأن لهذه الدولة في النهاية مصالحها هي التي تحدد مواقفها وليست عواطفها".

كما أشار إبراهيم إلى أن سجالات قوية دارت داخل أروقة البيت الأبيض في تلك الفترة "انقسمت الإدارة الأمريكية داخل البيت الأبيض إلى مجموعتين، مجموعة متعاطفة مع مبارك على رأسها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وتدافع عنه باعتباره حليفا استراتيجيا، وكما قالت عنه (إنه وفي لنا).

وقالت كلينتون إن تخلي الإدارة الأمريكية عن مبارك سيقلق باقي حلفاء أمريكا في المنطقة وسيؤثر على مصالحها ككل.

واعتمدت مجموعة أخرى على مقولة مفادها أنه: طالما قدمتم تأييدكم لمبارك لمدة 30 عاما فلقد جاء الوقت الآن للوقوف مع الشعب المصري لعام واحد، لشهر واحد، أو حتى لأسبوع واحد، فمبارك هو الماضي، بينما الشباب في الميدان هم المستقبل، إنهم شباب مثل الشباب الذين ساهموا كذلك في إنجاح أوباما وتوليه الرئاسة الأمريكية أيضا، فكيف نتخلى عنهم بعد ما قاسوه من عنف وتردّ في أسلوب مبارك ونظامه في التعامل معهم".

وأضاف إبراهيم أن يوم 2 فبراير الماضي المعروف إعلاميا بـ"موقعة الجمل"، جاء حيث استكملت دائرة الرفض تماما داخل الإدارة الأمريكية، وفقد مبارك أي تأييد له، وتحديدا مع اقتناع كلينتون وجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بضرورة التخلي عن مبارك.

 
الوسوم
كواليس.يوم.تنحي.مبارك
عودة
أعلى