المنهج النبوي والثقه بالنفس

Dr.HAYA

من الاعضاء المؤسسين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك مجموعة من العوامل التي تدعم الثقة بالنفس لدى الفرد، يمكن أن نستقيها من خلال المنهج النبوي؛ وهي كالآتي:



1 ـ تغيير الأسماء القبيحة :


كان الرسول صل الله عليه وسلم يدرك بحكمته السامية أهمية الاسم الحسن في
تدعيم الثقة بالنفس، فكان صل الله عليه وسلم يعجبه الاسم الحسن ويتفاءل به،


ويكره الاسم القبيح ويغيره، وفي رواية نافع عن بن عمر في صحيح مسلم: أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله صل الله عليه وسلم جميلة،


وفي رواية أخرى عند الإمام مسلم أيضًا: أن رسول الله صل الله عليه وسلم غيّر اسم عاصية فقال: "أنت جميلة".



2ـ النهي عن تحقير الذات :


ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة قال رسول الله صل الله عليه وسلم "لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي. ومعنى لقست أي:


غثت أو ضاقت؛ وفي هذا الحديث نهي عن تحقير الإنسان لنفسه.


ويكره للمسلم وصف نفسه بالصفات القبيحة حتى ولو كان صادقًا، وليس ذلك من التواضع، ويعلق على الحديث السابق ابن حجر قائلاً: (إن المرء يطلب الخير حتى بالفأل الحسن،



ويضيف الخير إلى نفسه ولو بنسبة ما، ويدافع الشر عن نفسه ما أمكن، ويقطع الوصلة بينه وبين أهل الشر حتى في الألفاظ المشتركة).




3 ـ الرسائل الإيجابية :


كان من هديه صل الله عليه وسلم أن يوجه الرسائل الإيجابية إلى من حوله من الصحابة ليلفت نظرهم إلى الإيجابيات التي لديهم، والصفات الحسنة التي تميزهم؛ هذا مما يكون له أكبر الأثر


في تكوين مفهوم إيجابي عن الذات، وأيضًا له فائدة عظيمة في لفت النظر إلى أهم الإيجابيات والمميزات التي يتحلى بها الشخص، ويعتبر هذا حجر الزاوية في توظيف هذه الطاقات، وحسن استثمارها.


ومن أقوال النبي صل الله عليه وسلم في هذا الباب:


قوله لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنك غلام معلم"،خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


وقوله لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: " لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".


وقوله لأشج عبد القيس رضي الله عنه: " إن فيك لخصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة".




4ـ مدح النفس بضوابطه :



قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن نفسه: والله الذي لا إله غيره ، ما أنزلت سورة من كتاب الله : إلا أنا أعلم أين أنزلت ، ولا أنزلت آية من كتاب الله ، إلا أنا أعلم فيما أنزلت ،


ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله ، تبلغه الإبل ، لركبت إليه .المصدر: صحيح البخاري


وأما إذا كان هناك نهي عن تزكية النفس لقول الله عز وجل: ]فَلَا تُزَكُّوٓا۟ أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ[ (النجم : 32)،


وقوله تعالى: ]أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [ (النساء : 49)،


إلا أن العلماء اعتبروا هذا النهي عن التزكية إن كان على سبيل الإعجاب أو الرياء، واستثنوا من ذلك ما كان على سبيل التحدث بنعمة الله.




5 ـ توظيف الطاقات :


قدم سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة وما أجازه النبي صل الله عليه وسلم في بدر ولا في أحد، وأجازه النبي صل الله عليه وسلم في الخندق،


وكان حينئذ ابن خمس عشرة سنة، ولما رده النبي صل الله عليه وسلم عن الجهاد أسر سيدنا زيد لأمه أن يتقرب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ويلزمه، فأخذه رجال من قومه إلى


الرسول صل الله عليه وسلم وقالوا له هذا ابننا زيد بن ثابت يحفظ سبع عشرة سورة من كتاب الله ويتلوها صحيحة كما أنزلت على قلبك، وهو فوق ذلك حاذق يجيد الكتابة والقراءة،


ويريد أن يتقرب إليك ويلزمك فاسمع منه إذا شئت، فسُرّ به النبي صل الله عليه وسلم لحفظه وحسن تلاوته ووعيه وفهمه لآيات القرآن، فتخصص في القرآن وأصبح المرجع الأول فيه


لأمة محمد بعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم




6ـ عدم توجيه الرسائل السلبية :


قال الرسول صل الله عليه وسلم لسيدنا أبي ذر رضي الله عنه لما عيَّر رجلاً بأمه: "إنك امرؤ فيك جاهلية"خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


، وقال شراح الحديث كلمة "فيك" تعني خصلة أو خلق؛ ففي فتح الباري: أي خصلة من خصال الجاهلية، وفي النووي على مسلم وعون المعبود وفيض القدير: أي خلق من أخلاقهم.


وفي هذا نتعلم من الرسول صل الله عليه وسلم القاعدة التربوية التي تقول: "سفّه السلوك ولا تسفه الشخص".


وأيضًا كان من هديه صل الله عليه وسلم منع وصول الرسائل السلبية إلى الصحابة حتى لا تؤذيهم، فعندما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشأن سيدنا حاطب بن أبي بلتعة:


يا رسول الله صل الله عليه وسلم دعني أضرب عنق هذا المنافق لقد خان الله ورسوله والمؤمنين، فما كان من رسول الله إلا أن قال: "مَه يا عمر.. إنه من أهل بدر، لعلّ الله قد اطلع على


أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم قد غفرت لهم". وفي رواية "وجبت لكم الجنة"



ومن هنا وجب علينا الأقتداء به رسولنا عليه الصلاة والسلام فى
تدعيم الثقة فى من حولنا من أهل وأصدقاء وأقارب ..


ودمتم فى حفظ الله ورعايته


 
الوسوم
المنهج النبوي بالنفس والثقه
عودة
أعلى