فضائل سورتي المعوذتين

عاشق مصر

من الاعضاء المؤسسين
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)


بسم الله الرحمن الرحيم


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ


شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)







سورة الفلق )

الآيات ( 113 1 5 )
مقدمة تفسير سورة الإخلاص ولله الحمد والمنة تفسير سورة الفلق
بسم الله الرحمن الرحيم
فضائل سورتي المعوذتين وهما مدنيتان
قال الإمام أحمد 5129 حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال قلت لأبي بن كعب إن بن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له ( قل أعوذ برب الفلق ) فقلتها قال ( قل أعوذ برب الناس ) فقلتها فنحن نقول ما قال النبي ورواه أبو بكر الحميدي في مسنده عن سفيان بن عيينة حدثنا عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بهدلة أنهما سمعا زر بن حبيش قال سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يحكي المعوذتين من المصحف فقال إني سألت رسول الله فقال قيل لي قل فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله وقال أحمد 5129 حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عاصم عن زر قال سألت بن مسعود عن المعوذتين فقال سألت النبي عنهما فقال قيل لي فقلت لكم فقولوا قال أبي فقال لنا النبي فنحن نقول وقال البخاري 4976 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب فقلت أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا فقال إني سألت النبي فقال قيل لي فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله ورواه البخاري 4976 أيضا والنسائي عن قتيبة عن سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب به وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا الأزرق بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا الصلت بن بهرام عن إبراهيم عن علقمة قال كان عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر رسول الله أن يتعوذ بهما ولم يكن عبد الله يقرأ بهما ورواه عبد الله بن أحمد 5129 من حديث الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله قال الأعمش وحدثنا عاصم عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال سألنا عنهما رسول الله قال قيل لي فقلت وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء أن بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فلعله لم يسمعهما من النبي ولم يتواتر عنده ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة فإن الصحابة رضي الله عنهم أثبتوهما في المصاحف الأئمة ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ولله الحمد والمنة وقد روى مسلم في صحيحه 814 حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط ( قر أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ورواه أحمد 4144 ومسلم أيضا 814 والترمذي 2902 والنسائي 8254 من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عقبة به وقال الترمذي حسن صحيح طريق أخرى قال الإمام أحمد 4144 حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا بن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة بن عامر قال بينا أنا أقود برسول الله في نقب من تلك النقاب إذ قال لي ياعقبة ألا تركب قال فأشفقت أن تكون معصية قال فنزل رسول الله وركبت هنية ثم ركب ثم قال عقب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس قلت بلى يا رسول الله فأقرأني ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول الله فقرأ بهما ثم مر بي فقال كيف رأيت يا عقب اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت ورواه النسائي 8253 من حديث الوليد بن مسلم وعبد الله بن المبارك كلاهما عن بن جابر به ورواه أبو داود 1462 والنسائي 8252 أيضا من حديث بن وهب عن ميمون بن صالح عن العلاء بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن عن عقبة به طريق أخرى قال أحمد 4155 حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم عن يزيد بن محمد القرشي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة ورواه أبو داود 1523 والترمذي 2903 والنسائي 368 من طرق عن علي بن أبي رباح وقال الترمذي غريب طريق أخرى قال أحمد 4146 حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله اقرأ بالمعوذتين فإنك لن تقرأ بمثلهما تفرد به أحمد طريق أخرى قال أحمد 4149 حدثنا
حيوة بن شريح حدثنا بقية حدثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر أنه قال إن رسول الله أهديت له بغلة شهباء فركبها فأخذ عقبة يقودها له فقال رسول الله اقرأ قل أعوذ برب الفلق فأعادها له حتى قرأها فعرف أني لم أفرح بها جدا فقال لعلك تهاونت بها فما قمت تصلي بشيء مثلها ورواه النسائي 8252 عن عمرو بن عثمان عن بقية به ورواه النسائي أيضا 8252 من حديث الثوري عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن نفير عن أبيه عن عقبة بن عامر أنه سأل رسول الله عن المعوذتين فذكر نحوه طريق أخرى قال النسائي أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر سمعت النعمان عن زياد أبي الأسد عن عقبة بن عامر أن رسول الله قال إن الناس لم يتعوذوا بمثل هذين ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) طريق أخرى قال النسائي 8253 أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن أبي عجلان عن سعيد المقبري عن عقبة بن عامر قال كنت أمشي مع رسول الله فقال ياعقبة قل قلت ماذا أقول فسكت عني ثم قال قل قلت ماذا أقول يا رسول الله قال قل أعوذ برب الفلق فقرأتها حتى أتيت على آخرها ثم قال قل فقلت ماذا أقول يا رسول الله قال قل أعوذ برب الناس فقرأتها ثم أتيت على آخرها ثم قال رسول الله عند ذلك ماسأل سائل بمثلها ولا استعاذ مستعيذ بمثلها طريق أخرى قال النسائي 8252 أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا معاوية عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن عقبة بن عامر أن رسول الله قرأ بهما في صلاة الصبح طريق أخرى قال النسائي 8254 أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عمران أسلم عن عقبة بن عامر قال اتبعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدميه فقلت أقرئني سورة هود أو سورة يوسف فقال لن تقرأ شيئا أنفع عند الله من قل أعوذ برب الفلق حديث آخر قال النسائي 8251 أخبرنا محمود بن خالد حدثنا الوليد حدثنا أبو عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي عبد الله عن بن عابس الجهني أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال له يا بن عباس ألا أدلك أو ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون قال بلى يا رسول الله قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس هاتان السورتان فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث وقد تقدم في رواية صدى بن عجلان وفروة بن مجاهد عنه ألا أعلمك ثلاث سور لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلهن ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) حديث آخر قال الإمام أحمد 524 حدثنا إسماعيل حدثنا الجريري عن أبي العلاء قال قال رجل كنا مع مع رسول الله في سفر والناس يعتقبون وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله ونزلتي فلحقني فضرب منكبي فقال قل أعوذ برب الفلق فقرأها رسول الله فقرأتها معه ثم قال ( قل اعوذ برب الناس ) فقرأها رسول الله فقرأتها معه فقال إذا صليت فاقرأ بهما الظاهر أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر والله أعلم ورواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم عن بن علية به حديث آخر قال النسائي أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر عن عبد الله بن سعيد حدثني يزيد بن رومان عن عقبة بن عامر عن عبد الله الأسلمي هو بن أنيس أن رسول الله وضع يده على صدره ثم قال قل فلم أدر ما أقول ثم قال لي قل قلت ( قل هو الله أحد ) ثم قال لي قل قلت ( أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ) حتى فرغت منها ثم قال لي قل قلت ( أعوذ برب الناس ) حتى فرغت منها فقال رسول الله هكذا فتعوذ وما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط حديث آخر قال النسائي 8254 أنا عمرو بن علي أبو حفص حدثنا بدل حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة عن سعيد الجريري حدثنا أبو نضرة عن جابر بن عبد الله قال قال لي رسول الله اقرأ ياجابر قلت وما أقرأ بأبي أنت وأمي قال اقرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فقرأتهما فقال اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلها وتقدم حديث عائشة أن رسول الله كان يقرأ بهن وينفث في كفيه ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده وقال الإمام مالك 2942 عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتها ورواه البخاري 5013 عن عبد الله بن يوسف ومسلم 2192 عن يحيى بن يحيى وأبو داود 3902 عن القعنبي والنسائي عن قتيبة ومن حديث بن القاسم وعيسى بن يونس وبن ماجة 3529 من حديث معن وبشر بن عمر ثمانيتهم عن مالك به وتقدم في آخر

سورة ن من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله كان يتعوذ من أعين الجان وأعين الإنسان فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما رواه الترمذي 2058 والنسائي 8271 وبن ماجة 3511 وقال الترمذي حديث حسن صحيح
بسم الله الرحمن الرحيم
قال بن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا حسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال الفلق الصبح وقال العوفي عن بن عباس ( الفلق ) الصبح وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير وعبد الله بن محمد بن عقيل والحسن وقتادة ومحمد بن كعب القرظي وبن زيد ومالك عن زيد بن أسلم مثل هذا قال القرظي وبن زيد وبن جرير وهي كقوله تعالى ( فالق الإصباح ) وقال علي بن أبي طلحة عن بن عباس ( الفلق ) الخلق وكذا قال الضحاك أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله وقال كعب الأحبار ( الفلق ) بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره ورواه بن أبي حاتم ثم قال حدثنا أبي حدثنا سهيل بن عثمان عن رجل سماه عن السدي عن زيد بن علي عن آبائه أنهم قالوا ( الفلق ) جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه وكذا روي عن عمرو بن عنبسة وبن عباس والسدي وغيرهم وقد ورد في ذلك حديث مرفوع منكر فقال بن جرير حدثني إسحاق بن وهب الواسطي حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي حدثنا نصر بن خزيمة الخرساني عن شعيب بن صفوان عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي قال الفلق جب في جهنم مغطى إسناده غريب ولايصح رفعه وقال أبو عبد الرحمن الحبلي ( الفلق ) من أسماء جهنم قال بن جرير والصواب القول الأول إنه فلق الصبح وهذا هو الصحيح وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى وقوله تعالى ( من شر ما خلق ) أي من شر جميع المخلوقات وقال ثابت البناني والحسن البصري جهنم وإبليس وذريته مما خلق ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال مجاهد غاسق الليل ( إذا وقب ) غروب الشمس حكاه البخاري عنه وكذا رواه بن أبي نجيح عنه وكذا قال بن عباس ومحمد بن كعب القرظي والضحاك وخصيف والحسن وقتادة أنه الليل إذا أقبل بظلامه وقال الزهري ( ومن شر غاسق إذا وقب ) الشمس إذا غربت وعن عطية وقتادة ( إذا وقب ) الليل إذا ذهب وقال أبو المهزم عن أبي هريرة ( ومن شر غاسق إذا وقب ) الكوكب وقال بن زيد كانت العرب تقول الغاسق سقوط الثريا وكانت الأسقام والطواعين تكر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها قال بن جرير ولهؤلاء من الاثار ما حدثني نصر بن علي حدثني بكار عن عبد الله بن أخي همام حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ( ومن شر غاسق إذا وقب ) النجم الغاسق قلت وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي قال بن جرير وقال آخرون هو القمر قلت وعمدة أصحاب هذا القول ما رواه الإمام أحمد 661 حدثنا أبو داود الحفري عن بن أبي ذئب عن الحارث بن أبي سلمة قال قالت عائشة رضي الله عنها أخذ رسول الله بيدي فأراني القمر حين طلع وقال تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب ورواه الترمذي 3366 والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن به وقال الترمذي حديث حسن صحيح ولفظه تعوذي بالله من شر هذا فإن هذا الغاسق إذا وقب ولفظ النسائي تعوذي بالله من شر هذا هذا الغاسق إذا وقب قال أصحاب القول الأول وهو آية الليل إذا ولج هذا لا ينافي قولنا لأن القمر آية الليل ولايوجد له سلطان إلا فيه وكذلك النجوم لا تضيء إلا بالليل فهو يرجع إلى ما قلناه والله أعلم وقوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد ) قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك يعني السواحر قال مجاهد إذا رقين ونفثن في العقد وقال بن جرير حدثنا بن عبد الأعلى حدثنا بن ثور عن معمر عن بن طاوس عن أبيه قال ما من شيء أقرب إلى الشرك من رقية الحية والمجانين وفي الحديث الآخر أن جبريل جاء إلى النبي فقال اشتكيت يامحمد فقال نعم فقال باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل حاسد وعين الله يشفيك ولعل هذا كان من شكواه حين سحر ثم عافاه الله تعالى وشفاه ورد كيد السحرة الحساد من اليهود في رؤوسهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم وفضحهم ولكن مع هذا لم يعاتبه رسول الله يوما من الدهر بل كفى الله وشفى وعافى وقال الإمام أحمد 4367 حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن يزيد بن
حبان عن زيد بن أرقم قال سحر النبي رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما قال فجاءه جبريل فقال إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لك عقدا في بئر كذا وكذا فأرسل إليها من يجيء بها فبعث رسول الله فاستخرجها فجاءه بها فحللها قال فقام رسول الله كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه حتى مات ورواه النسائي 7112 عن هناد عن أبي معاوية محمد بن حازم الضرير وقال البخاري في كتاب الطب من صحيحه 5765 حدثنا عبد الله بن محمد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول أول من حدثنا به بن جريج يقول حدثني آل عروة عن عروة فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولايأتيهن قال سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال ياعائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحداهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للاخر ما بال الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقا قال وفيم قال في مشط ومشاقة قال وأين قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان قالت فأتى البئر حتى استخرجه فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكان نخلها رؤوس الشياطين قال فاستخرج فقلت أفلا تنشرت فقال أما الله فقد شفاني وأكره ان أثير على أحد من الناس شرا وأسنده من حديث عيسى بن يونس وأبي ضمرة أنس بن عياض وأبي أسامة ويحيى القطان وفيه قالت حتى كان يخيل إليه انه فعل الشيء ولم يفعله وعنده فأمر بالبئر فدفنت وذكر أنه رواه عن هشام أيضا بن أبي الزناد والليث بن سعد وقد رواه مسلم 2189 من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير ورواه أحمد عن عفان عن وهب عن هشام به ورواه الإمام أحمد أيضا 663 عن إبراهيم بن خالد عن معمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت لبث النبي ستة أشهر يرى أنه يأتي ولايأتى فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما للاخر ماباله قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم وذكر تمام الحديث وقال الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره قال بن عباس وعائشة رضي الله عنهما كان غلام من اليهود يخدم رسول الله فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي وعدة من أسنان مشطه فأعطاها اليهود فسحروه فيها وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له بن أعصم ثم دسها في بئر لبني زريق يقال له ذروان فمرض رسول الله وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولايأتيهن وجعل يذوب ولا يدري ما عراه فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه مابال الرجل قال طب قال وما طب قال سحر قال ومن سحره قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال وبم طبه قال بمشط ومشاطة قال وأين هو قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان والجف قشر الطلع والراعوفة حجر في أسفل البئر ناتىء يقوم عليه الماتح فانتبه رسول الله مذعورا وقال ياعائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ثم بعث رسول الله عليا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه وإذا فيه وتر معقود فيه اثنا عشر عقدة مغروزة بالإبر فأنزل الله تعالى السورتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله خفة حين انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين الله يشفيك فقالوا يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث نقتله فقال رسول الله أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرا هكذا أورده بلا إسناد وفيه غرابة وفي بعضه نكارة شديدة ولبعضه شواهد مما تقدم والله أعلم
114

( سورة الناس )

الآيات ( 114 1 6 )
مقدمة تفسير سورة الناس بسم الله الرحمن الرحيم سورة الناس وهي مكية
هذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل الربوبية والملك والإلهية فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه فجميع الأشياء مخلوقة له مملوكة عبيد له فأمر المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان الموكل بالإنسان فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزين له الفواحش ولايألوه جهدا في الخبال والمعصوم من عصمه الله
وقد ثبت في الصحيح أنه ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه قالوا وأنت يا رسول الله قال نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير وثبت في الصحيح عن أنس في قصة زيارة صفية للنبي وهو معتكف وخروجه معها ليلا ليردها إلى منزلها فلقيه رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا فقال رسول الله على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله فقال إن الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي 4301 حدثنا محمد بن بحر حدثنا عدي بن أبي عمارة حدثنا زياد النميري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله إن الشيطان واضع خطمه على قلب بن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس غريب وقال الإمام أحمد 595 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف رسول الله قال عثر بالنبي حمارة فقلت تعس الشيطان فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لاتقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قلت باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب تفرد به أحمد إسناده جيد قوي وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب وقال الإمام أحمد 2230 حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان فالتبس به كما يبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه قال أبو هريرة رضي الله عنه وأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل تفرد به أحمد وقال سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله ( الوسواس الخناس ) قال الشيطان جاثم على قلب بن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله خنس وكذا قال مجاهد وقتادة وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينفث في قلب بن آدم عند الحزن وعند الفرح فإذا ذكر الله خنس وقال العوفي عن بن عباس في قوله ( الوسواس ) قال هو الشيطان يأمر فإذا أطيع خنس وقوله تعالى ( الذي يوسوس في صدور الناس ) هل يختص هذا ببني آدم كما هو الظاهر أو يعم بني آدم والجن فيه قولان ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا وقال بن جرير وقد استعمل فيهم رجال من الجن فلا بدع في إطلاق الناس عليهم وقوله تعالى ( من الجنة والناس ) هل هو تفصيل لقوله ( الذي يوسوس في صدور الناس ) ثم بينهم فقال ( من الجنة والناس ) وهذا يقوي القول الثاني وقيل لقوله ( من الجنة والناس ) تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن كما قال تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) وكما قال الإمام أحمد 5178 حدثنا وكيع حدثنا المسعودي حدثنا أبو عمر الدمشقي حدثنا عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال أتيت رسول الله وهو في المسجد فجلست فقال يا أبا ذر هل صليت قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قال فقلت يا رسول الله وللإنس شياطين قال نعم قال فقلت يا رسول الله الصلاة قال خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر قلت يا رسول الله فالصوم قال فرض مجزىء وعند الله مزيد قلت يا رسول الله فالصدقة قال أضعاف مضاعفة قلت يا رسول الله فأيها أفضل قال جهد من مقل أوسر إلى فقير قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول قال آدم قلت يا رسول الله ونبيا كان قال نعم نبي مكلم قلت يا رسول الله كم المرسلون قال ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا وقال مرة خمسة عشر قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم قال آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ورواه النسائي 8275 من حديث أبي عمر الدمشقي به وقد أخرج هذا الحديث مطولا جدا أبو حاتم بن حبان في صحيحه 361 بطريق آخر ولفظ آخر مطول جدا فالله أعلم وقال الإمام أحمد 1235 حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذر بن عبد الله الهمداني عن عبد الله بن شداد عن بن عباس قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال فقال النبي الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ورواه أبو داود 5112 والنسائي من حديث منصور زاد النسائي والأعمش كلاهما عن ذر به آخر التفسير ولله الحمد والمنة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ورضي الله عن الصحابة أجمعين حسبنا الله ونعم الوكيل وكان الفراغ منه في العاشر من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وثمان مئة والحمد لله رب العالمين

والى اللقاء مع سورة آخرى وتفسير لها حسب رؤية الامام ابن كثير .
 
فضائل سورتي المعوذتين
 
الوسوم
المعوذتين سورتي فضائل
عودة
أعلى