دور الأب في بناء شخصية ابنته ..

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين
يعتبر الأولاد في الإسلام، ودائع الله تعالى في أيدي الآباء والأُمّهات والمربين، وينبغي على الجميع أن يقوموا بواجباتهم في رعاية شؤون الأولاد وحمايتهم وتوجيههم، وتوفير السبل السليمة لنموهم ورقيهم في شتى مجالات الحياة.
ولا يوجد في الإسلام أي فوارق بين الأبناء والبنات, والأفكار التي يؤمن بها بعض الآباء الذين يميّزون بين الذكور والإناث، ليست من الإسلام في شيء، فالولد لا يمتاز عن البنت بأي أمر من الأمور، ولا يحق للأبوين أن يعاملا ابنتهما بعنف وقسوة أو يحرمانها من بعض حقوقها.

ولإزالة هذه النظرة التمييزية، أكّد الإسلام على ضرورة الإهتمام بالبنت والوقوف إلى جوارها. وقد جاء عن رسول الله (ص) قوله: "خير أولادكم البنات" و"البنون نعمات والبنات حسنات" وانّ الإنسان محاسب على النعم ومُثاب على الحسنات فعندما أُخبر النبي (ص) يومياً بأنّ زوجته ولدت بنتاً، رأى في وجوه أصحابه ملامح من الغضب والكراهية، فقال لهم: "ريحانة أشمّها ورزقها على الله"، كما جاء عنه (ص) أيضاً قوله: "مَن عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنّة".

- البنت وحاجتها إلى حماية الأب:
تشعر البنت بحاجة ماسة لأب عطوف يتسم بالسلوك المتزن الذي يجعله أهلاً للإحترام، حتى تتخذه قدوة لها. وهي بحاجة إلى أب تثق به لكي تستلهم منه الدروس والعبر، وتفتخر به وتعتز بوجوده.
والبنت عادة بحاجة إلى أب يوفِّر لها جو من الأمن والإستقرار في البيت، ويكون قادراً على تحدّي صعوبات الحياة وحلّ مشاكلها، ولا يشعر باليأس والقنوط، ويحذّرها فيما إذا ارتكبت خطأ ما.
فالبنت تريد أن يكون والدها رجلاً بمعنى الكلمة، وقادراً على صيانتها وإزالة الظلم والتمييز عنها؛ حتى ينال رضاها وودّها.
فهي تسعى لأن يدرك مشاعرها اللطيفة وأحاسيسها الرقيقة التي تختلف عن الولد، وخاصة في فترة البلوغ، فيعاملها كإمرأة بالغة ويمهد لها الأجواء كي تسلك سبل الخير والصلاح.

- موقف الأب من البنت:
لا يختلف موقف الأب إزاء ابنته عن موقفه إزاء ابنه إلا بأمر واحد؛ وهو أنّ البنت أكثر حسّاسية من الإبن، ومن هنا ينبغي عليه أن لا يؤذيها أو يجرح مشاعرها، بل يعاملها بشكل يؤهلها لقبول مسؤولية الأمومة في المستقبل.

وبالرغم من وجوب عدم تمييز الأب بين أبنائه وبناته، لكن كفة الميزان يفترض أن تميل لصالح البنت، ولذا نلاحظ انّ الإسلام يؤكد على تقديم البنت في بعض الحالات ومنها عند تقديم الهدايا لأبنائه مثلاً، كما ينصح بعدم معاقبتها عندما تظهر منها بادرة سيِّئة أو خطأ ما، بل يجب أن يكتفي الأب في مثل هذه الحالات بتحذيرها وإرشادها؛ وذلك من أجل أن تنشأ نشأة صحيحة، كما يجب أن يقوم الأب بإرشاد البنت وتقوية عزيمتها وإرادتها بشتى الطرق كي تتقدم في حياتها، وعليه أن يشجّعها لأداء واجباتها ومسؤولياتها في الحياة. وبإستطاعة الأب أن يزرع الثقة في ابنته من خلال إطراء سلوكها وأدبها وخلقها حتى تتمكّن من مواصلة الحياة ومواجهة مشاكلها برحابة صدر.

- الهداية وتربية البنت:
من واجبات
الأب حيال ابنته، هو تعليمها وتربيتها تربية سليمة، تؤهلها لتحمّل عبء مسؤولية الأمومة وإدارة شؤون البيت وتربية الأطفال. والمطلوب من كل أب أن يثقف ابنته بالثقافة التي ستحتاج إليها في المستقبل، ويكون لها دليلاً في الفكر أيضاً، حيث ينبغي عليه أن يساهم في بناء أفكارها وعقائدها وينمّي مواهبها الخاصة، ويوفّر لها أجواء النمو الفكري والشعور بالمسؤولية.

- معاملة البنت:
قد تخطىء البنت أحياناً أو تنحرف، كما يحتمل ذلك من الإبن. ومما لا شك فيه أنّه يجب الوقوف بوجه الأخطاء والإنحرافات، ولكن تعامل
الأب مع البنت ينبغي عدم تشابهه مع تعامله مع الإبن، وليس من الصحيح أن يلجأ الأب إلى إستخدام العنف معها، وذلك لأنّ العنف مذموم بحد ذاته كما أنّه سيترك تأثيراً سلبياً على مستقبل البنت.
من جهة أخرى، نلاحظ أنّ البنت نظراً لشخصيتها العاطفية وخصائصها النفسية، لا يمكنها أن تتحمّل العنف أبداً، ومن هنا يمكن القول ان لجوء
الأب إلى ضرب البنت أو تعنيفها، عمل مثير للإشمئزاز، فالواجب على الأب – في حالات كثيرة – أن يغض الطرف عن بعض أخطاء ابنته، وأن يتعامل معها برأفة وشفقة وودّ.

- إظهار المحبة للبنت:
يستلزم أيضاً أن يظهر
الأب حبّه لإبنته، وخاصة في سنوات طفولتها. فإظهار المحبّة والعاطفة يؤثر كثيراً على نمو عاطفتها، ويجعل منها في المستقبل أماً حنوناً، تتعامل مع أطفالها كما كان يتعامل معها. وعلى الأب أن يشبع ابنته حبّاً وعطفاً داخل البيت؛ لكي لا تشعر بالحاجة إلى حب الآخرين. فقد أظهرت دراسات المحققين، ان نقصان المحبة أو فقدانها داخل البيت، هما أساس العديد من الإنحرافات.

- نصائح خاصة للبنت:
هناك مسائل عديدة ينبغي على الآباء أن يلتفتوا إليها في تربية أولادهم، وبالذات البنات، منها ما يرتبط بالمعاشرة والأكل والشرب والملبس والسلوك وغيره... فسوء الأدب والكلام البذىء هما من الأمور القبيحة التي يجب الحذر منها، وخاصة بالنسبة للبنات، إذ انهنّ بحاجة إلى وقار أكثر، وعليهنّ أن يهتممن بكلامهنّ أكثر من الذكور، وإن يراعين الضوابط والآداب؛ لأنهنّ سيصبحن زوجات وأُمّهات.
وفيما يخص الملبس، لابدّ أن تبذل الجهود من أجل أن يكون للبنت زيّاً مناسباً، شأن المرأة المسلمة، فالإسلام يرفض تشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ويمقت المراة التي تقلّد الرجل في كلامه وتلتزم بصفات لا تناسب شأنها. كما أنّه ليس من الصحيح أيضاً إيجاد التنافس بين البنت والولد، وتحميل البنت فوق طاقتها، وليس من الإنصاف أن يستغل
الأب حياء ابنته فيكلّفها بأمور لا تطيقها.

- الأب.. أمل البنت في الحياة:
تختار البنت زوجها المثالي من خلال تفحّصها سلوك والدها، وتفكّر بالزواج من خلال النموذج الذي تشاهده في العلاقة فيما بين والديها.. وصحيح أنّ البت تتعلم من أُمّها أشياء كثيرة، لكنها ستتعلّم من أبيها، صفات زوجها ونوع المعاشرة التي تتوقّها من زوجها في حياتها المستقبلية. بالطبع هذا الأمر يخص البنات اللاتي بشأن نشأة صحيحة في البيت، أمّا البنات اللواتي يحصلن على إطراء مفرط من قبل
الأب إزاء أي عمل يقمن به، ولم ينشأن النشأة المطلوبة، فقد يفشلن في حياتهنّ الزوجية في المستقبل.

- دور الأب في بناء شخصية البنت:
من واجبات الأب، توفير الأرضية لبناء شخصية البنت، نفسياً وعقلياً كي تكون قادرة على التحكم بعواطفها ومشاعرها، ولكي يتحقّق هذا الأمر لابدّ للأب أن يحافظ على قوّة الأواصر الموجودة بينه وبين ابنته ومنها، المواظبة على أحترامها وإدخال السرور عليها.
 
الوسوم
ابنته الأب بناء دور شخصية في
عودة
أعلى