حـروف الجـر

املي بالله

نائبة المدير العام
بحث في حروف الجر


حـروف الجـر
(أ) أقســــــــامها


تنقسم حروف الجر إلى قسمين:


القسم الأول: ما يجر الأسماء الظاهرة والمضمرة جميعاً وهو سبعة أحرف هي:


من- إلى- عن- على- في- الباء- اللام.


فمثال الجر بـــمن
: {ومنك ومِن نوح}.
ومثال الجر بإلـــى
: {إلى اللهِ مرجعُكم جميعا} {إليه يرد علم الساعةِ}.
ومثال الجر بـــعن
: {لتركبنَّ طبقاً عن طبق} {رضي الله عَنهم ورضوا عنه}.
ومثال الجر بعلــى
: {وعليها وعَلى الفلك تحملون}.
ومثال الجر بفـــي
: {وفى الأرض آيات للموقنين} {فِيها عينٌ جاريةٌ}.
ومثال الجر بالباء
: {آمنوا بالله ورسولِهِ} {لنَذهبنَّ بك}.
ومثال الجر بالــــلام
: {للهِ ما في السموات وما في الأرضِ} {كل له قانتون}.
القسم الثاني: ما يجر الأسماء الظاهرة فقط وهي بقية الحروف التي هي:
الكاف- حتى- الواو- التاء- ومذ- منذ- رب.
فمثال الجر بالكــــاف
: {كمثل الحمارِ يحملُ أسفاراً}.
ومثال الجر بحـــتى
: {سلام هي حتى مطلعِ الفجر}.
ومثال الجر بالــــواو
: {والتينِ والزيتونِ وطور سينين}.
ومثال الجر بالــــتاء
: {تاللهِ لأكيدنَّ أصنامَكم}.
ومثال الجر بمــذ ومــنذ
: ما رأيتُ خالداً مذ يومِ العيدِ، أو ما كلمت أخاك مُنْذ شهر.
ومثال الجر بـــــرب
: "رُب يمين لا تصعد إلى الله في هذه البقعةِ".


(ب) أهم معاني حروف الجر
مـــــــــــــــن
: ومن معانيها الابتداء كقوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} . والتبعيض، أي معنى "بعض" كقوله تعالى: {لنْ تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. أي: بعضه. ونحو: أخذت من الكتبِ، وأنفقْت من الدراهم.
إلـــى


: ومن معانيها انتهاء الغاية في الزمان كقوله تعالى: {ثم أتموا الصيام إلى الليلِ} أو في المكان نحو: سرت من الرياض إلى الدرعيةِ.


عـــن
: ومن معانيها المجاوزة، أي البعد نحو: سافرْت عن البلد ، أي باعدته، أو بعدت عنه بسبب السفر.
علـــى
: ومن معانيها الاستعلاء، وهو كون الشيء فوق الشيء. ويكون الاستعلاء حسياً نحو: ركبت على الفرس ، أي فوقه، أو معنوياً نحو: {وفضَّلنا بعضَهم على بعض}.
فـــي
: ومن معانيها الظرفية، وهى إما مكانية نحو: {وفي السماءِ رزقكم}، أو زمانية نحو:"في أربعة أيامٍ" وقد اجتمعا في قوله تعالى: {غلبت الروم في أدنى الأرضِ. وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين}. وتأتي للتعليل نحو: {دخلت النارَ امرأةٌ في هرةٍ حبستْها} أي بسبب هرة.
الــباء
: ومن معانيها الإلصاق وهو اتصال بشيء لشيء. وهو إما حقيقي وهو أن يصل العامل إلى المجرور حقيقة أي بأن يماسه نفسه نحو: أمسكتُ بيدك. وإما مجازى وهو أن يماس العامل ما يقرب من المجرور. نحو: مررت بأخيك، أي الصقت مروري بمكان يقرب من أخيك. وتأتي للاستعانة نحو: كتبت بالقلم.
الـــلام
: ومن معانيها الملك نحو: {له ما في السموات} ونحو "الدار لخالدٍ". وتأتي للتعليل وهي الداخلة على علة الشيء نحو: جئت لإكرامك .
الكـــاف
: ومن معانيها التشبيه نحو: {مَثَل نُوره كمشكاة}.
حــــتى
: في معنى إلى تفيد الانتهاء نحو: اطلبِ العم حتى الممات.
الـتاء والـواو
: تكونان للقسم كقوله تعالى: {والفجرِ وليالي عشر} وقوله: {تالله لقد آثركَ اللهُ علينا}.


وتختص التاء بلفظ الجلالة. أما الواو فتدخل على كل مقسم به.


مُــذْ ومُــنْذُ
: ويشترط في مجرورهما أن يكون اسم زمان. ويكونان بمعنى من لابتداء الغاية إن كان ما بعدهما ماضياً نحو: ما رأيته مذ يوم الجمعة، وما كلمته مذ شهرٍ . ويكونان بمعنى (في) إن كان الزمان حاضراً نحو: ما رأيت محمداً مذ أو منذ يومي هذا. ويشترط في عاملها أن يكون فعلا ماضياً منفياً.
رُبَّ


: ومن معانيها التقليل ولا تجر إلا النكرات نحو: رب حالٍ أفصحُ من مقالٍ. وقد تدل على التكثير نحو: ربَّ أخٍ لك لم تلده أمك.

(ج) دخول ما الزائدة على بعض حروف الجر وأثر ذلك


الأمثـــلة:
(أ)
{مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً}.
{عمّا قليل ليصبحن نادمين}.
{فبما رحمة من اللهَ لنت لهم}.
(ب)
{ربّما يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين}.
ربما فات قوما جل أمرهم مع التأني وكان الحزم لو عجلوا .
ربما المال المسروق عندهم .
الإيضـــاح:
في أمثلة المجموعة الأولى (أ) تجد أن (ما) زيدت بعد حروف الجر التي هي: من- وعن- والباء. فلم تكفها عن العمل، بل جاء الاسم بعد هذه الحروف الثلاثة مجروراً .
فمعنى:
مما خطيئاتهم
: من خطيئاتهم.
ومعنى:
عما قليل
: عن قليلٍ.
ومعنى:
فبما رحمة
: فبرحمةٍ .
فما في هذه الآيات زائدة وما بعدها مجرور بحرف الجر.
في أمثلة المجموعة الثانية (ب) تجد (ما) قد كفت رب عن العمل، فزال اختصاصها بالاسم المفرد، فدخلت على الجملة الفعلية والاسمية كما ترى ذلك في الأمثلة السابقة.
القاعــــدة :
1- تزاد (ما) بعد من وعن والباء فلا تكفهن عن العمل بل يبق الاسم بعد هذه الحروف مجروراً.
2- تزاد (ما) بعد رب فتكفها عن العمل، فتدخل حينئذ على الجمل الاسمية والفعلية.


(د) حذف رب وبقاء عملها بعد الواو
الأمثـــلة:
- وليل كموج البحر أرخى سدوله علىّ بأنـواع الهمـوم ليبتـلى
وبلدةٍ ليس بها أنيسُ.
الإيضاح:
في هذين المثالين حذفت رب وبفي مجرورها على حاله كما لو ذكرت رب، وذلك بعد الواو وتسمى واو رب.
فليل مجرور برب المحذوفة إذ التقدير: ورب ليل.
وبلدة مجرورة برب المحذوفة إذ التقدير: ورب بلدة.
القاعـــدة:
تحذف رب ويبقي عملها وذلك بعد الواو وتسمى واو رب.


(هـ) الحالات الرئيسية لتعلق الجار والمجرور


الأمثــــــلة:
(أ)
أحسن إلى الناس تستعبد قلوَبهم.
سرت إلى المدرسة
جئت لزيارتك .
أنا كاتب بالقلم .
(ب)
المذنب مأخوذ بذنبه .
أنا فرح بعملي .
الجنة للمؤمنين .
(ج)
{فأتبعهم فرعونُ بجنوده}.
أبصرت طائرا على غصنه .
{ويشهد الله على ما في قلبه}.
الإيضـــــــاح:
تأمل الأمثلة وحاول أن تقف على فائدة استعمال حرف الجر تجد أنه قد وصل معنى الفعل في الجملة إلى الاسم.
تأمل الأمثلة الواردة في المجموعة الأولى (أ) تجد العامل الذي يتعلق به الجار والمجرور مذكور وهو الفعل.
فإلى الناس
: جار ومجرور مرتبط ومتعلق بالفعل: أحسن.
إلى المدرسة
: جار ومجرور مرتبط ومتعلق بالفعل سار.
ولزيارة
: جار ومجرور مرتبط ومتعلق بالفعل جاء.
تأمل أمثلة المجموعة الثانية (ب) تجد أن الجار والمجرور قد تعلق باسم يشبه الفعل وهو اسم الفاعل في المثال الأول واسم المفعول في المثال الثاني والصفة المشبهة في المثال الثالث.
تأمل أمثلة المجموعة الثالثة (ج) تجد أنه ليس في الجمل فعل مذكور أو ما يشبهه. فالمتعلق به في هذه الأمثلة محذوف. وفى هذه الحالة نقدر عاملا يتعلق به الجار والمجرور ويكون ذلك في مواضع معروفة تعرفها الآن.
فالجار والمجرور (للمؤمنين) في المثال الأول خبر متعلق بعامل محذوف وجوباً.
والجار والمجرور (بجنوده) في المثال الثاني حال متعلق بمحذوف وجوباً.
والجار والمجرور (على غصنه) في المثال الثالث صفة متعلقة بمحذوف وجوباً.
والجار والمجرور (في قلبه) صلة الموصول (ما) لا محل لها من الإعراب. فالعامل في هذه المواضع جميعها محذوف نقدره في غير الصلة باستقر أو حصل أو كان، أو مستقر أو حاصل أو كائن، وفي الصلة باستقر أو حصل أو كان لأن الصلة لا تكون إلا جملة أو شبه جملة.
القاعــــــدة :
يتعلق حرف الجر الأصلي بالفعل أو ما يشبهه وهو اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة.
وقد يحذف المتعلق وذلك إذا دل على كون عام. وذلك في مواضع أشهرها:
1- إذا وقع الجار والمجرور خبراً.
2- إذا وقع الجار والمجرور حالا.
3- إذا وقع الجار والمجرور صفة.
4- إذا وقع الجار والمجرور صلة.


(و) حرف الجر الأصلي والزائد والشبيه بالزائد
الأمثـــــلة:
(أ)
حضرَ المسافر من المدينة.
اذهبوا بسلام.
نودي للصلاة.
(ب)
{ما جاءنا من بشير}.
{ما عوقب من أحد}.
لا تظلم من أحد .
{هل تحس منهم من أحدٍ}.
{هل من خالق غير الله}
(ج)
{أليس الله بأحكم الحاكمين}.
{وما ربك بظلام العبيد}.
{كفى بالله شهيدا}.
{وهزي إليك بجذع النخلة}.
(د)
رُبَّ صمتٍ خيرٌ من كلامٍ.
رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ يوم القيامةِ.
رُبَّ طاعمٍ شاكرٍ أعظمُ أجراً من صائمٍ قائمٍ.
الإيضـــاح:
تأمل الأمثلة الواردة في المجموعة الأولى (أ) تجد أن حرف الجر (من) في المثال الأول قد ربط الفعل (حضر) بالاسم المجرور وهو المدينة. وفى المثال الثاني ربط حرف الجر (الباء) الفعل (اذهب) بالاسم المجرور (سلام). وفى المثال الثالث ربط حرف الجر (اللام) الفعل نودي بالاسم المجرور (الصلاة). ولهذا يكون الجار والمجرور متعلقين ومرتبطين بالفعل ارتباط الجز بالكل. ويسمى هذا الفعل متعلقاً به. لاحظ أن هذه الحروف لا يمكن الاستغناء عنها إعراباً ولفظاً لأن المعنى يتوقف عليها وحذفها من الكلام يضر به.
تأمل الأمثلة الواردة في المجموعة الثانية (ب) تجد جملا مسبوقة بنفي أو نهي أو استفهام وفي هذه الجمل أسماء مجرورة بالحرف (من).
احذف الحرف (من) وانطق الجمل بدونه تجد أن المعنى لا يتغير. وهذا يدل على أن الحرف (من) زائد وأن حذفه من الكلام لا يضر به، و إنما زيادته للتأكيد. ولما كانت (من) زائدة فإنه لا متعلق لها.
فمن في جميع الأمثلة حرف جر زائد للتأكيد. ويشير في المثال الأول اسم مجرور بمن لفظاً مرفوع محلا على أنه فاعل.
وأحد في المثال الثاني اسم مجرور بمن لفظاً مرفوع محلا على أنه نائب فاعل.
وأحد في المثالين الثالث والرابع اسم مجرور بمن لفظاً منصوب محلا على أنه مفعول به.
وخالق في المثال الخامس اسم مجرور بمن لفظاً مرفوع محلا على أنه مبتدأ.
ومن هنا نستنتج أن (من) تزاد في الفاعل ونائب الفاعل والمفعول والمبتدأ ويشترط لزيادتها أن تسبق بنفي أو نهي أو استفهام، ولا تزاد في الإثبات.
وتأمل أمثلة المجموعة الثالثة (ج) تجد حرف الجر (الباء) قد زيد في الإثبات والنفي وأن زيادته جاءت في خبر ليس كما في المثال الأول، وفي خبر ما النافية كما في المثال الثاني ، وفي فاعل كفى كما في المثال الثالث، وفي المفعول كما في المثال الرابع. ومن هنا نستنتج أن (الباء) تزاد في خبر ليس وما وفي فاعل كفى وفي المفعول به وأنها تزاد في النفي والإثبات.
تأمل أمثلة المجموعة الرابعة (د) تجد حرف جر شبيهاً بالزائد هو (رب) وسمى شبيهاً بالزائد لأنه يدل على معنى هو التكثير أو التقليل وأن هذا المعنى متوقف على ذكر هذا الحرف فلو حذفت رب من الجملة لضاع معنى التقليل أو التكثير. فحرف الجر الشبيه بالزائد يشبه الحرف الأصلي في أن له معنى ويشبه الحرف الزائد في أنه لا يحتج إلى متعلق.
وتجر رب ما بعدها لفظاً ويعرب محلا حسب موقعه من الإعراب.
القاعــــــدة:
حروف الجر تنقسم ثلاثة أقسام:
1- أصلي: وهو الذي يفيد معنى ويحتاج إلى متعلق.
2- زائد: وهو الذي لا يفيد معنى ولا يحتاج إلى متعلق. وحذفه من الكلام لا يضر به.
3- شبيه بالزائد: وهو الذي يفيد معنى في الكلام ولا يحتاج إلى متعلق. ومن حروف الجر الزائدة من والباء.
أما من فيشترط لزيادتها ثلاثة شروط:
1- أن يتقدمها نفي أو نهي أو استفهام.
2- أن يكون مجرورها اسماً نكرة.
3- أن يكون مجرورها إما فاعل أو نائب فعل أو مفعولا به أو مبتدأ.
وأما الباء فراد في الإثبات والنفي فتزاد في المواضع الآتية:
1- في خبر ليس وما.
2- في فاعل كفى.
3- في المفعول به
 
الوسوم
الجـر حـروف
عودة
أعلى