الوقاية من امراض الدم الوراثية

املي بالله

نائبة المدير العام
الوقاية والعلاج في أمراض الدم الوراثية
هل من وقاية من أمراض الدم الوراثية ؟
نعم ، هناك وقاية في العديد من الحالات ، خصوصاً إذا ماعلمنا أن معظم تلك الأمراض تخضع لنمط الوراثة الجسمية المقهورة وتشخيصها سهل ، إن الإبتعاد عن الزواج مابين المصابين والحملة سيؤدي - إن شاء الله - لنقص واضح بنسبة حدوث الكثير من تلك الأمراض ، وهناك أمثلة واقعية عن بلدان انخفضت فيها نسبة البيتاتلاسيمية إلى العشر ، إن الشخص الذي يحمل صفة المرض بزواجه من فتاة تماثله بحمل صفة المرض سيؤدي إلى أن يصاب ربع أبنائهم – لاسمح الله - ، أما إن تزوج من مصابة فهذا يعني ارتفاع النسبة إلى (5.% )، أما إن كان هو مصاباً وهي كذلك فإصابة الأبناء تصل إلى (1..%) والله أعلم .
وزواج الأقارب هل له علاقة بالموضوع ؟
نعم ، والإقلال منه سيبعد شبح تلك الأمراض لحد بعيد ، سيما أنه غالباً لاتجرى أية استقصاءات لتحري حملة المرض قبل الزواج ، على أية حال تبقى الإستشارة الوراثية مرغوباً بها قبل الزواج ، وتبقى الإستخارة مطلوبة دوماً في كل الظروف ونلح عليها أكثر في موضوع الزواج
وماذا عن المعالجات ؟
هناك معالجات عديدة وتتطور باستمرار ولله الحمد ، وهي تختلف حسب نوع الإصابة المرضية وحسب حالة المريض وحسب الإختلاطات الحاصلة – لاسمح الله - .
ماهو نقل الدم ؟
هو إعطاء الدم الكامل أو أحد مكوناته من متبرع إلى شخص مريض بحاجة لذلك ، وذلك بعد إجراء فحوصات على الدم ليكون النقل سليماً بإذن الله ، إن ذلك ضروري وأساسي لابل قد يكون منقذاً للحياة في العديد من أمراض الدم الوراثية .
ماذا عن زرع النقي ؟
إن نقي (نخاع ) العظم هو الذي يكون كريات الدم ، وعندما يضطرب إنتاجه كماً ونوعاً قد يلزم إجراء زرع النقي ، إن التقنيات والوسائل الطبية الحديثة قد جعلت هذا الزرع يسيراً إلى حد ما ، والنتائج باهرة في حالات عديدة .
طبعاً يتم الزرع في مراكز متخصصة ولحالات منتقاة بشكل مناسب ، ويلزم بعد الزرع أن تكون هناك متابعة مستمرة وذلك لتجنب أي اختلاطات أو انتكاسات ، وبنفس الوقت لتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب .
وماهو دور الدواء ؟
قد يكون من الضروري تقديم الدواء في بعض هذه الأمراض ، ومن الأدوية نذكر المضادات الحيوية والغلوبولينات المناعية واللقاحات ( التطعيمات ) والمسكنات والسوائل الوريدية والكورتيزون وعوامل التخثر وغير ذلك ، وقد يكون ذلك أحياناً على شكل إسعافي ، وهذه العلاجات تقدم حسب نوع الإصابة وحالة المريض وطور المرض .
هل يجب استئصال الطحال ؟
أحياناً ، فهناك بعض الحالات التي تستدعي ذلك ، وعندما يتم ذلك في استطبابه الصحيح تكون النتائج رائعة وقد تكون شافية بإذن الله ، طبعاً يتطلب استئصال الطحال اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لمنع حدوث الأخماج ( الإلتهابات ) حيث أن الطحال قلعة دفاعية لايستهان بها .
هل من علاجات داخل الرحم ؟
هذا السؤال يتردد كثيراً ، وبالتأكيد فإن بعض أمراض الدم الوراثية يمكن أن تؤثر على الجنين داخل الرحم ، وبفضل الله تعالى فإن التقنيات الحديثة قد مكنت من تقديم الكثير من وسائل العلاج داخل الرحم وقد تحققت نتائج إيجابية باهرة ، وبالطبع يلزم المتابعة بعد ذلك وأثناء الولادة وبعدها .
وماذا يتوقع أن يقدم مشروع الخارطة الوراثية ( الجينوم البشري ) في مجال معالجة هذه الأمراض ؟ تعقد الكثير من الآمال المبررة على هذا المشروع سواء على صعيد الوقاية أو المعالجة ، ويبدو أن الثمار الأولى لهذا المشروع تبشر بخير كبير بإذن الله وخصوصاً على صعيد الطب الجزئي وكذلك على مستوى وسائل التشخيص والكشف المبكر وإيجاد أدوية هدفية فائقة الدقـة وكذلك المعالجة المورثية والوراثيات الدوائية ، ونعترف أن الأمر لايزال في إطار البحث والتحليل ويحتاج لفترة ندعو الله ألا تطول كي يكون في موضع التطبيق .
وماذا عن عملية تثقيف المصاب بأحد أمراض الدم الوراثية ؟
في هذا السياق نؤكد على تثقيف المريض وعائلته ، فالمريض ينبغي أن يعطى هو وأهله معلومات كافية ووافية حول المريض ، بما في ذلك سيره ومعالجته وتطوراته وماقد ينجم عنه ، ويكون ذلك على مراحل ، إن المناقشات الواقعية المفتوحة تخفف الكثير من القلق إن لم نقل تزيله ، وهنا نعود ونؤكد على دور الإستشارة الوراثية وكذلك على ضرورة إعداد المريض للتطورات والتغيرات التي قد تحصل ، وكذلك على تشجيع عملية تطبيع الفعاليات والإندماج في المجتمع ، وتشجيع الإهتمامات وتطوير وتنمية المهارات والمواهب .
كيف يمكن رعاية هؤلاء المرضى بشكل أمثل؟
إن المراكز المتخصصة التي تقدم كل مايلزم من تشخيص وعلاج ووقاية وتوعية صحية هي الحل الأمثل لقضية أمراض الدم الوراثية ، سيما وأن الطب الحديث قد قدم الكثير من العلاجات الناجحة والحمد لله ، ويتشارك في إنجاح مهمة هذه المراكز الأفراد والمجتمع والأمة ككل وذلك ضمن إطار ديننا الحنيف والتكافل الإجتماعي والأسري وصلة الرحم والرابطة القوية بين أبناء المجتمع ، حيث أن المشكلة لها أبعاداً عديدة ، والبعد الإجتماعي لايقل أهمية عن البعد الصحي . إن العوائل التي قد يظهر مايقلقها من وفيات أجنة وأمراض مزمنة متشابهة ، لابد لها من الدراسة الوراثية ، وهذه الأسر ذات الخطورة يجب أن يكون لها سجلات طبية في مراكز مؤهلة للتدبير والمتابعة ، والله ولي التوفيق
 
الوسوم
الدم الوراثية الوقاية امراض من
عودة
أعلى