الجيولوجيا في الاردن

املي بالله

نائبة المدير العام
السياحة الجيولوجية في المملكة الاردنية الهاشميه

مقدمة
تعتبر السياحة من أهم الروافد الاقتصادية لكثير من البلدان والدول في العالم وترتقي بمستواها بالقدر الذي توليه الدولة اهتماماً بتنشيطها وتطويرها وإنشاء البنية التحتية الداعمة لها والذي يعود بالمحصلة عليها بمحتوى استثماري وشريان اقتصادي داعم لها. وتُعرَّف السياحة اصطلاحا بأنها السفر براً وبحراً وجواً لغير أغراض العمل وتتباين تعريفيا من دولة إلى أخرى ففي بعض الأحيان تنحصر بالفئة التي تتنقل لمسافة معينه او بالمبيت لأكثر من ثلاث أو أربع ليالٍ.
السياحة الجيولوجية هي فرع رئيس لصناعة السياحة ذات المزيج العلمي البحت في قالب ترفيهي ترويحي مميز. ويتطلب الحصول على نتاج اقتصادي فاعل وداعم ووضع الخطط المناسبة بالتنسيق والتعاون مع كافة المؤسسات ذات العلاقة لتنفيذ مشروع تنشيط السياحة الجيولوجية على المستوى الداخلي والخارجي.
يتمتع الأردن بموقع فريد وطبيعة جيولوجية خلابة تفرض فيها التشكيلات الجيولوجية نفسها رغماً عن الناظر، حيث تتكشف فيه سجلات صخرية لمعظم العصور الجيولوجية بدءاً من صخور الركيزة من دهر الحياة الخافية (800-550 مليون سنة) وتمثل الامتداد الشمالي لصخور الدرع العربي النوبي الذي يصل عمره إلى مليار ومائة مليون سنة تعلوها صخور دهر الحياة الظاهرة (حقبة الحياة القديمة والمتوسطة والحديثة) والتي يمتد عمرها من 550 مليون سنة وحتى وقتنا الحاضر. إن التنوع الفريد للسجلات الصخرية يعد إرثاً جيولوجياً يمكن وضعه على خريطة الأردن السياحية وهذا يتطلب إنشاء متنزهات جيولوجية على قمم جبال الأردن وبين أوديته لتوعية وتثقيف الجمهور بأهمية السياحة الجيولوجية.
مفهوم السياحة الجيولوجية


السياحة الجيولوجية هي أحد أنماط السياحة الداخلية إلى جانب السياحة الأثرية والدينية والطبيعية والبيئية والعلاجية وغيرها، التي تتواءم معها في جانب الفئة المستهدفة من عملية الجذب السياحي العلمي والتي تعنى بنشر المعلومات الإرشادية وتوفيرها للباحثين الجيولوجيين الراغبين بدراسة تراكيب جيولوجية أو معدنية او صخرية والتمتع بمناظر خلابة تروّح عن النفس، وحيث أن الأردن غني بالعديد من المواقع الجيولوجية والطبيعية ذات النسق البيئي المتميز عالمياً والتي تعتبر حافزاً لإبداع الباحث والسائح على حد سواء.
ونشير بفخر إلى هذا الإرث الطبيعي القائم بتراثه الزمني ومكنونه العلمي وسجله النادر الذي يعتبر هدفا يهتم به الباحث على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي ولا نستثني المظاهر الجيولوجية التي تشكل لوحة فنية فريدة أخاذة للب الدارس والباحث عن المعرفة الجيولوجية ممثلة بالمحتوى الميداني الحقيقي والطبيعي الساحر. ومن هنا انطلقت فكرة الاهتمام بتنشيط الجانب السياحي في هذا المجال وضمه عملياً لواقع الاستراتيجيات الوطنية لتنشيط السياحة الداخلية وتنفيذ الخطط التنموية الشاملة لقطاع السياحة بشكل خاص.
أهداف السياحة الجيولوجية


يمكن تلخيص أهم الأهداف المنوي تحقيقها من مشروع السياحة الجيولوجية بالإضافة للأهداف العامة لقطاع السياحة بمايلي:
1. المحافظة على المعالم الطبيعية والتنوع الجيولوجي عن طريق نشر الوعي بأهميتها وطرح مفهوم التنمية المستدامة في مجال المحافظة على المعالم الجيولوجية.
2. تحقيق مبدأ المشاركة مع الجهات المهتمة بحماية البيئة محلياً وعربياً والتعاون معها في هذا المجال، وتوضيح أهمية العلاقة بين التنوع الجيولوجي والتنوع البيولوجي.
3. إيجاد وثيقة مرجعية للسياحة الجيولوجية لجميع الجيولوجيين والمهتمين في هذا المجال.
4. تسليط الضوء بشكل خاص على الخامات المعدنية والثروات الطبيعية.
5. تفعيل عوامل الجذب الاستثماري بشكلٍ متوازٍ مع عوامل الجذب السياحي.
عناصر السياحة الجيولوجية


يعتبر وادي رم والبحر الميت والمياه العلاجية المجاورة والأودية السحيقة المطلة على حفرة الانهدام ونهر اليرموك وقاع الضاحكية والأنفاق البركانية والصحراء الجنوبية الشرقية ومنطقة رأس النقب-بطن الغول وما تحويه من وردة الصحراء وأشجار متحجرة من المناطق الواعدة لتطوير السياحة الجيولوجية في الأردن. وتستمد هذه المواقع جاذبيتها من التنوع الفريد للسجلات الصخرية والتي تعد إرثاً جيولوجياً يمكن وضعه على خريطة الأردن السياحية. ومن أهم عناصر السياحة الجيولوجية في الأردن مايلي:
1. التنوع الفريد في المظاهر الجيولوجية.
2. التراكيب الجيولوجية المثالية (الصدوع والطيات).
3. المقاطع الجيولوجية المثالية والتي تجملت بألوانها الزاهية.
4. الصخور النارية والرسوبية والمعادن المنتشرة في المملكة.
5. الرسوبيات الجليدية في جنوب الاردن.
6. حفرة الانهدام وما تحويه من تراكيب جيولوجية وتتابع طبقي فريد.
7. البحر الميت والذي يعد أخفض بقاع الأرض.
8. الأحافير النادرة والمميزة لكافة العصور الجيولوجية وأهمها الأشجار المتحجرة في جنوب الأردن.
9. الكهوف الطبيعية المميزة بصواعدها وهوابطها.
10. الأنفاق البركانية في الحرة البازلتية.
11. الأودية السحيقة المطلة على حفرة الانهدام وما تحويه من سجلات صخرية فريدة.
12. الأشكال الجيوموفولوجية الساحرة المنتشرة في مناطق متعددة من المملكة.
13. المياه المعدنية الحارة.
روافد السياحة الجيولوجية


1. الرافد الاستثماري المباشر من خلال زيارات الوفود الأجنبية والسياحية.
2. التعاون في مجالات البحث العلمي والتنقيب عن المعادن كعامل جذب سياحي ورافد ترويجي لها.
3. المشاريع المشتركة على المستوى العربي والدولي في سياق الوفود والمؤتمرات والأنشطة العلمية.
4. التعاون في مجالات الحفاظ على البيئة يعتبر دافعا ورافدا لعامل الجذب السياحي.
5. التنوع الجيولوجي للموقع من النواحي الجيومورفولوجية والليثولوجية.
6. القيمة الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية كعامل تسويقي للموقع.
7. الأنشطة الثقافية والمهرجانات والندوات في الأماكن السياحية المميزة بظواهرها الجيولوجية.
8. الأنشطة الرياضية بكافة أشكالها (الراليات والمارثونات) التي تمر بتلك المناطق بحيث تكون التغطية الإعلامية
فائدة على مستوى النشاط المقام والجانب السياحي المميز.
معايير اختيار الموقع لأغراض السياحة الجيولوجية


1. قرب الموقع من المناطق المأهولة وبالتالي درجة الاستخدام من قبل العامة.
2. طريقة إدارة الموقع في الوقت الحالي.
3. سهولة الوصول للموقع لأغراض الزيارات والدراسات العلمية بما في ذلك تجميع العينات.
4. تواجد مناطق بديلة يمكن استخدامها لأغراض التعليم والأبحاث.
أنماط السياحة الجيولوجية


يمكن تقسيم أنماط السياحة الجيولوجية الى نمطين رئيسيين:

1. النمط العلمي البحت للظواهر الجيولوجية ويستهدف فئة العلماء والباحثين وطلاب الجامعات والمدارس والمعاهد والمستثمرين الاقتصاديين والمهتمين بالبيئة والثروات المعدنية. ومن اهم عناصر هذا النمط التراكيب الجيولوجية الفريدة والتتابع الطبقي الكامل ومناطق تواجد الأحافير، ولذلك يجب العمل على انشاء برنامج سياحي جيولوجي بالتعاون بين سلطة المصادر الطبيعية والوزارات ذات العلاقة وتسويق هذا البرنامج الى كافة مراكز البحث والجامعات التي تدرس الجيولوجيا في العالم والتي يندر بها وجود أي تكشفات جيولوجية ميدانية للطلبة.
2. النمط الترفيهي ويستهدف السائح والباحث عن الراحة والاستجمام بالمنظر الطبيعي الخلاب للمظهر الجيولوجي المميز. ومن أهم عناصر هذا النمط التشكيلات الجيولوجية الخلابة وخصوصاً تلك القريبة من الطرق الرئيسية، وهنا لا بد من الاشارة الى وضع لوحات توضيحية تبين الوضع الجيولوجي لهذه المواقع بشكل مبسط يستهدف السائح العادي مدعمة بالصور والخرائط الثابته في الموقع السياحي.
مراحل تنفيذ مقترح مشروع تنشيط السياحة الجيولوجية


تشمل عملية تنفيذ هذا المشروع الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية لتكون مرتكزا للخطط والاستراتيجيات المنوي وضعها مستقبلاً:
1. التنسيق مع المؤسسات والهيئات والوزارات لتشكيل لجان فعالة لتنشيط القطاع المستهدف سياحياً.
2. إجراء مسح شامل لكل ما هو متوافر من تقارير وخرائط بالإضافة إلى القيام بزيارات حقلية، ومشاركة أفراد المجتمع والمهتمين بالمحافظة على المعالم الجيولوجية.
3. اختيار المواقع وتصنيفها وتقييم أهميتها قبل الانتقال لمرحلة حماية هذه المواقع وإدارتها.
4. إدارة المواقع والمحافظة عليها يستوجب الأخذ بعين الاعتبار صفات الموقع من حيث النوع والحجم والمساحة لضمان ديمومتها.
5. تقليل الآثار السلبية للسياحة على الموارد الطبيعية والثقافية والاجتماعية في المناطق السياحية.
6. تثقيف السائح بأهمية المحافظة على المناطق الطبيعية.
7. التأكيد على أهمية الاستثمار الذي يركز على التعاون مع السلطات المحلية من أجل تلبية احتياجات السكان المحليين والمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم.
8. إجراء البحوث الاجتماعية والبيئية في المناطق السياحية.
9. العمل على مضاعفة الجهود لتحقيق مردود مادي من خلال استخدام الموارد المحلية الطبيعية والإمكانيات البشرية.
10. الأخذ بعين الاعتبار خطورة الموقع عند الاستخدام أو فتحه للزيارة مثل مواقع المناجم القديمة وبالتالي عدم القدرة على استخدامه لأغراض التعليم مستقبلاً.
11. وضع خطة لتقليل التهديدات التي قد تتعرض لها هذه المواقع من تعرية أو تدمير أو إزالة.
12. تعديل النشرات السياحية والكتيبات الخاصة بالادلاء السياحيين.
13. الاشارة في اللوحات الارشادية الى الطرق والمسارات المؤدية الى مواقع السياحة الجيولوجية.
المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بالتنشيط السياحي


1. وزار السياحة والآثـار
2. سلطة المصادر الطبيعية
3. وزارة البيئـــــة
4. نقابة الجيولوجيين الأردنيين
5. هيئة تنشيط السياحة والآثار
6. الجامعات الأردنية وأقسام علم الانثربولوجيا والجيولوجيا والآثار
 
الوسوم
الاردن الجيولوجيا في
عودة
أعلى