قصة المعلمة تومسون و الطالب تيدي

املي بالله

نائبة المدير العام
قصة المعلمة تومسون و الطالب تيدي




[FONT=&quot]المعلمة والطالب تيدي[/FONT]

[FONT=&quot]حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها ، نظرت لتلاميذها وقالت لهم : إنني أحبكم جميعاً ، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي ، يدعى تيدي ستودارد[/FONT]
[FONT=&quot]لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق ، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال ، وأن ملابسه دائماً متسخة ، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام ، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج ، وقد بلغ الأمر أن[/FONT]
[FONT=&quot]السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط ، وتضع عليها علامات x وبعد ذلك تكتب عبارة راسب في أعلى تلك الأوراق[/FONT]



[FONT=&quot]وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون ، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية . وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما !![/FONT]


[FONT=&quot]لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي :[/FONT]
[FONT=&quot]تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة . إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام وبطريقة منظمة ، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق[/FONT]


[FONT=&quot]وكتب عنه معلم الصف الثاني :[/FONT]
[FONT=&quot]تيدي تلميذ نجيب ، ومحبوب لدى زملائه في الصف ، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال ، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب[/FONT]



[FONT=&quot]أما معلم الصف الثالث فقد كتب عنه :[/FONT]
[FONT=&quot]لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه ، لقد حاول الاجتهاد ، وبذل أقصى ما يملك من جهود ، ولكن والده لم يكن مهتماً ، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات[/FONT]



[FONT=&quot]بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع :[/FONT]
[FONT=&quot]تيدي تلميذ منطو على نفسه ، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة ، وليس لديه الكثير من الأصدقاء ، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس[/FONT]



[FONT=&quot]وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة ، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها ، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق [/FONT]
[FONT=&quot]ما عدا تيدي[/FONT]


[FONT=&quot]فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بعدم انتظام ، في ورق داكن اللون ، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة ، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي ، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار ، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط[/FONT]

[FONT=&quot]ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت [/FONT]
[FONT=&quot]السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها . ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم . بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها : إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي !![/FONT]



[FONT=&quot]وعندما غادر التلاميذ المدرسة ، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل ، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة ! ومنذ ذلك اليوم أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي ، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه ، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع ، وبنهاية السنة الدراسية ، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل ، وأبرزهم ذكاء وأصبح أحد التلاميذ المفضلين عندها[/FONT]


[FONT=&quot]وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي [/FONT]
[FONT=&quot]يقول لها فيها : إنها أفضل معلمة قابلها في حياته[/FONT]



[FONT=&quot]مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي خبر منه . ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية ، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله ، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته[/FONT]


[FONT=&quot]وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك ، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه إن الأشياء أصبحت صعبة ، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها ، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى ، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن[/FONT]


[FONT=&quot]وبعد أربع سنوات أخرى ، تلقت خطاباً آخر منه ، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس ، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة ، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء :[/FONT]
[FONT=&quot]دكتور ثيودور إف. ستودارد[/FONT]



[FONT=&quot]لم تتوقف القصة عند هذا الحد [/FONT]
[FONT=&quot]لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع يقول فيه :[/FONT]
[FONT=&quot]إنه قابل فتاة ، وأنه سوف يتزوجها ، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين ، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه ، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك ، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها منذ سنوات طويلة مضت ، وكانت إحدى أحجاره ماتزال ناقصة ، وتتعطر برائحة ذَكّرتهُ بأمه [/FONT]
[FONT=&quot]في آخر عيد ميلاد !![/FONT]



[FONT=&quot]وبعد أن تبادلا التحية همس دكتور ستودارد في أذن السيدة تومسون أشكرك على ثقتك فيّ ، لقد جعلتني أشعر بأني شخص مهم ، وأن بإمكاني أن أكون بارزاً ومتميزاً[/FONT]


[FONT=&quot]فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها : أنت مخطئ ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة ، لم أكن أعرف كيف أعلِّم ، حتى قابلتك ![/FONT]

[FONT=&quot]تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم :[/FONT]
[FONT=&quot]مركز ستودارد [/FONT]
[FONT=&quot]لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست[/FONT]
[FONT=&quot]في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية [/FONT]
[FONT=&quot]ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية[/FONT]


[FONT=&quot]إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً ، والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب ، ولا بالمظهرعن المخبر[/FONT]
[FONT=&quot]ولا بالشكل عن المضمون[/FONT]


[FONT=&quot]يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام ، وأن تسبر غور ما ترى ، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار ، موّارة بالعواطف والمشاعر والأحاسيس ، والأهواء ، والأفكار [/FONT]


[FONT=&quot]أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات ، والأصدقاء والصديقات[/FONT]




 
حلا

قصة المعلمة تومسون و الطالب تيدي
 
الوسوم
الطالب المعلمة تومسون تيدي قصة
عودة
أعلى