السعال - الكحة وعلاجها

املي بالله

نائبة المدير العام
السعال منعكس دفاعي طبيعي، ويعتبر رد فعل يقوم به الجسم للتخلص من المواد التي تهيج الممرات الهوائية.ورغم الإزعاج الذي يسببه إلا أنه ضروري لصحة الإنسان. ويعد السعال حاداً إذا بدأ فجأة واستمر أقل من 2-3 أسبوع ومزمناً إذا استمر أكثر من ذلك وغالباً ما يكون السعال نتيجة متأخرة للرشح والإنفلونزا
ويعتبر السعال أو (الكحة) من أهم الأعراض التي قد يلجأ بسببها المريض إلى الطبيب وقد تكون أحد الأعراض البسيطة المصاحبة لنزلة برد (رشح)، وربما تكون مؤشراً لأمراض أهم متعددة في الجهاز التنفسي أو الأجهزة الأخرى، وهو من أكثر الحالات المرضية شيوعاً، ويطلب فيها المرضى عادة المساعدة من الصيدلي لتدبيرها، وغالباً ما يترافق السعال مع الرشح الشائع ولذلك فهو قابل للعلاج ذاتياً في معظم الحالات. وفي حال ظهر سعال دون وجود أعراض تشير إلى الإصابة بالرشح الشائع فيجب تحويل المريض للتقييم الطبي، كذلك إن ترافق بحمى أو تقاصر الأنفاس.
 
رد: السعال

المقدمة
  • يكون السعال أو الكحة بانقباض مفاجئ، وعادة متكرر، في عضلات القفص الصدري مما يسبب طرد الهواء بشدة خارج الرئة.
السعال ليس مرضا بحد ذاته ولكنه عرض مرضي وعادة ما يتم كردة فعل دفاعي للجسم لطرد المواد الغريبة التي تحاول التسلل للجهاز التنفسي العلوي والجهاز التنفسي السفلي، كما أنه يحدث كردة فعل عند دخول المحسسات إلى الجهاز التنفسي، والسعال إحدى وسائل طرد البلغم الزائد فالرئة تنتج البلغم بشكل مستمر ويمر عادة بشكل هادئ إلى المعدة حاملاً معه العوالق من الملوثات في الهواء التي التصقت به ولكن البلغم يزداد في الحالات المرضية ويتغير.
فيزيولوجيا منعكس السعال

قد ينشأ السعال بفعل عدد من المثيرات، فإذا تخرشت مستقبلات أعصاب السعال (الذاهبة إلى المراكز العصبية) في الرئتين يحدث تنبيه يمر عبر العصب المبهم ومن ثم ترسل المراكز العصبية رسائل تنبيه إلى الأعصاب المستهدفة كالحجاب الحاجز والجهاز العضلي في كل من منطقة الأوراب (ما بين الأضلاع) والرغامى والقصبات والبطن والحنجرة، ويكون السعال هو المحصلة لهذه التنبيهات العضلية.
وهكذا للسعال أنواع وتقسيمات. والتقسيم الأكثر شيوعا هو تقسيم السعال (الكحة) إلى نوعين:
  1. كحة ناتجة بسبب تهيج في منطقة البلعوم أو الحنجرة.
  2. الكحة الناتجة من الرئتين.
وإن كان أحيانا يصعب التمييز بينهما، والجدير بالذكر أن هذا التقسيم له فائدة عملية حيث أن أسباب هذين النوعين من الكحة مختلفة نوعا ما.
مراحل السعال

  1. مرحلة الشهيق من السعال : بأخذ المريض نفساً عميقاً قبل بدء السعال
  2. مرحلة الضغط : يتضيق المزمار وينغلق (المزمار : فتحة في أعلى الحنجرة) وتتضيق القصبات إلى النصف على الأقل من قطر لمعتها الطبيعي
  3. مرحلة الانفجار : حيث ينفتح المزمار فجأة ويقوم المريض إرادياً بإعطاء جهد زفيري قوي مع صوت قصير وعالي
الطبيعة الثنائية للسعال

من إيجابيات السعال أن يقوم الجريان السريع للهواء، وتضيق القصبات المرافق بدفع المخاط الزائد في الطرق الهوائية للصعود إلى الأعلى حيث يمكن للمريض أن يبلعه أو يتقشعه. وعادةً ما يصف المريض حالته بأنها احتقان قصبي خفيف.
وإذا أفادت حالة السعال في إزالة المفرزات الرئوية يسمى «سعال منتج» ولهذا يحاول مزود الرعاية الصحية التأكيد على أن يهتم المريض بالحفاظ على فعالية السعال المنتج وذلك عبر إماهة مناسبة (زهورات، حساء، مشروبات بمختلف أنواعها، أو زيادة رطوبة الجو بالتبخير …إلخ) مع استخدام دواء مقشع
والسبب المهم وراء هذا التأكيد أن فشل المريض في إزالة هذا المفرزات بصورة فعالة قد يحدث عنده ذات الرئة.
ولكن الأمر السلبي في السعال أن عملية السعال بحد ذاتها تسبب سعالاً إضافياً بسبب تخريش مجرى الهواء وفي مثل هذه الحالات يصف الطبيب دواء مثبطاً للسعال (كوديئين، ديكستروميترفان، نوسكابين …) ليساعد في قطع السعال الشديد
أسباب مرض السعال

أهم أسباب السعال المزمن
أسباب السعال المزمن قد تكون أدوية تسبب السعال كاثر جأنبي مثل بعض أدوية الضغط من نوع الأدوية المُثبطة للإنزيم المُحول للأنجيوتنسين Angiotensin Converting Enzyme Inhibitors. والسبب الأكثر شيوعاً هو التدخين.
أما باقي الأسباب فيمكن تقسيمها إلى
  • أسباب يمكن تشخيصها من خلال أشعة الصدر:
  1. سرطان الرئة.
  2. تليف الرئتين.
  3. الالتهاب الرئوي المزمن مثل الدرن وغيره وأسباب أخرى عديدة.
  • أسباب التي لا يمكن تشخيصها من خلال الأشعة فهي:
  1. الربو الشعبي.
  2. التهاب الشعب الهوائية المزمن (Bronchitis) الناتج من التدخين.
  3. ارتجاع السائل الأنفي (Postnasal Drip) وخصوصا عند المرضى الذين لديهم التهاب مزمن في الجيوب الأنفية.
  4. ارتجاع عصارة المعدة من المعدة إلى المريء.
ومن خلال استعراض الأسباب هذه يتضح لدينا أن الأسباب متعددة وأن المشكلة قد لا تكون في الصدر أو الرئتين وإنما قد تنتج الكحة من مشكلة في الجيوب الأنفية أو المعدة وبالتالي يجب على الدكتور أخذ التاريخ المرضي بشكل دقيق، والتركيز على الأعراض الأخرى المصاحبة للسعال مثل انسداد الأنف، الصفير، والحموضة (الحارج).
  • الربو والحساسية: وهذه المشكلة قد تظهر على شكل كحة فقط من دون الأعراض الأخرى المعروفة مثل الصفير أو صعوبة في التنفس والتي تحدث بسبب مرض الربو.
  • من الأسباب الأخرى (post nasal drip) أو ما يعرف بمشكلة تدفق إفرازات الأنف إلى الخلف ناحية البلعوم والحنجرة وهذه المشكلة تنتج من التهاب في الجيوب الأنفية أو الحساسية المزمنة في الأنف.
  • استرجاع العصارة الهضمية من المعدة إلى المريء (Gastroesophageal reflux). وهذه المشكلة قد تسبب كحة وذلك لوجود اتصال عصبي بين المريء والشعيبات الهوائية. تصيب هذه المشكلة الناس الذين لديهم ارتخاء في الصمام الموجود بين المريء والمعدة.
  • التهاب الشعب الهوائية المصاحب للتدخين (Bronchitis) وهذه المشكلة تكون مزمنة عند المدخنين ولا يمكن التخلص منها إلا بترك التدخين.
ويمكن تحديد كل سبب على حدة من خلال الأعراض الأخرى التي تصاحب الكحة عادة.
أنواع السعال

السعال الحاد والمزمن

يقسم السعال عادة إلى قسمين:
1.القسم الأول:
هو الكحة قصيرة المدى (3 أسابيع أو أقل) وهذه الكحة تكون عادة مصاحبة لنزلة البرد أو النشلة أو الالتهاب الذي يصيب الأغشية المخاطية في منطقة البلعوم والأحبال الصوتية وفى العادة تختفي هذه الكحة تدريجيا مع استخدام العلاج أو من دونه ولا تحتاج إلى مراجعة طبيب. وهناك أمراض أخرى تكون الكحة من أعرضها مثل الالتهاب الرئوي Pneumonia.
2.القسم الثاني:
هو الكحة عندما تستمر لفترة أسبوعين أو أكثر أو تكون كحة مصاحبة لبلغم متغير اللون أو الرائحة، أومصاحبة لدم فعندها يجب مراجعة الطبيب لأنها قد تكون بسبب مرض خطير مثل السل Tuberculosis أو سرطان الرئةأو أنفلونزا الخنازير H1N1
السعال عند مرضى الربو

إن أي سعال عند مريض الربو يستدعي مراجعة الطبيب، وأحد الأسباب التي تدعو لمراجعة الطبيب أيضاً اختلاط التشخيص، ففي حين يكون الوزيز (الأزيز) التنفسي هو الشكوى التي تشير إلى الربو تقليدياً، فإن بعض مرضى الربو يشكل السعال الشكوى الأهم لديهم ويسمى هذا النوع من الربو
  • (الربو السعالي cough-variant asthma)
وهو سعال جاف غير منتج ويحدث في كل الأوقات ويزداد سوءاً عندما يتعرض المريض إلى أي التهاب inflammation في الطرق الهوائية بسبب الخمج الفيروسي viral infection أو عند استنشاق هواء بارد أو ممارسة الرياضة أو حدوث التهاب أنف تحسسي
إن الأشخاص المصابين بالربو السعالي قد لا يحصلون على تشخيص مؤكد ولكن من المفيد النظر في تاريخ العائلة المرضي، ويدخل في الحسبان احتمالية وجود المرض إن وجد مسبقاً في العائلة، أو في حال وجدت مؤشرات أخرى
وفي حالة الربو السعالي فإن الأولوية ليست معالجة السعال بمفرده بل الحصول على الرعاية الطبية للتشخيص الدقيق والحصول على معالجة مناسبة تتوجه لمجمل الأعراض وإن استخدام مثبط سعال (مسكن سعال) cough suppressant يمكن أن يؤخر التشخيص ويشوش الصورة السريرية عند الذهاب للطبيب في آخر الأمر
إن تشخيص الربو السعالي أشد صعوبة من تشخيص الربو العادي وذلك لأن اختبارات مقاييس الربو كحجم الزفير المدفوع خلال ثانية واحدة أو ذروة الجريان الزفيري قد تكون ضمن الحدود الطبيعية، وينصح الأطباء بتشخيص الربو السعالي باستخدام اختبار تحريض القصبات باستعمال الهستامين أو الميتاكولين
وعادة ما يستجيب المريض للموسعات الوعائية والكورتيكوستيروئيدات
قد يشكل السعال في أي مريض مصاب بالربو علامة مبكرة تشير إلى تدهور حالته، وفي هذه الحالة يكون السعال ليلياً noctural ويتظاهر مع أزيز wheezing وتقاصر الأنفاس (زلة تنفسية) shortness of breath، كما تتدنى مستويات اختبار ذروة الجريان في الصباح الباكر ولهذا السبب يطلب من المريض مراجعة الطبيب المناسب بدل معالجة السعال بشكل ذاتي لاحتمال وجود علاقة بالربو
 
رد: السعال - الكحة

علاج السعال
من الأدوية الفعالة والآمنة لعلاج السعال المنتج مادة الغوافينزين Guainfenesin
أما السعال غير المنتج فيعالج بالدكستروميتوفان كذلك تُستخدم مادة ديكستروبربوكسيفين
ويمكن استخدام المراهم الحاوية على المنتول والكامفور ومستنشقات البخار والمنتول الفموي (حبوب المص)، والكودئين (بحسب الأنظمة المتاحة)وهذا حسب توصيات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية

من أساليب الحفاظ على الصحة وتجنب السعال
1 - عدم التعرض للهواء البارد.
2 - الاهتمام بتناول الغذاء المتوازن والمتنوع.
3 - مزاولة التمارين الرياضية.
4 - الإكثار من أكل الفواكه مثل البرتقال.
5 - تجنب استعمال أدوات وحاجيات الآخرين كالمناديل والمناشف.
6 - تجديد هواء المنزل دائماً.
7 - تجنب التعرض للتغير المفاجئ من الجو الحار للبارد.
8 - تدفئة الجسم ولبس الثياب المناسبة للشتاء.
9 - تغطية الفم أثناء العطاس أو السعال لوقاية الآخرين من الرذاذ الحامل لعوامل المرض.
10 - اغسل يديك بشكل منتظم وبالأخص قبل لمس عينيك أو أنفك أو فمك
 
الوسوم
السعال
عودة
أعلى