نبذة عن الامراض النفسية

املي بالله

نائبة المدير العام
نبذه تاريخية

ليست الأمراض
النفسية شيئا جديدا على العالم وليست كما يعتقد البعض من الأمراض الحديثة التي نتجت عن الحضارة وضغوط الحياه في العصر الحديث. لقد كانت الأمراض النفسية معروفه على مر السنين وان لم تسمى بأسمها.


كانت الأعراض النفسية تفسر بأنها نتيجة أرواح شريره أوالسحر أوالجن الذي تمكن من أجساد هؤلاء الناس وأثرعلى عقولهم. وبناء علية فأن العلاج يكون عن طريق تخليصهم مما سيطر عليهم من الأرواح الشريره أو السحر أو الجن. وذلك غالبا عن طريق طقوس يقوم بها رجال الدين أو المدعين بأنهم منهم.

وقد مرت فتره على أوروبا في العصور الوسطى كان كثير من الناس يتهمون بالسحر ومنهم من يعاني من أعراض نفسية التي كانت تؤخذ كدليل على أنهم سحره وعلى أتصال بالجن والأرواح الشريره. وكان السحره والمتهمون بهذا الأتهام يحرقون عقابا لهم وللتخلص من شرهم. ثم بدأ الأروبيون في معاملتهم معامله أكثر أنسانية بمحاولة تخليصهم من الأرواح الشريره والجن و كان هذا يحدث غالبا عن طريق الضرب والتعذيب على أساس أن هذا العذيب لجسد المريض كان أساسا للأرواح الشريره والجن وليس للمريض.

وحاول المعالجون لهؤلاء المرضى وسائل عدة لأستخراج هذه الأرواح الشريره منهم و كان منها جهاز طرد مركزي يربط فية المصاب ويدور بسرعه على أمل أن تخرج هذه الأرواح الشريره من أحدى فتحات الجسم عن طريق قوة الطرد المركزي.

ثم تطورت الأمور في أوروبا بوقف عمليات العذيب وحبس المرضى النفسيين في سجون خاصه بهم أشبه بحظائر الماشية منها بالسجون حيث يوضع المرضى في زنزانات عليها قضبان حديدية وتفرش هذه الزنزانات بالتبن الذي ينام عليه المرضى ويقضون عليه حاجتهم ويغير هذا التبن كل فترة. فيصعب تخيل القذاره والرائحه الكريهه والاأنسانية التي كانت عليها تلك السجون. و قد كان من أشهرها ما سمي ببدلام في لندن وكان يفتح في عطله نهاية الأسبون للزوار للفرجه علي المرضى البؤساء نظير رسم دخول كما في حدائق الحيوان.

في منتصف القرن التاسع عشربدأت حملة في أوروبا لبناء مصحات نفسية على شكل مستشفيات بها أسره وعنابر للمرضي وأماكن للطعام والمعيشه. والحقت بكل مستشفى مزرعه عمل بها المرضي وأشرف على هذه المستشفيات أطباء وأن لم يكن هناك في ذلك الوقت علاج فعال للأمراض النفسية ولكن كانت هناك محاولات للعلاج بطرق مختلفه. كانت ذلك بدايه لوصف الأمراض النفسية وتصنيفها ومحاوله علاجها كأمراض والبحث عن سبل طبيه لعلاجها فكانت البدايه الحقيقيه لعلم الطب النفسي الذي تطور كثيرا منذ ذلك الزمن.

لم يشمل القانون في غالب أوروبا وأمريكا قوانين تخص المرضى النفسيين وعلاقه القانون الجنائي والمدني بهم ومسؤليتهم الجنائيه والمدنيه حتى عام 1943. في هذا العام قتل رجل يعاني من مرض نفسي شديد سياسيا كبيرا أسمه ماكنوتون. كانت قضية كبيره تناولنها الصحف وأهتم بها الناس. وجد المحققون أنهم غير قادرين على أستجواب المتهم أو التحقيق معه نظرا لأختلال قواه العقلية الشديد. عندها وضع رجال القانون الأنجليز عده شروط بالنسبه للقوى العقلية للمتهم يجب أن تتوفر فيه قبل محاكمته ومنها أن يكون لا يعاني من مرض عقلي يمنعه من معرفة طبيعه وخطورة فعله وأن ما فعله كان فعلا أجراميا. وتتابعت بعدها القوانين الخاصه بالمرضي النفسيين و بمسؤليتهم الجنائية والمدنية تتوالى.

ولكن الأسلام كان قد سبق العالم بأكثر من 1250 عام حيث أسقط المسؤليه المدنيه والجنائية عن المختل عقليا للحديث الذي رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ وعن الطفل حتى يحتلم وعن المجنون حيى يبرأ (أو يعقل)". (أحمد 1:118&140 نسائي:طلاق:21 بخاري:طلاق:11 داوود:حدود:17 دارمي:حدود:1)
و لم يقم عمربن الخطاب الحد على زانية لأختلال قواها العقلية.

وأستخدام رسول الله صلى الله علية وسلم لكلمة يبرأ أو يعقل يدل على أن المرض النفسي حتى الشديد منة يعتبر حاله مرضية مؤقته يبرأ أي يشفى الأنسان منها وهذا تعريف هام لهذه الحالات.

وكان المسلمون أول من أنشأ مستشفيات أو مصحات نفسية في مصر وبغداد في القرن الثاني والثالث من الهجرة أي منذ 1200 عام تقريبا. وكانت هذه المستشفيات مريحه بل ووثيره ويعالج فيها المرضى أطباء بلأعشاب والعقاقير و أستعملت الموسيقى في العلاج لتأثيرها الملطف للأعصاب فكانت تأتيهم "جوقه" لتعزف لهم ثلاثه أوأربعة مرات أسبوعيا. وعند خروجهم من المستشفى يعطى المرضي أعانات ماليه لمساعدتهم أو لأعانتهم على البدء ثانيه في تجارة أو حرفه كسدت أثناء مرضهم.

وللأسف نجد نظرة الناس للأمراض النفسية قد تخلفت في البلدان الأسلاميه عما كانت عليه من 1400 عام. حتى أن الصوره التي كانت عليها معاملة المريض النفسي في أوروبا في عصور الظلام أنتقلت للشعوب العربيه والأسلاميه في القرن العشرين والواحد وعشرين. فالأن يظن بالمرضى النفسيين أن قد ركبهم أو مسهم جن أو أنهم يعانون من تأثير السحر. فيعاني المريض النفسي من الضرب المبرح بدعوى أخراج الجن منه أو يؤخذ ألى من يدعي القدره على فك السحرولا يتاح له فرصه العلاج الطبي على أيدي الأخصائيين ليشفى ويعيش حياه طبيعيه.

قد يعجب البعض من القول أن المرضى النفسيين يعيشون حياه طبيعية بالواقع أنه في هذا العصر ومع العلاجات الحديثه للأمراض النفسيه ليس هناك ما يمنع من أن تشفي الأمراض النفسيه شفاء تام أو شبه تام بالعلاج حتى وأن لزم الأمرأن يستمر على تناول العلاج سنين مثل من يعاني من أمراض مثل أرتفاع ضغط الدم أو السكر وغيرهما. حيث أن الأمراض النفسيه لا تختلف كثيرا عن نظيرتها العضويه غير أن العضو المصاب هو الجهاز العصبي وتأخذ الأعراض شكلا نفسيا وعضويا أيضا. لكنها أمراض كغيرها و معظمها يستجيب للعلاج بصوره جيده في غالبية الأحيان فيجب أن لا نحرم المريض النفسي من فرصة العلاج والشفاء والحياه الطبيعية.

 
حلا

15uc1.gif
 
الوسوم
الامراض النفسية عن نبذة
عودة
أعلى