ادونيس

املي بالله

نائبة المدير العام
كان أدونيس لقرون خلت اسماً لإله، أما اليوم فهو لقب لشاعر عربي أمير على عرشه، والألوهة عنده أندر من ألوهة الأسطورة.

اشتهر أدونيس بالشعر شهرة واسعة وكانت له مدرسته في القصيدة المنثورة واتجاهه وصيغته حيث لا يمكن لأي أحد أن يقلده بسهولة،

هو كاتب مسهب وناقد ومفكر صعب المراس له نظريته في التحولات. باستطاعتك أن تفهمه أحياناً ولكن قد يأخذك إلى صحراء من التعابير والكلمات وتتيه فيها من دون أن تدرك ما يقوله شعراً أو نثراً.
لقد أثار أدونيس جملة هائلة من الحملات النقدية العاصفة ضده من أكثر من أربعين عاماً سواء ما يخص شعره الجديد أو ما يخص كتاباته المليئة بالأفكار المخالفة والمشاكسة أو غير المدركة لما هو سائد في الثقافة العربية اليوم.

واختلف النقاد، الموزّعون في المشارق والمغارب العربية، فيه اختلافاً كبيراً حيث تجد قسماً منهم لا يتقبل حتى ذكر اسمه لأسباب بعيدة كل البعد عما في نصوصه وكتاباته لكن فقط لأنهم سمعوا قائلاً عن قيل بأن أدونيس شاعر ملحد وكاتب ضال، ومجموعة أخرى من النقاد لهم جملة من المواقف المضادة تجمع أغلبها على أن ما يعلنه أدونيس هو على عكس ما يبطنه فهو فنان باطني من الطراز الأول، والمجموعة الثالثة ترى أنه واحد من أهم المثقفين المعاصرين وقد تميز عنهم جميعاً بسمات وعوامل فرضتها عليه بيئته ومراحل حياته التي عاشها.
بدايات أدونيس
ولد أدونيس واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد اسبر في قرية «قصابين» قرب بلدة جبلة السورية عام 1930، لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة. لكنه حفظ القرآن الكريم على يد أبيه، كما حفظ عدداً كبيراً من قصائد القدامى فعرف المتنبي وأبا تمام، والبحتري والشريف الرضي..
«اجتذبني في البدء صفاء شعر بدوي الجبل وما فيه من أصالة وعمق تاريخي ومتانة كلاسيكية، فكان له التأثير الأوفى في «قالت الأرض 1949» فيما بعد وفي «قصائد أولى 1957» انتقل التأثير إلى سعيد عقل. فكنت آنذاك بين اللغة المصفاة فنياً لغة سعيد عقل واللغة المصفاة روحياً لغة بدوي الجبل».
حدث غيّر حياة أدونيس
في عام 1943 ـ 1944 حصلت سورية على استقلالها وانتخب شكري القوتلي رئيساً للبلاد وآنذاك وقرر القيام بزيارات إلى المناطق السورية ومن بينها الساحل السوري وهنا كان حلم أدونيس بلقاء الرئيس وإلقاء قصيدة شعرية أمامه من تأليفه.
وفعلاً تحقق حلمه وألقى القصيدة التي أعجب بها القوتلي وأمر بتعليمه على نفقة الدولة في مدرسة اللاييك بطرطوس، فبهذا اللقاء تغيرت حياة أدونيس وحصل على فرصته بالتعليم ولينتقل بعدها إلى مرحلة جديدة.
الحزب السوري القومي الاجتماعي
دخل أدونيس الحزب سنة 1945 وتركه 1958 وسمي خلال هذه الفترة بشاعر الحزب. لكن ما هو سبب دخول أدونيس الحزب القومي بدلاً من الحزب الشيوعي الشائع في تلك الفترة؟
«منذ دخولي اللاييك أخذ الشيوعيون يعملون على اجتذابي إلى الحركة الشيوعية ولولا المصادفة لكنت دخلت الحزب الشيوعي».
كانت المصادفة في تلك الفترة أنه استيقظ ذات صباح فوجد أمتعة وأسرة لطلاب طردوا من المدرسة، كان الطلاب من الحزب السوري القومي وقد تظاهروا ضد الفرنسيين الذين كانت لهم حامية في طرطوس، عندها قرر أدونيس وآخرون الانخراط في الحزب السوري القومي دون أي فكرة مسبقة عنه.
«لا أذكر أنني كنت حزبياً جيداً على المستوى النظامي»
من أطلق عليه لقب أدونيس:
كان من المعروف أن زعيم الحزب القومي أنطون سعاده هو الذي أطلق عليه هذا الاسم ولكن ولسبب ما رفض أدونيس الإقرار بهذه الواقعة التاريخية البارزة.
«أنا الذي أطلقت على نفسي هذا الاسم، ذات مرة وبالمصادفة وقعت بين يدي مجلة قرأت فيها موضوعاً حول أسطورة أدونيس فأعجبت بها وبعدها حدث نوع من التطابق بيني وبين بطلها فقلت في نفسي إن الصحف التي لا تنشر قصائدي هي بمثابة الخنزير البري. وقررت أن أكتب باسم أدونيس، أنطون سعاده لم يطلق عليَّ هذا اللقب، هذه شائعة لا أكثر».
غير أن صحفاً ومجلات قومية سورية يعود تاريخها إلى مرحلة الأربعينيات والتي قامت بتغطية وقائع رحلة حزبية قام بها سعادة إلى اللاذقية ذكرت أن فتى في السادسة عشرة ألقى قصيدة مدح لسعاده والحزب فسأل عن اسمه فكان علي أحمد سعيد فأطلق عليه سعاده لقب أدونيس. كان ذلك في نهاية الأربعينيات أثناء حفلة تكريمية أقامها السوريون القوميون للزعيم سعاده في منطقة اللاذقية.
بعد البروفيه انتقل أدونيس إلى دمشق ليحصل على البكالوريا والتحق بالجامعة وتابع دراسته في قسم الفلسفة والأدب بين 1950 ـ 1954 ونال الأستذة بأطروحته عن الصوفية العربية. وأثناء إقامته في دمشق انخرط في الحزب القومي وتعرف إلى زوجته خالدة سعيد التي كانت ضمن ناشطات الحزب وتزوجها عام 1956 وانتقلا إلى لبنان واستقرا في بيروت وخالدة من أبرز الكاتبات والأديبات العربيات وصاحبة قلم واسم مستقل عن زوجها.
لبنان
في بيروت ولد أدونيس شعرياً وكانت بدايته الشعرية في مجلة «شعر» بالتعاون مع يوسف الخال. وكانت «شعر» علامة بارزة في تجديد الشعر العربي وفي تغيير معنى الشعر. وقد دامت هذه الفترة من عام 1957 إلى 1963 وبعدها افترق أدونيس ويوسف الخال.
الحزب ضد «شعر»
في ذلك الوقت جذبت العقيدة السورية القومية فئات كبيرة ومتنوعة من المثقفين وخصوصاً نظرية سعاده في الأدب التي تحوي مقالات سجالية مع نقاد وشعراء. وكان التأثير على المثقفين بنقطتين الأولى الأسطورة كبؤرة رمزية وحلقة وصل بالماضي القومي والثقافة القومية، والنقطة الثانية هي البعد العمودي والتجربة الشخصية فالشعر ليس انعكاساً للواقع بل بناء للواقع ليس مرآة للمجتمع بل منارة وبهذا المعنى دخل البعد الاستشرافي إلى الكتابة الشعرية.
«يوسف وأنا وكل الذين اتصلوا بمشروع المجلة لم نكن على صلة قريبة أو بعيدة بالمؤسسة الحزبية لأن المؤسسة كانت «ضد شعر» لقد أغريت من قبل مسؤولين حزبيين بترك المجلة وكل ما يشاع عن هيمنة الحزب على المجلة لا نصيب له من الصحة».
بعد «شعر» وبعد نكسة 1967 أصدر أدونيس ومن بيروت مجلة «مواقف» وكانت تعنى بالأنشطة الأدبية والثقافية الجديدة كما أنها أدت دوراً مكملاً لمجلة شعر. كان تركيز أدونيس في أعماله على مسائل انعدام الفكر الإسلامي الخلاق والمرجعية المعيارية التي تنام الفتنة والضلالة بين أهدابها وفشل الفكر القومي والفصل بين السلطة والدين والدعوة إلى اقتداء غالبية العالم العربي بخالقها في تقبل الاختلاف والفكر والإبداع.
سنة 1973 حصل أدونيس على دكتوراه من جامعة القديس يوسف في بيروت وموضوع الأطروحة التي صدرت بعد ذلك كان «الثابت والمتحول». وبدءاً من عام 1981 تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا الغربية وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة، وغادر أدونيس بيروت سنة 1985 متوجهاً إلى باريس بسبب ظروف الحرب.
محطات في حياته
أدونيس واتحاد الكتاب العرب
فصل أدونيس عام 1995 من اتحاد الكتاب العرب في سورية لحضوره لقاء في غرناطة ضم من بين من ضم كتاباً وسياسيين إسرائيليين وغير إسرائيليي،ن وأثار ذلك الفصل ردود فعل واسعة في أوساط المثقفين العرب بين مؤيد لقرار الاتحاد على اعتبار أن سلوك أدونيس يندرج في إطار ما يطلق عليه «التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني» وبين معارض للقرار ومدافع عن أدونيس على اعتبار أن ذلك القرار لا ينقص من مكانته، واجتهد آخرون فقرؤوا القرار قراءة سياسية، وشمل الاهتمام بفصل أدونيس كتاباً من معظم الأقطار العربية وطرح الموضوع في نقاش جدل حول مقولة التطبيع الثقافي. موقف الاتحاد اليوم
وعن هذه الحادثة يقول أدونيس:
«كان مؤتمراً نظمته اليونسكو للبحث في ما بعد السلام لأن اليونسكو تعتبر أن السلام آت، لم يكن المؤتمر حواراً بين العرب واليهود، وإنما كان مؤتمراً للتأمل في مرحلة ما بعد السلام، ودعي إلى هذا المؤتمر زهاء عشرين شخصاً من فلسطين بالدرجة الأولى ومصر والمغرب العربي وسواها وكنت من بين المدعوين العرب.
ما قلته: إن «إسرائيل» اليوم تنتمي إلى المنطقة يعني إلى منطقة قامت ثقافتها أساساً ومنذ البداية على التمازج بين عناصر متعددة ومختلفة منذ السومريين والبابليين والأكاديين حتى الفينيقيين لذلك فالثقافة في هذه المنطقة ثقافة تمازج وتفاعل وأعطيت أمثلة في المناقشة أن العرب أفادوا من جميع العناصر الأخرى التي كانت موجودة في المجتمعات الإسلامية وبشكل خاص المسيحيين واليهود لتكون حضارتهم حضارة منفتحة.
وطرحت على «إسرائيل» أمام الجميع في المؤتمر هل ستعيد «إسرائيل» النظر في ثقافتها ولا أعتقد أن لديها ثقافة في هويتها وهل ستظل ذات هوية مغلقة، لا يمكن أن يكون هناك سلام بين هوية منفتحة حضارية تعترف بالآخر وهوية مغلقة تريد من الجميع أن يكونوا تابعين أو خاضعين لها بشكل أو بآخر، من دون إعادة النظر هذه لا يكون السلام، هذا جوهر ما قلته وهناك غضب اليهود مني غضباً شديداً لأنهم أحرجوا فلم يستطيعوا القول بنعم أو لا فصمتوا صمتاً كاملاً».
أما التطبيع فيرى أدونيس بأنه كلمة من خارج الثقافة ولا علاقة لها بالثقافة، وإذا دخلت اللغة فإنها ستكون أكثر من مقبرة.
«إذا كنت ضد التطبيع حتى داخل لغتي وداخل ثقافتي فكيف يمكن أن أكون مع التطبيع بين لغتين وثقافتين».
أدونيس ونوبل
اتهم أدونيس بأن له مآرب خفية من حرصه على ترجمة أدبه لأكثر من 13 لغة غربية وليرشح إلى جوائز عالمية ومنها نوبل باحثاً بذلك عن المجد والشهرة والمال، وعن الجائزة يقول:
«لم تعنني الجائزة عميقاً في أي وقت من حياتي ولا يمكن لأي كاتب أن يسعى إلى نوبل بل هي التي تسعى إلى الكتاب وتفتش عنهم وهذه من جملة شروطها، ولم أكن وحدي مرشحاً فهناك أسماء عديدة كانت مرشحة والجائزة ليس لها أي قيمة أدبية بل قيمتها مالية فقط».
الثقافة وأدونيس
يرى أدونيس أنه في مناخ البلدان العربية لا وجود للثقافة بوصفها بحثاً حراً مستقلاً عن الحقيقة، فالثقافة العربية هي حالة نفسية أكثر مما هي حالة فكرية بحثية ونفسية بمعنى أن لا أحد يعترف بالآخر فلا يوجد حد مشترك بين المفكرين.
كما يرى أن الإبداع هو التاريخ الحقيقي للبشرية، والسياسة هي جزء من الثقافة ويرى أن البلدان العربية بلدان متخلفة لأنها جعلت الثقافة جزءاً من السياسة وأنها ستبقى على حالها ما دامت تستخدم هذا الأسلوب.
«الحرية باعتبارها المطلب الأساسي لعملية الإبداع والثقافة لا يتفق عليها المثقفون العرب. فهناك الكثير من المثقفين العرب يشعرون بالسعادة إذا اعتقل المثقفون الآخرون».
التراث وأدونيس
قيل إن أدونيس يتعامل بانتقائية مع التراث حيث يقوم بتوظيفه أيديولوجياً لصالح معتقداته وما ينادي به، واتهم بأنه يجيّر الثقافة العربية لصالح الثقافة الغربية وكان يتساءل دائماً عن الكيفية التي يقوم بها الباحث في التراث العربي لخدمة الثقافة الغربية فبنظره أن من يخدم الثقافة الغربية هو البرامج التربوية والتعليمية القائمة على أسس غربية وغير عربية، هذه البرامج التي تتبع بشكل أو بآخر للأنظمة التربوية والثقافة الغربية والمتمثلة أيضاً بالقمر الصناعي والنمط الاستهلاكي وغيرها ويحمل أدونيس على النقاد وإهمالهم لهذه المسألة والذين لا يهتمون من التبعية للثقافة الغربية إلا بأبحاث التراث وبالشعر العربي.
«أتساءل لأي درجة مثل هذا النقد واهن وضعيف إن شعري عربي وأبحاثي هي في ديوان الشعر العربي واللغة العربية»
أما الدين والسياسة، فيرى أدونيس أن ربطهما ببعضهما يفتت المجتمع على العكس من الدعوة إلى توحيده محولاً الصراع الثقافي عن المعنى من أجل مزيد من المعرفة إلى صراع من أجل مزيد من الهيمنة، هيمنة فريق في المجتمع على غيره وهذا ما يحول الصراع في المجتمع إلى نوع من التآكل الداخلي المتواصل بدلاً من أن يكون كما هو الشأن في المجتمعات الشعرية.
«يجب أن يكون الصراع من أجل مزيد من الحرية ومن التقدم ومن البحث والمعرفة» الشعر وأدونيس
يرى أدونيس أن أجمل شيء في الشعر أنه لا يحدد فعندما نحدده نفقده تماماً لأنه حالة لوصف علاقة الإنسان بالإنسان أو بالعالم أو الأشياء ويتجلى النص الشعري في علاقة الكاتب باللغة فالشعر عنده أعلى أنواع التعبير لأنه يستطيع أن يعبر عن كلية الإنسان.
ويرفض أدونيس أن يكون للشعر مرجعية ويرى أن الشعر نفسه يحب أن يثوّر الشاعر على نفسه وعلى الشعر وأن يبتكر قواعده فيما يبتكر شعره إلا قاعدة اللغة فاللغة أداة الشاعر.
«اكتب شعراً عظيماً تخدم قضاياك العظيمة، أما الشعر الرديء فلا يخدم أي قضية»
الشعر الغربي وأدونيس
كثيراً ما اتهم أدونيس أنه مشروع جاهز للتهديم والانكسار كونه متأثراً بالثقافة الفرنسية في حين يرى بعضهم أن الثقافة الفرنسية هي التي تأثرت بأدونيس وأنه حمل على كاهله قصيدة النثر الجديدة، فهو لا يهادن أبداً في نبش الماضي متحلياً بجرأة إطلاق الأحكام التي يراها من دون مواربة أو خجل أو أية تعاطفات.
«كان الشعر الغربي كله خبرة تقنية وما عدا هذه التجربة التقنية كنت أجد إجمالاً مصادر معرفتي الشعرية لا لدى الشعراء بل لدى المفكرين يعني شخص مثل نيتشه ألهمني شعرياً أكثر بكثير مما ألهمني الشعراء الغربيون».
الشباب وأدونيس
يعتقد أدونيس أن مشكلة الشباب العربي الرئيسة هي غياب القدوة إذ يفرغ الواقع القائم على الازدواجية والنفاق الاجتماعي والوحدانية من المثل الأعلى، وحتى على الصعيد الإبداعي يعاني الشباب قلة المبدعين الذين استطاعوا أن يوائموا بين قولهم الإبداعي وواقعهم الجياش.
«الشباب اليوم ومع وعيي الكامل لظروفهم ومتابعتهم والفراغ الهائل الممتد أمامهم أكثر من جيلنا نحن، فجيلنا امتلك مشروعاً ولو أنه وهمي ـ إلا أننا كنا نتحرك ضمن ذلك الحلم وتلك المغامرة الحية، الشباب اليوم أمام أفق مسدود فكأن آباءهم جيش منكسر عائد من المعركة وككل جيش منكسر فإنهم يتلهون بنقد بعضهم، والشباب يرون أنفسهم في بحيرة ضخمة مليئة بالسمك، لكن ماء البحيرة يجف شيئاً فشيئاً فلا يجدون أمامهم إلا التخبط، خاصة أن السمك يأكل بعضه بعضاً،

لذلك كان لدي دائماً في نتاجي وكتاباتي شيئان أقولهما للشباب:
1 ـ ثوروا على آبائكم إطلاقاً، مع الاحترام العاطفي، لكن لا تصغوا إليهم.
2 ـ عيشوا حياتكم.«
الأنثى وأدونيس
يرى أدونيس أن المرأة أنوثة الكون وأنوثة العالم. أما الذكر فهو الريح العابرة،
وبالنسبة للمرأة العربية فيراها أكثر وعياً وحساسية وتقدماً من الرجل العربي
وأنه إذا كان هناك من خلل فهو كامن في الرجل وليس في المرأة. فالرجل العربي مريض معقد منهار، قليل الثقة بنفسه يسقط هذا كله على المرأة لذلك يسعى لامتلاكها كي يعوض نقصه فهي بالنسبة له مجرد ملك ومتعة ولذة فنظرة الرجل إلى المرأة هي التي يجب أن تتغير فالأنثى مرآة الرجل.
«الرجل هو الذي يدفع المرأة إلى أن تتصرف تصرفات لا تشبهها، والحرية في مجتمعنا هي نقطة سوداء على المرأة بالنسبة للرجل الذي يبيح لنفسه كل شيء
مبادئ أدونيس في لقاءاته الشعرية
لا يحضر أدونيس أي لقاء شعري أو ثقافي إلا وفقاً لمبادئ يراها أساسية لحفظ مكانة الشعر كما تحفظ للشاعر كرامته وحقوقه، فهي ممثلة في دقة اختيار المدعوين للقاء الشعري وموضوعيته بعيداً عن العلاقات الشخصية معتمداً على معايير فكرية وفنية خاصة مؤكداً على النوعية لا على الكمية التي يؤخذ بها بعضهم كي تكون لهذه اللقاءات هوية ومستوى وبالتالي فعالية وحضور مشبع يرتقي إلى درجة الرمز.


«لكي لا يستمر الشعر عند العرب كأنه مجرد وظيفة ولكي لا يستمر النظر إلى الشعراء كأنهم مجرد أدوات لتسلية الجمهور فقد قررت ألا أشارك في أية أمسية شعرية تضم عدداً من الشعراء قل أو كثر. ولا أقرأ الشعر إلا في حفل خاص بي وفي إطار رفيع يليق بالشعر بحيث يكون الإصغاء إلى الشعر نوعاً آخر من الخشوع».
كان وما زال أدونيس حريصاً على أن يكون المناخ الثقافي الذي ينتمي إليه عالياً ونقياً لأن الثقافة هي التي تفصح عن شخصية الإنسان وهويته وهي التي تتيح له أن يأخذ دوره ومكانته ودوره في العالم فبنظره يجب أن يكون مستوى الخلاف بين الشعراء والكتاب والمبدعين عالياً ونقياً

لأنه يؤكد قبل كل شيء على كرامة الشخص وعلى حقوقه وحرياته ودون ذلك لا تتشوه العلاقات والقيم وحدها وإنما تتشوه كذلك اللغة نفسها

. «ـ إن أعظم فكرة تصبح أصغر فكرة حين تمر في عقل صغير.







 
حلا



ادونيس
 
الوسوم
ادونيس
عودة
أعلى