رموز المنام كتاب يفسر علم تعبير الرؤيا

smile

شخصية هامة
تعبير المنام من أكثر ما يشغل الناس في كل زمان و مكان, فالمنام له بشاراته أو تحذيراته التي على الإنسان أن يعتبر بها سواًء بالإستبشار أو بالدعاء و سؤال الرحمن لدفع المصيبة أو الّداء.

يرد كل هذا التفصيل في كتاب رموز المنام.. مدخل إلى علم تعبير الرؤيا للكاتب عبد الله بن سليمان العتيق ,الطبعة الأولى-2011- من دار الكفاح للنشر و التوزيع, الذي يقع في 220 صفحة


رموز المنام كتاب يفسر علم تعبير الرؤيا



النوم والرؤية في اللغة..


يبدأ الكاتب بشرح معنى النوم في اللغة .. ألا وهو : جمودٌ و سكون الحركة , اما في الاصطلاح : هو أبخرة تحيط بالروح المدبر للبدن , فتحجبه عن التدبير . و يقسم الكاتب النوم إلى عشرة مراحل و التي تبدأ بالنعاس , ثم الوسن, فالترنيق (وهو مخلطة النعاس العين ) , و يليه الغمض , ثم التغفيق (وهو النوم و أنت تسمع كلام القوم) ,فالإغفاء , و يليه التوهيم (وهو النوم القليل), فالرقاد , ثم الهجود , فالتسبيخ (و هو أشدّ النوم ).

و يشرح الكاتب معنى الرؤيا في اللغة.. فهي ما يُرى في المنام من ادراكات.. و هذا إما أن يكون بسبب نفسي أو جسدي أو حدث حياتي لتدل على شيء حدث أو انقضى أو تدل على شيء في مستقبلٍ آت.

و يصف الكاتب أن الانسان يرى الرؤيا بالروح..فإن الانسان إذا نام امتدت روحه مثل السراج فرآى بنورهو قضى الله ما يُريه تلك الرؤيا, و ذهابه و رجوعه كما الشمس إذا غطاها السّحاب و انكشف عنها , فإذا عادت الحواس باستيقاظه إلى أفعالها, ذكر الروح ما أراه الملك, وخيّلَه كرؤية العين.

وذكر الكاتب أنواع الرؤيا..و أولها الرؤيا الصّادقة و هي من الله تبارك و تعالى , و تتميز بعدة صفات و منها سرعة انتباه الرائي عندما يدرك الرؤيا , ثبوتها بتفاصيلها في ذاكرته بعد استيقاظه ,أن يكون فيها ما يحب الانسان , و يدل جزء منها على باقيها و هذا كله من صفات الرؤيا الصالحة.

أما عن الرؤيا الفاسدة أو ما تسمى بالأضغاث فهي من الشيطان, و من صفاتها أن يغلب عليها الدم أو الحمرة , أو الصفرة, أو السواد, أو البلغم و الأمطار و الغيوم.
أما الحلم فهو حديث النفس و فيه ما يتعلق بنفسية الانسان كأن يكون ما رآه في المنام قد رآه فعلا في الواقع , أو أنه يتعلق بسوء مزاج الانسان.


مدى صدق الرؤيا


ومما أكد عليه الكاتب.. أن صدق الرؤيا يعتمد بالدرجة الأولى على صدقه في حياته اليومية.. فإن كان انسان صادق صدُقت رؤياه بإذن الله, و إن كان كاذباً متعمد الكذب في حياته اليومية..فهذا يسبب عدم صدق رؤياه في الغالب.

و من المثير ما ذكره الكاتب في رأي الطب النفسي في الأحلام.. ألا وهو أنها "الباب الملكي" لقراءة و فهم الكثير مما يدور في عقل الانسان الباطن.

يذكر الكاتب أهمية علم التعبير و منزلته في الشريعة و قد أقره أهل العلم كما هو عليه عند الأوائل و لكن الاختلاف هو في مناهج و مسالك التعبير.
و يؤكد الكاتب على رأي الشرع في عدم جواز استخدام كتب التفسير في تعبير المنام..
بل على الانسان أن يسأل العابر في تأويل رؤياه..
العابر..تراه من يكون؟
و قد ذكر الكاتب تعريف العابر : وهومن يعبُرُ الرُّؤيا و الأحلام و الرموز و الإشارات التي تُرى في عالم المنام إلى عالم الواقع المحسوس.
و قد أوضح الكاتب الصفات التي يجب أن يتّصف بها العابر..و التي منها أن يكون حسن الدين , عالم بأصول التعبير و قواعده , حليم و ذكي و صادق , صافٍ باطنه و حِسُّهُ.

التعبير..كيف يكون؟
قد أورد الكاتب تعريف التعبير في اللغة : وهو العبور إلى باطن الرؤيا من خلال النظر في ظاهرها , ليتم تفسيرها و الإخبار بما يؤل إليه أمرها.
و أشار الكاتب إلى مراتب التعبير: أولها الإلهام وهذا لا يُؤتاه أي انسان بل هي موهبة من الرحمن,ثانيها الاكتساب و هي أن صاحبها قد عرف أصول هذا العلم و تدرب عليه و وُفٍّق له, و على كل الأحوال على العابر أن يعرف حال الشخص الرائي ليستشف منه تأويل المنام .. و بالتأكيد مع مراعاة الدلائل المُثبته للتعبير من القرآن و السنة, و القياس و التشابه في الألفاظ و الحروف.. فعلى العابر أن يكون دقيق الملاحظة و اسع المعرفة بالألفاظ و معانيها.


 
الوسوم
الرؤيا المنام تعبير رموز علم كتاب يفسر
عودة
أعلى