ذكرى اليوم العالمي للمعلم

املي بالله

نائبة المدير العام
قبل ايام مرت ذكرى يوم المعلم العالمي الذي اقرته الامم المتحدة في تسعنيات القرن الماضي ,

والتي تزامنت مع بداية العام الدراسي الجديد , وبداية رحلة العزم للنجاح والتفوق خصوصا من اخفق في السنة الماضية . لايخفى علينا ما للمعلم من دور كبير في بناء وتقدم المجتمع , حتى شبهه امير الشعراء ( احمد شوقي ) بالرسول , وقبل ذلك اكرمه الله ورسله ,

حيث نصت عشرات الايات والاحاديث على مكانة المعلم وضرورة احترامه , فالرسول الاعظم محمد حصر بعثته بالتعلم حيث قال كما في الحديث الصحيح ( انما بعثت معلما ) ومما يروى في حق المعلم وفضله , بأن الامام الحسين بن علي ملأ فم المعلم الذي قام بتعليم ولده احدى سور القران ذهبا مكافاة له على هذا العمل . وعندما نطالع رسالة الحقوق للامام علي بن الحسين المعروف ( بزين العابدين ) ( حَقُّ سائِسِك بالعلم التَّعظيمُ له ،

والتوقيرُ لِمَجلسه ، وحُسنِ الاستماع إليه ، والإقبال عليه . وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يُجيب ، ولا تُحدِّث في مجلسه أحداً ، ولا تغتاب عنده أحداً ، وأن تدفع عنه إذا ذُكر بسوء ، وأن تستر عيوبه ، وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوّاً ، ولا تعادي له وليّاً ، فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنّك قصدته ، وتعلَّمت علمه لله جلّ اسمه ، لا للناس ) .حيث يصل بذلك الى قمة الاخلاق واحترام المعلم , لان احترام اصحاب العلم وتوقريهم هو دليل على رقي المجتمع وتقدمه ( فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ) ( من علمني حرفا ملكني عبدا ) .

لكن ما نشاهده في مدارسنا وجامعتنا من استخفاف الطلبة بالمعلم حيث وصل الامر الى تهديده بالقتل والتصفية ان لم يضع له درجة النجاح او يجعله يعبر المرحلة الدراسية . يروي لي احد طلبة الجامعات بأنه بعد سقوط النظام السابق قام احد الطلبة بطرد استاذه من القاعة امام انظار الطلبة قائلا له ( ما ارتحالك ومتعجبني ) . لكن مقابل ذلك ومن باب الانصاف والحيادية نجد ان الكثير من الاخوة المعلمين والمدرسين والاساتذة الجامعين مقرصين كثيرا بحق الطلبة وفي اداء واجبهم . قبل فترة كنت اتحدث الى احد طلبة الدراسة الاعدادية فقال ( لم نفتح كتاب النقد لهذه السنة ) ( نصف كتاب الجغرافية تركه المدرس علينا ونحن مرحلة منتهية ) رغم انهم صفوف منتهية ومقبلين على امتحان وزاري لا يرحم !!

اضافة الى الى جشع الكثير الكثير من المعلمين والمدرسين , فبعد التحسن النوعي الذي طرأ على رواتب المعلمين والمدرسين , فلايزال الكثير منهم يبتزون الطلبة بطرق مختلفة عبر الملازم والاستنساخ والدروس الخصوصية التي باتت من الظواهر المنتشرة في والادهى ان نسب النجاح المرتفعة التي حققتها محافظة كربلاء ( وسط العراق ) في هذا العام هو بفضل انتشار الدروس الخصوصية ,

حدثني احد الطلبة قبل بضعة ساعات من كتابة هذه السطور بأن الدرس الخصوصي للمادة الواحدة اصبح ( 250 الف دينار ) ( 300 دولار ) للمادة الواحدة هذا بالنسبة للمدرس من الدرجة الثالثة اما المعلم من الدرجة الاولى فلايقل اجوره عن ( 350 الف دينار ) ( 400 دولار ) تقريبا , هذا الامر الذي يحدث خللا كبيرا في ميزان مدفوعات الاسرة العراقية . احد الاصدقاء انفق على الدروس الخصوصية السنة الماضية ما قدره مليوني دينار ( اكثر من 2000 دولار تقريبا ) وهو موظف ( اف بي اس ) ويسكن في بيت ايجار آيل للسقوط في اية لحظة .

طبعا لانريد ان نتحامل على المعلم او تشويه صورته عندما نذكر هذه الوقائع المؤلمة ,

كما ان وزارة التربية العراقية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن تنامي هذه الحالات السلبية في اوساط المعلمين . لكن رغم فساد بعض الكوادر التدرسية والتي نتمنى من الجهات معاقبتهم , الا انه يبقى للمعلم تلك المكانة الكبيرة والمنزلة الرفيعة في تربية الاجيال . ولا اننسى ان نناشد وزارة التربية الالتفاف الى المعلمين وتحسين حالتهم المعيشية وتحسين رواتبهم , لولا المعلم لما جلس المسؤول اليوم على سدة الحكم ولا انسى المتقاعدين من المعلمين الذين يحتاجون لموضوع مستقل عن معانتهم واهمال الجهات المعنية لهم , ولنكون بذلك مجتمعا يحترم العلم واهله


فتحية لكل معلم ساهم في تخريج الاجيال الصلحة والمنتجة للمجتمع . وسيبقى المعلم والمدرس والاستاذ تلك الشمعة التي تحترق لتضيء الدرب
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
سلمت يداكى بحر على كل شىء

تحياتى لكى ودمتى بخير
 
الوسوم
العالمي اليوم ذكرى للمعلم
عودة
أعلى