روايــة السفر إلى حيث يبكي القمر

[font=&quot]حين [/font][font=&quot]دخلت المغارة مَثُلَ في خاطري أنه يعرف عني بأكثر مما أعرف أنا عن نفسي، تنصتَ باهتمام ٍ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]بالغ ٍ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]إلى ما فعلته، وهو غارق في شرودٍ من أطيافِ حنان ٍ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]لمحتها تبرق في عينيه، فقد اغرورقتا بالدمع!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فجأة تحول الرجل الشهم إلى رجل ٍآخر، رجل ٍشديد الغضب والزجر!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] شعرتُ بالغضب يكاد أن ينفجر من داخل عينيه الشهلاوين فنظراته القاسية أرعبتني، وجوفت قدرتي على التبرير، فكرت بأسباب غضبه [/font][font=&quot]ف[/font][font=&quot]وجدته محقاً، كيف لم يخطرْ في بالي أن أتكتم على مكان إيوائي[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] لماذا فاضتْ نفسي بالتحدث عن الشيخ محمد إلى أختي[/font][font=&quot]؟[/font][font=&quot] في تلك اللحظة تمنيت أن أتحول إلى طائر ٍ من بشر ٍ ينقر على الباب كي تفتح لأهمس في أذنها أن يظل مكان تواجدي سراً لا يعرفه حتى الجن أنفسهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكأنه كان مدركاً لعفوية ما فعلت، وكأنه كان لا يريد أن يؤذي مشاعري فقد حصل الذي حصل ولن يتكرر أبداً فقد سألني :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - ألمْ تشاهد علي[/font][font=&quot]ّ[/font][font=&quot] ؟. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] في هذا السؤال رقد الجواب، لم أكن قادراً على تفسير أسباب اهتمام الشيخ محمد بعلي، ولم أكن قادراً على زجر الحمار الذي ينهق حين يسمع باسم علي[/font][font=&quot]ّ، [/font][font=&quot]أو بصوته لحظة يدخل. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وفي هذه المرة أضاف إلى نهيقه أن[/font][font=&quot]ه[/font][font=&quot] عطس ونفض رأسه وحرك أذنيه، بعدها حاول أن يجد فسحةً للتجول ِ.[/font]
[font=&quot]بهذه الجلسة سبحنا تحت دوامات من الدخان صارت تحوّم عند سقف المغارة، استسلمنا إلى حالة لا تشبه إلا نفسها لأكتشف فيما بعد أني قد أدمنت على تعاطي الحشيش والحبوب المخدرة!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] حين جمعت بين علي والشيخ محمد، لم أكن قادراً على المقارنة بين الاثنين، أن تقارن بين رجل تجاوز الخمسين وشاب يطفح في وجهه حب الشباب أمر صعب، بل مستحيل لهذا آثرت الالتزام بالصمت المطبق. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فأنا وقبل أن تصبح هذه المغارة البديل عن بيت أبي كنت على درج البيت وبلا استجداءٍ أمارس مع نوال أعنف القبل وأجملها وكلمة بحبك تسري في عروقي مثل جدول رقراق، فأشعر أني بحاجة إليها لهذا كنت أتجرأ وأذهب إلى العمارة وألتقي معها في الليل، وحين وضعت في عنقي السلسال الذهبي الذي تملكه أيقنت أنها تحبني لدرجة التضحية بكل شيء. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] في آخر لقاء تركتها تستسلم لرعشة قلب متمرد، مخاوفه ذابت مع خمرة القبل السابحة في فضاء العتمة بين الظلام، هي أحبت غالب بكل جوارحها وأنا أحببتها بكل شوق الفتى وقوته، ولكن في هذا اللقاء لم أكن في غيبوبة كما أوهمتها، كنت أريد[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] لضوء المصباح أن ينير هذه الظلمة،لأرى بوضوح ٍهذين النهدين المتكورين ال[/font][font=&quot]ل[/font][font=&quot]ذين كبرا على يدي، كنت متلهفاً [/font][font=&quot]ل[/font][font=&quot]أظل معها حتى الصباح، لكن أصوات بعض الجيران جعلتنا نقطع جلستنا، [/font][font=&quot]و[/font][font=&quot]تغيب في العتمة وتدخل [/font][font=&quot]ال[/font][font=&quot]بيت.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] حين جمعت بين الشيخ محمد وعلي [/font][font=&quot]أحسست[/font][font=&quot] رائحة النهر تسري[/font][font=&quot] من أنفي إلى[/font][font=&quot] ذاكرتي. خُيل إليّ أنني اكتشفت عقرباً لدغني بعد أن فضَ هو الآخر عهد الصداقة، فانساقت نظراتي في اضطراب ٍ ترمق حيطان المغارة وسقفها، الحمار، جرة الماء، خزانة المؤونة التي كانت تعج بالصراصير الكبير منها والصغير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هؤلاء جميعهم تمنيتهم أن يتحولوا وبغمضة عين ٍ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]إلى شرطةٍ تعتقلنا!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ألهذه الدرجة بدوت أمامه تافهاً وحقيراً كي يتململ!، وعلى مضض يوافق أن يكون البديل هو السلسال، هذه الليلة لم أكن شاعراً بالمحاسبة أو بالمفاتشة، ولا حتى برغبة في الكلام، ولا حتى في الغناء، كنت بحاجة إلى آدمي ٍ له قلب ُيحس ويشعر عله يخفف عني مواجيد آلامي ووخزها. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في زمن قصير جمعتنا ألفة محفوفة بالمخاطر، وفي تلذذٍ من اغتباطٍ فتحتُ نوافذ الحواس المتيقظة على الالتقاط وأنا أسمع قصة الشيخ : [/font]
[font=&quot]- قتلت زوجتي التي خانت حُرمة البيت، كنت عائداّ على غير عادتي سمعت صوت تأوهات تفجر لها عقلي فشعرت برأسي ينشق إلى نصفين حينئذٍ [/font]
 
[font=&quot]طاشت بصيرتي فهجمت عليها وتركتها تسبح في دماء عارها ولذت بالفرار، لم أحمل في صدري سوى صورة منتقم أقسم أن يفقأ عيني الرجل الذي شاركها على تدنيس شرفي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكأن حكاية الشيخ محمد أفلتت عقدة لسان علي ليتحول الصداع في رأسي إلى وحش ٍكاسرٍ يلتهم أحشاء رأسي كلها، كنت غير مصدق حديثه عن أبيه! أحقاً[/font][font=&quot] هو[/font][font=&quot] من دربه على تعاطي س[/font][font=&quot]ك[/font][font=&quot]ائر الحشيش[/font][font=&quot]؟[/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot]بعد أن لعب الحشيش في رؤوسنا، ضجت المغارة بالضحك وضحكت أنا ضحكة "تنين" قاتل هارب، وحشاش وسارق ممتهن، يا للسقوط في مستنقع الوعد يا غالب!!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أهذا ما كنت تريده يا أبا غالب، تتركني في مغبة من حقدٍ لأقع بين خطاطيف جاهزة، عن يمين، وعن شمال، تباً أبا لهب ٍ تباً أبا غالبٍ!.[/font]
[font=&quot] لم يكن في مقدوري أن أنسى إخوتي، كارهاً تركتها تحدق [/font][font=&quot]إليّ[/font][font=&quot] وحين زجرتها، انكمشت على نفسها مثل دملة محتقنة تكاد أن تنفجر!.[/font]
[font=&quot] أخيراً جهرت[/font][font=&quot]ْ[/font][font=&quot] بالحقيقة، نطقت[/font][font=&quot]ْ[/font][font=&quot] بلا ثرثرة ٍفي فن ٍ[/font][font=&quot] بالكلام، [/font][font=&quot]فتلك مهنتها التي لا تجاريها بها أية سيدة في مثل عمرها !.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لا تدعك تقتربين من طفلها خشية أن يتأذى! الآن جاء، بل بدأ زمن التحسر،[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وشكواك من أتراح زمانك تُدثرينه بزمن الحزن على زمن أمي الذي كان يُشكل معضلة في حياتك،أبهذا الشكل تتآخى الانكسارات؟!.[/font]
[font=&quot] وسيد صاحبة الانكسار الشنيع حبيس قفص شهوته، كل الذي فعله شعوره بالأسف الشديد نحوك!، وكل ما قدمه أن أغلق دونك الباب بعد أن باع الدار في زقاق الطويل، وتركك ترعين له أخوتي كي تمارسي سلطانك عليهم!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الآن حان وقت الضحك عليك بلذةٍ، يا مسكينة! باعك كما باع أمي انقلبت لعبة القمار عليك، هاهو لايني بنكرانه لبيتنا متحججاً إما بالتوعك أو بقلة التحصيل من أرباح المحل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لأخرج حاقداً أكثر من كلّ مرة ٍ، كان في داخلي شيء يغلي يؤذي عصبيتي، وكنت بحاجةٍ ماسةٍ إلى شيء تتبرد عليه أعصابي لتكون عربة "جوز الهند " في انتظار انتقام الطريد المطرود![/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] بجنون ٍ نفضتُ عن كاهلي أثقال التوتر والانزعاج، واشتريت واحدة ومضيتُ نحو حديقة "ميسلون"!.[/font][font=&quot][/font]
 
[font=&quot] اخترت مقعداً خالياً يقع في منتصف الحديقة، جلست بهدوءٍ مسكتها بكلتا يديّ وخاطبتها كأني أخاطب حياً:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- سعيدٌ لوجودك بين يدي وحيدة، لا، لا تخجلي، لا تجعليني أمقت الحياء! كوني هادئة، لا تتحركي كي لا أعذبك استرخي،هكذا، نعم هكذا فلن أؤلمك!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] غرزت رأس مفتاح المحل فيها، فقد كنتُ ما أزال محتفظاً به وبضغطةٍ قاسيةٍ أحدثتُ ثقباً، لمعت عيناي بشهيةٍ وأنا أرفعها نحو شفتيّ لأشرب الماء الموجود داخلها بعطش ٍ لم أعهده في نفسي، ثم بصقت ما بقي في فمي!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقفتُ بسرعة وقذفتُ بها بعيداً، بلمح البصر كانت تفرقع على أرض الحديقة وقد تفتت وتبددت نتفاً!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] من الطبيعي أن يستنكر من فعلتي بعض الجالسين على المقاعد في الحديقة، ومن كان عابر طريق ٍ!، لأضحك على دهشتهم، بل على استنكارهم بعد أن أطفأت جمرة غضبي وجنون تفكيري بالانتقام!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] خيوط العنكبوت، الثرثرة الدامسة، طلاق أمي، زواج أبي، زواج أمي من زوج أختها، موت مازن، حبي العابث، أنت مطرود، أنا متبرئ منك، يوم ميلادي يعني يوم بدء سيرة حياتي!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]حين [/font][font=&quot]عدتُ إلى المغارة أصبحتُ أراه بوجهٍ مستطيل ٍ يضحك ولحيته تهتز، وأرى علياً يرتفع عن صحن الأرض، وأتخيل "هنودة" أبي تحولت إلى مومياء بطول المغارة، وطفلها حازم يرضع من ثدي[/font][font=&quot]ي[/font][font=&quot]ها المتهدل[/font][font=&quot]ين[/font][font=&quot] ا[/font][font=&quot]ل[/font][font=&quot]لذين تدليا حتى كادا يتصلان بالسّرة!.[/font]
[font=&quot] كلّ المدارك توقفت، كلّ الخفايا العدوانية ظهرت،لأغيب في لجةٍ من ضحكٍ مجنون ٍ، وفي مجون ٍ سري ٍ للغاية أخاطبه :[/font]
[font=&quot] - ترسل زوجتك سطل - فريكة- مغطى بفتاتٍ من جلدة الفروج وعظام الفخذ![/font]
[font=&quot] - لماذا حُكم عليّ بالطرد؟!.[/font]
[font=&quot] كلّ الفئران تأكل، كلّ هوّام الأرض تشبع، ومن [/font][font=&quot]غير[/font][font=&quot] أن أدري دفعتُ علياً بقبضة يدي وتجاوزت المسافات، تجاوزت الزمن،عند قبره جلست أبكي وقد أخفيت وجهي براحتيّ كفيّ! [/font]
[font=&quot] انظر يا مازن إلى وجهي، هيا اخرج من قبرك، قلْ "بدي ماما" فلا أسمع غير صوت صفير الهواء يوسوس، فيتراءى لي أني سأخوض معركة دامية مع الأموات الذين أزعجتهم![/font]
[font=&quot] أجلس القرفصاء متقوس الظهر، يخامرني إحساس بأن القبور تتحرك، وبأن الأكفان ستخرج وتطير نحوي، وبالخفافيش التي بدأت تحوم فوق رأسي أنها تقصدني، تقترب مني، تتأهّب كي تنقض عليّ فأرتجف وأتكور ورعشات الخوف تزيدني وجلاً وضعفاً والتصاقاً بشاهدة قبره[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] وحين شعرت بالراحة عدت إلى المغارة والضيق يفتك بأعصابي أرجوكم دع[/font][font=&quot]و[/font][font=&quot]ني أنام بلا تشويش ٍ، اترك[/font][font=&quot]و[/font][font=&quot]ني وشأني، [/font][font=&quot]خرج[/font][font=&quot] الشيخ محمد على غير عادته، لن أبوح بما يحصل في غيبته، أنا الآن أعيش مع [/font][font=&quot]مجموعة من ال[/font][font=&quot]أرذال [/font][font=&quot]ال[/font][font=&quot]وقحين دخلوا إلى المغارة بدعوة من علي، هذا الفتى سريع الصحبة وسريع التأثير، أقنع الشيخ محمد باستضافة أصحاب السوابق والهاربين من أحكام المحاكم، مقابل التكفل بمصاريف الطعام!! [/font]
[font=&quot] كان الزمن هو العلاج الوحيد الذي جعلني أنسى هوية والدي وما فعله بي، وحين جاء بعد مضي عامين على خروجي من بيته كي يعيدني طردته كما طردني، ولأنه قرأ تهديداً سافراًً في نبرتي بعد أن كست ملامح وجهي صفات الزعران، خاف على نفسه من طيش مشردٍ أصبح متهوراً، ربما ي[/font][font=&quot]دفعه[/font][font=&quot] طيشه وحقده وتشرده إلى أن يخسر حياته وحياة "حزومته". لهذا خرج من المغارة مائل الظهر يجر أذيال فشله في خيبةٍ من خوفٍ وإنكارٍ، ليبقى مصراً على نكراني وهو يلعن الساعة التي أعطى فيها وعداً لأختي في أن يعيدني إليهم.[/font]
[font=&quot] كيف أعود، وقد أصبحت خاتماً في يد علي وأصحابه، ولن أخون الشيخ محمد في تركه مع هؤلاء الذئاب الذين أصبحوا من سكان هذا المكان الضيق، وقد أعطيته وعداً في عونه على الأخذ بثأره ممن انتهك عرضه.[/font]
[font=&quot] الشيخ محمد أخبرني سراً، بعد أن احتوى في مغارته على جمع من هؤلاء الأفاعي الذين يأكلون الحرام بالأصابع العشرة[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] أنه يريد أن يكسب مودّتهم وعطفهم بغية استخدامهم في معركة الثأر[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] لأن الرجل ما يزال إقطاعياً وعنده حراس وكلابٌ بوليسية وقد احتاط لنفسه في رفع سور المزرعة على ضفاف العاصي !.[/font]
[font=&quot] حين نظرتُ في وجهه، تذكرتُ تلك الابتسامة الخبيثة تذكرتُ ذلك الهدوء، تذكرتُ أناقته، والزمن يرجع نحو الخلف "دقائق ولن أتأخر عليك، أصحاب هذا البيت في أمريكا منذ عشر سنوات". لأذكر ضرب والدي بعد العودة من قسم "ال[/font][font=&quot]عز[/font][font=&quot]يزية"، فأنقض عليه أريد خنقه، فيعلو صياح الرجال، ويهب الشيخ عفريتة مثل مارد ويشدني بقسوة، ثم يقذفني على الأرض فأهوي مثل غصن شجرةٍ يابس ٍ.[/font]
[font=&quot] حين سألوني عن السبب ذبت في دائرةٍ من صمتٍ مكفهر القسمات، وجل النظرات. [/font]
 
[font=&quot] من أجل خاطر الشيخ عفريتة لزمت هدوء الصمت، لا أريد أن أخرب عليه خطته، وعدته في أن أكون يمناه ويسراه، أبوعبدو وصفه بالعفريت، توجوه باللقب، رغماً عنه صار اسمه الشيخ عفريتة!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأبو عبدو سألني بعد أن جلست هادئاً:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- من أي صنفٍ أنت؟.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] زمهر السؤال في نفسي،أنا لست لصاً، كل ما آخذه من أجرٍ وبخشيش ٍ أضعه في يد الشيخ محمد، بل في يد الشيخ عفريتة اسمه الجديد!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- لماذا تريدون اتهامي بما لم أقترفه !؟.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- من هم المتهمون؟ ومن هم الأبرياء؟ من هم أصحاب الخطيئة؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن هم المنزهون [/font][font=&quot]عن[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ال[/font][font=&quot]خطيئة؟.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أحاول ربط الزمان بالمكان، الماضي بالحاضر، جمع أنقاض ماض ٍ جثا فوق عمري كرمادٍ متلبدٍ لزج ٍلا يمكنني عزله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أدوسُ حافي القدمين، البرودة الرطبة ُتنعشني، تنعش ذاكرتي أعتقد الآن أنها المقولة الوحيدة التي كانت فكرتها صائبة من قبل والدي معك قرش بتساوي قرش، وإذا كنت لا تملك القرش فحاذر أن ترفع وجهك أمام الذي يملك القروش، إنه زمن القروش. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] مالك القروش، يجدد أشكال السيطرة المستبدة. يريدونك أن تكون عاجزاً لا تقوى على مواجهتهم، وكل ثرائهم هو من جهد المتعبين. أبو أسعد صاحب الصالة – ملك الموبيليا- هكذا كان بفخر ُيردد[/font][font=&quot]، [/font][font=&quot]يمكنه أن يشتري بقروشه أجمل وأصغر البنات ثم يبصق بهن إلى الفساد والبغي بعد أن يشتري بماله فض بكارتهن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كلّ هذه الحقائق الشائبة، استطعت أن احترز بها ضد زم[/font][font=&quot]اني[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الحالي وأنا أكتب قصة حياتي، بعد أن اكتشف المصلح الاجتماعي موهبتي الفذة في الكتابة،حين أخضعني إلى امتحان ٍ صعبٍ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] في البداية طرح عليّ أسئلة شفهية، ثم تركني في غرفة الملاحظة أجيب عليها بحرية تامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] مع هذه البداية بداية اكتشاف أصحاب الفهم لكوامن النفس الداخلية، تبين له أني أملك القدرة على التعبير والوصف، فأخبر مدير السجن بأن يمنحني [/font]
 
[font=&quot]فرصة لسرد سيرتي وما واجهته من مشكلات وما تعرضت له من أحداثٍ لضمها إلى أرشيف من يكتبون داخل السجن قائلاً لي أمامه : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- ربما تتخرج من هنا كاتباً لك خصوصية. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] انظر يا عمي وجيه إلى ابن أخيك من أبيك كيف أنه قد بدأ يبرع في كتابة ما يحصل داخل السجن! لقد لفقوا تهمة للمهندس فائز، يريدونه مشلولاً، دسوا تحت "مخدته" حبوب ممنوعة، كيف دخلت ونامت تحت "مخدته" لا أحد يعرف؟!، ألا ترى الحبكة كيف سددت هدفها؟.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] الورقة الأصل اختفت، فأصبح هو الجاني وصاروا هم الطلقاء!!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ما حكاه يدعو إلى الجنون، عمارة كاملة تتهدم، أبرياء يسقطون موتى، وهم في الخارج يمرحون بعد أن وقفوا [/font][font=&quot]يتفرجون[/font][font=&quot] وسبوا وشتموا صاحب الفعل الرديء!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] امتهان غريب للإيقاع بالأبرياء، مسكين فائز هدّه أن ينجو أصحاب الفعل الخبيث ويقع هو.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لحظة مضت، بل لحظات انقضت، اعتقدت [/font][font=&quot]فيها [/font][font=&quot]أن القدر ناصرني حين تعرفت على أبي حسن. كانت تهمته مشاجرة تسببت بعاهة مستديمة، ليجد أنه من الأجدى له أن يدخل السجن حتى تهدأ النفوس[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] وحين تدخل الوجهاء ومختار الحي[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] أسقط صاحب الدعوى حقه مقابل أن يدفع له أبو حسن كلّ مصاريف العلاج وفوقه مبلغ خمسين ألف، الرجل وافق لأنه ميسور. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كانت أضواء الحجرة الكبيرة لا تعرف الانطفاء إلا إذا صرخ من مكانه من يحسبون لوجوده ألف حساب:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أطفئوا الضوء نريد النوم يا رجال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] في شخصه ما يرغمك على الإصغاء [/font][font=&quot]له، [/font][font=&quot]تنفيذ طلباته[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] ربما كان [/font][font=&quot]ال[/font][font=&quot]سبب[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]كرم[/font][font=&quot]ه[/font][font=&quot] الحاتمي [/font][font=&quot]على[/font][font=&quot] السجناء في ذلك "القاووش "، وربما لأنه على صلةٍ مع أكثر حراس السجن، وضباطه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] حظوتي عند أبي حسن[/font][font=&quot] جعلتني أستشعر الكراهية في عيونهم، [/font][font=&quot]وأيضاً حصولي [/font][font=&quot]من [/font][font=&quot]ال[/font][font=&quot]ضابط على بعض الصحف العربية والمحلية لأطالع صفحات الثقافة[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] وخاصة ما يكتب عن الطفل[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
 
[font=&quot] ولكن لماذا يكرهني ذلك الرجل؟ قرأت الكراهية في عينيه وفي ملامحه التي بدت منفرة فقلت لنفسي "تعوّد على الصبر يا غالب " !.[/font]
[font=&quot] لكنه تحرش بي،[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وبعنجهيةٍ اقترب من سريري، وسي[/font][font=&quot]ك[/font][font=&quot]ارته في فمه، نفخ الدخان في وجهي فسعلت!، فتأفف مشمئزاً من صوت سعالي ثم أردف وبسخرية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - "دخيل النبي الحقوا الصبي، اختنق" !.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لم أحتملْ وقاح[/font][font=&quot]ته[/font][font=&quot]، فنهضت بعصبية ورددت عل[/font][font=&quot]يه[/font][font=&quot] بما يتناسب وكلامه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- ما أحد صبي غيرك!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فردّ عليّ بفظاظة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - و.. لا.. ك أنا صبي؟!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] انتابني الفزع وأنا أراه بكلتا يديه يطوق عنقي يريد خنقي! تحولت قوتي إلى شظايا ضعيفة من وطأة الاغتيال المباغت،لأجد نفسي بين ضغط قوته بأني قد تحولت إلى صورة قبيحة من الضعف المهين!!. [/font]
[font=&quot] بسرعة نهض الرجال يتقدمهم أبو حسن وعمي وجيه فانتزعوه عني كما ُتنتزع الرصاصة من الجسد!.[/font]
[font=&quot] دق معول الحقد في صدري وعقلي وفكري، وفي كل جزء [/font][font=&quot]من[/font][font=&quot] جسدي، فتحولتُ إلى شيءٍ آخرَ. من جديد تخلقت في نفسي سوداوية ُتزود روحي بوقودٍ من الحقد السرطاني الذي كان ذات يوم ٍ مستشرياً في العقل والروح والفعل[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] الذي ارتبطت إرادته برائحة النهر في أبعاد نفسية سحيقة ما عدت قادراً على ضبطها، عاد العواء، عواء الذئاب، شحيج البغال، الخواء الفكري العائد إلى ارتكازه القديم- النقمة والانتقام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] صورته وأنا أمسح به أرض "القاووش" وقد تحول إلى جيفةٍ من رمادٍ[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] أسعفت ضعفي الذي كاد يجعلني ملتاثاً، فاقداً حتى [/font][font=&quot]ذلك[/font][font=&quot] الغضب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أصبح عالمي عالماً مليئاً بالأسماء، التي جعلت من حقدي مرسماً عامراً بالوجوه المقنعة. أيها القاضي احكم عليّ من دونهم فأنا لا علاقة لي بسرقة "الفيللا"، لماذا تربط مصيري بمصيرهم، لو أن الشيخ محمد على قيد الحياة لأطلعك على الحقيقة.[/font][font=&quot][/font]
 
[font=&quot] في طريق العودة[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] محرك السيارة يُدوي في أفنان روحي المتيبسة، القاضي مسافرٌ إلى الحج، فت[/font][font=&quot]أ[/font][font=&quot]جل[/font][font=&quot]ت[/font][font=&quot] الدعوى ثلاثين يوماً بدءاً من تاريخه.[/font]
[font=&quot] عندما عدت إلى "القاووش"، انزويت على السرير كعادتي. فبعد حادثة التحقير التي حصلت كتمتُ رغبتي في الانتقام منه، وأنا أندبُ زمكنة عمري الفائت والحاضر!.[/font]
[font=&quot] لكنه حين دخلت الحمام لحق بي، انتهز فرصة غياب الرجل الذي يحمي وجودي بينهم وعمي[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] وقبل أن يتمكن من التحرش بي[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] صوبت نحوه فردة الصندل التي جاءت على عينه فصرخ بألم ٍ.[/font]
[font=&quot] حينئذٍ ضجَ صياح الرجال على صوت الصراخ بانفعال غاضبٍ،لم أكترث لغضبهم ولا لكلامهم. كان همي أن أردَ له الصاع صاعين كي لا يتنكر من وجودي بينهم، فمهما كنت ضئيلاً في نظره، فأنا بنظر نفسي مازلت غالباً الذي يغلب ولا يُغلب.[/font]
[font=&quot] في المساء جلسنا ُنحدق في التلفاز، أبو حسن دفع، والذي يدفع يستطيع أن يؤمن على نفسه داخل السجن !.[/font]
[font=&quot] تعجبت كثيراً من ميل الرجال إلى الصمت أمام الشاشة الصغيرة، فالنظر إليها يُتعب العيون ومع هذا كانوا يحدقون!.[/font]
[font=&quot] تركتهم في ذهولهم يستمعون إلى شرح مفصل عن الكسوف وما قد ينجم عنه، تكورتُ على سريري فارغ الرأس حتى من رائحة النهر. ما فعلته جعلني أشعر بالراحة، لكنه صباح اليوم التالي عاود الكرّة.[/font]
[font=&quot] - استيقظ يا وجيه، انهض، ابن أخيك شج رأس مزهر بالملعقة!. قال واحد من الرجال.[/font]
[font=&quot] لم أجرؤ على النظر في وجه الضابط مروان، ولم أرفع عينيّ عن الأرض. كنت مدركاً أني سأعاقب، وبلا تلكؤ أو حتى خضوع إلى محاكمة وضعوني في الزنزانة الانفرادية. [/font]
[font=&quot] كانت الروائح الكريهة تنبعث من تلك الرقعة الضيقة بشكل ٍ [/font][font=&quot]م[/font][font=&quot]قزز[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] فلا تقدر على سحب الهواء الذي تحتاجه رئتاك [/font][font=&quot]ف[/font][font=&quot]جلست مثل غوريللا فقدت الحياة في الغابات. الأقوياء لا يندبون حظهم، هكذا أفهمني الشيخ محمد وحكاية الشيخ محمد تصحو في ذاكرتي التي عادت نظيفة لم يرهقها هؤلاء السجناء، ولا حتى لقائي بعمي بعد هذه الغربة من الزمن. [/font]
[font=&quot] غادر المدينة[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] وفي نفسه تلك الرغبة على النيل ممن انتهك عرضه في غيبته، كانت بغيته أن يفقأ له العينين معاً لكن السكين التي اهتزت في يده خذلته، فآثر أن يقبل بواحدة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] لأن صراخه الذي دوى مثل قنبلة مباغتة حرك حراس بستانه، فقتل اثنين ولاذ بالفرار من دون أن ينْسى قسمه على الأخذ بالثأر كاملاً!.[/font]
[font=&quot] صوته الآن يهز أوتار قلبي، لا تنتحب، [/font][font=&quot]من كان[/font][font=&quot] مثلك يا شيخ محمد لا يعرف البكاء. [/font]
[font=&quot] عبد الفتاح هو السبب، لولاه لما وقعنا. الحقير أخفى في خرج الحمار المصاغ، ولأنه من أصحاب السوابق وملاحق[/font][font=&quot]راقبوه وراقبونا معه من [/font][font=&quot]غير[/font][font=&quot] أن ندري! وكيف ندري و ياسين أقنعنا أنه هارب من يد العدالة في قضية تزوير عملة[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] لنكتشف بعد فوات الأوان أنه كان شريكاً له في عملية السرقة.[/font]
[font=&quot] دخلوا علينا مدججين بالسلاح بعد أن طوقوا المكان، في اللحظة تلك خفق قلب الشيخ محمد بشدةٍ، وانشق صوته المدوي في صدى صيحة مجلجلة تقطعت، ثم تحشرجت ليقع على الأرض وعي[/font][font=&quot]نا[/font][font=&quot]ه مفتوحت[/font][font=&quot]ا[/font][font=&quot]ن تحدقان في ثأرٍ بات مستحيلاًً[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] حين انتهت مدة انفراديتي، عشرة أيام قضيتها وحيداً داخل العتمة خرجت ضعيفاً واهناً، خرجت من الضيق إلى الأضيق المسكون بالشماتة والازدراء.[/font]
[font=&quot] اضحك وأنت مطعون، ابتسم في وجه من تحقد عليه وتكره وجوده، كن راضخاً غير متذمرٍ أو معترض ٍ، لا تصارع غير الضعيف فيهابك الضعفاء!!.[/font]
[font=&quot] حملتُ حقيبة انكساري وذلي، وجلستُ على سريري كي أستردَ بعض قوة كادت أن تضمر. عمي في المحكمة، والشخص الشهم مع زواره من أهل بيته، وقبل أن أعرف[/font][font=&quot]مدى عمق المفاجأة، المفاجأة التي صدعت لها أحزاني، بدأت ألاحق نقل الخبر متلهفاً، نشوة من الخمر أسكرتني بلا خمرٍ، صوت تكبير الجميع يعلو كأنهم في صلاة العيد، وكنت معهم ُأرددُّ غير مصدق النبأ.[/font]
[font=&quot] مرسوم جمهوري من السيد الرئيس يصدر للعفو عن المساجين لم أنتبه إلى التاريخ المذكور، تزحلقت عن السرير و"هوب" تحولت إلى راقص ٍ خلع ثوب الحقد في موسم القطاف.[/font]
 

[font=&quot] مسكني من يدي أبو حسن الذي عاد من الزيارة، قائلاً:[/font]

[font=&quot] - بس، بس بقى، اهدأ هل جننت؟.[/font]

[font=&quot] سحبت يدي بنزق ٍمثل زنجي مخمور بين قرع الطبول في غابة كثيفة الظلال. لكن الضابط مروان وبتحديق ٍغاضبٍ لعدم احترام الرتب وقف يحدجني بعينيه اللتين بدتا واسعتين رغم صغرهما![/font]

[font=&quot] طا[/font][font=&quot]ل[/font][font=&quot]عني وجهه الأسمر، تراءى لي أني أقف أمام جبروت الشيخ عفريتة، كان العرق يسح من جبيني مثل زيتٍ على رغيف خبز، وقبل أن يغادر "القاووش"، أودعني بنظراته وصية أن أكون هادئا ً غير مشاغبٍ.[/font]

[font=&quot] كنا بين مصدقين وبين مكذبين، وبلا مللٍ[/font][font=&quot]جلسنا نفكر بطريقة تصلنا مع العالم الخارجي بلا إحراج ٍفي تجريح ٍ وتجريح في إحراج ٍ!.[/font]

[font=&quot] كنت واحد[/font][font=&quot]ا[/font][font=&quot]ً من بين المئات الذين نبتت في داخلهم رغبة تتوق في الحصول على الحرية، ولكي تضحك آلام التعاسة والشقاء على قارورة الوجد من سمفونية الرغبة أيقنت أن العفو لن يشملني وصحبة السقوط في مغارة الشيخ عفريتة.[/font]

[font=&quot] العفو لم يكن شاملاً كلّ الجنايات من قتلٍ وآداب واتجارٍ بالمخدرات[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] كنا نعلم أن الإفراج عنا يعني الخروج إلى بداية الوجع لا نهايته، إلى حيث يشير الناس عليك فتنطوي خانعاً ذليلاً تنزف من جراح شخصك المهان ما يجعلك تشعر بأنك منبوذ من قبل الناس كافة! [/font]

[font=&quot] مراقب كيفما تحركت، أحلامك لا وجود لها، في دوائر الدولة لن تجد عملاً، وعند أصحاب المال لن يأتمنك السيد على ماله أو بضاعته، فلماذا تحزن يا غالب؟!.[/font]

[font=&quot] الأذلاء يتوافدون، والتاريخ كتب في السجلات بين الدفاتر والأوراق بأختام الدولة- محكوم عليه- وأنا واحدٌ من هؤلاء الذين وقعوا بين خيوط العنكبوت البرية، لتصبح كلّ حقوقه من حق طفل آخر، طفل أنجبته زوجة أبي ليحتل مكان الأخوة جميعهم! [/font]

[font=&quot] هنا في هذا المبنى الذي تعتبره الدولة إصلاحياً، يوجد الكثير مما تجهله عيون الرقابة وبأكثر مما يحصل في الخارج!.[/font]



[font=&quot] وفي خضم معرفة ما هو مجهول من معارف التواطؤ والتجسس والانحراف عليك أن تكون دقيقاً في تعاملك مع الآخرين من أصحاب السوابق أو الجنايات الشائنة، وقد بدأت تظهر أمامي حقائق عن الحيزبون التي لا تختلف عن سوالفها من الحموات الحاقدات اللواتي يرفضن وجود الكنة فيُحرم الرضيع من ثدي أمه لهفوة من كنة، أو لعنة من حماة أو بمعاكس ٍ من ثرثرة الأغراب في بث الضغينة بغية التفريق، فتتلون أشكال الحرد والطلاق والهجران!. [/font]

[font=&quot] ثمة سؤالٌ يؤرقني، أريد جواب[/font][font=&quot]اً[/font][font=&quot] يطفئ ظمئ[/font][font=&quot]ي[/font][font=&quot] :[/font]

[font=&quot]- هل التضحية جملة انعزالات؟ وهل في عزل الرجل عن أولاده من قبل زوجته الثانية تضحية؟ أمْ ضحايا؟[/font]

[font=&quot] في عزلتي مع أفكاري التي تقاسمني همومي، ومع أنفاس هؤلاء المساجين المطحونين بالوجع أشعر بمزيد من الأسى بعد أن استفاقت في داخلي هذه اليقظة الفكرية الاجتماعية والتي كانت كامنة خلف أبواق الروح المجروحة، والتي فجرها المصلح الاجتماعي، والوجه الذي ألفته فألفني !. [/font]

[font=&quot] فبعد مضي بضعة شهور على وجودي في السجن نظرت إلى وجهي في المرآة، فرأيت ندبة شوْهاء كأني أول مرة أنظر إلى وجهي لأعرف أنه يحتوي على ما يسمى- حبة حلب- أغالبٌ أنا أم مغلوبٌ؟ أمحظوظ ٌ أنا أم منحوسٌ؟ ولأني وأنا أهرس القمل بأظافري أحس باستخفافٍ غير رحيم وأنا أضغطها بين أصابعي فأسأل نفسي لماذا كلّ مخلوقات الأذية يجب أن تقتل!؟ وجابر وهو يمّسد شاربيه يتدخل معترضاً وهو يقول:[/font]

[font=&quot]- حرام عليك دعها تنعم بالدّسم، ما شاء الله كل يوم [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]فراريج وكبب[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]!.[/font]

[font=&quot]محدقاً في سواد عينيه أردّ عليه:[/font]

[font=&quot]- حسد ولاّ ضيق عين؟.[/font]

[font=&quot] فيردّ على سؤالي الذي ينكره ويكره أن أعاديه بهذه الطريقة من الاستخفاف قائلاً:[/font]

[font=&quot]- حشرية!.[/font]

[font=&quot] ولأن الرجال قد وصفوه بالحشري فقد راقت له هذه التسمية وما عاد ينزعج، فهو وكما وصفه عمي وأبو حسن عديم الإحساس[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] ولأن الرجل قد تلهى عني، نهضت بخفة الريش ناحية عمي وجيه الذي [/font]
 
[font=&quot]كان غارقاً في قراءة رواية الغريب لكاتبها- البير كامو- فحدثت نفسي وأنا أراه ذائباً حتى الخدر "على رسلك يا عم لا تكن غواصاً مثلي، حينذاك لن تعجبك الحياة على اليابسة، عالم الماء أمده قصير لأنك لن تكون عروس بحر، ولن تتمكن من المكوث طويلاً تحت الماء، سيأتيك زمن تجدُ فيه من ي[/font][font=&quot]ُ[/font][font=&quot]نغص عليك كلّ أحلامك وحتى كلّ أوقاتك! ".[/font]
[font=&quot] انتبه إلى وقوفي في صمتٍ، أصلح من شأن استلقائه على السرير، وأزاح لي مكاناً قربه.[/font]
[font=&quot] مرت لحظات كأنها أعوام كتلك التي لم تغادر ذاكرتي! ما أسمعه الساعة تلك يدعو إلى الإصغاء!، حاولت أن أجتر ضحكي الممزق [/font][font=&quot]المتقطع[/font][font=&quot] بصعوبةٍ، الأفعى السرطانية أوهمتنا في حديثها عنهم أنها قُهرت،ظُلمت،ذاقت الذل، جاعت لهذا قالت من أوله أحسنه!.[/font]
[font=&quot] على رف السلطنة، سلطنة المرأة التي رفضت الحياة مع الزوج الذي يصغي إلى مشورة أمه، ولدّ ذلك الرجل(الطفل) الذي كان والدي لأولد أنا، يا أبا حسن اسمع بالذي سمعت ولا تستغرب!، في منغلق هذا المكان أتعرف على أسماء أعمامي وعماتي وأولادهم، ألا يعتبر هذا التعارف من أرفع العلاقات الاجتماعية رفعة وشأناً؟!.[/font]
[font=&quot] اكتب في ذاكرتك عن كلّ ما تسمع لتحكي بعد خروجك عن قصة لا تشبه إلا نفسها، وأنت يا وجيه، أنت أيها العم العزيز سجل على دفتر قلبك قصة لقائنا في تعارفنا الذليل، ابن أخ ٍ لا يعرف من هو عمه؟ وعم ٌ لا يعرف شكل ابن أخيه حتى اجتمعا في مكان ٍ محتجز ٍ بين الأسوار !. [/font]
[font=&quot] للمرة الثانية بعد دخولي السجن يضج السجناء بأصواتهم فتتجلل حركة الضباط والحرس، حريق يفزع كل الوجوه وصياح ضاج يصطبغ بزرقة الملامح التي استوحشت فتوحشت، يجلجل بأصدائه كل الأمكنة، فتشعر أنك بحاجة إلى سدادة كاتمة تمنع عن أذنيك ما يجعلك تشعر بالصمم، تفكيرك بالهروب محصور بالموت إما رمياً بالرصاص أو حرقاً بين القضبان!.[/font]
[font=&quot] الارتباك والقلق والفزع يغطي كلّ الوجوه، كلّ الزنزانات والردهات والممرات ترتج من سرعة الحركة والضجيج، كلّ الطوابق تستنفر، هذا الاستعصاء في حرق المطعم أدى إلى بلبلةٍ مزعجة استطاع أن يخمدها ضباط الشرطة وحرس السجن بالتعاون مع رجال الإطفاء.[/font]
[font=&quot] بعد القضاء على الحريق الذي وصل خبره إلى شوارع المدينة ورجالات أمنها، أحالوا مدير السجن إلى التحقيق مع الضباط المناوبين ومن ثم نقلوهم إلى مكان ٍآخر، وحين وصلني الخبر عرفت أني سأكون الخاسر الوحيد في هذا السجن!، فبعد هذه الحادثة لا مطالعة ولا صحف ولا أقلام، حينئذٍ تمنيت أن أكون ذلك الطفل الذي مات تحت عجلات "سوزوكي " عمي!، ليكون قاتل ولده واحد من أخوته الذين باعدت بين قلوبهم حيزبون كانت قادرة على إشعال الفتنة دون المحبة!. [/font]
[font=&quot] وحين سمعت بالخبر الذي كنت أحرص على سماعه، تسقط من علياء العظمة، يرفضك النهر، تحصد حصيلة امتهانك للبخل والتقتير،الخيبة والمرارة، أشعر بالحزن عليك ولا أشمت!. [/font]
[font=&quot] أحقاً ما قاله عمي، أخيراً تعترف بأنك قد بدأت تحنُّ إلى صمت أمي وصبرها على أنانيتك، أحقاً بدأت تنفر ممن ألزمتك بقيودٍ من مصاريف لم تعد قادراً على تحملها!؟.[/font]
[font=&quot] ما أرفضه الآن أنك تقول بأن كرامتك لا تسمح لك بزيارتي لأنك تخشى من مواجهتي، فتلك الحقيقة لا يعرفها غيرنا. [/font]
[font=&quot] وما أحزن لأجله أنك أخفيت الحقائق التي تكشف المستور،الحقيقة التي زيلتها بشوائب من زيفك الخاص بلغتك كي تنجو من تجريم الناس لك بعدم التزامك بالأبوة الحامية لماذا لم تقلْ له كيف كنا نشحذ المصروف منك؟ ولماذا لم تُصرحْ له بالحقيقة، الحقيقة التي تقول: [/font][font=&quot]إ[/font][font=&quot]ن من فتح آفاق شهوتي الطفولية على حب النساء، والتحديق في نهودهن وسيقانهن وخصورهن هو أنت! أتذكر يوم طردت أمي أم نوري؟ هل نسيت ما قلت "حاذر وأنت تقابلها كن حريصاً، لا نريد مشاكل" !.[/font]
[font=&quot] أرفض أن تعود إلى ذكر اسمي، أرفض أن أعترف باسمك وبأنك أبي[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] يا أبا حازم انسَ أنك كنت في يوم أبا غالب، لأحدد الفاصل الأخير بين المرغوب به وغير المرغوب[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] ما يجعلني أبتئس أن موعد الدعوى قد تأجل والسبب عطلة قضائية، وسؤال ملحاح يضج في نبض القلب وأوتاره كم عاماً ستحكم عليّ أيها القاضي الجليل؟. [/font]
[font=&quot] أنا متهم بترويج الحشيش وتعاطيه،هذه الأخيرة نعم، أما الأولى فلا علاقة
[/font]
[font=&quot]لي بها، وجود صاحب سوابق كشف سرنا في مأوانا الهزيل ليفقد الشيخ عفريتة حياته بعد أن عرف أن حكايته لن تكون خافية على أمن الدولة(تزوير شخصية،انتحال اسم، قتل، هروب وإيواء سكارى وحشاشين ومطلوبين للعدالة، و، و)!. [/font]
[font=&quot] ذاكرتي التي فقدت رائحة النهر ما تزال متوقدة تتقاذفها يقظة السياط، طلاق أمي طلاقاً تعسفياً، بلا مقدم، وبلا مؤجل وحتى بلا نفقة لعدة الطلاق.[/font]
[font=&quot] وأنا المغضوب منه والمغضوب عليه، أتوه في شوارع المدينة بحثاً عن مأوى وعن مغسلٍ وعن مطعم ٍ الطريق الأول المقبرة الطريق الثاني مغارة الشيخ عفريتة، الطريق الثالث السجن المركزي والمدة مازالت بين يدي القاضي!.[/font]
 
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]- مطلوب [/font][font=&quot]للزيارة؟ [/font]
[font=&quot] - أنا؟[/font]
[font=&quot]- نعم أنت!.[/font]
[font=&quot] بلا شعور بالفرح قفزت من مكاني مثل أرنبٍ، لم أغسلْ وجهي ولم أبدلْ ملابسي،أصبحتُ وراء الشرطي أمشي مثل متجولٍ مع دليل ٍ نزلتُ بضع درجاتٍ بعد أن تجاوزتُ العديد من الممرات والأبواب الحديدية الموصدة، وقفتُ مذهولاً، النساء، الأطفال، العجائز من الرجال والنساء، أصواتٌ يبعثرها القلق والضجيج، دموعٌ هنا، ووجومٌ مبتئسٌ في كلّ زاويةٍ من زوايا المسرح![/font]
[font=&quot] الأصداء ضاجة بأنفاس الكلام أكثر من ضجيج شوقها، سجناء يبيعون الهدايا، "هدايا للأحباب، هدايا للأعياد، قهوة مرة"، كلّ هذه الأشياء مصدر رزق لسجين يملك وساطة! [/font]
[font=&quot] ومصور يدور بين الكراسي الحجرية يبحث له عن زبون يلقط له صورة للذكرى، صورة بالألوان مختلفة عن صور ذكريات الأفراح والأعياد، وأمام من رأيت يقف لاستقبالي، فغرتُ فمي، لتخمدّ الأحقادُ في عناق ٍ طويل ٍ طويل ٍ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] جاءتني ترفل بحجاب أحزانها البكر والذي لم تدنسه يد شاب قميء حين تبرعم نهداها،ولم تسلك نموذج نوال في اللقاءات السرية على سلالم الدرج رغم مجاورتنا لهم ومصاحبة جدتي لأمها!،ضممتها إلى صدري فاحتواها قلبي! [/font]
[font=&quot] كان وجهها مثل باقة ذابلة في عينين متلونتين مخضلتين بالدمع الذي حبسته عيناها لحظة جلسنا.[/font]
[font=&quot] ما تقولين؟ الآن تسأل؟!! أمي تسأل الآن عني!!لا لن أغفر لها، ولا أريد سؤالها عني،هي الأخرى شريكة أبي أدارت له ظهرها فأدار لها عمرها وعمر أطفالها، فقدنا مازن وفقدت وجودي، ما فائدةُ ما ترسلْ ؟ وبنبرةٍ حادةٍ قلتُ لأختي :[/font]
[font=&quot]- وزعيه على اليتامى، على الذين لم تمتْ في داخلهم الرغبة في الحياة وقولي لها ولأبيك اتركوا غالباً وشأنه، لا تفتحوا على نفسيكما براكين الحقد !![/font]
[font=&quot] أسمع صوت الشهقة تلك التي لم تنسها ذاكرتي، أسمعها تندب حظها مع أبي، وحظها مع زوج أختها المرحومة هل تغير؟ هل عاشت معه أفضل من عيشها مع أبي؟ أختي قالت [/font][font=&quot]إ[/font][font=&quot]نك تبكين من أجلي، ابكِ ما شاء لك البكاء، ففي البكاء حكاية عنوانها الراحة وعقدتها الشعور بالذنب، والخاتمة فيها على من نبكي؟ ومضمونها سيظل عالقاً في الأحاسيس التي لا تعرف إلا الشعور بالحزن. [/font]
[font=&quot]- لماذا رجعت ؟ كي تطاردي عزائي حتى في أن أكون سجيناً؟ حاولت أن أنعزل عن اسميكما،أن أتنكر من وجودكما لأكون غالباً، لا مغلوباً. أفرض قانوناً من قوانين الذات البشرية للمضطهدين في أن يختاروا أبيهم قبل أمهم، أو أمهم قبل أب[/font][font=&quot]ي[/font][font=&quot]هم، حتى إذا ولدتهم البطون عاشوا من دون أن يدخلوا السجون!!.[/font]
[font=&quot] حين وصف لي عمي أختي فريدة يوم زارهم، بدعوة من أبي تخيلته يصف غصناً بلا وريقات، صامتة ذلك الصمت الذي ورثته عن أمها، كعادتها تجلس على الحصير تخربش رسوماً لبياض الثلج وزوجة أبيها والأقزام السبعة الذين أصبحوا اثنين بدلاً من أربعة!.[/font]
[font=&quot] قدمت لي أختي المرأة والشاب حين قالت وقد طفح وجهها بحمرة الخجل الوردي:[/font]
[font=&quot]- خالة أم حسن، وحسن ![/font]
[font=&quot] الرجل الذي احتواني في الداخل أراد أن يحتوي أختي في الخارج يصاهر والدي من دون أخذ مشورتي، يا للغبطة الرنانة !، وفراغ الروح يشدني إلى عبارة:[/font]
[font=&quot] - ما رأيك بابني حسن، هل أعجبتك المفاجأة؟.[/font]
[font=&quot] سبق أن ذكرت لكم أن الرجل كان من الرجال القادرين على دفع المال في إعادة الحسابات من جديد، لتجد نفسك مع طبيعة الخير البشرية تعيش بعض وقت تحسبه سيكون طويل الأمد!.[/font]
[font=&quot] من أجل احتواء الحقيقة عرشت في ذاكرتي حكاية عمي مع والدي، تلك الحكاية التي ستسقط من حساب الأحاجي بكل تلاوينها الممتوحة من أساطير الأولين!.[/font]
 
[font=&quot] من ضرب أخي رضوان عمي، ضرب المعلم تلميذه لأنه أهمل واجبه في كتابة الوظيفة، ولأن الضرب ممنوع فقد جاء ليطوي همته على العطاء زاجراً عمله التربوي، ألم تُعرك الكنية في دفتر التفقد أي اهتمام ٍ لتسألْ أيها المعلم العم؟!!.[/font]
[font=&quot] حين كتبتَ اسمه على دفتر التفقد، لم تنظرْ إلى إخراج القيد نظرت في قائمة الأسماء التي تركها المعلم السابق، ولأن المعلم اختصر من اسم الشهرة اسم عبد الوكيل وال التعريف في كلمة الدليل، صار الاسم "ناجي دليل"، ولأن والدي كان قد التقى بك غير مرة عند صاحب المعمل الذي كان يشتري من عنده بعض الملابس الولادية فقد تواصلت بينكما صلة الرحم، ولكن من بعيد بعد أن تعرف أحدكما على الآخر!! على الحقيقة القاسية، الحقيقة الغائبة عن ضمائر الذين عزلتهم ظروف فشل العلاقة الزوجية ![/font]
[font=&quot] حين دخلت المدرسة تريد اتهام المعلم بالخروج على القانون وجدت أخ[/font][font=&quot]ا[/font][font=&quot]ك من أبيك المعلم الذي ضرب ولدك فعقدت الدهشة لسانك ولم تعقد لسان أبي الذي كان يحكم على أمي بالصمت الجريح حين كانت تطالبه بزيارة أهله من أبيه لنتعرف [/font][font=&quot]إ[/font][font=&quot]ليهم، ويتعرفوا [/font][font=&quot]إ[/font][font=&quot]لينا قائلاً جملته المعروفة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- مالكْ علاقة !.[/font]
[font=&quot] بعد تقويض قدرات النملة الحزينة على عدم فتح ثقوب الصلح تقف وأخيك في ممر المدرسة، لتخرج الحقيقة من مخاض التفريق والمدير بعينيه الشاخصتين المبهورتين لا يصدق ما يسمع!، دنيا الفوازير تنبش تابوت الماضي عن قصة مائعة عليك أن تصدقها بعد كشف كلّ الحقائق!.[/font]
[font=&quot] بعد غدٍ سأمثل أمام القاضي، سأرجو عطفه، أريد الخروج لأحدث الناس كخطيبٍ في جامع ٍ، أريد أن يعرف الناس أن اللاأخلاق ضعف خفي مسيطر ينبعث من الأنانية الحمقاء نحو الشهوة والمال. [/font]
[font=&quot]وجدي الذي لا أعرفه لماذا لم يسأل عن عمي وجيه؟! تمثلته في خاطري لا يشبه أبي، ولكني اكتشفت من طباع البشر ما لم يكتشفه أي شخص من الحكماء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] الليلة بالذات تمنيت أن أرى القمر يعزف سمفونية غزلية لا يسمعها غيري لأزف له بشرى خطوبة أختي على واحدٍ في مثل عمري واحد احتواه أهله ولم يطرده أبوه، لأنه لم يتزوج على أمه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] بعد مرور ذلك اليوم الذي ذقت فيه طعم السعادة، السعادة التي حدثني عنها الشيخ عفريتة أنها مجرد لحظة! والتي أحسست بمعناها عندما قرأت الفرح والسرور على وجه أختي تلك التي غرست في نفسي نحوها مشاعر ودّ [/font][font=&quot]و[/font][font=&quot]وئام جعلتني لا أنساها أبداً. [/font]
[font=&quot] ولكن النفور لا يطوي الحقد، والحقد يتأزم مثل أخطبوطٍ تمكنَ من فريسته، أمام ناظري أدغل بعمي مثل داعرٍ موغلٍ في المشاجرات التي تفك إزار التلاحم الإنساني، ومن فمه الكريه خرج سباب بذيء فتراءى لي أني وبغمضة عين قد تحولت إلى ذئبٍ أصابته رصاصة في حشاشة صدره، فأقفزعن مكاني بلا وعي ٍ، لأتمثل صورة ذئبٍ ُيعارك قرداً نحيلاً ومع صيحة العم أبي حسن تدخل الرجال وصاحوا صيحة زأر لها "القاووش"!![/font]
[font=&quot] تركته والشرر يتطاير من عينيه، أهي الغيرة اللئيمة من حظوتنا عند أبي حسن؟ أم هي الطبيعة الكارهة لكل علائق الوجدان في منغلق مكان ٍ لا سلطة للآخر على آخر إلا بالقوة!؟. [/font]
[font=&quot] أعترف الآن أن مفاتيح الرذائل من هذه الفجوات المبهظة لا تقوم إلا على القوة الهاصرة لكلّ أقنوم من أقانيم الفضيلة في اقتناء الحكمة، هذه الكلمة التي فسرها لي المصلح على أنها مَلكُ الحياة و[/font][font=&quot]من غيرها[/font][font=&quot] لا قوة لك!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أمام الوجوه المنخورة كان القاضي يتأنى!، يطالع الإضبارة من دون أن يرف له رمش في عينيه، في اللحظات تلك راحت تشدني دوامات عنيفة إلى قاع الغرق، واللزوجة الرطبة تعيق حركة ذاكرتي أكاد أختنق، أقع، كل المنعطفات تدور الفأس الحادة تهوي على رأسي تعيدني إلى أنات السجين! الجدران المقضبة هي مكاني، لا حياة خارج هذا المكان قبل انقضاء سبع سنواتٍ !.[/font]
[font=&quot] وأمي من فتات سفرها النائي تمدّ يد العون لولدها الذي شعرت حين سمعت بخبر زجه داخل السجن أنه يدفع ضريبة قاسية من انقسام الخلية،التي أسفرت عن انحراف[/font][font=&quot]ه[/font][font=&quot] وغرق[/font][font=&quot]ه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] تريد أن تطوي الخريطة، والخريطة تواجه غول الاستباحات المهولة،وكي تنجو من شظايا المعيقات في عتمة الدخائل، ترسلُ عونها أتعرفين ما قاله المحامي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- سنطعن بالحكم ونطلب الاستئناف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أختي أخبرتني حين زارتني هذه الزيارة والتي ظلت وحيدة أن أمي طلبت من خالتي أم جميل أن توكل محامياً للدفاع عني، من هناك اتصلت بخالتي وطالبتها بالوقوف إلى جانبي، وابن خالتي جميل وسعياً من أبويه نحو تحقيق [/font]​
 
[font=&quot]مستقبله دخل كلية الطب، ونسمة دخلت كلية الحقوق، وأختي وبعد خروج أبي حسن ستدخل كلية الزواج، وأنا بعد انقضاء مدة الحكم سيكون اسمي "خريج سجون"، وأخواي رضوان وناجي يبيعان الجوارب ليلاً على أرصفة التلل وهما يتابعان دراستهما في النهار، ونوال تزوجت! من قالت [/font][font=&quot]إ[/font][font=&quot]نها تحبني حتى الموت تزوجت من ابن عمها، أرغمها أبوها على الزواج، والشمس غاربة عن حياتي فأحدق في الحيطان المتلونة، يجعلني النظر فيها أعيد ترتيب الزمن لكل الوقائع، والأسماء، والتواريخ في اليوم والشهر والسنة.[/font]
[font=&quot] المنكسرون، الظالمون، المظلومون، أحاول أن أقتلع من ذاكرتي ما أكره رائحته!، الفجوة الكسيحة والتي سفحت دماء غربتي وذنوبي التي وطنت عليها عربدتي على نهايةٍ، صهيلُ دمعها ما انفك يغادر!. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] سيخرج أبو حسن، الوسطاء تدخلوا، جعلوا الرجل وأهله يتنازلون عن حقهم، أيام ويودعنا، سينسى غالباً، سيكون أبو غالب البديل، يتجالسان، يتضاحكان، ألمْ يصبحا "نسايب" ؟!. [/font]
[font=&quot] الليلة بالذات تركت أفكاري متأرجحة داخل عتمة المساءات الفارغة ونهضت فزعاً، اقتربت من سريره، أنينه يفصل القلب عن الوريد، عمي ما بك؟ سألته، ثم صرخت أريد الإسعاف، هاتوا الإسعاف، الرجل حرارته مرتفعة إنه يختلج. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] بتملق ٍ أرعن ٍ صاح الداعر:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- آ... "خيو بدنا ننام "!. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أسرعت نحو باب الزنزانة وبدأت أصرخ وأنا أضرب الباب بيدي :[/font]
[font=&quot]- هاتوا الإسعاف، عمي مريض حرارته مرتفعة!. [/font]
[font=&quot] بتململٍ نهض بعض الرجال، نهض أبو حسن واقترب وئيد الخطوات من سريره لمس جبينه ثم قال:[/font]
[font=&quot]- نزلة برد، " طول بالك الناس "بدها" تنام ".[/font]
[font=&quot] نتأ عظم صدغي، فوجئت بالحرس يدخلون، آهٍ من برودة الأعصاب، آه ٍمن كلّ هؤلاء ومنك، أنينك وقع في قلبي يا عمي نقف وجهاً لوجه بكل تفاصيلنا أمام لحظة انكسار ومن دون وجود عاطفة[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] ما هذه القلوب ؟!.[/font]
[font=&quot] حملوه على النقالة، حملوه وتركوني أحمل في صدري وذاكرتي مصرع مازن، موت الشيخ عفريتة، المقبرة،الزنزانة التي تشبه المقبرة خشوعك وأنت ترى الكفن وهو يلّف الجسد البارد!. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] تحولات هائلة حدثت، الرجل الكريم تبدل وجهه، بلا ضوء رأيت ملامحه جيداً، حاولت أن أقنع نفسي بأن ما أراه غير الذي عرفت!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] رغبتُ [/font][font=&quot]في[/font][font=&quot] التقيؤ لأبصق من داخلي يد الأخطبوط الرعن[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] رأيتُ وجهه غليظاً، ابتسامته تقطر خبثاً وضيعاً، شعرتُ بحاجة ماسة إلى الضحك، تمنيتُ في اللحظة تلك أن أفتح صدره لأخرج كلّ ما يملأ كرشه المنتفخ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] جلست على سرير عمي مثل كومة قش ٍرطبةٍ استشرى في داخلها عفن الحقد وما من سبيلٍ غير الانتقام. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] حين عاد الحارس ظهيرة اليوم التالي أخبرنا أن عمي وجيه قد أسلم الروح. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقعت الرصاصة في قلبي، عاودتني الرجفة، هل تسلم الرجل الذي لّطع الشيب رأسه جثمان ولده!؟.[/font]
[font=&quot] أدركت تفاهة الإنسان في مغبة من ظلم الحياة، تلك التي تتواطؤ مع أقدارنا على سحق أفراحنا، أياً كانت قيمتها ومهما تضاءل حجمها، الاثنان غادرا المكان، واحد ترك زمن الحقائق وآخر في زيفٍ من عطاءاته راح في ترفٍ يرقص، فالفتاة مهرها رخيص، ولن ترفض الحياة مع عم ٍ وحماة ٍ وأولادٍ مازالوا قاصرين!. [/font]
[font=&quot] والذي ترك زمن الوقائع برمتها، لّفوا جسده بقماش ٍمن كتان أبيضَ - درجة ثالثة- وهل يهم الميت نوع الدرجات وفي انتظاره دود الأرض!؟. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لم يأبه أحدٌ من السجناء لحالي، فتحوا التلفزيون الذي تركه أبو حسن عربون محبة في وفاء، وفي محاولةٍ لتخبئة حالة الانزعاج التي رافقت قتامة نفسي وصمتها اندسست تحت اللحاف الذي تركه لي الشخص ذاته!، وأنا ألوك أوجاع الزمهرير الذي توغل في داخلي بشكل ما عدت قادراً على الخلاص منه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] تسلقت عرائش حقدي ومقتي وظلم الحياة لعمري صهوة من فرح خفي بدا خفيفاً وخفياً، "هنودة" أبي لم تستقبلها، قال تخاف من رؤية الميت، وتخشى أن تموت عندها، من أشرف على رعاية أيامها الأخيرة الجيران،كأن السماء تستوفي منها بعض ديونها حتى عطف ملك الموت على أخاديدها الجوفاء وما خرج في جنازتها سوى والدي وأخواي وجارتنا أم نوري وبضعة رجال من أصحاب الدكاكين في الحارة!.[/font]
 
[font=&quot] استفزازُ [/font][font=&quot]الآخر امتهانٌ سيئٌ، لذلك بدوت متعباً من عويل الروح ومما تبقى من نبض القلب المجروح،عدتُ وحيداً نظراتهم تأكل انهياراتي القاسية،والذي كنت أخشاه أن تتحول هذه النظرات إلى خناجر تكتسح ما بقي من نبض القلب في خيره، عمي لا تحزن، سأجعلك في تربتك تنام هانئ البال، سأردُّ لك على ذلك الأرعن الوسخ، شعرتُ بذعرك من اقتحامه خلوتك وأنت داخل الحمام، وقف الرجال معه شممتُ رائحة الخطر بغريزة حيوانية، صدقني لن أنام قرير العين حتى أسرق النوم من عيونهم، أنا لست جباناً كما يعتقدون هناك فرق بين الغدر، والانتقام!.[/font]
[font=&quot] كنت مقلوباً رأساً على عقب، الضباب الدخاني يتناثر في أرجاء "القاووش" فخطرت في ذهني فكرة، الرجل الذي تعودنا على مجالسته غاب عن المكان والزمان، لم أصدق أنهم استجابوا، أنا الآن سيد الموقف، بهذه الطريقة كسرت شوكتهم يا غالب كن رجلاً بين هؤلاء الرجال، كانت أصابعهم كبيرة مخيفة، وكنت في قمة نشوتي! بنت الكبة معي دائماً، إذن أنا الرابح دائماً، في اللعب أربح، وفي الحياة أخسر، خسرت نوال، خسرت من عرفت قيمة حبها الآن، غير مرة ضربها أبوها بسبب رفضها الزواج من ابن عمها، المسكينة كانت تنتظرني، تنتظر أن أعود إليها حاملاً المهر والجهاز، لكني لم أفعلْ فأذعنت لرغبة أبيها وعينيها تبحثان عني!.[/font]
[font=&quot] حين أطلقوا سراحي للنوم، نمتُ بعمق ٍأكثر من كلّ مرةٍ، النوم على سرير عمي أعجبني، رائحته مازالت تستوطن "المخدة" والفراش لن تصدقوا إذا قلت لكم أنه كان سعيداً، رأيت قسماته، قسمات رائعة يظللها نور بهي، لست أدري هل رأيته حقيقة؟ أم أني كنت حتى في منامي أتخيله؟.[/font]
[font=&quot] حين استيقظت نزلت عن السرير، شعرت بنفسي رجلاً غادرت[/font][font=&quot]ه[/font][font=&quot] سنون الشباب، بعضهم كان في المطعم، وبعضهم الآخر كان في زيارة خاصةٍ، وبعضهم شمر عن ساعديه، وبدأ عملية غسيل ح[/font][font=&quot]اجاته[/font][font=&quot] والمهندس يوسف والذي اتهموه بتهمة وجود علاقة جنسية داخل مكتبه مع السكرتيرة، كان سجين ذاته المنكسرة، خربوا بيته وأرسلوه مع جوقة من الزغاريد يطوقها طابور من عسكر أمن الدولة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] نهض من مكانه، نهض من وراء صمته المنكسر، وقبل أن يُنهي جملته الأخيرة، اكتب عني يا غالب! عاودني الضحك بلا ابتذال ٍ يا رجل اسكتْ، إنه ابتكار جديد لأحد أشكال الفرعنة، يريدونك مشلولاً يستبدلون أمام عينيك الطيب بالكريه، والجيد بالرديء، وعليك أن توقع حاذر أن تقول لا! أو ما هذا؟ فتلك خيانة!!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] مشى أمامي وبقيت جالساً،لم يلتفت خلفه، ظلاله المكسورة هي التي أزعجتني،أغمضت عينيّ، بكى قلبي، بكى على مستقبلي الضائع على أنقاض العمر الذي بدأ يغطي فتات بياض القادم الآتي!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] الجو باردٌ، برودته تنعش ذاكرتي، غداً يمضي على وفاة عمي ستين يوماً، والرجل الذي صاهر أبي نسيني، اختلق لنسياني حجة انشغاله بترتيب أمور الجهاز والعرس، أدور في المكان نفسه، أرسم صورة المرأة التي ترجلت عن ظهر فرسها، الفارس الذي طاش بين أثداء المعجبات، أغربل من هنا، وأغربل من هناك لأجد أن غربلتي للأشياء لم تنته بعد، تلسعني ذكرياتها المريرة بجلدات لا تطاق! تمس أحاسيسي في أدق تفاصيل عقلي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] القنفذ الرديء يناديني:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - "هه " كاتب "أفندي "... ردْ "خيو"!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لا أردّ عليه، أبقى في عزلتي على سرير عمي،لا أريد الصدام معه وفي غياب الرجال،أريدهم شهوداً، لا مشاهدين لكنه اقترب مني فنزلت من السرير وصرخت في وجهه :[/font]
[font=&quot]- الله يلعنك قملة "معفوسة وبدك عفس "!.[/font]
[font=&quot] سبقني إلى ياقة القميص، شدني من طرفه، فضحكتُ، ضحكتُ وبصوتٍ عالٍ، ارتجفت يده، احترقت قوته مثل قشةٍ بين نارٍ مفاجئةٍ!.[/font]
 
[font=&quot] الأشياء الصدئة بدأت تزاول سقوطها في نفسي، أريد بديل[/font][font=&quot]ا[/font][font=&quot]ً عن الذئب الذي راح يعوي في أذني، أبو عيسى وأبو رائد وأبو حسام بدؤوا يصرخون ضجرين:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- لا نريد مشاكل أخرى، ياغالب أفندي، يكفينا ما رأينا، اترك الغرور.[/font]
[font=&quot] الآن تظهر خفاياكم الباطنة، الآن تقفون مع المعتدي ضد المعتدى عليه، هكذا إذن تقفون جميعكم ضدي !،تريدون ألا أتنفس، أن أغيب في لجةٍ من عويلٍ يجعلني قزماً تافهاً!. [/font]
[font=&quot] الوجوه صارت كلها خفافيش مذنبة يئز صوتها في تلافيف عقلي المنهار، والفعل المنتقم يزحف بهدوءٍ إلى داخلي![/font]
[font=&quot] الآن تفسخت نقمة الطريد المطرود عن شر بات أمراً مقضياً أريدهم مذعورين لا يعرفون كيف يطفئون نيران انتقامي، إني أشيعه بآخر النظرات المنتشية، وأنا أراه مثل فزاعة يسقط عن سريره، وقد انفقأت عيناه!.[/font]
[font=&quot] " الطبجي" يجب أن يموت، عينا "الطبجي" يجب أن تقلعا سأطحن عضوه تحت رحى انتقامي، سأضع في دبره "خازوقا" من حديدٍ ساخن[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] سأحقق بعضاً من عدالةٍ لا يعرفها القاضي، بل كلّ الذين يتفوهون عن حقوق الطفل، صديقي القمر سيمسح دموعي وسينشر أوراق حكايتي من يوم ميلادي حتى آخر رمق في حياتي!!. [/font]
[font=&quot] سيضمني مع كواكبه والنجوم الساجيات، سأرحل عنهم إليه نظيفاً.[/font]
[font=&quot] في مغارة الشيخ عفريتة كان علي يمارس اللواطة مع بعض من الرجال الذين مسخ الله [/font][font=&quot]في[/font][font=&quot] وجوههم [/font][font=&quot]البشاشة[/font][font=&quot]، وحين أخبرت الشيخ محمد قال:[/font]
[font=&quot]- لا علاقة لنا بخصوصيات الآخرين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] الآخر كان يشتري بصمته على المنكر البشع البغيض وجودهم للمعونة في أخذ ثأره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot]هيمنة القوى الشريرة[/font][font=&quot] دونية رخيصة، مليئة بالقذارة الموحلة التي تعدم الحياء في نفس بني آدم، لتفجرها فاجرة كعاهرة لا تستحي من خلع ملابسها أمام جمهورٍ من الرجال ِ وأنت يا حشري ألن تبتعد عني؟ عدْ إلى أحبارك وإبرك، اوشم أكتاف الرجال والشباب، ارسمْ بالوشم، القلب والنعامة والصقر ورأس التنين زينها بأحبارك ورماد س[/font][font=&quot]ك[/font][font=&quot]ائرك، ألا يكفيك جرمك؟!الاعتداء على بنت الجيران! ما تقبضه من هؤلاء سيجعلك تفكر بالعودة سريعاً، صدقني لا حاجة لك بي، دعني وشأني فأدعك وشأنك !.[/font]
[font=&quot] كانت فكرتي جهنمية، وكانت رغبتي في الانتقام تزداد يوماً إثر يوم ٍ، رائحة النار، رائحة النهر، الأجسام المتخشبة، رائحة الجسد، العيون المفقوءة، الضباب الدخاني وتفحم الأرعن سبيلي!.[/font]
[font=&quot] بدأت أجمع المزيد من الأوراق والأكياس التي كان السجناء يرمونها، ترددت كثيراً في ت[/font][font=&quot]مزيق[/font][font=&quot] الرواية التي تركها عمي تحت "مخدته"! لكن حاجتي إليها جعلتني أمزق أوراقها لأضمها إلى ما ادخرته من أشياء تحترق، وبشهية على الاحتراق!.[/font]
[font=&quot] عود الثقاب يشتعل، الضحك يتدحرج على دحرجة فزعهم من هول المفاجأة، صفارات الإنذار تعلو، النيران تلتقطه تحاول ابتلاعه ضحكي يتماوج، يتخافت، ما عدت قادراً على تمييز الوجوه الأصوات تتخبط، كلّ يسعى نحو خلاص نفسه، باب "القاووش" موصدٌ، رائحة الانتقام تنمّ عن حقدٍ تجذرت انكساراته.[/font]
[font=&quot]رجلاه مربوطتان، صراخه يدوي، عيناه تفحمتا شعره ذاب مع دهن رأسه!.[/font]
[font=&quot]كلّ الأشياء انطفأت، كلّ الألوان زالت، هذا الحقد جعلني أسقط وهذا السقوط جعلني زاهداً، أتطلع نحو الموت بتوسل ٍ، فالأقانيم التي هجرت، والأقانيم التي كرهت، كلها صارت مثلي في فم النيران.[/font]
[font=&quot] روحي تنازع الحياة، تضغط على خلاياي العتيقة يذكره عقلي أراه في المسافات البعيدة المنقبضة على آخر ما تبقى لنا من تراحم إنساني أغلقه برتاج الأنانية والعقد التي في داخله من شح الجيب وسواد القلب وشهوة الجسد والذي ما زال مؤطراً بكلمة :[/font]
[font=&quot]- أنا متبرئ منك، اخرج من هنا "اتفووو"، أنت ولد مغضوب.[/font]
[font=&quot] في القبور كلّ الجماجم تتشابه، كلّ الأكفان بيضاء كلّ الأجساد فانية، أمي تعالي كي تخيطي الكفن، أبي اطلب رصاصة الرحمة، [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]الطبجي" مات، ذاكرة الروح مازالت تنتفض، عمي، القمر أختي، هبني يا ملك الموت وسادة للموت الرحيم... أيتها... ال... أ... و... را... ق... لا... ت ح... ترقي!!.[/font]

[font=&quot][/font]
[font=&quot]******************وبس*****************
[/font]

 
الوسوم
إلى السفر القمر حيث روايــة يبكي
عودة
أعلى